الأحد، 19 يناير 2014

مؤامرة عمرو موسى «الإخواني» على الدستور!


مؤامرة عمرو موسى «الإخواني» على الدستور!

شريف عبدالغني

منه لله عمرو موسى. أنا زعلان جدا وواخد على خاطري منه جامد. قلل فرحتنا الله يقل فرحته. نكد علينا ليلة العرس. وسط الفرحة والتهليل ببهجة الاستفتاء على الدستور، ألقى موسى «كرسي في الكلوب». ألقى بعصاه التآمرية العميلة لتلتهم عصي حب الوطن واستقراره.
القعدة منصوبة في الفضائيات للحديث عن جمال ودلال وقوام الدستور وليلة دخلة العرس الديمقراطي التي لم ينقصها سوى ارتداء الضيوف الأبرار الأحرار «بيجامات» والمذيعات الثائرات الفائرات «قمصان نوم»: المحللون يحللون.. والخبراء يخبرون.. والفنانون يفننون.. والغلابة أمام الشاشات يستمعون.
الكل يدعو الشعب العظيم للنزول من أجل «نعم».
 نعم هي النجاة يا قوم.
 نعم خط فاصل بين ديكتاتورية «المرشد» وديمقراطية «الملهم». نعم تنقلنا من نار «الإخوان» إلى جنة العسكر.
نعم تقودنا من ظلام الظلاميين إلى نور المنيرين.
نعم تنشلنا من ظلم مرسي إلى عدل «الدكر».
نعم تبعدنا عن «الشاطر» المتطرف إلى «الطرطور» المعتدل. نعم هي الأمل.. هي العمل.. هي الحب.. هي الحلم.. هي الوفاء.. هي الرخاء.. هي النماء.. هي العطاء.. هي السعادة.. هي الفياجرا.
نعم يا قوم تحمينا من تجهم «عزة الجرف» وتضعنا في قلب ضحكة مجلجلة صافية تصدرها في لحظة صفاء «أم عزة» المعروفة إداريا باسم فيفي عبده.. نعم تجعلنا نودع صدور المتظاهرين العارية أمام الرصاص وتدخلنا إلى عالم الصدور المحتشمة لإلهام شاهين وهالة صدقي ويسرا ودينا.
الصحف المحترمة الصادقة الطاهرة العفيفة الشريفة خرجت بعناوين تنضح بالشرف وتتساقط منها العفة: الشعب يقول كلمته.. صوّت بنعم لمصر.. اليوم مصر تقول نعم.. اليوم الاختيار ما بين الدولة والمجهول.
الجيش يحشد ثلث قوته القتالية لتأمين الاستفتاء. الداخلية وضعت أقصى درجات الاستعداد وأخرجت من المخازن ما تيسر من رصاص حي وخرطوش ومطاطي وغاز لمواجهة «الخونة الإرهابيين أعداء الوطن»..
 قتلت منهم العشرات في يومي العرس.. وإيه يعني.. خلي البلد تنضف.
«المواطنون الشرفاء» على امتداد المحروسة جهزوا أنفسهم بما ملكت أيمانهم من سلاح ناري وأبيض وسنج وشوم لمساعدة الشرفاء أمثالهم في الأمن ضد «الأشرار العملاء» المقاطعين.. حتى لو رجعت بطن أمك يا مُقاطع.. هنجيبك هنجيبك.. وسنعلمك الديمقراطية والتصويت بنعم غصب عن عين الست والدتك.
إذن مصر كلها تحتشد للعرس. لكن.. وآه من كلمة لكن.. في عز الاستعداد لـ «لحظة الصفر»، وهذا التعبير أيضا ذكرته صحيفة شريفة عفيفة، كانت الصدمة القوية من التصريحات «الموسوية». تصريحات لا على البال أو الخاطر.. ومن مين؟! من عمرو موسى كبير وقائد لجنة الخمسين التي نتعت بالسلامة الدستور المتين.
موسى خرج بعدما شد نفسين من سيجاره الأنيق، ودعا المصريين لـ «الاستـ..اء» على الدستور!!
برر المبرراتية بأنها زلة لسان، وأنه صحح خطأه ونطق الكلمة صحيحة «استفتاء».
لكني ظني أن الموضوع ليس زلة لسان ولكن الحكاية فيها «إنّ» ووراءها سر خطير!! أنا -وأعوذ بالله من قولة أنا- أعرف تماما هذا الرجل الطاووسي منفوخ الريش، منذ كان وزيرا للخارجية وأمينا عاما لمكلمة جامعة الدول العربية.
عمرو موسى أستاذ «المراوغة» الأول.
يرقص بالكلمات أمام الكاميرات كما يرقص عمرو دياب أمام الموديلات..
 خبير في «اللف والدوران» لا يشق له غبار، ورجل «قلب حقائق» بارع.
 ظل 10 سنوات وزيرا لخارجية نظام مبارك، ينفذ ما يمليه عليه رئيسه ويساهم بقوة في نزول مكانة مصر الخارجية إلى الحضيض.
لم نسمعه يعارض سياسة أو قرارا لرئيسه ولو بالهمس أو باللمس أو حتى بالنظرات.
 لم يفعل مثل محمد إبراهيم كامل أو إسماعيل فهمي اللذين استقالا من نفس منصبه احتجاجا على توقيع «كامب ديفيد»، بل ظل مشيدا بحكمة وحنكة مبارك، حتى كافأه الأخير بوضعه على رأس الجامعة العربية كفرصة لتحسين دخله والحصول على مكافأة نهاية الخدمة «5 ملايين دولار» لزوم الدروس الخصوصية للأحفاد، فضلا عن سيارة فخمة كشف سرها المرحوم القذافي!
الرجل قبل سقوط مبارك بأسابيع قال إنه سيعطيه صوته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن وقعت الواقعة وسقط المخلوع وتبدلت الدنيا وأصبح موسى هو المرشح لا مبارك، ومن يومها وهو لا يمل ولا يكل من القسم أنه كان معارضا للنظام و «لقمة في زور» السلطة الفاسدة.
ثم كان ما كان أيام مرسي، وحاول ظاهريا إمساك العصا من المنتصف، لكنه سرا كان في صف جوقة «يا رب انقلاب».
بعد الانتصار كافأته «البيادة»: «لقد خلعنا عليك لقب كبير لجنة وضع الدستور بالسلامة». وجدها العجوز فرصة ذهبية ليكون في قلب الأضواء التي يعشقها ويتمنى أن يحشر فيها.
تقلبات موسى لا تنتهي. المفاجأة الكبرى وسر الأسرار يكشفان القنبلة المدوية. المعلومات الخطيرة التي وصلتني أن موسى تيقن أن الانقلاب زائل، وأن الشرعية ستعود، لذلك لحق نفسه حتى يرضى عنه رئيسه محمد مرسي، وحاول إشاعة البلبلة والفوضى على الدستور الذي وضعه بنفسه، وأطلق كلمة أخرى عامدا متعمدا بدلا من «استفتاء».
 المعلومة الأكثر خطورة والتي يشيب من هولها شعر غادة عبدالرازق الصناعي، أن عمرو موسى انضم سرا إلى جماعة الإخوان المسلمين، بعدما تأكد أنها تمثل الأغلبية، وستعود حتما للسلطة. ولذلك تلقى من «الجماعة الإرهابية» التعليمات بإفساد الاستفتاء.
لكن الشعب الواعي أفسد الخطة التآمرية الشيطانية بالإقبال غير المسبوق على اللجان والوقوف باحترام والتصويت بنعم.
لا تصدقوا أكاذيب الكاذبين وضلالات المضللين بأن اللجان كانت تتسول المصوتين، وأن القضاة أعلنوا عن مكافأة لكل من يدلي بصوته بأن يصوت بعدها مرتين مجانا.
الشعب كله توجه. العالم بأسره شاهد الملحمة. الطراطير راحت.. لميس وشركاؤها في إعلام الطهارة صوتوا.. الفنانون لبسوا أحلى ما عندهم.. الفساتين تألقت.. الانتفاخات برزت.. الخدود توردت.. الشفاه احمّرت. الطبل والزمر والرقص اشتعل على أنغام «تسلم الأيادي».
ماذا كنت تريد يا موسى من حشود الجماهير أن تفعل في الطوابير؟!
 بماذا دعوتهم؟!
وماذا كنت تنتظر منهم داخل اللجان مع أوراق التصويت وتنقله الكاميرات ليكونوا فرجة أمام أمة لا إله إلا الله؟!

«استـ..اء».. يخيبك راجل!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق