السبت، 18 يناير 2014

حزب النور يذبح نفسه من أجل العسكر..لماذا يرضى برهامي بالمهانة؟

حزب النور يذبح نفسه من أجل العسكر..لماذا يرضى برهامي بالمهانة؟


حزب النور يذبح نفسه من أجل العسكر..لماذا يرضى برهامي بالمهانة؟

 أحمد فهمي

حزب النور يمر بمرحلة تاريخية بالفعل، ولا أستبعد أن برهامي يقترب من نهاية مسيرته السياسية، فكل ما يحدث مع حزب النور يشي بالفعل بقرب هذه النهاية، ليعود من جديد إلى مسجده ودرسه، لكن تحت الضغط والإهانة..

من الأمور التي يجهلها برهامي أن من بدهيات العمل الاستخباراتي في التعامل مع الكيانات الشبيهة بجماعته، هو إتباع أسلوب "الاختراق الفردي"، بمعني التواصل مع الأفراد بصورة مباشرة وبمعزل عن قياداتهم..
لا أشك أبدا في أن كثيرا ممن يحيطون به، تلقوا وعودا، وتهديدات أيضا، بحسب ما عليهم من ملفات سرية، وعندما تحين ساعة الصفر، سنجد أشخاصا مثل: بكار، وثابت، وغيرهم، يخرجون ليشكلوا أحزابا جديدة، لأنهم ما عادوا يتحملون قيادة "المشايخ" للسياسة..
بكار تحديدا، حاول برهامي أن يبدو ذكيا فقذفه للأمام بعيدا عن قيود الدعوة السلفية، وتركه يمارس تحررا –يعني يأكل ميتة إعلامية- خارج نطاق الفتاوى مع "رولا" وأخواتها.. لكن هل استتب الأمر؟
كلا.. فالفتى ما عاد غرا، وبرهامي نفسه قال لأحد الإخوة القريبين منه عبارة موحية، قال: "لم نعد قادرين عليه"... يقصد نادر بكار..
متابعة تصرفات الحزب الأخيرة، وممارساته، وخطابه، تُشعرك بأمر غير طبيعي، فرغم الميول "الفلولية" المعروفة عن "جناح برهامي"، إلا أن سياق انحدارهم الحالي يبدو حادا أكثر من اللازم، فما السبب؟..
باعتقادي أنه لم يعد هناك مجال لإنكار وجود ملفات أمنية يتم الضغط بها على برهامي وبعض من حوله، وهي ملفات ربما لو كُشفت لانهارت مصداقيتهم تماما، وانتهوا سياسيا ودعويا..
وقد بلغتني بعض المعلومات من مصادر أعرف مصداقيتها، عن بعض هؤلاء، لكن حساسية المعلومات تمنع من كشفها على الملأ..
هذا استنتاجي، وقد سبق أن نقلت قولا لأحد أعضاء مجلس أمناء الدعوة السلفية، عن توقعه هو أيضا أن "المخابرات تُمسك عليهم أمورا"، ولا شك أن "الشاويش عبد الرحيم علي"، وأسلوبه "الغشيم" في نشر المكالمات السرية، قد أقلق برهامي أن يكون الدور قد جاء عليه..
ظَنَّ برهامي أن التعامل مع أجهزة المخابرات لن يختلف كثيرا عن ضابط أمن الدولة الذي كان يستدعيه بين الفينة والأخرى، لينبهه على أمر، أو يلومه على فعل معين، لقد ظن أن خبرته هنا، سوف تنفع هناك.. فتورط وأغرق من حوله معه..
يبقى في النهاية الإشارة إلى المفارقة العجيبة، بين موقف برهامي الحاد والشرس من بيان علماء السعودية الفضلاء، الرافض للانقلاب ودستوره، الناصح للحزب وقادته، وكذلك من بيانات العلماء الثقات في الكويت، وفي مقدمتهم شيخنا عبد الرحمن عبد الخالق -حفظه الله- وبين موقفه من الإهانات والهجمات المتكررة التي يتعرض لها الحزب مؤخرا على الفضائيات، دون أي نكير أو اعتراض، فضلا عن المشهد المذل لتفتيش برهامي ذاتيا، وكأنه شخصية نكرة، رغم أنه لم يدع فضائية إلا وظهر بها، حتى خشيت أن أفتح قناة "سبيس تون" يوما، فأجده يشتم الإخوان، منبها أجيال المستقبل إلى "خطرهم" على الأمة..
الحزب يذبح نفسه من أجل العسكر، وهم يلقون به كـــــ"الميتة" بين أيدي مارينز الفضائيات، وهذا أسلوب قديم من أساليب التربية العسكرية للقوى السياسية، أسلوب "إطفاء الطموح"..
لقد حول برهامي حزبه ودعوته إلى أضحوكة، فأي صحفي "درجة تالثة" يستطيع بسهولة، لو اطلع على محاضرات برهامي وأعوانه المقربين، ثم تابع حواراتهم وتصريحاتهم، وحتى ذلك الكتيب الذي نشروه عشية انتخابات مجلس الشعب، يستطيع أن يُسعِّر عليهم حملة شعواء، كاشفا عن نوادرهم وتناقضاتهم وضعف مصداقيتهم..
حتى باسم يوسف، سخر منهم في مقاله الأخير، فهل يستطيع بكار أن يكتب مقالا يرد فيه على تلك العبارة الجارحة التي كتبها باسم: "وها هو حزب النور يقوم بدوره على أجمل وجه في أن يطبل لأي أحد في السلطة. إخوان، ببلاوى، السيسى، منصور، مش فارقة"..
لا أظن، لسبب بسيط، أن باسم يوسف ليس "إخوان"..وحتى إن رد بكار عليه، سيلف مقاله في ورقة تغليف ملونة، مخاطبا إياه بـــ"الصديق باسم"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق