تحولات اللطم بين السنة والرافضة ؟!
موقع المسلم
لم تكن اللقطات "الدرامية" المفتعلة لتقديم مسألة حضور إيران جنيف 2 سوى تجسيد واقعي لمدى الاستخفاف الغربي بنا نحن المسلمين!!
ف "فجأةً!!" وبلا مقدمات،اختار الأمين العام للأمم المتحدة الساعات الاثنتين والسبعين السابقة لانعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل "الأزمة السورية" فيقرر توجيه دعوة إلى ملالي قم للحضور..
بان كي مون الذي لا سلطة فعلية له على سائقه ولا على سكرتيره،أصبح سوبرمان يقطع ويصل في أمور كبرى،يعلم الجميع أن مفتاحها اليتيم في البيت الأبيض، ويمكن إضافة الكرملين من الناحية النظرية فحسب..
من الواضح أن أمريكا بعد أن مزقت ما تبقى من الائتلاف السوري إذ فرضت عليه حضور جنيف بلا شروط،همست في أُذُن بان كي مون –القَلِق باستمرار!!-أن يوجه الدعوة لإيران، بعد انتهاء الحاجة إلى مسرحية الرفض الأمريكي لمشاركة أي دولة في جنيف 2، إلا إذا وافقت مسبقاً على بنود جنيف 1، التي تعني –وفقاً للدعاية الأمريكية- القبول بحكومة مشتركة بين النظام والمعارضة!!
الدم السوري ليس أكثر من لعبة عند الأمريكيين،ولذلك جعلوا من حضور إيران من عدمه، قضية القضايا،للتهويل وتحريف الأنظار عن محتوى المهزلة.. فما جنيف سوى ملهاة عبثية وحشية تطيل معاناة السوريين وتنتهي إلى تسلط رافضي أشد،لتؤكد بذلك لكل ذي عقل أن الخبث الصليبي مدعوماً بالمكر اليهودي يلقي بكل ثقله وراء آلة القتل المجوسية في المنطقة من الشام إلى العراق فاليمن...وفي الوقت نفسه يمضي الغرب في تخدير البدان المسلمة،بارتدائه أقنعةً توهمهم أنه في صفهم. والمفارقة أن هؤلاء اكتشفوا متأخرين جداً الخديعة الغربية القاتلة، لكنهم وجدوا أنفسهم في مأزق وجودي عميق،ليس له من مَخْرَجٍ –بعد توفيق الله تعالى- غير المسارعة إلى إجراء تحولات عميقة في علاقاتهم بشعوبهم من جهة وفي سياساتهم الخارجية من جهة موازية.
فالخريطة الواقعية تضج بمرارة البون الشاسع بين الإقدام الصفوي الوقح والاضطراب الإسلامي الذي أوهنه غياب مشروع واضح ومتماسك لديه..
يتجلى ذلك في مهزلة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حيث يزدريها المجوس علانية، ويراهن عليها الحمقى المنتسبون إلى أهل السنة،الذين لم يدركوا أن الرافضة الذين لم يقبلوا بالحريري العلماني الذي يتلخص الإسلام عنده في الصلاة-وربما لا يمانع إن كانت شكلية وفي المناسبات-وفي حلقات رقص صوفي،لن يعجبهم أهل المنهج الحق من باب أَوْلى..
وملالي طهران يضاعفون سيطرتهم على الداخل بشراسة ما دام الخصم عاجزاً عن مجرد التفكير بتشجيع الاضطرابات في بلادهم على غرار ما يفعلون هم على امتداد الأرض المسلمة وبخاصة لدى الجيران العرب..
ويتضح الفرق المخيف في سلوك الرافضي المالكي يخوض في دماء أهل السنة بتأييد أممي معلن،في مقابل تقاعسنا عن مؤازرة أهلنا في العراق..ونراه في المجرمين الحوثيين الذين يستأصلون أهل السنة ويقترفون جريمة حرب بحسب القانون الدولي الفاجر بتهجيرهم من ديارهم من خلال "وساطة" تقوم بها الدولة،ثم يخنع الجيش اليمني للحصار الحوثي،بالرغم من الاتفاق معهم من قبل على انتشار الجيش في دماج!!
ونلمس المفارقة المذهلة كذلك لدى النصيري بشار الذي يرفض أن ينتهي جنيف 2 ولو بتوزير معارضين مستأنسين في حكومة أسدية يقودها برعاية أممية مكافأة له على إنهاء الوجود السني في سوريا!!
فإذا كان اليهود والنصارى لا يرضون عن أمتنا إلا إذا اتبعت ملتهم،فكيف بمن هم شر من اليهود والنصارى،ولا سيما أنهم ارتضوا دائماً أن يكونوا عملاء للحاقدين من أهل الكتاب ما داموا يكلفونهم استئصال المسلمين.. حدث ذلك منذ العبيديين الباطنيين وفي فترة الصفوية الأولى قبل 500 سنة،وها هو يتكرر جهاراً نهاراً في الوقت الحاضر..
فهل ينتظر الغافلون أن يهيمن أعداء الله هؤلاء على ديار الإسلام وتنقلب الأدوار فيصبح نصيبنا اللطم –لا قدَّر الله- والاستكانة وتملق الظالمين؟
نحن نثق بالله أن ذلك لن يقع،لأن الأمة جمعاء ستهب لتوقف سرطانهم الخبيث، لكننا ننذر قومنا كافة لأن تكلفة الانتظار أكبر مما يظنون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق