انقلابيو مصر إذ يعلنون نواياهم حيال حماس
ياسر الزعاترة
يوم الأربعاء الماضي بثت «رويترز» تقريرا وصفته بالحصري بعنوان «مصر توجه اهتمامها إلى حماس بعد سحق جماعة الإخوان المسلمين». وفي نفس اليوم نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقريرا استند إلى تقرير «رويترز» الذي بث يوم الثلاثاء باللغة الإنجليزية، بعنوان «مصر: سنسقط حماس بعد أن ننتهي من الإخوان المسلمين».
وفي نفس اليوم نشر الكاتب الإسرائيلي د. رؤوبين باركو مقالا في صحيفة «إسرائيل اليوم» بعنوان «حماس مستهدفة من مصر»، وهو يحلل، في ذات الوقت الذي يقتبس من تقرير «رويترز» المشار إليه.
لا يمكن المرور على ذلك كله مرّ الكرام، مع أن كشف نوايا الانقلابيين في مصر لم يكن في حاجة إلى تقارير أو مقالات، فالكل يدرك أن حماس في قطاع غزة، كانت ولا تزال على أجندة الاستهداف من طرف نظام الانقلاب، ومن ورائه أنظمة الثورة المضادة، وبالطبع بسبب انتمائها إلى ما يعرف بتيار الإسلام السياسي.
استهداف حماس يبدو مطلوبا لأكثر من اعتبار عدا عن كونها من قوى الإسلام السياسي، وهو الانتماء الذي يدفع نظام الانقلاب في مصر إلى استهدافها إرضاء لأنظمة الثورة المضادة التي مولت الانقلاب وعملت على تثبيته.
إن استهداف حماس يُعد ثمنا ضروريا على سلطة الانقلاب أن تدفعه لنتنياهو مقابل جهوده في ترويج الانقلاب دوليا، وبالطبع إضافة إلى دعم المفاوضات، ومنح الغطاء لأي اتفاق سياسي يمكن أن يتوصل إليه محمود عباس مع سلطات الاحتلال، بل الدفع قبل ذلك نحو قبوله للاتفاق الذي لن يغادر مربع الاتفاق المؤقت أو «اتفاق الإطار» بحسب تعبير جون كيري.
الكاتب الإسرائيلي يقدم لنا معلومات مهمة حول آلية الاستهداف، وإن كانت معروفة بروحية التحليل، وسبق أن أشرنا إليها في مقالات سابقة. يقول باركو: «يبدو أن شيئا ما يُنسج بين نشطاء حركة فتح والاستخبارات المصرية فيما يتعلق بإعادة سيطرة المنظمة على قطاع غزة الذي طردتها حماس منه بصورة مذلة في 2007».
لا يمكن المرور على ذلك كله مرّ الكرام، مع أن كشف نوايا الانقلابيين في مصر لم يكن في حاجة إلى تقارير أو مقالات، فالكل يدرك أن حماس في قطاع غزة، كانت ولا تزال على أجندة الاستهداف من طرف نظام الانقلاب، ومن ورائه أنظمة الثورة المضادة، وبالطبع بسبب انتمائها إلى ما يعرف بتيار الإسلام السياسي.
استهداف حماس يبدو مطلوبا لأكثر من اعتبار عدا عن كونها من قوى الإسلام السياسي، وهو الانتماء الذي يدفع نظام الانقلاب في مصر إلى استهدافها إرضاء لأنظمة الثورة المضادة التي مولت الانقلاب وعملت على تثبيته.
إن استهداف حماس يُعد ثمنا ضروريا على سلطة الانقلاب أن تدفعه لنتنياهو مقابل جهوده في ترويج الانقلاب دوليا، وبالطبع إضافة إلى دعم المفاوضات، ومنح الغطاء لأي اتفاق سياسي يمكن أن يتوصل إليه محمود عباس مع سلطات الاحتلال، بل الدفع قبل ذلك نحو قبوله للاتفاق الذي لن يغادر مربع الاتفاق المؤقت أو «اتفاق الإطار» بحسب تعبير جون كيري.
الكاتب الإسرائيلي يقدم لنا معلومات مهمة حول آلية الاستهداف، وإن كانت معروفة بروحية التحليل، وسبق أن أشرنا إليها في مقالات سابقة. يقول باركو: «يبدو أن شيئا ما يُنسج بين نشطاء حركة فتح والاستخبارات المصرية فيما يتعلق بإعادة سيطرة المنظمة على قطاع غزة الذي طردتها حماس منه بصورة مذلة في 2007».
ويضيف «في نهاية السنة الماضية ذكرت في مقالة في هذا القسم عنوانها «فتح تطمع بالقطاع مرة أخرى؛ اقتباسا من الصحيفة الأسبوعية «الوطن»، التي أفادت بوجود تنظيم عصابة مسلحة من مقاتلي فتح، بقيادة مسؤول فتح الكبير، محمد دحلان، ترمي إلى إعادة الحكم في غزة لحركة فتح بالقوة بمساعدة مصرية».
هنا يعود «باركو» إلى تقرير رويترز «الحصري» الذي لم يكن حصريا إلا لأجل ترويجه أكثر، ولأجل إعطاء إشارات أخرى لجماعة دحلان، وآخرين من معارضي حماس بأن عليهم أن يكونوا جاهزين للتحرك.
هنا يعود «باركو» إلى تقرير رويترز «الحصري» الذي لم يكن حصريا إلا لأجل ترويجه أكثر، ولأجل إعطاء إشارات أخرى لجماعة دحلان، وآخرين من معارضي حماس بأن عليهم أن يكونوا جاهزين للتحرك.
ويجري الحديث هنا عن «مدة أربع سنوات لتنفيذ خطة القضاء على حماس التي تخطط الآن بالتعاون بين الاستخبارات المصرية ونشطاء فتح، ويُفترض أن تنفذ هذه الخطة بمعاونة حركات شعبية في القطاع تعارض حماس، وهي تشمل تشديد الحصار والاستمرار في هدم الأنفاق التي كانت تستخدم كمصادر اقتصادية وعسكرية لحماس».
يرى الكاتب الإسرائيلي أن «تسريب النوايا المتعلقة بحماس في الوقت الحالي»، ربما «يرمي إلى أن يكون رسالة للأميركيين تقول إن السيسي هو استثمار مناسب، وإنه سيُسهم في القضاء على الإرهاب وفي جهود السلام في المنطقة».
وفيما يعترف بأن من الصعب تخيل دخول المصريين لقطاع غزة «دون تنسيق مع إسرائيل، فإن دخول السلطة على حراب الجيش المصري بهذه الصفة سيفضي إلى تحسين الوضع الدستوري للسلطة الفلسطينية، وإلى وحدة الصفوف».
نتذكر في هذا السياق ترحيب عزام الأحمد (عضو مركزية فتح) بدخول فتح لقطاع غزة على ظهر دبابات الجيش المصري، وهو يعلم أن ذلك لن يحدث من دون موافقة سلطات الاحتلال، بل مباركتها بتعبير أدق.
على كل حال، ما ذُكر ليس جديدا، وتفاصيل الحرب تتغير وتتبدل بحسب الظروف الموضوعية، لأن التمويل وفير والأدوات جاهزة، لكن النجاح أمر آخر، اللهم إلا إذا ملك القوم الاستعداد لقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين ثمنا لذلك، وحتى لو استعدوا لذلك، فإن النتيجة غير مضمونة أيضا، لكن ذلك لا يلغي واقع أن على حماس الاستعداد لذلك, ليس عسكريا فقط، وإنما سياسيا أيضا، وفي ظني أن طرح مشروع يتجاوز غزة إلى كل القضية المهددة بالتصفية هو الحل، وذلك بتشكيل تحالف من فلسطينيي الداخل والخارج (فصائل ومستقلين) ضد المفاوضات والتفريط مع الاستعداد لإدارة مشتركة لقطاع غزة، وكذلك للضفة الغربية كإدارة مدنية، وتوجيه الجهد الحقيقي لمقارعة الاحتلال.
يرى الكاتب الإسرائيلي أن «تسريب النوايا المتعلقة بحماس في الوقت الحالي»، ربما «يرمي إلى أن يكون رسالة للأميركيين تقول إن السيسي هو استثمار مناسب، وإنه سيُسهم في القضاء على الإرهاب وفي جهود السلام في المنطقة».
وفيما يعترف بأن من الصعب تخيل دخول المصريين لقطاع غزة «دون تنسيق مع إسرائيل، فإن دخول السلطة على حراب الجيش المصري بهذه الصفة سيفضي إلى تحسين الوضع الدستوري للسلطة الفلسطينية، وإلى وحدة الصفوف».
نتذكر في هذا السياق ترحيب عزام الأحمد (عضو مركزية فتح) بدخول فتح لقطاع غزة على ظهر دبابات الجيش المصري، وهو يعلم أن ذلك لن يحدث من دون موافقة سلطات الاحتلال، بل مباركتها بتعبير أدق.
على كل حال، ما ذُكر ليس جديدا، وتفاصيل الحرب تتغير وتتبدل بحسب الظروف الموضوعية، لأن التمويل وفير والأدوات جاهزة، لكن النجاح أمر آخر، اللهم إلا إذا ملك القوم الاستعداد لقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين ثمنا لذلك، وحتى لو استعدوا لذلك، فإن النتيجة غير مضمونة أيضا، لكن ذلك لا يلغي واقع أن على حماس الاستعداد لذلك, ليس عسكريا فقط، وإنما سياسيا أيضا، وفي ظني أن طرح مشروع يتجاوز غزة إلى كل القضية المهددة بالتصفية هو الحل، وذلك بتشكيل تحالف من فلسطينيي الداخل والخارج (فصائل ومستقلين) ضد المفاوضات والتفريط مع الاستعداد لإدارة مشتركة لقطاع غزة، وكذلك للضفة الغربية كإدارة مدنية، وتوجيه الجهد الحقيقي لمقارعة الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق