الأحد، 4 أغسطس 2013

أوباما يكرر فضيحة "مصدق": واشنطن متورطة في انقلاب العسكر على مرسي


أوباما يكرر فضيحة "مصدق":
 واشنطن متورطة في انقلاب العسكر على مرسي

2013-8-4 
 المحرر السياسي أوباما يكرر فضيحة
عندما بدأت تظاهرات 30 يونيو، تصرفت الولايات المتحدة وكأن الأمور فاجأتها. وسارعت مصادر الإدارة تسرب أنباء مفادها بأن واشنطن حذرت الجيش المصري من عزل مرسي، وأن مقدرة واشنطن على التأثير بالجيش، وتالياً الأحداث في مصر، محدودة.

وتغاضت واشنطن عن أن سيارات "همفي" التي حاصرت القصر الجمهوري هي منحة أميركية، وحتى بنزين هذه السيارات تسدد معظم ثمنه الولايات المتحدة.

وعقب إطاحة قادة العسكر بالرئيس مرسي، أصدر أوباما واحداً من أكثر بياناته غموضا، طالب فيه بإعادة السلطة إلى الهيئات المدنية، ولكنه لم يطالب بإعادتها إلى مرسي.
وتحدث أوباما أيضا عن إمكانية وقف المساعدة الأميركية السنوية إلى الجيش المصري، لكن تهديداته باهتة وفاقدة للمصداقية ولا تقنع أحدا.

ومع أن واشنطن حاولت الإيحاء بأنها تقف بعيدة عن الإطاحة بالرئيس مرسي، إلا أن ما قامت به يشير إلى أنها كانت أكثر من متورطة في الأحداث. وقد زار القاهرة مساعد وزير الخارجية الأميركي، وليام بيرنز، في خطوة هي أقرب إلى الاعتراف بشرعية الحكم العسكري الجديد بواجهة مدنية مرتبكة، وتحدث عن "فرصة ثانية" لبناء الديمقراطية المصرية، ربما بدءا بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة.

وفي السر، طار عضو "مجلس الأمن القومي"، انتوني بلينكن، إلى عواصم الخليج طالبا منها تقديم مساعدة مالية عاجلة إلى الحكومة المصرية التي عينها الجيش. وبلغت المساعدة أكثر من 10 مليارات دولار.

وبعد أيام، سيصل السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، برفقة السيناتور جون ماكين، إلى مصر بطلب شخصي من أوباما، لحث الجيش على المضي قدماً في إجراء انتخابات جديدة.

وعليه، مع أن واشنطن حاولت غسل يدها من انقلاب العسكر في مصر، إلا أنها في الواقع كانت في قلب هذه الأحداث، ويقول محللون إنها من المرات النادرة التي تكون فيها إدارة اوباما في موقع المبادر في سياستها الخارجية، والمرة الأولى التي تنقلب فيها واشنطن على نتائج انتخابات ديمقراطية منذ دعمها للانقلاب الذي أطاح برئيس الحكومة الإيراني محمد مصدق في العام 1953.

وفي الأسبوع الماضي، عقدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جلسة استماع حول مصر تحدث فيها الدبلوماسيان السابقان، دان كيرتزر ودينيس روس، وبرر الاثنان الإطاحة بمرسي بالحديث عن "تجاوزه للديمقراطية"، وحثا اللجنة على عدم وقف المساعدات الأمركية إلى مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق