الأربعاء، 7 أغسطس 2013

دمروا الإسلام أبيدوا أهله




رسالة تصور الحقد الغربي على الإسلام والمسلمين وموقفهم السلبي من الإسلام، وعمل قادتهم على تدمير الإسلام ومخططاتهم لذلك، ويطرح المؤلف في الأخير سؤالاً: هل هناك تغيير في موقف الغرب تجاه الإسلام وأهله؟ ثم يجيب عليه.

كتبت هذه الأسطر والإسلام يعاني إحدى الهجمات الشرسة، لكن رغم المساحيق التي كثيراً ما يضعها قادة الغرب الآن على وجوههم لإخفاء حقيقة ما يكنونه لديننا الحنيف إلا أن بركان الحقد الذي يغلي في صدورهم لا يفتأ أن يرمي في كل حين بحممه في وجوهنا، فلا أحد ينسى ما قاله رئيس فرنسا ميتران حول البوسنة عندما كانت تعاني أقصى أنواع المجازر الصربية الصليبية يقول: "لم نسمح بقيام دولة إسلامية في أوروبا مهما كان الثمن". 


كما لا أحد يتغافل أو يتجاهل ما قاله رئيس أمريكا الحالي "أننا نهيئ لحرب صليبية ضد الإسلام".





مقدمة الكاتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
صرخة


إلى كل مخلص في هذه الأمة:
إلى القادة والزعماء في كل مكانٍ من العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:
أعداؤنا يقولون: يجب أن ندمّر الإسلام لأنه مصدر القوة الوحيد للمسلمين، لنسيطر عليهم ، الإسلام يخيفنا، ومن أجل إبادته نحشد كل قوانا، حتى لا يبتلعنا ..
فماذا تفعلون أنتم أيها القادة والزعماء ؟!!..
بالإسلام تكتسحون العالم – كما يقول علماء العالم وسياسيوه – فلماذا تترددون ..؟! خذوه لعزتكم، لا تقاوموه فيهلككم الله بعذابه، ولا بد أن ينتصر المؤمنون به … اقرأوا إن شئتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تكون نبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضي ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ثم يكون ملكاً عضوضاً (وراثياً) ما شاء الله له أن يكون ثم ينقضى ، ثم تكون جبرية (ديكتاتوريات) ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تعم الأرض".
أيها السادة والقادة في دول العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:
كونوا أعوان الإسلام لا أعداءه .. يرضى الله عنكم، ويرضي الناس عنكم، وتسعدوا .. وتلتف حولكم شعوبكم لتقودوها نحو أعظم ثورة عالمية عرفها التاريخ.
أيها السادة والقادة:
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو قريشاً لتكون معه، كان يَعِد رجالاتها أن يرثوا بالإسلام الأرض، فأبى من أبى، وماتوا تحت أقدام جيوش العدل المنصورة التي انساحت في الأرض … وخلدهم التاريخ، لكن أين ... في أقذر مكان منه ، يلعنهم الناس إلى يوم الدين ، وعذاب جهنم أشد وأنكى …
ووعدنا رسول الله أن يعم ديننا الأرض ، وسيعم بدون شك.
فلا تكونوا مع من سيكتبهم التاريخ من الملعونين أبد الدهر، بل كونوا مع المنصورين الخالدين.
والله غالب على أمره … ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

طرابلس في 15 /8/ 1974

قادة الغرب يقولون

" دمّروا الإسلام أبيدوا أهله "
لـ/عبد الودود يوسف*
(جلال العالم)



مقدمة

د. محمد بسام يوسف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المجاهدين، وإمام المتقين، وعلى من سار على دربه، وجاهد جهاده، واتقى تقاه.. إلى يوم الدين.منذ ما يقرب من عشرين عاماً دوّت صرخة مخلصة انطلقت من بلاد الشام.. من دمشق الشامخة أن استيقظوا أيها المسلمون.. فقادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!..صرخة تجلجلت في كل مكان من عالمنا العربي والإسلامي، بأن الغرب لم يتغير.. فهو يسعى للسيطرة على كل شيء في هذا العالم الإسلامي: على الإنسان والثروات ومصادر القوة.. وهذا الغرب لا يرى في إنسان هذه البقعة من الأرض إلا مارداً يملك مصدر قوة عظيمة، إن عمل بها فإنه سيحرر البشرية جمعاء من ظلمه وحقده وعسفه وجبروته.. ومصدر هذه القوة العظيمة هو: الإسلام الذي يخيف هذا الغرب الحاقد.. فيسعى لحشد كل إمكاناته وطاقاته لإبادته وأهله.صرخة سطرها شقيقي (عبد الودود يوسف) في كتاب سماه:قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!..وكان لابد –في ذلك الوقت- من استخدام اسم لمؤلف لا وجود له "جلال العالم" لأن الظروف كانت تقتضي ذلك، ولأن الكلمة الحرة مخنوقة، والمرحلة شديدة الظلام.. فكان لابد من أن يستخدم صاحب الكتاب (الصرخة) اسماً مستعاراً..والآن، وبعد ما يقرب من عشرين عاماً، وبعد أن دفع خلالها شقيقي صاحب الكتاب ثمن مواقفه وجهاده وعمله لرفعة هذا الإسلام في سبيل الله، وبعد أن غيّب في زنازين النواطير.. نواطير الغرب الحاقد منذ أكثر من عقد من الزمان.. بعد كل ذلك لم أجد بداً من أن أعمل على نشر هذه الصرخة باسم صاحبها الحقيقي.. إحقاقاً للحق.. وحفظاً للحقوق..وإنني –ونيابة عن شقيقي- أفوض دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع باتخاذ كافة الإجراءات لإعادة طبع ونشر وتوزيع هذا الكتاب باسم صاحبه: عبد الودود يوسف.. وأدعو كافة دور النشر التي طبعته ونشرته مرات متتالية إلى التوقف عن ذلك، كما أدعوهم إلى العمل على رد كافة الحقوق لأصحابها، وأرجو العلي القدير أن يجزيهم على ذلك خير الجزاء، ويثبتهم، ويكتب لنا جميعاً الخير كله..* * *تُرى!.. بعد أن انقضت كل تلك السنين منذ أن سُطرت الصرخة: قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!.. بعد كل ذلك، ماذا تغير؟!.. وماذا نرى من حولنا نحن المسلمين.إننا أينما نظرنا من حولنا لا نرى إلا مكر الغرب وحقده، ولا نشم إلا رائحة مؤامراته التي تسعى للنيل من إسلامنا العظيم..وها هي ذي أمة الإسلام تمر في مرحلة بلغت فيها أحقاد الغرب أبشع صورها، فانكشفت أقنعة كثيرة عن طغيان لا مثيل له، واشتد عتو هذا الغرب، فازداد شراسة وجبروتاً في محاربة أمة الإسلام.. إنه الغرب نفسه، الذي يسعى ويعمل منذ عقود وعقود، كي لا تقوم لهذه الأمة قائمة، وحتى تبقى مُسخرة، بإنسانها وثرواتها ومصادر قوتها، لخدمته وخدمة طغيانه وسيطرته.. إنه الغرب نفسه الذي نراه، ونرى آثار مكره ولؤمه في كل مكان من عالمنا الإسلامي.. وهدفه واحد منذ عقود وعقود من السنين: دمروا الإسلام.. أبيدوا أهله!..يقول حاييم هيرتزوغ (رئيس كيان يهود في فلسطين السليبة) في خطاب ألقاه في ستراسبورغ في أوائل شباط/ 1992 أمام البرلمان الأوروبي:"إن زعماء الغرب لا يفهمون الشرق الأوسط.. إن الأصولية الإسلامية هي أكبر خطر يواجه العالم"..وتنشر صحيفة (ذاغلوب أندميل) الكندية في نيسان/1992 مقالات تحذر فيه من تزايد قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين.وها هي ذي (النيوزويك) تحذر الأوروبيين وتحرضهم في شباط/1992 ضد الجاليات الإسلامية عندما تصفهم بقولها: "إن المسلمين في أوروبة يمثلون رأس حربة أيديولوجية عدوانية اقتحامية..".وها هي ذي (الواشنطن بوست) تنشر مقالاً بعنوان: "الإسلام العدو رقم واحد للغرب".وصحيفة (كريستيان سانس مونيتور) تنشر مقالاً تنوه فيه "إلى أن العرب من جميع الطبقات يتحولون إلى جذورهم الأساسية، وإن الغرب يرى أن الحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية نذير شؤم يهدده"..وها هو ذا رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي يصرح بأنه "يشارك شامير (رئيس وزراء يهود) قلقه الشديد من تزايد مخاطر الأصولية الإسلامية داخل الكيان الصهيوني، وفي الدول العربية المجاورة له"..ومعهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي ينظم الندوات تحت عنوان: "الخطر الإسلامي وتهديده للحضارة الغربية"..نعم.. إنه الغرب نفسه الذي لا نرى إلا طغيانه.. ولا نشم إلا رائحة حقده وجبروته..ولكن: (ويمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين..)ولعل الله تعالى يعيننا لنتطرق لهذه المؤامرات بالتفصيل في طبعات مزيدة قادمة بإذن الله..(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس، ويبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب أليم..). صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين..
نقدم لكم المتن بالموضوع مباشرة ومقدمة الكاتب مصدره بالموضوع ثم تعليق أخو الكاتب والأن مع نقل المتن بترتيب الكاتب الأصلي وبدون أى تعليقات أو زيادات:

انظروا كيف يحقدون!!..

إن المتتبع لتاريخ العلاقات ما بين الغرب وشعوب الإسلام، يلاحظ حقداً مريراً يملأ صدر العرب حتى درجة الجنون، يصاحب هذا الحقد خوف رهيب من الإسلام إلى أبعد نقطة في النفسية الأوربية.
هذا الحقد، وذلك الخوف، لا شأن لنا بهما إن كانا مجرد إحساس نفسي شخصي، أما إذا كانا من أهم العوامل التي تبلور مواقف الحضارة الغربية من الشعوب الإسلامية، سياسياً، واقتصادياً، وحتى هذه الساعة، فإن موقفنا يتغير بشكل حاسم.
سوف تشهد لنا أقوال قادتهم أن للغرب، وللحضارة الغربية بكل فروعها القومية، وألوانها السياسية موقفاً تجاه الإسلام لا يتغير، إنها تحاول تدمير الإسلام، وإنهاء وجود شعوبه دون رحمة.
حاولوا تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا.. ثم ليعودوا إلينا، بجيوش حديثة، وفكر جديد.. وهدفهم تدمير الإسلام من جديد..
كان جنديهم ينادي بأعلى صوته، حين كان يلبس بزّة الحرب قادماً لاستعمار بلاد الإسلام:
أماه..
أتمي صلاتك.. لا تبكي..
بل اضحكي وتأملي..
أنا ذاهب إلى طرابلس..
فرحاً مسروراً..
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة..
سأحارب الديانة الإسلامية...
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن...(1).
* * *
وانتصرت جيوش الحقد هذه على أمة الإسلام التي قادها أسوأ قادة عرفهم التاريخ.. اضطهدوا أممهم حتى سحقوها..
انتصرت جيوش الغرب بعد أن ذلل لها هؤلاء الحكام السبيل..
فماذا فعلت هذه الجيوش؟..
استباحت الأمة كلها، هدمت المساجد، أو حولتها إلى كنائس، ثم أحرقت مكتبات المسلمين.. ثم أحرقت الشعوب نفسها..
لنقرأ ما كتبه كتّابهم أنفسهم حول ما فعلوه أو يفعلونه بالمسلمين، ولن نستعرض هنا إلا بعض النماذج فقط.. من أنحاء مختلفة من عالمنا الإسلامي المستباح:
1- في الأندلس:
تقول الدكتورة سيجريد هونكه:
في 2 يناير 1492 رفع الكاردينال "دبيدر" الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة الناصرية، فكان ذلك إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على إسبانيا.
وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوروبا طوال العصور الوسطى، وقد احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين لفترة وجيزة، ثم باشرت عملية القضاء على المسلمين وحضارتهم وثقافتهم..
لقد حُرّم الإسلام على المسلمين، وفُرض عليهم تركه، كما حُرّم عليهم استخدام اللغة العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كان يحرق حياً، بعد أن يعذب أشد العذاب(2).
وهكذا انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في إسبانيا مسلم واحد يُظهر دينه.
لكن كيف كانوا يعذبون؟!!.. هل سمعت بدواوين التفتيش.. إن لم تكن قد سمعت فتعال أعرفك عليها.
بعد مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس، أرسل نابليون حملته إلى إسبانيا وأصدر مرسوماً سنة 1808 بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الإسبانية.
تحدث أحد الضباط الفرنسيين فقال:
أخذنا حملة لتفتيش أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها ديوان تفتيش، وكادت جهودنا تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها، فلم نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش، فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، كان الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس، توشك عيناه أن تطفرا بالدموع، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت (دي ليل) استمهلني قائلاً: 
-أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن؟!! 
قلت له: فتنشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً، فماذا تريد يالفتنانت؟!.. 
قال: إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرفة فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها.
عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضباط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة، عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة، وكنا نراقب الماء، فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف، فصعق الضابط "دي ليل" من شدة فرحه، وقال: 
- ها هو الباب، انظروا،
فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة، يفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير.
أخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة.
وفتح الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضيء أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع راهب يسوعي يده على كتفي متلطفاً، وقال لي: 
- يا بني لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة.
قلت له: يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى من النجس منا، ومن القاتل السفاك؟!!.
وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مربعة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من رخام، وبه حلقة حديدية ضخمة، ربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها.
وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء، ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض.
رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتقزز طوال حياتي.
رأينا غرفاً صغيرة في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممدداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي.
وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها.
كان السجناء رجالاً ونساء، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم، وهم في الرمق الأخير من الحياة.
كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عراة، حتى اضطر جنودنا أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.
أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور.
ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، ثم عظام الرأس والصدر واليدين تدريجياً، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين.
ثم عثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، وفي كل دقيقة نقطة وقد جن الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.
وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة، كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره، فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين وقطعه إرباً إرباً.
كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنف حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.
وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم(3).
هذا العذاب كان موجهاً ضد الطوائف المخالفة من المسيحيين فماذا كانوا يفعلون بالمسلمين؟؟.. أشد وأنكى لا شك..
* * *
2- دواوين التفتيش في البلاد الإسلامية:
ويبدو أن دواوين التفتيش هذه قد انتقلت إلى بقاع العالم الإسلامي، ليسلطها حكام مجرمون فجرة على شعوبهم، فقد ذكر لي شاهد عيان بعض أنواع التعذيب التي كانت تنفذ في أحد البلدان الإسلامية ضد مجموعة من العلماء المجاهدين فقال:
بعد يوم من التعذيب الشديد ساقنا الزبانية بالسياط إلى زنزاناتنا، وأمرنا الجلادون أن نستعد ليوم آخر شديد.. صباح اليوم التالي أمرنا الجلادون أن نخرج فوراً، كنا نستجمع كل قوتنا في أقدامنا الواهنة هرباً من السياط التي كانت تنزل علينا من حرس كان عددهم أكبّر منا.
وأخيراً أوقفونا في سهل صحراوي، تحت أشعة الشمس اللاهبة، حول كومة من الفحم الحجري، كان يعمل الحرس جاهدين لإشعالها، وقرب النار مصلبة خشبية تستند إلى ثلاثة أرجل.
اشتعلت كومة الفحم الحجري حتى احمرت، فجأة سمعنا شتائم تأتي من بعيد، التفتنا فوجدنا خمسة من الحرس يقودون شاباً عرفه بعضنا، كان اسمه "جاويد خان أمامي" أحد علماء ذلك البلد.امتلأ الأفق بنباح كلاب مجنونة، رأينا عشرة من الحرس يقودون كلبين، يبلغ ارتفاع كل واحد منهما متراً، علمنا بعد ذلك أنهما قد حرما من الطعام منذ يومين.
اقترب الحرس بالشاب جاويد من كومة النار الحمراء، وعيناه مغمضتان بحزام سميك، كنا نتفرج أكثر من مائة سجين، ومعنا أكثر من مائة وخمسين من الحرس، معهم البنادق والرشاشات، فجأة اقترب من الشاب جاويد عشرة من الحراس، أجلسوه على الأرض، ووضعوا في حضنه مثلثاً خشبياً ربطوه إليه ربطاً محكماً، بحيث يبقى قاعداً، لا يستطيع أن يتمدد، ثم حملوه جميعاً، وأجلسوه على الجمر الأحمر، فصرخ صرخة هائلة، ثم أغمي عليه.
سقط منا أكثر من نصفنا مغمى عليهم، كانوا يصرخون متألمين.. وعست رائحة شواء لحم جاويد المنطقة كلها، ومن حسن حظي أنني بكيت بكاءً مراً، لكنني لم أصب بالإغماء، لأرى بقية القصة التي هي أفظع من أولها.
حُمل الشاب، وفكت قيوده وهو غائب عن وعيه، وصلب على المصلبة الخشبية، وربط بها بإحكام، واقترب الجلادون بالكلبين الجائعين، فكوا القيود عن أفواههما، وتركوهما يأكلان لحم ظهر جاويد المشوي، بدأت أشعر بالانهيار، إنه ما زال حياً والكلاب تأكل لحمه، فقدت وعيي بعدها..
لم أفق إلا وأنا أصرخ في زنزانتي كالمجنون، دون أن أشعر.. جاويد. جاويد.. أكلتك الكلاب يا جاويد.. جاويد.. كان إخواني في الزنزانة قد ربطوني وأحاطوا رأسي وفمي بالأربطة حتى لا يسمع الجلادون صوتي فيكون مصيري كمصير جاويد، أو كمصير شاهان خاني الذي أصيب بالهستيريا مثلي، فأصبح يصرخ جاويد.. جاويد.. فأخذه الجلادون ووضعوا فوقه نصف برميل مملوء بالرمل، ثم سحبوه على الأسلاك الشائكة التي ربطوها صفاً أفقياًـ، فمات بعد أن تقطع لحمه ألف قطعة، وهو يصرخ: الله أكبر.. الله أكبر.. لابد أن ندوسكم أيها الظالمون..
وأخيراً أغمي عليّ..
فتحت عيوني.. فوجئت أنني في أحد المشافي، وفوجئت أكثر من ذلك بسفير بلدي يقف فوق رأسي، قال لي: 
-كيف حالك؟ يبدو أنك ستشفى إن شاء الله، لو لم تكن غريباً عن هذه البلاد لما استطعت إخراجك.. فاجأني سائلاً: لكن بالله عليك، قل لي: من هو هذا جاويد الذي كنت تصرخ باسمه؟ أخبرته بكل شيء فامتقع لونه حتى خشيت أن يغمى عليه.
لم نكمل حديثنا إلا والشرطة تسأل عني.. اقترب من سريري ضابط بوليس، وسلمني أمراً بمغادرة البلاد فوراً، ولم تنجح تدخلات السفير في ضرورة إبقائي حتى أشفى، حملوني ووضعوني في باخرة أوصلتني إلى ميناء بلدي، كنت بثياب المستشفى، ليس معي أي وثيقة تثبت شخصيتي، اتصلت بأهلي تلفونياً، فلما حضروا لم يعرفوني لأول وهلة، حملوني إلى أول مستشفى، بقيت فيه ثلاثة أشهر في بكاء مستمر، ثم شفاني الله..
وأنهى المسكين حديثه قائلاً:
بقي أن تعرف أن مدير السجون يهودي، والمسؤول عن التعذيب خبير ألماني نازي، أطلقت تلك الحكومة في ذلك البلد الإسلامي يده يفعل في علماء المسلمين كيف يشاء..
* * *
3- ومن الحبشة أمثلة أخرى:
استولت الحبشة على أرتيريا المسلمة بتأييد من فرنسا وإنكلترا.. فماذا فعلت فيها؟؟!.
صادرت معظم أراضيها، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة، كان الإقطاعي والكاهن مخولين بقتل أي مسلم دون الرجوع إلى السلطة، فكان الإقطاعي أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم في الوقت الذي يريد..
فُتحت للفلاحين المسلمين سجون جماعية رهيبة، يجلد فيها الفلاحون بسياط تزن أكثر من عشرة كيلو غرامات، وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يلقون في زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر، وعندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف، لأن ظهورهم أخذت شكل القوس..
كل ذلك كان قبل استلام هيلاسيلاسي السلطة في الحبشة، فلما أصبح إمبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاماً، وتباهى بخطته هذه أمام الكونغرس الأمريكي.
سن تشريعات لإذلال المسلمين منها: أن عليهم أن يركعوا لموظفي الدولة وإلا يقتلوا..
أمر أن تستباح دماؤهم لأقل سبب، فقد وجد شرطي قتيلاً قرب قرية مسلمة، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلها وأحرقتهم مع قريتهم، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول، الذي اعتدى على زوجته، حاول أحد العلماء واسمه الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال، واختفى في الغابات، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم في أكواخ من الحشيش والقصب، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً.
ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله، من ذلك إطفاء السجائر في عينيه وأذنيه، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق، وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاؤه جريحاً قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.
وأصدر هيلاسيلاسي أمراً بإغلاق مدارس المسلمين وأمر بفتح مدارس مسيحية وأجبر المسلمين على إدخال أبنائهم فيها ليصبحوا مسيحيين.
عين حكّاماً فجرة على مقاطعات أرتيريا منهم واحد عَّينه على مقاطعة جمّة، ابتدأ عمله بأن أصدر أمراً أن لا يقطف الفلاحون ثمار أراضيهم إلا بعد موافقته، وكان لا يسمح بقطافها إلا بعد أن تتلف، وأخيراًَ صادر 90% من الأراضي، أخذ هو نصفها وأعطى الإمبراطور نصفها، ونهب جميع ممتلكات الفلاحين المسلمين..
أمرهم أن يبنوا كنيسة كبرى في الإقليم فبنوها.. ثم أمرهم أن يعمروا كنيسة عند مدخل كل قرية أو بلدة ولم يكتف بذلك بل بنى دوراً للعاهرات حول المساجد ومعها الحانات التي كان يسكر فيها الجنود، ثم يدخلون إلى المساجد ليبولوا بها ويتغوطوا، وليراقصوا العاهرات فيها وهم سكارى.
كما فرض على الفلاحين أن يبيعوا أبقارهم لشركة أكودا اليهودية.
كافأه الإمبراطور على أعماله هذه بأن عَّينه وزيراً للداخلية..
كانت حكومة الإمبراطور تلاحق كل مثقف مسلم لتزجه في السجن حتى الموت، أو تجبره على مغادرة البلاد حتى يبقى شعب أرتيريا المسلم مستعبداً جاهلاً، وغير ذلك كثير(4).
4- ومن بنغلاديش:
قتل الجيش الهندي الذي كان يقوده يهود عشرة آلاف عالم مسلم بعد انتصاره على جيش باكستان عام 1971، وقتل مائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية، وموظفي الدولة، وسجن خمسين ألفاً من العلماء وأساتذة الجامعات، وقتل ربع مليون مسلم هندي هاجروا من الهند إلى باكستان قبل الحرب، وسلب الجيش الهندي ما قيمته (30) مليار روبية من باكستان الشرقية التي سقطت من أموال الناس والدولة(5).
ولن نتعرض هنا لأشكال التعذيب التي صبها الجيش الهندي على المسلمين العزل في ما دعي بعد ذلك ببنغلاديش.
* * *
والأمثلة من كل مكان من العالم الإسلامي، يكاد الصدر يتفجر ضيقاً من تذكرها.
لكنها بداية الخلاص إن شاء الله.. إنها سياط اليقظة التي ستذهب نوم القرون، وتخرج من تحت الأرض سكان القبور، وما ذلك على الله بعزيز.
نتساءل أخيراً:
هل مواقف الغرب وأتباعه التي رأيناها هي مواقف عاطفية استثنائية؟!..
لا.. إنها مواقف مقررة مسبقاً في فكر الغرب وعقول قادته.. يمارسها الغربيون وأتباعهم عن تصميم واقتناع كامل، وبإرادة واعية تماماً.. وعن عمد.. ولماذا ذلك كله..؟!!
هذا ما سنبينه بوضوح في هذه الدراسة التي سنبنيها على أقوال قادة الغرب فقط.. دون أن ندخل فيها أي اجتهاد أو استنتاج لتسهل الحجة، ويظهر الحق، ويستنير طريق المضللين الذين يمارسون بأيديهم إبادة مقومات القوة في أممهم ليسهلوا على العدو الكبير المتربص التهامها.
وما أفظعها من مهمة يمارسها العملاء.. حين يدمرون أممهم، ثم يدفعونها في فم الغول الاستعماري البشع.. ليلتهمها.. فيارب متى ينتبهون..؟!!.
* * *
موقف الغرب من الإسلام
الحروب الصليبية مستمرة:
يبني الغرب علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينه:
1- فسياسة أمريكا معنا تخطط على هذا الأساس:
يقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967:
"يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية، لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصورة مختلفة، ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي".
"إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها، إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية(6).
2- والحرب الصليبية الثامنة قادها اللنبي:
يقول باترسون سمث في كتابه "حياة المسيح الشعبية" 
"باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك حينما بعثت إنكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة، إن حملة اللنبي على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة"(7).
لذلك نشرت الصحف البريطانية صور اللنبي، وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: (اليوم انتهت الحروب الصليبية).
ونشرت هذه الصحف خبراً آخر يبين أن هذا الموقف ليس موقف اللنبي وحده بل هو موقف السياسة الإنكليزية كلها، قالت الصحف:
"هنأ لويد جورج وزير الخارجية البريطاني الجنرال اللنبي في البرلمان البريطاني، لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية، التي سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة.
3- والفرنسيون أيضاً صليبيون:
فالجنرال غورو عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي، وركله بقدمه وقال له: (ها قد عدنا يا صلاح الدين)(8).
ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم:
"إنها معركة بين الهلال والصليب"(9).
4- وحزب الكتائب وشمعون يعتبرون أن حرب لبنان هي حرب صليبية.
5- وقالوا عام 1967 بعد سقوط القدس:
قال راندولف تشرشل:
لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس الشرقية قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود(10).
6- والصهاينة أيضاً:
عندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967 تجمهر الجنود حول حائط البراق (المبكى المزعوم عندهم)، وأخذوا يهتفون مع موشي دايان: هذا يوم بيوم خيبر.. يا لثارات خيبر.
وتابعوا هتافهم: حطوا المشمش عالتفاح، دين محمد ولّى وراح.
وهتفوا أيضاً: محمد مات.. خلَّف بنات..
كل ذلك دعا الشاعر محمد الفيتوري إلى نظم قصيدته الرائعة مخاطباً نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم:
يا سيدي..
عليك أفضل الصلاة والسلام..
من أمة مُضاعة..
تقذفها حضارة الخراب والظلام..
يا سيدي..
منذ ردمنا البحر بالسدود..
وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود..
متنا..
وداست فوقنا ماشية اليهود..(11).
7- واستغلت إسرائيل صليبية الغرب:
خرج أعوان إسرائيل في باريس بمظاهرات قبل حرب الـ1967 يحملون لافتات، سار تحت هذه اللافتات جان بول سارتر، كتبوا على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين، هما: "قاتلوا المسلمين".
فالتهب الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط.. كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدة كتب عليها "هزيمة الهلال" بيعت بالملايين.. لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة، وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين(12).
* * *
الجـدار الصلـب
نتساءل هنا:
هل يشن الغرب حرباً صليبية على العالم الإسلامي استجابة لظروف تاريخية التحم فيها الإسلام مع المسيحية، وانتزع من المسيحية أممها وعواصمها؟؟
أم أن هناك عوامل أخرى تدفع الغرب إلى شن حروبه الصليبية ضد عالم الإسلام؟..
ويبدو من تصريحات قادة الغرب أنهم يشنون الحرب على الإسلام لعوامل أخرى.
إنهم يرونه الجدار الصلب الذي يقف في وجه سيطرتهم على العالم واستغلالهم له:
1- فهم يرونه الجدار الوحيد أمام الاستعمار: يقول لورنس براون:
"إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي"(13).
ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً:
"ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق"(14).
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:
"إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون اللغة العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم"(15).
2- ويرون أن الإسلام هو الجدار الذي يقف في وجه النفوذ الشيوعي:
في افتتاحية عدد 22 أيار عام 1952 من جريدة "كيزيل أوزباخستان "الجريدة اليومية للحزب الشيوعي الأوزباخستاني ذكر المحرر ما يلي:
"من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائياً"(16).
3- ويرون أنه الجدار الذي يحول دون انتشار المسيحية وتمكن الاستعمار من العالم الإسلامي:
يقول أحد المبشرين:
إن القوة الكامنة في الإسلام هي التي وقفت سداً منيعاً في وجه انتشار المسيحية، وهي التي أخضعت البلاد التي كانت خاضعة للنصرانية(17).
ويقول أشعيا بومان في مقالة نشرها في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية:
لم يتفق قط أن شعباً مسيحياً دخل في الإسلام ثم عاد نصرانياً(17).
وقال خروتشوف في حديثه مع الثوار الجزائريين:
كان الإسلام يحتفظ بثوريته لأنه دين الشعوب المستضعفة، دين الشعوب الثائرة، الدين الذي يتعرض للاضطهاد والمحاربة على يد صليبية أوربا الصليبية(18). 
4- ويرون أن الإسلام هو الخطر الوحيد أمام استقرار الصهيونية وإسرائيل:
يقول بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل سابقاً: 
إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد(19).
وحدّث ضابط عربي كبير وقع أسيراً في أيدي اليهود عام 1948 أن قائد الجيش اليهودي دعاه إلى مكتبه قبيل إطلاق سراحه، وتلطف معه في الحديث.
سأله الضابط المصري: هل أستطيع أن أسأل: لماذا لم تهاجموا قرية صور باهر؟ وصور باهر قرية قريبة من القدس. 
أطرق القائد الإسرائيلي إطراقة طويلة ثم قال: أجيبك بصراحة، إننا لم نهاجم صور باهر لأن فيها قوة كبيرة من الإخوان المسلمين المتعصبين. 
دهش الضابط المصري، وسأل فوراً: وماذا في ذلك؟ لقد هجمتم على مواقع أخرى فيها قوات أكثر .. وفي ظروف أصعب!.
أجابه القائد الإٍسرائيلي: إن ما تقوله صحيح، لكننا وجدنا أن هؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين المتعصبين يختلفون عن غيرهم من المقاتلين النظاميين، يختلفون تماماً، فالقتال عندهم ليس وظيفة يمارسونها وفق الأوامر الصادرة إليهم، بل هو هواية يندفعون إليها بحماس وشغف جنوني، وهم في ذلك يشبهون جنودنا الذين يقاتلون عن عقيدة راسخة لحماية إسرائيل. 
ولكن هناك فارقاً عظيماً بين جنودنا وهؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين، إن جنودنا يقاتلون لتأسيس وطن يعيشون فيه، أما الجنود المتطوعين من الإخوان المسلمين فهم يقاتلون ليموتوا، إنهم يطلبون الموت بشغف أقرب إلى الجنون، ويندفعون إليه كأنهم الشياطين، إن الهجوم على أمثال هؤلاء مخاطرة كبيرة، يشبه الهجوم على غابة مملوءة بالوحوش، ونحن لا نحب مثل هذه المغامرة المخيفة، ثم إن الهجوم عليهم قد يثير علينا المناطق الأخرى فيعملون مثل عملهم، فيفسدون علينا كل شيء، ويتحقق لهم ما يريدون. 
دهش الضابط المصري لإجابة القائد الإسرائيلي، لكنه تابع سؤاله ليعرف منه السبب الحقيقي الذي يخيف اليهود من هؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين. 
قال له: قل لي برأيك الصريح، ما الذي أصاب هؤلاء حتى أحبوا الموت، وتحولوا إلى قوة ماردة تتحدى كل شيء معقول؟!!.
أجابه الإسرائيلي بعفوية: إنه الدين الإسلامي يا سيادة الضابط. 
ثم تلعثم، وحاول أن يخفي إجابته، فقال: 
إن هؤلاء لم تتح لهم الفرصة كما أتيحت لك، كي يدرسوا الأمور دراسة واعية تفتح عيونهم على حقائق الحياة، وتحررهم من الخرافة وشعوذات المتاجرين بالدين، إنهم لا يزالون ضحايا تعساء لوعد الإسلام لهم بالجنة التي تنتظرهم بعد الموت. 
وتابع مسترسلاً: إن هؤلاء المتعصبين من الإخوان المسلمين هم عقدة العقد في طريق السلام الذي يجب أن نتعاون عليه وهم الخطر الكبير على كل جهد يبذل لإقامة علاقات سليمة واعية بيننا وبينكم. 
وتابع مستدركاً، وكأنه يستفز الضابط المصري ضد هؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين: تصور يا سيدي أن خطر هؤلاء ليس مقتصراً علينا وحدنا، بل هو خطر عليكم أنتم أيضاً، إذ أن أوضاع بلادكم لن تستقر حتى يزول هؤلاء، وتنقطع صرخاتهم المنادية بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله، هذا المنطق الذي يخالف منطق القرن العشرين، قرن العلم وهيئة الأمم والرأي العام العالمي، وحقوق الإنسان. 
واختتم القائد الإسرائيلي حديثه بقوله:
- يا سيادة الضابط، أنا سعيد بلقائك، وسعيد بهذا الحديث الصريح معك، وأتمنى أن نلتقي لقاءً قادماً، لنتعاون في جو أخوي لا يعكره علينا المتعصبون من الإخوان المسلمين المهووسين بالجهاد وحب الاستشهاد في سبيل الله(20). 
5- ويرون أن بقاء إسرائيل مرهون بإزالة المتمسكين بالإسلام :
يقول الكاتب الصهيوني (إيرل بوغر) في كتابه (العهد والسيف) الذي صدر عام 1965 ما نصه بالحرف: 
(إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لابد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها، ولكي يصبح هذا التعاون ممكناً فيجب القضاء على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي، وهي عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشايخ(21) .
6- ويقول إسحاق رابين غداة فوز جيمي كارتر برئاسة الولايات المتحدة، ونقلت قوله جميع وكالات الأنباء:
إن مشكلة الشعب اليهودي هي أن الدين الإسلامي ما زال في دور العدوان والتوسع، وليس مستعداً لمواجهة الحول، وإن وقتاً طويلاً سيمضي قبل أن يترك الإسلام سيفه(22).
* * *
العــدو الوحـيـــد
إنهم لا يرون الإسلام جداراً في وجه مطامعهم فقط، بل يعتقدون جازمين أنه الخطر الوحيد عليهم في بلادهم: 
1- يقول لورانس براون:
كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل تلك المخاوف. كانوا يخوفوننا من الخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشفي، لكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيين حلفاؤنا، أما اليابانيون، فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم. لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته المدهشة(23). 
2- ونكرر هنا قول غلادستون:
ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان(24). 
3- ويقول المستشرق غاردنر:
إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربة(25). 
4- ويقول هانوتر وزير خارجية فرنسا سابقاً:
لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه، فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر(26).
5- ويقول ألبر مشادور:
من يدري؟! ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين، يهبطون إليها من السماء، لغزو العالم مرة ثانية، وفي الوقت المناسب. 
ويتابع: لست متنبئاً، لكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة.. ولن تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها. 
إن المسلم قد استيقظ، وأخذ يصرخ، ها أنذا، إنني لم أمت، ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداة تسيرها العواصم الكبرى ومخابراتها(27). 
6- ويقول أشعيا بومان: في مقال نشره في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية:
إن شيئاً من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام، لهذا الخوف أسباب، منها أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عددياً، بل إن أتباعه يزدادون باستمرار، ومن أسباب الخوف أن هذا الدين من أركانه الجهاد(28).
7- ويقول أنطوني ناتنج في كتابه "العرب":
منذ أن جمع محمد صلى الله عليه وسلم أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي، وبدأ أول خطوات الانتشار الإسلامي، فإن على العالم الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة، وصلبة، تواجهنا عبر المتوسط(29).
8- وصرح سالازار في مؤتمر صحفي قائلاً:
إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يُحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم. 
فلما سأله أحد الصحفيين: لكن المسلمين مشغولون بخلافاتهم ونزاعاتهم، أجابه: 
- أخشى أن يخرج منهم من يوجه خلافاتهم إلينا(30).
9- ويقول مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952:
ليست الشيوعية خطراً على أوربة فيما يبدو لي، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم. ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع، انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية، ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ. 
وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة، فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة. 
إن العالم الإسلامي عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً، فهو حائر، وهو قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن، وحرية أوفر …
فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي، والفني، حتى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف، بإبقاء المسلم متخلفاً، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه، فقد بؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطر العالم العربي، وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به الغرب،وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم(31). 
10- ويقول مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي المعاصر": إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام. 
يجب محاربة الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. 
إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية(32).
11- ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا:
رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها، فإن الخطر لا يزال موجوداً من انتـفاض المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم لأن همتهم لم تخمد بعد(33)…
12- بعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد عنوانها: 
(لماذا كنا نحاول البقاء في الجزائر.) أجاب على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه:
- إننا لم نكن نسخر النصف المليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها.. أو زيتونها.. إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها، وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوربا الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة. 
من أجل ذلك كنا نحارب في الجزائر(34).
13- في أول الشهر الحادي عشر من عام 1974 ذكرت إذاعة لندن مساء زيارة وزير خارجية فرنسا سوفانيارك لإسرائيل، واجتماعه بقياداتها، بعد أن اجتمع في بيروت برئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ما جرى في آخر اجتماع عقد بين القادة الإسرائيليين وسوفانيارك: هي انتقاداتهم للسياسة الفرنسية لأنها تقف إلى جانب العرب ضد إسرائيل، وتؤيد الفلسطينيين، وهاجموا سوفانيارك شخصياً لأنه اجتمع بياسر عرفات، عندها غضب وزير الخارجية الفرنسية وصرخ في وجوههم: 
"إما أن تعترفوا بمنظمة التحرير، أو أن يعلن العرب كلهم عليكم الجهاد.."
والعجب أن إذاعة لندن لم تعد إلى إذاعة هذا الخبر مرة أخرى، كما أن جميع إذاعات العرب لم تذكره. ففرنسا حين تتحرك إلى جانب العرب لا تتحرك إلا خوفاً من أن يثير عداء العالم الغربي للعرب روح الجهاد في المسلمين ، فيعلنوه ويشنوا حرباً على الحضارة الغربية تؤدي إلى دمار الغرب ويقظة المسلمين وهذا وحده كاف أن يدفع فرنسا إلى مهادنتهم ودعوة الآخرين لمهادنتهم!!! .
14- قالت إذاعة لندن صباح 10/4/1976 بمناسبة افتتاح مهرجان العالم الإسلامي في لندن: 
إن الشعور العام السائد في الغرب أن المسيحية إذا لم تغير موقفها من الإسلام بحيث تتعاون معه للقضاء على الشر في العالم، لا أن تعتبر الإسلام مصدراً من مصادر الشر، إن لم تفعل ذلك فان المستقبل لا يؤذن بخير بالنسبة للمسيحية والعالم .
* * *
دمّـــــروا الإســـــلام
كيف يعملون إذن؟ ليس أمامهم إلا حل واحد هو تدمير الإسلام: 
1- "ها قد هبت النصرانية والموسوية لمقاتلة المحمدية، وهما تأملان أن تتمكنا من تدمير عدوتهما"(35).
2- يقول غاردنر: 
إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام(36). 
3- ونشيد جيوش الاستعمار كان يقول: 
أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة. 
لأحارب الديانة الإسلامية. 
ولأمحو القرآن بكل قوتي. 
4- وشعار "قاتلوا المسلمين" الذي وزعته إسرائيل في أوروبا عند حرب الـ 67، لقي تجاوباً لا نظير له في دول الغرب كلها ... 
5- يقول فيليب فونداسي : 
إن من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم وأن تنتج سياسة عدائية للإسلام، وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره(37). 
6- يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجيا الإسلام": 
"إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً، بل هو مرض مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء، والإدمان على معاقرة الخمور، وارتكاب جميع القبائح، وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رؤوس المسلمين، فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلي إلى مالا نهاية، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصلية ككراهة لحم الخنزير، والخمر والموسيقى. إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات. 
ويتابع هذا المستشرق المجنون: 
أعتقد أن من الواجب إبادة خُمس المسلمين، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر(38).
ويبدو أن قائد الجيوش الإنكليزية في حملة السودان قد طبق هذه الوصية، فهجم على قبر المهدي الذي سبق له أن حرر السودان وقتل القائد الإنكليزي غوردون، هجم القائد الإنكليزي على قبر المهدي ونبشه، ثم قطع رأسه وأرسله إلى عاهر إنكليزي وطلب منه أن يجعله مطفأة لسجائره(39).
7- صرح الكاردينال بور، كاردينال برلين لمجلة تابلت الإنكليزية الكاثوليكية، يوم سقوط القدس عام 1967 بعد أن رعى صلاة المسيحيين مع اليهود في كنيس يهودي لأول مرة في تاريخ اليهود للقضاء على الإسلام وتخليص الأرض المقدسة. (نشرة التعايش المشبوه، ص4). 
8- قال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان في المنصورة، في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس: 
إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي: 
- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين. 
- عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حاكم صالح. 
- إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة. 
- العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة. 
- العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً، وأنطاكية شمالاً، ثم تتجه شرقاً، وتمتد حتى تصل إلى الغرب(40). 
خططهم لتدمير الإسلام
بعد فشل الحروب الصليبية الأولى التي استمرت قرنين كاملين في القضاء على الإسلام، قاموا بدراسة واعية لكيفية القضاء على الإسلام وأمته، وبدؤوا منذ قرنين يسعون بكل قوة للقضاء على الإسلام. 
كانت خطواتهم كما يلي: 
أولاً: القضاء على الحكم الإسلامي: 
بإنهاء الدولة الإسلامية المتمثلة في الدولة العثمانية، التي كانت رغم بعد حكمها عن روح الإسلام، إلا أن الأعداء كانوا يخشون أن تتحول هذه الخلافة، من خلافة شكلية إلى خلافة حقيقية تهددهم بالخطر. 
كانت فرصتهم الذهبية التي مهدوا لها طوال قرن ونصف هي سقوط تركيا مع حليفتها ألمانيا خاسرة في الحرب العالمية الأولى. 
دخلت الجيوش الإنكليزية واليونانية، والإيطالية، والفرنسية أراضي الدولة العثمانية، وسيطرت على جميع أراضيها، ومنها العاصمة استانبول. 
ولما ابتدأت مفاوضات لوزان لعقد صلح بين المتحاربين اشترطت إنكلترا على تركيا أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد الشروط التالية: 
أ- إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله. 
ب- أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة. 
ج- أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام. 
د- أن تختار لها دستوراً مدنياً بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام(41). 
فنفذ كمال أتاتورك الشروط السابقة، فانسحبت الدولة المحتلة من تركيا. 
ولما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب. 
فأجاب كرزون: لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم.. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة. 
فصفق النواب الإنكليز كلهم، وسكتت المعارضة(42). 
ثانياً : القضاء على القرآن ومحوه: 
لأنهم - كما سبق أن قلنا - يعتبرون القرآن هو المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاؤه بين أيديهم حياً يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم: 
1- يقول غلادستون: ما دام هذا القرآن موجوداً، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان - كما رأينا(43).
2- ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف: متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه(44).
3- ويقول المبشر تاكلي: يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً(45).
4- ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم(46).
وقد أثار هذا المعنى حادثة طريفة جرت في فرنسا، وهو أن فرنسا من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية وألبستهن الثياب الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً. 
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون، ولما ابتدأت الحفلة، فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري.. 
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: 
ماذا فعلت فرنسا بالجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية عشر عاماً!!! ؟؟ 
أجاب لاكوست، وزير المستعمر الفرنسي: 
وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا(47)؟!! 
ثالثاً : تدمير أخلاق المسلمين، وعقولهم وصلتهم بالله، وإطلاق شهواتهم: 
1- يقول مرماديوك باكتول: إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً. بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم(48).
2- يقول صموئيل زويمر رئيس الجمعيات التبشيرية في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935: 
إن مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، لأن في هذا هداية لهم وتكريماً. 
إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له، ألا وهو إخراج المسلم من الإسلام، إنكم أعددتم نشئاً لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي مطابقاً لما أراده الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة، والكسل، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن تعلم فللحصول على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات.. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون: إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوه(49). 
3- ويقول صموئيل زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي: 
إن للتبشير - بالنسبة إلى الحضارة الغربية – مزيتين: مزية هدم، ومزية بناء. 
أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه، ولو بدفعه إلى الإلحاد... 
وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه(50).
4- ويقولون: إن أهم الأساليب للوصول إلى تدمير أخلاق المسلم وشخصيته يمكن أن يتم بنشر التعليم العلماني:
أ- يقول المبشر تكلي: يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية وتعلموا اللغات الأجنبية(51).
ب- ويقول زويمر: ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية ونسهل التحاقهم بها هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب(52).
ج- يقول جب: لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور تدريجياً من غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حد بعيد على القاعدة والزعماء في العالم الإسلامي، وعلى الشباب منهم خاصة، كل ذلك كان نتيجة النشاط التعليمي والثقافي العلماني(53).
رابعاً: القضاء على وحدة المسلمين: 
1- يقول القس سيمون: إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد على التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحول بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية(54).
2- ويقول المبشر لورانس بروان: إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين، فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير(54).
ويكمل حديثه : 
يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين، ليبقوا بلا قوة ولا تأثير. 
3- ويقول أرنولد توينبي في كتابه الإسلام والغرب والمستقبل(55): 
إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ.
4- وقد فرح غابرائيل هانوتو وزير خارجية فرنسا حينما انحل رباط تونس الشديد بالبلاد الإسلامية، وتفلتت روابطه مع مكة، ومع ماضيه الإسلامي، حين فرض عليه المسلمون فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية(56).
5- من أخطر ما نذكره من أخبار حول هذه النقطة هو ما يلي: 
في سنة 1907 عقد مؤتمر أوروبي كبير، ضم أضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوروبيين برئاسة وزير خارجية بريطانيا الذي قال في خطاب الافتتاح: 
إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضي علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا. 
واستمر المؤتمر شهراً من الدراسة والنقاش. 
واستعرض المؤتمرون الأخطار الخارجية التي يمكن أن تقضي على الحضارة الغربية الآفلة، فوجدوا أن المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوروبا. 
فقرر المؤتمر وضع خطة تقضي ببذل جهودهم كلها لمنع إيجاد أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوروبا. 
وأخيراً قرروا إنشاء قومية غربية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس، ليبقى العرب متفرقين. 
وبذا أرست بريطانيا أسس التعاون والتحالف مع الصهيونية العالمية التي كانت تدعو إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين(57).
خامساً: تشكيك المسلمين بدينهم: 
في كتاب مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلمين يقول: 
إن المسلمين يدعون أن في الإسلام ما يلبي كل حاجة اجتماعية في البشر، فعلينا نحن المبشرين أن نقاوم الإسلام بالأسلحة الفكرية والروحية(57).
تنفيذا لذلك وضعت كتب المستشرقين المتربصين بالإسلام التي لا تجد فيها إلا الطعن في الإسلام، والتشكيك في مبادئه والغمز بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
من هذه الكتب موسوعة تاريخ الجنس البشري وتقدمه الثقافي والعلمي، الذي أصدرته منظمة العلوم والثقافة (اليونسكو) للأمم المتحدة فقد قالت في الفصل العاشر من المجلد الثالث ما يلي: 
1- الإسلام ترتيب ملفق بين اليهودية والمسيحية والوثنية العربية. 
2- القرآن كتاب ليس فيه بلاغة. 
3- الأحاديث النبوية وضعت من قبل بعض الناس بعد الرسول بفترة طويلة، ونسبت إلى الرسول. 
4- وضع الفقهاء المسلمون كتب الفقه مستندين إلى القانون الروماني والقانون الفارسي والتوراة وقوانين الكنيسة. 
5- لا قيمة للمرأة في المجتمع الإسلامي. 
6- أرهق الإسلام أهل الذمة بالجزية والخراج(58).
هكذا يكتبون بهذا الحقد، وهذه الحقارة والكذب في أعلى هيئة ثقافية تابعة للأمم المتحدة، دون حياء، إنه حقدهم الأسود المتأجج. 
سادساً: إبقاء العرب ضعفاء: 
يعتقد الغربيون أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية ، يقول مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي": 
لقد ثبت تاريخياً أن قوة العرب تعني قوة الإسلام فليدمروا العرب ليدمروا بتدميرهم الإسلام. 
سابعاً: إنشاء ديكتاتوريات سياسية في العالم الإسلامي: 
يقول المستشرق و. ك. سميث الأمريكي والخبير بشؤون الباكستان: 
"إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي، وعاشوا في ظل أنظمة ديموقراطية، فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها". 
وينصح رئيس مجلة تايم في كتابه "سفر آسيا" الحكومة الأمريكية أن تنشئ في البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الإسلام للسيطرة على الأمة الإسلامية، وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره(59).
لكنهم لا ينسون أن يعطوا هذه الشعوب فترات راحة حتى لا تتفجر.
يقول هانوتو وزير خارجية فرنسا: 
"إن الخطر لا يزال موجوداً في أفكار المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم، لكنها لم تثبط من عزائمهم(60).
ثامناً: إبعاد المسلمين عن تحصيل القوة الصناعية ومحاولة إبقائهم مستهلكين لسلع الغرب: 
يقول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952: 
- إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي.. (ويتابع): 
فلنعط هذا العالم ما يشاء، ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني، فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة، وتحرر العملاق من عقدة عجزه الفني والصناعي، أصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة، خطراً داهماً ينتهي به الغرب، وينتهي معه دوره القيادي في العالم(61). 
تاسعاً: سعيهم المستمر لإبعاد قادة المسلمين الأقوياء عن استلام الحكم في العالم الإسلامي حتى لا ينهضوه بالإسلام: 
1- يقول المستشرق البريطاني مونتجومري وات في جريدة التايمز اللندنية، في آذار من عام 1968: 
إذا وجد القائد المناسب، الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى(62).
2- ويقول جب: إن الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة، تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد(63). 
3- وقد سبق أن ذكرنا قول ابن غوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق: 
"إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد". 
4- كما ذكرنا قول سالازا، ديكتاتور البرتغال السابق: 
"أخشى أن يظهر من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا". 
عاشراً: إفساد المرأة، وإشاعة الانحراف الجنسي: 
1- تقول المبشرة آن ميليغان: لقد استطعنا أن نجمع صفوف كلية البنات في القاهرة: بنات آباؤهن باشوات وبكوات، ولا يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي، وبالتالي ليس هناك طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة(64).
ماذا يعنون بذلك؟
إنهم يعنون أنهم بإخراج المرأة المسلمة من دينها يخرج جميع الجيل الذي تربيه، ويخرج معها زوجها وأخوها أيضاً، وتصبح أداة تدمير قوية لجميع قيم المجتمع الإسلامي، الذي يحاولون تدميره، وإلغاء دوره الحضاري في العالم.
2- حكى قادم من الضفة الغربية أن السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي - بحملات منظمة وهادئة - إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر، وتتعمد اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وإن السلطات اليهودية تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض بحجة أنهم من المنتمين للحركات الفدائية. 
كما أنها لا تُدخل إلى الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح على مقربة من المعامل الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية تقريباً، كل ذلك من أجل تدمير أخلاق أولئك الشباب، لضمان عدم انضمامهم إلى حركات المقاومة في الأرض المحتلة.
هل هناك تغيير في موقف الغـرب تجاه الإســـلام وأهلــه ؟!... 
ظهرت في السنوات الأربع الأخيرة بعض المواقف في الغرب تتميز بروح الاعتدال، وتدعو إلى التأمل، سنستعرض هذه المواقف، ثم نحلل ما تعنيه.. 
1- أذاعت إذاعة صوت العرب الخبر التالي: قررت الحكومة الفرنسية ما يلي: 
أ- منح الديانة الإسلامية فترة إذاعية في إذاعتها. 
ب- فتح مساجد في المشافي والسجون الفرنسية. 
ج- منح العمال المسلمين إجازات بمناسبة الأعياد الإسلامية. 
2- أقيم في لندن في نيسان 1976 مهرجان اسمه مهرجان العالم الإسلامي. 
حدد المدير العام للمهرجان بول كيلر أهداف المهرجان كما يلي: 
إن الإنسان في الغرب يعاني فراغاً ثقافياً وروحياً، ومن هنا كان رحيله المستمر إلى الشرق على صورة موجات "هيبية" باحثاً عن ثقافة جديدة يواجه بها أزمته الروحية التي يعاني منها. 
يقول مدير المهرجان: 
أنا أعتقد أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاتجاه إلى حاضرة الشرق، والإسلام بصورة خاصة لم يتجه إلى الغرب، وهو أغنى حضارة بالقيم الروحية، فقلت لماذا لا نقيم هذا الاتصال الثقافي والحضاري مع الإسلام، خاصة وأن الدول الإسلامية بدأت تفرض نفسها على العالم بشتى الصور، لذلك فكرنا بإقامة مهرجان العالم الإسلامي. 
ويقول: يجب اقتلاع التعصب ضد الحضارة الإسلامية، ونحن نتوقع أن يساهم المهرجان بهذه العملية. 
ويقول: إن الغاية من المهرجان هي إيصال القيم الإسلامية إلى جماهير الشعب البريطاني، وإننا نتوقع أن يجري نقاش واسع حول القيم الإسلامية أثناء فترة المهرجان، وهي فترة طويلة -ثلاثة أشهر- وهكذا تتهيأ الفرصة لشرح القيم الإسلامية بصورة وافية، وإن الفرصة التي ستتاح لعلماء المسلمين، والمختصين لشرح الحضارة الإسلامية وإبرازها، ومحاولة مد الجذور بين الشرق والغرب ستكون كبيرة. 
وهذه هي المناسبة الحقيقية لإزالة الشبهات التي فرضت على الحضارة الإسلامية من مجموعة من المتعصبين المسيحيين واليهود، وقصة تعدد الزوجات في الإسلام واحدة من تلك القصص التي لم تشرح للرأي العام البريطاني من قبل(65).
3- في دراسة نشرها في عام 1976 المستشرق الصهيوني الإنكليزي المشهور برنارد لويس تحت عنون "عودة الإسلام" وبعد مقدمات تحليلية واسعة للحركات الإسلامية في العالم الإسلامي يقول: 
مما تقدم تبرز نتائج عامة محددة: فالإسلام لا يزال الشكل الأكثر فعالية في الرأي العام في دول العالم الإسلامي، وهو يشكل اللون الأساسي للجماهير، وتزداد شعبيته كلما كانت أنظمة الحكم أكثر شعبية، أي قائمة على أساس إعطاء الحرية للشعوب، ويمكن للمرء أن يدرك الفرق الواضح بين أنظمة الحكم الحالية، وبين القيادات السياسية ذات الثقافة الغربية التي أبعدت عن الحكم، والتي حكمت حتى عشرات قليلة مضت من السنين. 
وكلما التصقت الحكومات أكثر بعامة الناس، حتى ولو كانت يسارية، فإنها تصبح أكثر إسلامية، ولقد بنيت مساجد في ظل أحد أنظمة الحكم في منطقة المواجهة مع إسرائيل خلال ثلاث سنوات أكثر مما بني في السنوات الثلاثين التي سبقتها. 
إن الإسلام قوي جداً، إلا أنه لا يزال قوة غير موجهة في ميدان السياسة الداخلية. 
وهو يبرز كعامل أساسي محتمل في السياسة الدولية، وقد جرت محاولات كثيرة في سبيل سياسة تضامن إسلامي أو جامعة إسلامية للدول الإسلامية إلا أنها أخفقت كلها في تحقيق تقدم نحو إقامة هذا التضامن، وإن أحد الأسباب المهمة هو عجز الذين قاموا بهذه المحاولات في إقناع الشعوب الإسلامية بجدية ما يريدون. 
ولا يزال المجال مفتوحاً لبروز قيادات أكثر إقناعاً وإن هناك أدلة كافية في كل الدول الإسلامية قائمة فعلاً تدل على الشوق العميق الذي تكنه الشعوب الإسلامية لمثل هذه القيادة، والاستعداد العظيم للتجاوب معها. 
إن غياب القيادة العصرية المثقفة، القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من تنظيم وعلم، إن غياب هذه القيادة قد قيد حركة الإسلام كقوة منتصرة، ومنع غياب القيادة العصرية المثقفة الحركات الإسلامية، من أن تكون منافساً خطيراً على السلطة في العالم الإسلامي، لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوة سياسية محلية هائلة إذا تهيأ لها هذا النوع الصحيح من القيادة(66). 
نقول: ماذا تعني هذه المواقف، وهذه الأقوال ؟! 
هل هي بداية تحول غربي تجاه الإسلام.. أم أنها مكر من نوع جديد؟!! 
إننا -فيما نعتقد- طلاء لوّن به الغرب وجهه بعد أن برزت قوى العالم الإسلامي الاقتصادي والسياسي بشكل ضخم. 
إن القوة الاقتصادية التي برزت لدول النفط قد أقضت مضاجع العالم الغربي، فإن كان تقرير البنك الدولي صادقاً، وبأن السعودية وحدها سوف تملك عام 1980 نصف النقد المتداول في العالم، فإن هذا خطر واضح. 
وإذا أضفنا إلى ذلك الموقع الاستراتيجي العجيب للعالم الإسلامي، إذ أن جميع مضائق العالم الأساسية فيه، ومعظم السهول الخصبة فيه، وجميع البحار الدافئة والتي تخترقها طرق العالم فيه، وإن عدد سكانه يشكل ثلث سكان العالم.. وهم معظم المستهلكين لبضائع الغرب، فرواج الصناعة الغربية كله قائم عليهم، والمواد الأولية متوفرة فيه بشكل هائل، كما أن لسكانه أثراً هائلاً في جميع شعوب العالم الثالث، فإننا بذلك ندرك مدى الشعور بالخطر الذي دفع الغرب إلى ما سبق أن فعله. 
إذا كان برنارد لويس ذلك الصهيوني المستشرق قد اقتنع أن الإسلام في طريقه إلى العودة إلى العالم كقوة مهيمنة، فكأنه يقول للغربيين: 
انتبهوا.. المسلمون قادمون.. دمروهم قبل أن يكسروا قمقمهم.. 
وما الدليل على ما نقول؟! 
إن الدليل الواضح هو حرب الصومال التي تشبه إلى حد كبير حرب بنغلادش فالشيوعيون يقدمون الأسلحة والجنود للحبشة والغربيون –أمريكا- وإنكلترا – وفرنسا- وألمانيا تمتنع عن تقديم الدعم للصومال ببيعها السلاح.. فهو تآمر مكشوف من كلا الطرفين الشيوعي والرأسمالي لإنقاذ الحبشة المسيحية الصليبية، ولو كان ذلك على حساب الشعبين الإرتيري والصومالي. 
هذا يدل بوضوح على أن الغرب ما زال كما كان.. وأن ما يقوم به من أعمال تنبئ عن مهادنة الإسلام ما هي إلا محاولات لتغرير المسلمين.. فلننتبه بشدة. 
فإن الغرب ما زال حريصاً على شرب دمائهم وابتلاع إمكاناتهم، إن آخر ما قام به ضدهم هو قتل ألف مسلم في مسجد مدينة ريردار بإقليم أوجادين الصومالي، حين فتح الأحباش نيران رشاشاتهم الروسية(67) على المصلين فأبادوا منهم ألفاً دفعة واحدة، ولم تتحرك لهذه الفعلة الوحشية دولة من دول الغرب كله.. فهل في هذا ما يدل... ؟!! إنه أكبر دليل.. 
يجب أن نكسر ما يقيدنا.. ونعود إلى العالم سادة له، نحرر من ظلم الجبارين.. والله غالب على أمره. 
* * *




وأخيـــــــراً
يا ويح أعدائنا ما أقذرهم، إنهم يفرضون علينا أن نحقد عليهم حين يرقصون على أشلائنا بعد أن يمزقوها ويطحنوها ويطعموها للكلاب. 
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقادة أعدائه حين فتح مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهم الذين ذبحوا أهله وأصحابه..
وترك صلاح الدين الصليبيين في القدس بعد أن فتحها دون أن يذبحهم كما ذبحوا أهله وإخوانه. 
لكننا نتساءل: 
إن أحقاد هؤلاء وما فعلوه بأمة الإسلام من ذبح، هل ستمكننا من العطف عليهم مرة أخرى حين ننتصر؟؟! 
ولا بد أن ننتصر، لأن الله قدر هذا وانتهى، هل سنبادلهم حقداً بحقد، وذبحاً بذبح، ودماً بدم؟؟!! 
إن الله سمح لنا بذلك، لكنه قال: "فمن عفى وأصلح فأجره على الله". 
إننا لا نستطيع إلا أن نقول لهم يومنا ذاك: اذهبوا أحراراً حيث شئتم في ظل عدل أمة الإسلام -الذي لا حد له- 
والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه محمد وآله ومن سار على درب الجهاد الذي خطه إلى يوم الدين.

الهوامش:
* جلال العالم هو كما شرح أخوه هو عبد الودود يوسف وهو أديب وكاتب أطفال ومفسر ومعتقل في السجون السورية منذ 31-03-1980* المقصود بالغرب –أينما وردت- قادته، وأجهزته ذات النفوذ بكل أقسامها وفروعها والتي تسهر وتخطط وتنفذ بأساليبها الجهنمية لضمان السيطرة على أمة الإسلام باستمرار.
(1) القومية والغزو الفكري، ص208.
(2) القومية، ص174.
(3) محاكم التفتيش للدكتور علي مظهر، نقلاً عن كتاب التعصب والتسامح للأستاذ محمد الغزالي، صفحات 311- 318 باختصار.
(4) كفاح دين للأستاذ محمد الغزالي، صفحات 60- 80.
(5) مأساة بنغلاديش (محمد خليل الله) صفحات: 7، 19، 20، 22، 23.
(6) معركة المصير، صفحات: 87، 94.
(7) مجلة الطليعة القاهرية، مقال وليم سليمان، عدد ديسمبر عام 1966، صفحة 84.
(8) القومية والغزو الفكري، ص82.
(9) مأساة مراكش –روم رولاند- ص 310.
(10) راندولف تشرشل، حرب الأيام الستة، ص129 من الترجمة العربية.
(11) الشعب والأرض، ج1، ص24، ودرس من النكبة الثانية، ص76.
(12) طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية، ص20، 21.
(13) التبشير والاستعمار، ص184.
(14) الإسلام على مفترق الطرق لمحمد أسد، ص29.
(15) المنار، عدد 9-11-1962.
(16) الإسلام والتنمية الاقتصادية –جاك أوستري- 56.
(17) جذور البلاء، ص 201.
(18) التبشير والاستعمار للخالدي وفروخ، ص 131، الطبعة الرابعة.
(19) القومية والغزو الفكري، ص88.
(20) جريدة الكفاح الإسلامي لعام 1955، عدد الأسبوع الثاني من نيسان.
(21) مجلة المسلمون، العدد الأول من المجلد الثامن، شهر تموز عام 1963، مع بعض الاختصار بما يناسب المقام، مع رجائنا عفو الكاتب وإخوانه.
(22) الإسلام في المعترك الحضاري ص28 (عمر بهاء الدين الأميري، طبعة دار الفتح، بيروت عام 1968).
(23) العدد (324) من مجلة المجتمع الكويتية، 9 نوفمبر 1976.
(24) المجلد الثامن صفحة 10، لورانس برلين نقلاً عن التبشير والاستعمار، ص148.
(25) الإسلام على مفترق الطرق، ص39.
(26) التبشير والاستعمار، ص36، طبعة رابعة.
(27) الفكر الإسلامي الحديث، وصلته بالاستعمار الغربي، ص18.
(28) لم هذا الرعب كله من الإسلام للأستاذ جودت سعيد.
(29) التبشير والاستعمار، ص 131.
(30) وليم بولك: الولايات المتحدة والعالم الغربي، والقومية والغزو الفكري، ص42.
(31) جند الله، ص22.
(32) جند الله، ص22.
(33) مجلة روز اليوسف في عددها الصادر بتاريخ 29-6-1962.
(34) الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، ص19.
(35) جريدة الأيام سنة 1963.
(36) استعباد الإسلام، ص44.
(37) التبشير والاستعمار ص115 – جذور البلاء ص201.
(38) الاستعمار الفرنسي في أفريقية السوداء، تأليف فيليب فواندلسي، ص2.
(39) الاتجاهات الوطنية ج1، ص321، وتاريخ الإمام ج2 ص409، والفكر الإسلامي الحديث ص51، و القومية والغزو الفكري، ص192.
(40) القومية والغزو الفكري ص222.
(41) العدد 2106 آخر ساعة، 5 آذار 1975 من خطبة أمير الحاج المصري لعام 1975 الوزير أحمد كمال وزير الري المصري.
(42) والأرض الشعب، ص46، مجلد أول.
(43) كيف هدمت الخلافة، ص190.
(44) الإسلام على مفترق الطرق، ص39.
(45) جذور البلاء، ص201.
(46) التبشير والاستعمار، ص40 (طبعة ثانية).
(47) المنار عدد 9-11-1962.
(48) جريدة الأيام عدد 7780، الصادر بتاريخ 6 كانون أول 1962.
(49) جند الله، ص22.
(50) جذور البلاء، ص275.
(51) الغارة على العالم الإسلامي، ص11.
(52) التبشير والاستعمار، ص8.
(53) الغارة على العالم الإسلامي، ص82.
(54) الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، ج2، ص204، 206 تأليف محمد محمد حسين.
(55) كيف هدمت الخلافة، ص190.
(56) جذور البلاء، ص202.
(57) الإسلام والغرب والمستقبل، ص73.
(58) هانوتو، ص21.
(59) المؤامرة ومعركة المصير، ص25.
(60) التبشير والاستعمار، ص191.
(61) مجلة التمدن الإسلامي مجلد 44، عدد 7، ص 408، تموز 1977.
(62) جند الله ص29.
(63) الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي ص19.
(64) جند الله ص22.
(65) الحلول المستوردة ص11.
(66) الاتجاهات الحديثة في الإسلام، ص365 (عن الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر) ج2 ص206.
(67) التبشير والاستعمار 87.
(68) مجلة الأسبوع العربي، العدد 867 الاثنين 9 آذار 1976.
(69) صفحة 48 من مجلة Commentary عام 1976.
(70) مجلة الاعتصام المصرية تشرين أول 1977.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق