الشيخ مظهر.. فقد الجوهر
محمود معوض
السؤال المحير.. مشايخ الأزهر وعلى رأسهم شيخه الكبير لماذا يكرهون الرئيس رغم أنه حد أدني مسلم موحد بالله؟
هل سبب الكراهية يرجع إلى رفض المشايخ دين مرسي الذي يراه الشيخ مظهر دينًا جديدًا؟
أم أن الدين ليس هو القضية بدليل أن مشايخ الأزهر وعلى رأسهم شيخ الأزهر يحبون من قلوبهم قيادات الأديان الأخرى بل ويعتلون منابرها مثل الشيخ مظهر الذي كان لسان حاله يقول: أنا الذي عندما أضع العمامة تعرفوني.. فهو إسلامي من حيث المظهر أما الحقيقية فهو ليبرالي يحمل ملامح علمانية جذّابة تكسو وجه تجميل...
الشيخ مظهر يتظاهر بالوسطية ويتبجح في الهجوم على رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي درة الإسلاميين الأصلاء وليس الإسلاميين الأدعياء الذين يتعاملون مع وسطية الأزهر على أنها إمساك للعصا من الوسط..
لكن لابد أن نعترف بعبقرية الشيخ مظهر الذي نجح في تحويل منبر صلاة الجمعة المقدس على أرض ميدان التحرير التي لا اغتصاب فيها إلى قناة فضائية أرضية معادية للحكم الإسلامي على طول الخط تابعة لمحمد الأمين فعلًا ليس كل من لبس الجبة والقفطان يمكن أن ينال الاحترام..
كيف ينال الاحترام وهو الذي تكفل بدفع الكفالة للفخراني الذي تفخر به الميليشيات في كل المحافظات وليس في مدينته المستقلة بالمحلة الكبرى..
كيف ينال الشيخ مظهر الاحترام بعد أن أصبح متحدثًا دينيًا باسم جبهة الإنقاذ التي لا تعرف لا الدين ولا الأخلاق ولا حتى الإخلاص للوطن..
لم أشعر بالدهشة وأنا أرى علمانيًا يرقص على المنبر لكنني أشعر بالحسرة وأنا أرى شيخًا غير جليل يهبط إلى أدنى مستويات الأدب في الخطاب مع أسياده الذين لا يُباعون ولا يُشترون.
القضية ليست في الشيخ مظهر وهو في الأصل مقيم شعائر قفز إلى عمر مكرم فهو لا يساوى جناح بعوضة..
القضية الملحة أنه يجب على الحكومة المسئولة أن تعيد ترتيب أولويتها في التطهير ضمانًا لاستمرار الثورة وأرى أن تطهير مشيخة الأزهر يجب أن يبدأ وبالتوازي مع تطهير القضاء وتطهير الداخلية وتطهير الإعلام إذا كنّا بالفعل نريد إصلاحًا حقيقًا..
وللتاريخ فإنه لو تم عمل حصر لمؤسسات النفاق في عصر مبارك لكانت مشيخة الأزهر في الصدارة فهي القربى للرؤساء كي لا يغضب الله عليهم..
والتاريخ حافل بالمواقف المؤسفة لمشيخة الأزهر والتي لا يتسع المقال لذكرها.. إلا أن الشعار الحقيقي للإصلاح يجب أن يبدأ من شعار "الشعب يريد تطهير الأزهر"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق