الخميس، 23 يناير 2014

لن تحكمنا أمريكا

مجدى أحمد حسين يكتب: لن تحكمنا أمريكا


>> تصحيح توجه دفة الثورة هو الضمان الحقيقى للنصر 
>> الإعلام الرسمى والممول أمريكيا وخليجيا سعى لشغل الشعب بأمور فرعية بعيدا عن قضية الاستقلال 
>> معركتنا الأساسية بين الاستقلال والتبعية وليس بين الإسلام والعلمانية.. وليس بين المدنيين والعسكريين.. نهاجم العسكر بشدة لأنهم أداة السيطرة الصهيونية الأمريكية.. ونشدد النكير على العلمانيين وقيادات الكنيسة للسبب نفسه وليس للخلاف الفكرى أو الدينى

إذا لم تكن الثورة تعرف عدوها الحقيقى فكيف تنتصر حقا؟! إذا لم يقد قادة الثورة الشعب إلى أهدافه الجوهرية فكيف تتجمع قوى الشعب لتقتلع جذور النظام البائد؟
ما حدث فى ميدان طلعت حرب، أول من أمس الأربعاء، من تجمع شبابى شارك فيه شباب «الاستقلال» وتظاهر تحت عنوان: «لن تحكمنا أمريكا»، هو تطور نوعى بكل المقاييس فى مسار الثورة، لأنه أول تجمع جماهيرى كبير منذ قيام الثورة يعلن أن أمريكا هى العدو، وأن أمريكا هى التى تحكم مصر فعليا وليس مبارك أو السيسى أو المجلس العسكرى.
وقد كان الدور الأكبر لشبكات الإعلام الرسمية والخاصة الممولة أمريكيا عن طريق الخليج، أن تَصرِف الرأى العام المصرى إلى أى شىء إلا الوجود الأمريكى فى مصر، وهذا هو دور السحر فعلا؛ فكل مصرى يرى تأثير أمريكا فى كل شبر وكل قرار. ولكن بما أن المواطن يعمل صباحا فى عمله، ولا يتم فى العمل ذكر أى شىء عن أمريكا، ويعود فى المساء ويسلم نفسه لوسائل الإعلام المرئية التى لا تذكر أى شىء عن أمريكا لا بالسلب ولا الإيجاب، بل هناك عمليات مبرمجة لشغل الناس بقضايا داخلية وهمية: الدستور أولا أم الانتخابات أولا؟ الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية أولا؟ هل تكون مصر دولة رئاسية أم برلمانية؟ من يكون رئيس الجمهورية الذى ينقذنا، فلان أم علان أم ترتان؟ (...) واكتشف الجميع بعد عامين أنهم جميعا (أى الذين أبرزَهم الإعلام على السطح) لا يصلحون، ولا يوجد فيهم شخص واحد فذ يمكنه أن ينقذ البلاد.
ماذا تعرف عن الكاريزما؟!
ولكن كانت سنتان قد ضاعتا فى الحديث عن «الكاريزما»، التى لا يعلم معظم أهل النخبة معناها اللغوى، وكان كل مواطن يتعين عليه أن يبحث عن الكاريزما (التى لا يعرف معناها وهى كلمة لاتينية) فى شخص كل المرشحين المحتملين للرئاسة، بينما لم يكن موعد انتخابات الرئاسة محددا أصلا! وعندما نجح التيار الإسلامى فى كل الاستحقاقات الانتخابية، أصبحت المشكلة هى «أخونة الدولة»، وهو أمر فكاهى حيث نمارس الديمقراطية ونسعى فى الوقت نفسه لشل إرادة وإمكانيات الحركة للحزب الفائز!! ولو كان الحزب الفائز يحبه الجميع لما كان للانتخابات أى معنى أو ضرورة. فإذا حاول الإخوان أن يعملوا قالوا لهم (أنتم تريدون السيطرة)، وعندما يشركون معهم بقايا النظام وكل القوى فى أى عمل ما لا يحدث أى تقدم، ثم يقولون لهم (إنكم لا رؤية لكم ولا تصور وتفتقرون إلى الحزم). حتى اتهم الإخوان بالشىء وعكسه؛ اتهموا بأنهم يريدون أسلمة المجتمع بالقوة وهو أمر لا يوجد عليه دليل واحد ولا يؤكده أى قرار أصدره الرئيس مرسى، واتهموا من الجهات نفسها (العسكر والعلمانيين) بأنهم لم ينفذوا حرفا واحدا من الإسلام، بل عيروا بأنهم مدوا تراخيص الملاهى الليلة إلى 3 سنوات وكانت تجدد كل سنة، ولم يحرموا الخمر ولا البكينى ولا الميسر ولا لحم الخنزير. وفى ظل هذه الأجواء تحرك مجلس الشعب وهو مكتف اليدين حتى تم حله على يد محكمة مبارك الدستورية. وكان دور حزب النور الأمنى هو محاصرة الإخوان من الناحية «الإسلامية» ليدفعهم إلى التشدد الكلامى لا الفعلى، بينما يحاصرهم العلمانيون على تشددهم استنادا إلى أقوال قيادات حزب الزور!! حتى أصبح التيار الإسلامى -وليس الإخوان فحسب- يحمل أوزار أفكار وممارسات نواب وقادة حزب النور. المهم أن الإعلام الشيطانى شغل الأمة بقضية العلمانية والإسلام، وكان هذا أشبه بمسلسل تلفزيونى مكسيكى ردىء، لأنه لم تكن هناك قضية حقيقية على أرض الواقع، بل كان الإسلام (فى فضائيات الفتنة) هو اللحية والجلباب والحجاب رغم عدم صدور أى قرار يفرض هذه الأمور أو يتدخل فيها، وأذكر أننى التقيت سيدة مسيحية كانت متضررة جدا من حكم «مرسى»، وعندما سألتها: ما الذى يقلقك ويشعرك بالخوف من حكم مرسى، أنا لا أجد أنه فعل أى شىء يختلف عن الحكم السابق فى مجال التعامل مع النصارى؟ قالت لى: إنه سيفرض علينا الحجاب بالقوة. قلت لها: إنه لم يصدر أى قرار بهذا المعنى ولا يوجد أى اتجاه لفرض الحجاب على المسلمات ومن باب أولى المسيحيات، ولم يتحدث أحد من التيار الإسلامى فى الحكم أو خارج الحكم فى هذا الموضوع. نظرت إلىّ ولم تحر جوابا وكأن عينيها تقولان: هم فى الكنيسة أو فى الإعلام قالوا كده!!
الإسلام لا يطبق بالقوة
لم نكن أمام محاولة لتطبيق نموذج إسلامى أو تطبيق تشريعات إسلامية، وكان الإخوان يراعون هذه الحساسية إلى حد مفرط فى الحساسية!! ولكن كنا إزاء حالة هيجان علمانى غير مفهوم، يستند إلى تصور يرى أن هؤلاء متدينون وينتظرون حتى تستقر أوضاعهم فى الحكم ثم يقلبون لنا ظهر المجن، كذلك هناك بدائل إسلامية أخرى متحفزة لشغل أى فراغ إخوانى. وهكذا دارت مشادات تلفزيونية لا أساس لها من سياسات حقيقية واقعية، على محور (علمانية أم إسلام؟)، وهذا خلاف حقيقى غير منكر ولكن لم يكن هذا هو جوهر الصراع!! وبدون أى إخفاء لتوجهنا الإسلامى المعروف، فنحن لا نخشى العلمانية، ولا نجرد العلمانى (الذى يفصل بين الدين والسياسة) من وطنيته، ولا نؤيد فرض الإسلام بالقوة. ونقول بمنتهى الاستقامة إننا نحتكم إلى إرادة الجماهير؛ فإذا أرادت الإسلام تنتخب الإسلاميين، والإسلاميون ليسوا حزبا واحدا؛ وإذا أرادت العلمانيين فلتنتخبهم. ونحن أصحاب دعوة، فإذا أحسنا الدعوة والعمل لها فسننجح، وإذا فشلنا فلنحاول مرة أخرى. وهذا هو المنطقى والجميل والمريح فى مسألة الاحتكام إلى الصندوق الذى رفضه الديمقراطيون، ولكن ما جرى على شاشات التلفزيون فى عهد الرئيس «مرسى» لم يكن صراعا بين تجربة إسلامية غير موجودة أصلا (عدا نظافة اليد والوطنية وهى من مقومات المشروع الإسلامى وليست كلها) وبين علمانية أو ليبرالية غير موجودة، بل كنا أمام مجموعة (أقصد هنا المجموعة التى احتكرت شاشات الفتنة) من النصابين من محترفى الكذب وسلاطة اللسان والبذاءة والإباحية بكل أنواعها، و(شطار) فى المراوغة والألاعيب اللفظية، معظمهم من الفاسدين الطامحين للشهرة والمال والمناصب، والمرتهنين بأمريكا والغرب، ومستعدين لبيع ضمائرهم عند أول مفرق (ناصية) لمن يدفع أكثر. وباعتبارى من دارسى مدارس الفكر الغربى، ومن معتنقيها سابقا فى مقتبل العمر، فإننى أعرف جيدا أن الفكر الماركسى والليبرالى وغيرهما من المدارس الغربية لا تدعو إلى الرذيلة، بل تدعو إلى مثل عليا ما، وتسعى للرقى بالإنسان. ولا شك أن عدم الالتزام الدينى يفتح الطريق واسعا للشيطان فى نهاية المطاف، ولكن ليس هذا من صميم الفكر بشكل صريح. فلن تجد فى أى كتاب نظرى غربى من أية مدرسة مثلا: ضرورة اللجوء إلى الكذب والتدليس والنصب لهزيمة الخصوم. وبالمناسبة فإن «مكيافيللى» الذائع الصيت وصاحب هذه الأفكار غير الأخلاقية والذى يحبه «حسنين هيكل» و«عبد الناصر» ليس مفكرا ولا شىء، هو مجرد نصاب، يلخص تجربة الحكام الفاسدين، فى كتابه (الأمير).
وقد كتبت من قبل أن أئمة الفكر الغربى سيشعرون بالخزى والعار والخجل إذا تم تحضير أرواحهم وقالوا لهم: هؤلاء فى مصر يمثلون الليبرالية أو الماركسية. وبالفعل فقد انتهى الخراصون المصريون إلى مجرد الدعوة للانقلاب العسكرى (ولذلك فإن شخصا محترما مثل د. إبراهيم العيسوى لم يشارك فى هذا العبث، وهذا مجرد مثل)، وهذا غير موجود فى مقررات ومناهج الماركسية والاشتراكية بكل فروعها ولا فى مناهج الليبرالية بكل أنواعها، وربما القوميون لهم تراث فى هذا المجال، ولكنهم صدعونا كثيرا عن أنهم تحولوا إلى الديمقراطية، ولا يبدو أن ذلك قد حدث.
العلمانية كانت قفزة لتقدم الغرب
أقصد أن الأمة أضاعت ثلاث سنوات من عمرها فى مناظرة وهمية بين (الإسلام) الذى لا يطبق بسبب الضغوط الخارجية والداخلية، و(العلمانية) التى تحولت إلى مجرد أفكار مشتتة لمجموعة (شمحطية) تحقق ثروات وشهرة ومجدا من سب الدين الإسلامى. وهذا امتداد للديالوج نفسه الذى قاده إعلام مبارك قبل ثورة 25 يناير.
العلمانية الأوروبية كانت قفزة إنسانية كبرى إلى الأمام لأنها ظهرت فى مواجهة دين لا بد للناس أن تجحده؛ دين كنيسة العصور الوسطى الذى كان يحرم البحث العلمى ويعدم من يقول بكروية الأرض، بل يمنع المسيحيين من مجرد الاطلاع على الإنجيل وقراءته والاحتفاظ بنسخة منه، بل كانت عقوبة اقتناء مسيحى نسخة من الإنجيل جريمة تصل عقوبتها فى بعض الأحيان إلى الإعدام. وهذا من أسباب ظهور المذهب البروتستانتى، الذى وضعه «مارتن لوثر» على أساس حق المسيحى فى قراءة الإنجيل والتعامل معه مباشرة! وكان من أسباب المنع المزعومة أن الكتاب المقدس صعب ولا يفهمه إلا رجال الدين، وهم وحدهم الذين يشرحونه للعوام فى الكنيسة.. الكنيسة التى لم يرد لها ذكر فى الإنجيل، وكل ما تقوم به من طقوس معقدة لا أصل له فى الإنجيل، ووفقا للأناجيل التى يؤمنون بها حتى الآن. وأصبح البابوات أغنى من الملوك وأكثر سلطة ولديهم جيوش خاصة وإقطاعيات، بينما كان المسيح عليه السلام حافى القدمين، ليس معه إلا ثوب واحد، وكان يقول للحواريين: تعالوا بثوب واحد ولا تحملوا أى شىء آخر واتبعونى. قام البابوات فى معظمهم بكل الموبقات التى يمكن تصورها أو التى لا يمكن تصورها. وكانت محاكم التفتيش والسجون المشهورة بفنون التعذيب المرعبة، وكانت فى المقابل هناك صكوك الغفران لدخول الجنة، أى ما بين الترغيب والترهيب ضاعت رسالة النبى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. وكان ظهور البروتستانتية (أحيانا تسمى الإنجيلية لأنها انتصرت للإنجيل وحررته من أسر الكنيسة وبدأت فى طباعته وترجمته للغات المختلفة) -جاء ظهورها مقترنا بالنهضة الأوروبية، كان لا بد من هدم هذه الكنيسة كما فعلت الثورة الفرنسية تحت شعار (أعدموا آخر إقطاعى بأمعاء آخر رجل دين)، وشهدت فرنسا عهد إغلاق الكنائس. وعندما جاء نابليون إلى مصر وقال إنه ليس مسيحيا وإنه دخل الإسلام، فقد كان نصف صادق - نصف كاذب؛ فهو فعلا لم يكن يعتنق المسيحية، ولكنه بالتأكيد لم يدخل الإسلام، فقد كانت مجرد خديعة للتقرب إلى الشعب المصرى ولكنها لم تفلح بطبيعة الحال. ولكن ما كان يمكن لهذا الوضع أن يستمر فى فرنسا، فعادت الكنائس تدريجيا للعمل ولكن فى إطار الفصل بين الدين والدولة. وكانت هذه قفزة كبرى إلى الأمام، ولذلك فقد كان تقدم الغرب متلازما مع إنهاء سيطرة الكهنوت على العقول والإبداع والبحث العلمىن، بل وحتى على العبادة. بينما كانت ولا تزال رحلتنا عكسية؛ نهضتنا الحضارية متلازمة مع الإسلام، وانهيارنا الحضارى بابتعادنا عن الإسلام لأنه الدين الحق الذى يشجع البحث العلمى وحرية الفكر والتفكر فى خلق السموات والأرض، وحماية حقوق الإنسان وكرامته وحقه فى التعليم والحياة الإنسانية الكريمة، ورفض الطبقية المقيتة، ورفض الكهنوت، وتحرير العلاقة بين الإنسان وربه من أى وسائط.
وهكذا ظل هذا المحور للصراع بين العلمانية والإسلام يشغلنا به الحلف (الغربى - العسكرى - العلمانى) بالتحالف الواعى مع حزب النور الذى كان يزكى الأزمة من الناحية الإسلامية بتشدد متنطع فى كل شىء.
عسكرية أم مدنية؟!
ولكن كان هناك محور آخر: هو المحور (العسكرى - المدنى)، ودخلنا فى صراعات كلامية لا معنى لها حول (من هو الحاكم الأفضل؟!) وقد قلت فى مقال قديم: هذا صراع مفتعل؛ فقد كان معظم الصحابة لهم خلفية عسكرية، ولا تدرى كيف تصنفهم؟ هل هم مدنيون أم عسكريون؟ مثلا: عمر بن الخطاب – أبو بكر الصديق – حمزة بن عبد المطلب – على بن أبى طالب، ثم خالد بن الوليد، ولكن كان الجميع من حيث المبدأ من حملة السلاح، ولكن برع بعضهم أكثر أو كان أكثر شبابا: نموذج على بن أبى طالب. وهؤلاء كانوا يتدربون بشكل خاص، ولديهم أسلحة مميزة. وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- عسكريا أيضا، نعم هو القائد، ولكن عند الضرورة يقاتل ويحتمى به الصحابة، ويقود الهجوم المضاد كما فعل فى غزوة حنين «أنا النبى لا كذب، أنا ابن عبد المطلب». وكان عنده سيوف محددة كـ«ذو الفقار» ودروع... إلخ. ليست القضية أن يكون الحاكم عسكريا أم مدنيا، وفى الإسلام كلنا مدنيون وكلنا عسكريون، القضية هى حماية الاستقلال أولا ثم الاحتكام لشرع الله الذى يظلل الجميع ثانيا، وبالاقتناع وليس بالقوة، لأنه لا يوجد نظام إسلامى بالقوة، ولكن بالشورى.. والشورى تتضمن التشاور وتبادل الرأى والأخذ برأى الأغلبية فى النهاية بما لا يتعارض مع أى نص صريح، وتتضمن الانتخابات. وهكذا تكون المعادلة بالتوالى: استقلال - شورى - شريعة.
وعلى هذين المحورين من الصراع (علمانية أم إسلام؟) – (عسكرية أم مدنية؟)، ضاعت مصر وانشغلت فى قضايا فرعية وضاعت حقوق المستضعفين، وتاهت العدالة الاجتماعية فى غابة الصراعات الكلامية التافهة. ونسى الإسلاميون الزكاة ونسى العلمانيون الضرائب التصاعدية والحد الأدنى والأعلى للأجور، بينما تواصل نهب كبار العسكريين وكبار اللصوص المدنيين لثروات البلاد. وضاع فى الأساس أهم معلم من معالم الخريطة السياسية، وعلى كثرة الاقتراحات والمبادرات التى كانت تترا بمعدل مبادرة كل ساعة أو ساعتين، وخرائط الطرق التى تحولت إلى شبكة من الحوارى أو شلة الصوف المعقدة، لم يتذكر أحد على سبيل السهو والخطأ بسبب هذه الجن الإعلامى، أو على سبيل التآمر المقصود، نسى الجميع -إلا من رحم ربى وقليل ما هم- أن أهم حقيقة فى الواقع السياسى المصرى هى أن مصر مستعمرة أمريكية صهيونية، وأن مبارك كان مجرد موظف يعمل فى المخابرات الأمريكية والموساد، وأن ما قام به من تخريب كان لحساب أمريكا وإسرائيل، وأن السيطرة على كيان المجتمع استغرقت قرابة 4 عقود، وأن الخلاص من حكم مبارك وهمٌ طالما أن العلاقات نفسها مع أمريكا وإسرائيل استمرت بالكيفية نفسها القائمة على التبعية، ووفقا لوضع مؤسسى صنعته «كامب ديفيد»، وأن هناك آلاف النقاط (بالمعنى الحرفى 10 آلاف نقطة فى اتفاقية سرية واحدة) تضبط العلاقات (المصرية – الإسرائيلية) تحت الإشراف الأمريكى، لا يعرف الشعب المصرى عنها أى شىء، وهى السبب الأساسى فى كل هذا البلاء الذى نعيش فيه، منذ إقامة هذه العلاقات الشيطانية المثلثة (المصرية - الإسرائيلية - الأمريكية). وفى كل عدد نكشف جزءا من هذه المآسى، ولكنها لا تنتهى. ولكن من المهم الآن أن يتحرك الشعب بوعى لإسقاط هذه الشبكة العنكبوتية المدمرة التى صفت دماء المصريين؛ مرة عن طريق المبيدات والمواد الزراعية المسرطنة والناقلة لأمراض الكلى والكبد، ومرة عن طريق سلاح (الكميتريل) الذى يتم رشه فى الهواء من خلال الطائرات الأمريكية والإسرائيلية (وسنكشف تفاصيل ذلك فى الأعداد القادمة بإذن الله)، ومرة عن طريق الأسلحة الكيماوية المحرمة فى الغازات المسيلة للدموع، وهى حصرا صناعة أمريكية أو إسرائيلية. ومرة عن طريق الأسلحة الأمريكية الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التى تستخدم منذ يناير 2011 ضد الشعب المصرى: طائرات – مدرعات – مضادات دفاع جوى – رشاشات متوسطة. أما السلاح الآلى (الكلاشينكوف) وذخيرته، فهو صناعة مصرية والحمد لله!!


أخيرا بدأ تصحيح مسار الثورة نحو الهدف الأصلى: الحلف الصهيونى الأمريكى وأداته الرئيسية (المجلس الأعلى للقوات المسلحة). تقدموا فى هذا السبيل.. واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون.. وما النصر إلا من عند الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق