رانيا.. طفلة سورية حلمت بالطب فخطفها القصف
يزن
شهداوي-حماة
رانيا طفلة سورية من ريف حماة لم يتجاوز
عمرها سبع سنوات، حلمت ذات يوم أن تصبح طبيبة لتداوي جرحى القصف اليومي الذي عايشته
عن قرب، إلا أن صواريخ النظام عاجلتها قبل أن تبلغ الحلم وتحولها إلى إحدى ضحايا
الثورة السورية.
بعد انفصال والديها، عاشت -وهي وحيدة أمها- مع والدتها.
قبل نحو عام،
اشتد القصف على بلدة عقرب بريف حماة، وبينما كانت رانيا في المنزل بمفردها ووالدتها
عند جيرانها، لم تستطع الأم العودة للمنزل لإنقاذ ابنتها مع اشتداد القصف على
البلدة من قوات النظام.
في المقابل، لم تستطع رانيا الهروب إلى والدتها أو الخروج
من المنزل، حسب ما نقله الناشط الإعلامي بالمنطقة حكم أبو ريان.
أربعة صواريخ كانت كافية لتحول منزل رانيا إلى أثر بعد عين، وتخطف حياة
طفلة كل ذنبها أنها وجدت في مكان وزمان القصف.
وبعد إصابتها بقيت تنزف تحت الأنقاض حتى الموت دون أن يسعفها أحد بسبب
شدة القصف, وقد حاول الطفل محمد (9 أعوام) عند هدوء القصف إسعافها وإخراجها من تحت
الركام والأنقاض، لكن النظام استأنف قصفه مرة أخرى على المنزل ليتحول محمد من منقذ
إلى ضحية أخرى، يضيف أبو ريان.
وبعد توقف القصف، هرعت أم رانيا إلى منزلها لتشاهد ابنتها الوحيدة
وبجانبها محمد، وقد سلما روحيهما إلى البارئ، ودماؤهما البريئة تنتشر فوق ركام
المنزل المدمّر، يختم الناشط.
رحلت رانيا وبقيت لعبتها فوق ركام منزلها المدمر (الجزيرة نت) |
مجرد
طفلة
لم تستطع والدة رانيا تحمل المشهد، فأصيبت بانهيار عصبي تعاني منه حتى اللحظة، فغادرت البلدة تاركة وراءها ذكريات ابنتها الوحيدة، وهي كانت تتمنى "لو ذهبت مكانها أو رافقتها إلى مثواها الأخير"، يوضح للجزيرة نت الناشط الميداني مهند.
لم تستطع والدة رانيا تحمل المشهد، فأصيبت بانهيار عصبي تعاني منه حتى اللحظة، فغادرت البلدة تاركة وراءها ذكريات ابنتها الوحيدة، وهي كانت تتمنى "لو ذهبت مكانها أو رافقتها إلى مثواها الأخير"، يوضح للجزيرة نت الناشط الميداني مهند.
الوالد المفجوع الذي ملأت الدموع مقلتيه حزنا على فقدان ابنته، لا يزال
يحتفظ بلعبتها التي يشتمها كل صباح حين يستيقظ.
"كانت مجرد طفلة، لم تكن عضوة في عصابة مسلحة أو إرهابية فما ذنبها حتى
يتم استهداف منزلها بأكثر من أربعة صواريخ؟", بصوت حزين يقول خال رانيا، ويغوص في
الذكريات أكثر ليروي لنا كيف كانت رانيا تحلم أن تصبح طبيبة في المستقبل لتداوي
جرحى القصف اليومي والمشاهد الدموية التي كانت تشاهدها.
ويضف أنه يزور قبرها كل يوم لكي يكون بجانبها ويتبادل معها أطراف
الحديث، لعله يؤنس وحشة قبرها، "فهي كانت بمثابة ابنتي".
ويقول أهالي بلدة عقرب إن أكثر من ثلاثين طفلا لقوا مصرعهم جراء قصف
النظام على البلدة منذ بداية الثورة، إضافة إلى عدد كبير من الأطفال المصابين
والمعاقين، منتقدين استهداف القصف للمدارس والمناطق المأهولة بالسكان.
المصدر:الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق