تلك هويتي
إحسان الفقيه
سأختصر لك أيها الفضوليّ قصتي:
أنا مسلمة.. عربية.
لست قومجية.. ولا أجحف عروبتي.
لا أرضى بعروبة تتنكر لإسلامي.
وإسلامي، أضفى على حُسن عروبتي عبقًا.
تلك هي حقيقة نظرتي إلى الإسلام والعروبة وطبيعة العلاقة بينهما، لكن الإجمال لا يُغني عن التفصيل، والرموز تحتاج إلى بيان، والإشارات تلزمها العبارات.
ويح قوم أبعدوا النجعة وأغرقوا في النزع، وابتدعوا نظرة جديدة للإسلام والعروبة، وتوهّموا وأوهموا أن على المرء أن يختار ما بينهما: إما إسلامًا أو عروبة.
عندما زل بنو قومي:
رأيت منهم من جعل الإسلام وراءه ظهريًا، ورفع راية القومية والعروبة ونسف قواعد الولاء والبراء وآداب الانتماء، وقام بإقصاء الدين عن عناصر قوميتهم، وعارض مقاصد الدين الذي يجمع بين العربي والأعجمي في بوتقة الإسلام، وأقام مذهبه الفاسد على العصبية الجاهلية ونعيق الافتخار بالجنس والنسب، حتى نعق ناعقهم بقوله:
آمنت بالبعث ربًا لا شريك له وبالعروبة دينًا ما له ثان
لولا الإسلام ما كان العرب:
أرأيت ذلك الشيخ الذي يتأبّط نعليه ويمسك بزمام ناقته ويخوض بهما المخاضة، دعك من قامته الفارهة وتلك القسمات الحازمة، دقق النظر جيدًا سترى هالة العزة والإباء تكسو ملامحه، هل عرفته؟
إنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، في طريقه إلى القدس ليتسلم مفاتحها ويعلن انتقال تلك المقدسات إلى حظيرة الإسلام بما أورث الله عباده المتقين.
يخرج أبو عبيدة بن الجراح لاستقباله، فساءه أن أمير العالم الإسلامي بأسره يذهب إلى القدس على هذه الهيئة، فكلم أمير المؤمنين ناصحًا، فما كان من الأخير إلا أن أطلق كلمته الخالدة:
“إنا كنا أذلّ قوم فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله”.
جسّد عمر بكلماته عظيمة الشأن ما كان عليه العرب قبل أن يُعزّهم الله بالإسلام، نعم كانوا أذل الأمم، قبائل متشرذمة متناحرة، لا تجمعهم حكومة، ولا يحكمهم قانون سوى شريعة الغاب، أقصى أمانيهم معلقة شعرية في أستار الكعبة، أو التطلع لسيادة بطن أو قبيلة، أو امتلاك ألف ناقة حمراء.
بربّك أجبني..
أين موضعهم بين الأمم في ذلك الزمان؟
لقد عبر عن تلك المكانة العربية بين الأمم كسرى يزدجرد، عندما بعث إليه سعد بن أبي وقاص بوفد المسلمين قبل الحرب، حيث قال لهم: “إني لا أعلم في الارض أمة كانت أشقى ولا أقل عددًا ولا أسوأ ذات بينٍ منكم، قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم، لا تغزوكم فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم”.
فما إن أعز الله العرب بهذا الدين، حتى سادوا وارتفعوا فوق هامات الأمم، وحملوا مشاعل النور، نور العلم والإيمان والقيم الإنسانية الراقية، وعلموا البشرية كيف يحيا الإنسان.
فصارت أمة لها هيبتها وقوتها وبأسها، ولله در الشاعر محمود غنيم إذ يقول:
يا من يرى عمر تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواهُ
يهتز كسرى على كرسيه فرقا من بأسه وملوك الروم تخشاهُ
نور على نور:
منْ منا لا يعرف قصة هاجر رضي الله عنها وولدها إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام؟
ومنْ منا لا يعرف قصة سعيها بين الصفا والمروة؟
ومن منا لا يعرف قصة عين زمزم إذ انفجرت تحت قدم الرضيع؟
لكن، من منا يلتفت إلى أولئك القوم من قبيلة “جرهم اليمنية” العربية الأصيلة، الذين أتوا إلى هذه البقعة المباركة، واستأذنوا المرأة الضعيفة في أن يقيموا حول الماء؟
هذه الأخلاق العربية الأصيلة كانت جزءًا من منظومة أخلاقية رائعة ظل عليها العرب قبل الإسلام، وهي عظيمة؛ مقارنة بغيرها من الأمم التي كانت توحل في سفساف الأخلاق ورديء القيم.
ليس مصادفة أن تتنزل رسالة الإسلام في أرض العرب؛ فللكون نواميسه، وللأقدار أسباب، وكل شيء عنده بمقدار، وله الحكمة البالغة.
لقد كانت أرض العرب أنسب البقاع لكي تتنزل فيها الرسالة؛ فالعرب كانوا أفضل الأمم أخلاقًا، وحازوا منها ما لم يكن لغيرهم، فأخلاق الكرم والشهامة والمروءة واحتقار الكذب والخيانة لم يكن لبلاد كسرى وقيصر منها نصيب إلا النذر اليسير.
وكانت هذه الأرض بكرًا، لم تلوث بدخان الفلسفات البوذية والإغريقية واليونانية، كما أنها كانت بعيدًا عن مسرح الصراع العالمي؛ فجعل منها أمة مستقلة حرة رغم ضعفها.
لقد كان العرب يسري بينهم نور الفضائل رغم ما كانوا عليه من باطل- كبقية من ملة إبراهيم السمحة، فجاء الإسلام فزادها نورًا وأضفى عليها حُسنًا؛ حيث كان دستور الأخلاق سماويًا يرتبط لديهم بالله والدار الآخرة، فأكسب أخلاقهم قوة واستمرارًا وحيوية، وكمل نقصهم منها.
فالاعتزاز بالعروبة لا يقدح في الإسلام فقط لمن يفقه العلاقة بينهما ويحيط بها، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يضعه المغرضون على رأس قائمة التطرف يقول:
“وجمهور العلماء على أن جنس العرب خير من غيرهم، كما أن جنس قريش خير من غيرهم، وجنس بني هاشم خير من غيرهم”.
لكنه يعود ويضبط ويوضح ماهية هذه الأفضلية؛ فيقول:
“لكن تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد؛ فإن في غير العرب خلقًا كثيرًا خير من أكثر العرب، في غير قريش من المهاجرين والأنصار من هو خير من أكثر قريش، وفي غير بني هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من أكثر بني هاشم”.
هل هضم عقلك ماهيّة تلك العلاقة يا ابن دمي؟
اعتز وافتخر بعروبتك، لكن لا تقدمها على الإسلام؛ فهو الأصل والجوهر، ولا تجعلها معقد الولاء والبراء.
تلك حضارتنا ومكوناتها:
حضارتنا لا ينفك فيها إسلامنا عن عروبتنا، فهما شقان متلازمان.
يقول د.محمد حسين في كتابه “الإسلام والحضارة الغربية عن الإسلام”:
“إنه حقيقة كبرى من حقائق العروبة وعنصر أصيل من مقومات مجتمعها وأدبها، ذلك لأنه قد أخذ منها وأعطى لها، أخذ منها لغتها وأعطاها قيمه ومثله، نزل كتابه بلغتها، وحفظ تراثه كلها فيها، ثم إن الإسلام من ناحية أخرى هو الذي وحد العرب ورفع ذكرهم، ودفعهم إلى طريق المجد، وحمل لغتهم إلى الآفاق).
ويقول الأستاذ أنور الجندي -رحمه الله- في كتابه “العودة إلى المنابع”: “كان الإسلام هو الجوهر الأساسي لبناء وحدة فكرية بين المسلمين، ولقيام مجتمع يرتكز على حضارة مستمدة من روح الدستور الرباني لتخليصه من ويلات العنصرية، ذلك أنه ما كان للغة العربية من سمة الخلود لولا القرآن والإسلام، وما كان للعرب أن يطلوا على العالم إلا من خلال الإسلام، وما كان العالم يستطيع أن يخرج من جمود الرهبانية إلا من خلال الإسلام”.
خذها من غير فقيه:
لا قيام للعرب بغير الإسلام، فهو الذي خلّد لغتهم وأثرى ثقافتهم، فلا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يسودوا إلا بالإسلام، لأنه وببساطة شديدة لابد لأي نهضة من فكرة مركزية ترتكز عليها، وقد أكد علماء الاجتماع على أن الدين هو أعظم فكرة مركزية لأي نهضة.
وحيث إنه لا يوجد على ظهر الأرض منهج مُحكم سوى الإسلام وتعاليمه الخالدة التي نزلت من لدن حكيم خبير، فإنه لا نهضة للعرب إلا بالإسلام، نعم قد يحدث الازدهار لهم حينًا من الدهر عندما يركنون إلى فكرة محفزة أخرى غير المنهج الإسلامي، لكنها لا تثبت طويلًا أمام المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتلاحقة، وما الشيوعية عنا ببعيد، لقد ارتكزت على فكرة مركزية غير محكمة لأنها نتاج بشري، وتتنافى مع الفطرة البشرية، فكان سقوطها مدويًا، لذلك؛ نؤكد على أنه لا عروبة بدون إسلام.
ولعلك يا ابن قومي قد أدركت هويتي..
وأعيدها؛ أشجي بها أسماعًا، وأُغيظ بها صدورًا:
أنا مسلمة.. عربية.
لست قومجية.. ولا أجحف عروبتي.
ولن أرضى بعروبة تتنكر لإسلامي.
وإسلامي أضفى على حُسن عروبتي عبقًا.
(ها أنذا.. وتلك هويتي، فماذا عنك أنت؟).
لست قومجية.. ولا أجحف عروبتي.
لا أرضى بعروبة تتنكر لإسلامي.
وإسلامي، أضفى على حُسن عروبتي عبقًا.
تلك هي حقيقة نظرتي إلى الإسلام والعروبة وطبيعة العلاقة بينهما، لكن الإجمال لا يُغني عن التفصيل، والرموز تحتاج إلى بيان، والإشارات تلزمها العبارات.
ويح قوم أبعدوا النجعة وأغرقوا في النزع، وابتدعوا نظرة جديدة للإسلام والعروبة، وتوهّموا وأوهموا أن على المرء أن يختار ما بينهما: إما إسلامًا أو عروبة.
عندما زل بنو قومي:
رأيت منهم من جعل الإسلام وراءه ظهريًا، ورفع راية القومية والعروبة ونسف قواعد الولاء والبراء وآداب الانتماء، وقام بإقصاء الدين عن عناصر قوميتهم، وعارض مقاصد الدين الذي يجمع بين العربي والأعجمي في بوتقة الإسلام، وأقام مذهبه الفاسد على العصبية الجاهلية ونعيق الافتخار بالجنس والنسب، حتى نعق ناعقهم بقوله:
آمنت بالبعث ربًا لا شريك له وبالعروبة دينًا ما له ثان
لولا الإسلام ما كان العرب:
أرأيت ذلك الشيخ الذي يتأبّط نعليه ويمسك بزمام ناقته ويخوض بهما المخاضة، دعك من قامته الفارهة وتلك القسمات الحازمة، دقق النظر جيدًا سترى هالة العزة والإباء تكسو ملامحه، هل عرفته؟
إنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، في طريقه إلى القدس ليتسلم مفاتحها ويعلن انتقال تلك المقدسات إلى حظيرة الإسلام بما أورث الله عباده المتقين.
يخرج أبو عبيدة بن الجراح لاستقباله، فساءه أن أمير العالم الإسلامي بأسره يذهب إلى القدس على هذه الهيئة، فكلم أمير المؤمنين ناصحًا، فما كان من الأخير إلا أن أطلق كلمته الخالدة:
“إنا كنا أذلّ قوم فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله”.
جسّد عمر بكلماته عظيمة الشأن ما كان عليه العرب قبل أن يُعزّهم الله بالإسلام، نعم كانوا أذل الأمم، قبائل متشرذمة متناحرة، لا تجمعهم حكومة، ولا يحكمهم قانون سوى شريعة الغاب، أقصى أمانيهم معلقة شعرية في أستار الكعبة، أو التطلع لسيادة بطن أو قبيلة، أو امتلاك ألف ناقة حمراء.
بربّك أجبني..
أين موضعهم بين الأمم في ذلك الزمان؟
لقد عبر عن تلك المكانة العربية بين الأمم كسرى يزدجرد، عندما بعث إليه سعد بن أبي وقاص بوفد المسلمين قبل الحرب، حيث قال لهم: “إني لا أعلم في الارض أمة كانت أشقى ولا أقل عددًا ولا أسوأ ذات بينٍ منكم، قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم، لا تغزوكم فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم”.
فما إن أعز الله العرب بهذا الدين، حتى سادوا وارتفعوا فوق هامات الأمم، وحملوا مشاعل النور، نور العلم والإيمان والقيم الإنسانية الراقية، وعلموا البشرية كيف يحيا الإنسان.
فصارت أمة لها هيبتها وقوتها وبأسها، ولله در الشاعر محمود غنيم إذ يقول:
يا من يرى عمر تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواهُ
يهتز كسرى على كرسيه فرقا من بأسه وملوك الروم تخشاهُ
نور على نور:
منْ منا لا يعرف قصة هاجر رضي الله عنها وولدها إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام؟
ومنْ منا لا يعرف قصة سعيها بين الصفا والمروة؟
ومن منا لا يعرف قصة عين زمزم إذ انفجرت تحت قدم الرضيع؟
لكن، من منا يلتفت إلى أولئك القوم من قبيلة “جرهم اليمنية” العربية الأصيلة، الذين أتوا إلى هذه البقعة المباركة، واستأذنوا المرأة الضعيفة في أن يقيموا حول الماء؟
هذه الأخلاق العربية الأصيلة كانت جزءًا من منظومة أخلاقية رائعة ظل عليها العرب قبل الإسلام، وهي عظيمة؛ مقارنة بغيرها من الأمم التي كانت توحل في سفساف الأخلاق ورديء القيم.
ليس مصادفة أن تتنزل رسالة الإسلام في أرض العرب؛ فللكون نواميسه، وللأقدار أسباب، وكل شيء عنده بمقدار، وله الحكمة البالغة.
لقد كانت أرض العرب أنسب البقاع لكي تتنزل فيها الرسالة؛ فالعرب كانوا أفضل الأمم أخلاقًا، وحازوا منها ما لم يكن لغيرهم، فأخلاق الكرم والشهامة والمروءة واحتقار الكذب والخيانة لم يكن لبلاد كسرى وقيصر منها نصيب إلا النذر اليسير.
وكانت هذه الأرض بكرًا، لم تلوث بدخان الفلسفات البوذية والإغريقية واليونانية، كما أنها كانت بعيدًا عن مسرح الصراع العالمي؛ فجعل منها أمة مستقلة حرة رغم ضعفها.
لقد كان العرب يسري بينهم نور الفضائل رغم ما كانوا عليه من باطل- كبقية من ملة إبراهيم السمحة، فجاء الإسلام فزادها نورًا وأضفى عليها حُسنًا؛ حيث كان دستور الأخلاق سماويًا يرتبط لديهم بالله والدار الآخرة، فأكسب أخلاقهم قوة واستمرارًا وحيوية، وكمل نقصهم منها.
فالاعتزاز بالعروبة لا يقدح في الإسلام فقط لمن يفقه العلاقة بينهما ويحيط بها، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يضعه المغرضون على رأس قائمة التطرف يقول:
“وجمهور العلماء على أن جنس العرب خير من غيرهم، كما أن جنس قريش خير من غيرهم، وجنس بني هاشم خير من غيرهم”.
لكنه يعود ويضبط ويوضح ماهية هذه الأفضلية؛ فيقول:
“لكن تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد؛ فإن في غير العرب خلقًا كثيرًا خير من أكثر العرب، في غير قريش من المهاجرين والأنصار من هو خير من أكثر قريش، وفي غير بني هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من أكثر بني هاشم”.
هل هضم عقلك ماهيّة تلك العلاقة يا ابن دمي؟
اعتز وافتخر بعروبتك، لكن لا تقدمها على الإسلام؛ فهو الأصل والجوهر، ولا تجعلها معقد الولاء والبراء.
تلك حضارتنا ومكوناتها:
حضارتنا لا ينفك فيها إسلامنا عن عروبتنا، فهما شقان متلازمان.
يقول د.محمد حسين في كتابه “الإسلام والحضارة الغربية عن الإسلام”:
“إنه حقيقة كبرى من حقائق العروبة وعنصر أصيل من مقومات مجتمعها وأدبها، ذلك لأنه قد أخذ منها وأعطى لها، أخذ منها لغتها وأعطاها قيمه ومثله، نزل كتابه بلغتها، وحفظ تراثه كلها فيها، ثم إن الإسلام من ناحية أخرى هو الذي وحد العرب ورفع ذكرهم، ودفعهم إلى طريق المجد، وحمل لغتهم إلى الآفاق).
ويقول الأستاذ أنور الجندي -رحمه الله- في كتابه “العودة إلى المنابع”: “كان الإسلام هو الجوهر الأساسي لبناء وحدة فكرية بين المسلمين، ولقيام مجتمع يرتكز على حضارة مستمدة من روح الدستور الرباني لتخليصه من ويلات العنصرية، ذلك أنه ما كان للغة العربية من سمة الخلود لولا القرآن والإسلام، وما كان للعرب أن يطلوا على العالم إلا من خلال الإسلام، وما كان العالم يستطيع أن يخرج من جمود الرهبانية إلا من خلال الإسلام”.
خذها من غير فقيه:
لا قيام للعرب بغير الإسلام، فهو الذي خلّد لغتهم وأثرى ثقافتهم، فلا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يسودوا إلا بالإسلام، لأنه وببساطة شديدة لابد لأي نهضة من فكرة مركزية ترتكز عليها، وقد أكد علماء الاجتماع على أن الدين هو أعظم فكرة مركزية لأي نهضة.
وحيث إنه لا يوجد على ظهر الأرض منهج مُحكم سوى الإسلام وتعاليمه الخالدة التي نزلت من لدن حكيم خبير، فإنه لا نهضة للعرب إلا بالإسلام، نعم قد يحدث الازدهار لهم حينًا من الدهر عندما يركنون إلى فكرة محفزة أخرى غير المنهج الإسلامي، لكنها لا تثبت طويلًا أمام المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتلاحقة، وما الشيوعية عنا ببعيد، لقد ارتكزت على فكرة مركزية غير محكمة لأنها نتاج بشري، وتتنافى مع الفطرة البشرية، فكان سقوطها مدويًا، لذلك؛ نؤكد على أنه لا عروبة بدون إسلام.
ولعلك يا ابن قومي قد أدركت هويتي..
وأعيدها؛ أشجي بها أسماعًا، وأُغيظ بها صدورًا:
أنا مسلمة.. عربية.
لست قومجية.. ولا أجحف عروبتي.
ولن أرضى بعروبة تتنكر لإسلامي.
وإسلامي أضفى على حُسن عروبتي عبقًا.
(ها أنذا.. وتلك هويتي، فماذا عنك أنت؟).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق