الأحد، 19 يناير 2014

أمريكا وحدها: نهاية العالم كما نعرفها

أمريكا وحدها: 
نهاية العالم كما نعرفها

المؤلف: مارك ستين
تاريخ النشر: 2006م
عدد الصفحات: 258
عرض ـ جمال عفيفي
مؤلف كتاب «أمريكا وحدها: نهاية العالم كما نعرفها» هو (مارك ستين) أشهر كُتّابِ المحافظين الجدد، وعندما صدر الكتاب احتفى به اليمين الأمريكي، فقد وجه النداء لشراء الكتاب عبر أكبر إصداراته انتشارا «هيومن إفنتس».
وفحوى الكتاب تحريض شديد وتخوف من تنامي أعداد المسلمين في أوروبا، مدعيا أن القارة الأوروبية سوف «تختفي» كـ «كتلة مسيحية» بعد أسلمتها بالتدريج في ظل المد الإسلامي المتنامي فيها، ومعلقا الآمال على أمريكا وحدهافي مواجهة المسلمين.

وقد نقلت وكالة «أمريكا إن أرابك» عن صحيفة «هيومن إفنتس» هذا النداء الذي جاء في صورة بيان بعنوان «هل ستستبدل أوروبا الإسلام بالمسيحية؟».
وورد في بعض فقرات هذا البيان «يوما ما قريبا سوف تستيقظون على أصوات الأذان من مآذن المسلمين، فقد وقع هذا للملايين من الأوروبيين».

وانتقد البيان موقف الليبراليين الأمريكيين المنادي بقبول العرب والمسلمين كجزء من التعددية الأمريكية، قائلا إن الليبراليين ما زالوا يقولون إن «التنوع هو قوتنا» في حين أن منفذي القانون «الطالبانيين سيمرون في شوارعنا ويحرقون الكتب ومحلات الحلاقة».

كما هاجم البيان المحكمة الأمريكية العليا وقرارها الذي قالت فيه إن الشريعة الإسلامية لا تنتهك «الفصل بين الكنيسة والدولة».
كذلك أوردت «أمريكا إن أرابك» ترجمة لبعض فقرات الكتاب، منها: «المستقبل يمتلكه كثيرو الإنجاب والواثقون بأنفسهم. والإسلاميون لديهم الصفتان، بينما الغرب - المتمسك بالتعددية الثقافية التي توهن من ثقته، والمتمسك بمبدأ بلاد الرفاهية التي تدفعه نحو الكسل والانغماس الذاتي، وعدم إنجاب الأطفال الذي يودعه إلى النسيان - يبدو أنه أكثر عرضة لخراب حضاري».
وقال أيضا أنه إذا لم يتحد الغرب كله فسوف تكون أمريكا هي الدولة المتبقيةوحدها، وربما إلى جانبها أستراليا، التي يصفها الكاتب أنها رفيقة الولايات المتحدة، في الشجاعة في مواجهة المسلمين.
ويضيف ستين: «لكن أمريكا يمكنها أن تبقى على قيد الحياة، وتزدهر، وتدافع عن حريتها فقط إذا استمرت في الإيمان بنفسها، وفي الميزة الراسخة بها وهي الاعتماد على النفس (ليس على الحكومة)، وفي مركزية الأسرة، وفي الاقتناع أن بلدنا هي بحق أفضل أمل أخير للعالم».
وفي ادعاء تحريضي يشرح الكاتب «كيف أن المساجد في الغرب تعد
مراكز تجنيد للجهاد وتقوم بدور هام في جلب المجندين وتنظيم الخلايا».
محتوى الكتاب
اشتمل الكتاب على تمهيد وثلاثة أبواب، وفيما يلي بعض عناوين فصوله:
العصر القادم : الولادات مقابل الوفيات
الديموغرافيا مقابل الوهم
الكنيسة في مواجهة الدولة
أمريكا مقابل كل شخص آخر
وجدير بالذكر أن كتاب «أمريكا وحدها: نهاية العالم كما نعرفها» كان من أكثر الكتب مبيعا على قائمة صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية.


 عرض-ياسر أنور
 الخطر الحقيقى ليس فى القدرات النووية الإيرانية ولا التغيرات المناخية.. ولكن فى القوة السكانية للعالم الإسلامى!!
السلالة الأوروبية على وشك  الانقراض على الطريقة البيولوجية!
هل يوما ما ستستيقظ الولايات المتحدة يوما على صوت مؤذن صلاة الفجر؟!.
لا حديث الآن فى المؤسسات والمجتمعات الغربية إلا عن الإسلام من خلال مستويات وسياقات مختلفة , فهناك الإسلام الحضارى ودوره البارز فى تشكيل وتخليق العقل والفكر الغربى الحديث من حيث لا يدرك كثير من الأوربيين أنفسهم , وفى هذا السياق صدرت – ولا تزال- عشرات الكتب التى تتحدث عن العصر الذهبى للإسلام وتأثيره ليس على العالم الغربى فقط , بل على العالم كله بشكل عام .
 لكن ليس هذا هو المسار الوحيد الذى تسلكه الإصدارات والكتابات الغربية , فالصورة ليست رومانسية إلى هذا الحد , فهناك مسارات أخرى تتسم بالتعصب والتشويه والإقصاء لكل ما هو إسلامى , حتى أصبح مصطلح الإسلاموفوبيا أو التخويف من الإسلام يمثل مدرسة بل وأيدلوجية غربية لها سماتها ومؤسساتها ومنظروها  للوقوف أمام الخطر الإسلامى القادم كما يزعمون . وإذا ألقينا نظرة على خارطة المواجهة مع الإسلام التى تتبناها وترسم ملامحها أيدلوجية الإسلاموفوبيا , فإنها يمكن أن تلخص فى النقاط التالية : مواجهة من منظور دينى صريح ومباشر , ويمثلها كثير من المتطرفين الغربيين ومنهم "روبرت سبنسر" المسيحى المتطرف الذى قام بتألف عدة كتب ( وصل عددها إلى اثنى عشر كتابا) عن الإسلام والنبى والقرآن , يكفى أن نذكر منها العناوين التالية :
 حقيقة محمد (the truth about Mohammad)  
أسطورة التسامح الإسلامى the myth of Islamic tolerance
هل محمد كان موجودا Did Muhammad Exist?
ليس سلاما بل سيف Not Peace But a Sword

وغير ذلك من كتبه المتطرفة . وهناك أيضا المواجهة الدينية لكن من منظور تاريخى منذ ظهور الإسلام , وما أعقبه من صرعات وحروب بين الإسلام والمسيحية انتهت بالقضاء على الإمبراطورية الرومانية ثم تلا ذلك تاريخ طويل من الحروب الصليبية والمواجهات الحديثة , و قد صدرت أيضا عدة دراسات من هذا المنظور منها كتاب حرب لا تنتهى Endless War للكاتب رالف بيترز Ralph Peters , هذا بالإضافة إلى نوع آخر من المواجهة التى لا تتخذ هذا الشكل الدينى ولا التاريخى , لكنها تتحدث عما يسمى بالقيم الغربية فى مواجهة القيم الإسلامية , ومنها كتاب بيل ورنر Bill Warner قوانين الشريعة لغير المسلمين Sharia law for non muslims.
أما الكتاب الذى نتعرض له اليوم , فهو يركز على المواجهة من منظور ديموجرافى , يخشى فيه المؤلف مارك ستين من انقراض السلالة الغربية فى ظل تنامى القوة السكانية للعالم الإسلامى ويحذر أى مؤلفه الذى ينتمى إلى ما يعرف بحركة أو تيار "المحافظون الجدد" New Conservatives وهو تيار سياسى متشدد لا يؤمن إلا بالمواجهة الدموية والحرب مع العالم الإسلامى , وكان له تأثير كبير فى غزو العراق فى عهد الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش . ومن المعروف أن الأصول الفكرية لهذا التيار تعتمد على أساطير توراتية مسيحية صهيونية تسعى إلى إلى إحداث توترات مستمرة فى منطقة الشرق الأوسط إلى أن تندلع المعركة الكبرى التى ينتظرها العالم وهى معركة "هارمجدون "المذكورة فى سفر الرؤيا ليوحنا .
الكتاب بعنوان أمريكا وحدها , نهاية العالم كما نعرفه , America Alone , the end of the world as we know يبدى فيه المؤلف نظرة تشاؤمية تجاه مستقبل الحضارة الغربية , ويذكر فى ذلك ثلاثة عوامل من أهمها تغير الخريطة الديمجرافية والسكانية فى العالم , والتى يمثل العالم الإسلامى فيها ذروة النمو والزيادة السكانية بسبب الارتفاع الطبعى فى معدل المواليد بالإضافة إلى تحول غير المسلمين إلى الإسلام , و يرى أن العالم الغربى يعانى من الشيخوخة بسبب حالة الرفاهية التى يعيشها والتى كان من نتيجتها انخفاض معدل المواليد , مقارنة بالعالم الإسلامى الذى يمتلك حيوية وقدرة على الاستمرار والإبداع لتوفر مساحة كبيرة من ملايين الشباب إضافة لقوة الإرادة والأيدلوجيا الإسلامية التى تحلم باستعادة مجد الخلافة .
ويضع المؤلف هذه القاعدة : 
 
Age + Welfare = Disaster for you
Youth + Will = Disaster for whoever gets in your way 

الشيخوخة + الرفاهية تساوى كارثة لك , والشباب + الارادة تساوى كارثة لمن يقف فى طريقك .

كما يرى ستين أن إيمان المجتمعات الغربية بالليبرالية والتعددية الثقافية أتاح للثقافة الإسلامية أن تغزوها فى عقر دارها . لذلك فهو يقف موقفا سلبيا من الليبرالية الغربية بوضعها الحالى , ويدعو إلى أن تغير من نوعها حفاظا على أبنائها الذين ربما لن يجدوا لهم مكانا فى العالم الجديد الذى يتشكل الآن . ويعزو الكاتب كل الاضطرابات فى العالم إلى وجود عامل ديمجرافي(سكانى وأيدلوجى ) , فالمسلمون هم القاسم المشترك فى كل تصادمات وأحداث عنف , فى الهند وباكستان , وفلسطين وضد الرسوم المسيئة فى أوروبا وفى كل مكان , يقول الكاتب ص8 :
Experts talk about root causes. But demography is the most basic root of all. Many of
the developed world"s citizens gave no conscious thought to Islam before September 11.
Now we switch on the news every evening and, though there are many trouble spots around
the world, as a general rule it"s easy to make an educated guess at one of the participants:
Muslims vs. Jews in "Palestine," Muslims vs. Hindus in Kashmir, Muslims vs. Christians in
Africa, Muslims vs. Buddhists in Thailand, Muslims vs. Russians in the Caucasus, Muslims
vs. backpacking tourists in Bali, Muslims vs. Danish cartoonists in Scandinavia
ويبدى المؤلف قلقه الشديد من تنامى العمليات (الإرهابية ) على مستوى العالم , ويرى أن الجهاديين يمثلون خطرا شديدا يؤثر على موازين القوى فى العالم . كما يركز على العقيدة الإسلامية التى تحرك هؤلاء الجهاديين وهم يهتفون الله أكبر عند قيامهم بكل عملية (إرهابية )
كما يرى أن الصين ليست مشكلة , والقوى الاخرى المتصاعدة ليست مشكلة , وإنما المشكلة الكبرى تكمن فى الأيدلوجية الإسلامية وأتباعها وحلمهم بإقامة الخلافة . وفى كل فصل من فصول الكتاب يسخر الكاتب من مفهوم تعدد الثقافات والتنوع الأيدلوجى , ويطالب أوروبا بأن تتخلى عن سلبيتها فى التعامل مع المسلمين حتى اصطلت بنارهم مشيرا إلى تفجيرات لندن 2005 
الكتاب يعتبر الولايات المتحدة الأمل الوحيد فى مقاومة المد الإسلامى بعد تخلى أوربا عن مساندة الولايات المتحدة فيما يسمى بحربها على الإرهاب War on Terror ويلمح بأن الحل لابد أن يكون أكثر تشددا , وأكثر قوة , كما يرد على الذين يراهنون على وجود إسلام معتدل أو مسلمين معتدلين Moderate Muslims , فصوتهم غير مسموع , ولم يستطيعوا إيقاف أو منع هجمات الحادى عشر من سبتمبر تلك التى سببت صداعا كبيرا للعالم الغربى وعلامة فارقة فى تاريخه الحديث . ويرى "ستين " أن الديمقراطية لا تصلح مع أمثالنا , وربما هذا يفسر الموقف الأمريكى الذى انقلب على الثورة خشية تهديد العالم الغربى والولايات المتحدة .يتكون الكتاب من تمهيد و ثلاثة أبواب تحتوى على عشرة فصول , وبعيدا عن تطرف المؤلف ورغبته فى تبنى سياسات عسكرية ودموية ومواقف أكثر تشددا مع العالم الإسلامى , فإن الكتاب كان يمكن ان يكون اقل بكثير من هذا الحجم لولا ثرثرة المؤلف الزائدة , ومحاولته إظهار ثقافته الأدبية والسينمائية الواسعة , فقد استشهد كثيرا بأشعار ومقولات الأدباء , وكذلك بمشاهد من أفلام مختلفة , كما أنه أفرط فى السخرية الزائدة من المخالفين لوجهة نظره , والذين تنبؤا بكوارث بيئية لم تحدث , ومنها ما يتعلق بالتغيرات المناخية ونضوب البترول , وهو يصر على أن الاخطر الأكبر يكمن فى الإسلام .
 اللافت أن الناشر نفسه قد حذر من أن تستيقظ الولايات المتحدة الأمريكية يوما على صوت أذان الفجر كما يحدث فى أوربا الآن .
 وختاما فإن الكتاب يتطلب من العقلاء فى العالم الغربى والإسلامى من تفويت الفرصة على هؤلاء المتطرفين منعا لحدوث مواجهة وشيكة ربما تتغير بسببها ملامح الكرة الأرضية كلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق