كيف أنقذ أوباما نظام الملالي في إيران؟
رأى "تريتا بارسي"، رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي، ورضا المرعشي، مدير البحوث في المجلس الوطني الإيراني الأميركي، في مقال مشترك لهما، أن جزءا من أسباب حيرة المعارضين لصفقة نووية مع إيران وارتيابهم من دبلوماسية الرئيس باراك أوباما، اعتقادهم أنه يمكن إجبار إيران على الإذعان.
فقد كانوا متمسكين بحجة إدارة جورج بوش: إذا اكتفت الولايات المتحدة بزيادة الضغط وفقط، فإنه يمكن أن تملي شروط الصفقة بدلا من الاضطرار إلى الاتفاق على حل وسط.
هذه الحجة، وفقا لرأي الكاتبين، يغلب عليها الاندفاع والتهور وهي مردودة على أصحابها.
هذه الحجة، وفقا لرأي الكاتبين، يغلب عليها الاندفاع والتهور وهي مردودة على أصحابها.
ففي الواقع، كان السبب وراء تخلي إدارة أوباما عن هذا الطريق، إدراكه أن الإصرار على الاستسلام الإيراني كان من المرجح أن يؤدي إلى الحرب أكثر من النصر.
وهذا هو بالضبط السبب وراء تحدي الرئيس أوباما أي ضغط -سواء كان ذلك من مجلس الشيوخ الأمريكي أو رئيس الوزراء الإسرائيلي- للعودة إلى هذه السياسة.
ما أخطأ الصقور في تقديره هو قدرة إيران على المقاومة والانتقام. عندما فرضت واشنطن على إيران نظام العقوبات الأكثر شمولية في التاريخ، لم تستسلم طهران.
ما أخطأ الصقور في تقديره هو قدرة إيران على المقاومة والانتقام. عندما فرضت واشنطن على إيران نظام العقوبات الأكثر شمولية في التاريخ، لم تستسلم طهران.
بدلا من ذلك، ردت على الضغط بمثله. واتخذت خطوات لتكييف اقتصادها على الانحناء وليس الانكسار، من قطع اعتماد ميزانيتها على عائدات النفط إلى الاستفادة من الشبكات والعمليات المالية غير الرسمية.
قبل انتخابات الرئيس روحاني، زادت طهران من محاولاتها لاستهداف المصالح الغربية والإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، من التفجيرات المشبوهة إلى الهجمات الإلكترونية.
ولكن أهم هدف حققته إيران هو فرض حقائق جديدة على الأرض. مع تنامي حدة العقوبات، زادت عمليات الحرب الإلكترونية والاغتيالات السرية، إلى جانب زيادة إيران مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب والمتوسط، وكذلك تركيب أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول والثاني.
كانت حسابات طهران غير متأثرة، في أحسن الأحوال، بالضغوط، أو مدفوعة جزئيا بها، في أسوأ الأحوال، ثم إن تصاعد الضغط كما قدم ورقة مساومة لإيران، فإنه شكل أيضا حافزا لدفع برنامجها النووي.
سيل العقوبات المتدفق وغيرها من أشكال الضغط التي فرضها الغرب على طهران لم يغير اتجاه البرنامج النووي الإيراني ولا أوقف مساره.
ولو اتبع أوباما توصية ميت رومني أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وابتعد عن المفاوضات -ظاهريا للضغط على إيران للموافقة على صفقة أفضل- فإن هذا كان من شأنه إشعال دورة التصعيد، وفقط، بحيث سوف تتكيف إيران (أو تتجاوز) ضغط العقوبات الجديدة بمزيد من دفع الحقائق النووية على الأرض.
قبل انتخابات الرئيس روحاني، زادت طهران من محاولاتها لاستهداف المصالح الغربية والإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، من التفجيرات المشبوهة إلى الهجمات الإلكترونية.
ولكن أهم هدف حققته إيران هو فرض حقائق جديدة على الأرض. مع تنامي حدة العقوبات، زادت عمليات الحرب الإلكترونية والاغتيالات السرية، إلى جانب زيادة إيران مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب والمتوسط، وكذلك تركيب أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول والثاني.
كانت حسابات طهران غير متأثرة، في أحسن الأحوال، بالضغوط، أو مدفوعة جزئيا بها، في أسوأ الأحوال، ثم إن تصاعد الضغط كما قدم ورقة مساومة لإيران، فإنه شكل أيضا حافزا لدفع برنامجها النووي.
سيل العقوبات المتدفق وغيرها من أشكال الضغط التي فرضها الغرب على طهران لم يغير اتجاه البرنامج النووي الإيراني ولا أوقف مساره.
ولو اتبع أوباما توصية ميت رومني أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وابتعد عن المفاوضات -ظاهريا للضغط على إيران للموافقة على صفقة أفضل- فإن هذا كان من شأنه إشعال دورة التصعيد، وفقط، بحيث سوف تتكيف إيران (أو تتجاوز) ضغط العقوبات الجديدة بمزيد من دفع الحقائق النووية على الأرض.
وإذا وجد الطرفان طريقهما، بأعجوبة، إلى طاولة المفاوضات، فإنه سيكون لكلا الجانبين نفوذ إضافي جديد وليس الولايات المتحدة وحدها.
وعلى هذا، فإن الاحتمال الأرجح هو أن الدورة التصعيدية، فيما لو استمرت، كانت ستخرج عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى مواجهة عسكرية وليس إلى الخضوع الإيراني. في أوائل عام 2013، كان هذا الاحتمال يطلَ برأسه على إدارة أوباما.
لقد عانى النظام الإيراني أكبر أزمة شرعية بعد انتخابات 2009 المزورة. حتى إن الموالين للمرشد الأعلى داخل المجتمع الإيراني تقلص عددهم. وكلما قلت دائرة الأنصار والموالين، زادت أهميتهم بالنسبة لبقاء النظام. ذلك أن هذا الأخير لا يمكنه تحمل فقدان ما تبقى من الموالين. لجعل الأمور أسوأ بالنسبة للنظام تجاه هذه الدوائر، تبرز أهمية خطاب مقاومة الغرب والتمسك باستقلال إيران.
أي تحرك من قبل خامنئي قد ينظر إليه من قبل هذه الدائرة بمثابة استسلام للمطالب الغربية فإن هذا يهدد بانقلابهم عليه.
وعلى هذا، فإن الاحتمال الأرجح هو أن الدورة التصعيدية، فيما لو استمرت، كانت ستخرج عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى مواجهة عسكرية وليس إلى الخضوع الإيراني. في أوائل عام 2013، كان هذا الاحتمال يطلَ برأسه على إدارة أوباما.
لقد عانى النظام الإيراني أكبر أزمة شرعية بعد انتخابات 2009 المزورة. حتى إن الموالين للمرشد الأعلى داخل المجتمع الإيراني تقلص عددهم. وكلما قلت دائرة الأنصار والموالين، زادت أهميتهم بالنسبة لبقاء النظام. ذلك أن هذا الأخير لا يمكنه تحمل فقدان ما تبقى من الموالين. لجعل الأمور أسوأ بالنسبة للنظام تجاه هذه الدوائر، تبرز أهمية خطاب مقاومة الغرب والتمسك باستقلال إيران.
أي تحرك من قبل خامنئي قد ينظر إليه من قبل هذه الدائرة بمثابة استسلام للمطالب الغربية فإن هذا يهدد بانقلابهم عليه.
وإذا وضعنا في الاعتبار أن قاعدة النظام ضعيفة أصلا، فإن فقدان ما تبقى من دوائر الدعم يمكن أن يشكل تهديدا وجوديا بالنسبة لبقاء النظام الإيراني أكبر حتى من مواجهة عسكرية مع واشنطن.
وقد أوجد هذا وضعا غير متوقع بالنسبة لواشنطن. وفي حين أنه من المحتمل أن صناع القرار الإيراني ما كانوا يتصورون أنه يمكنهم كسب الحرب ضد الولايات المتحدة، فإنهم كانوا يعتقدون أن باستطاعتهم البقاء في الحكم، وربما الخروج من هذه الأزمة بشكل أقوى داخليا. ذلك أن الخضوع كان يعني زوالهم.
وإدراك هذه المعضلة استلزم الخروج من النهاية المسدودة لهذا التصعيد. وكان هذا بإنشاء الرئيس أوباما لقناة ثنائية سرية مع الحكومة الإيرانية، حيث لاحت ملامح الانفراج، لأن كلا الجانبين اتفقا على تجميد "تكتيكات" الضغط، والتفاوض، بدلا من ذلك، على حل شامل مربح للجانبين.
ولهذا السبب، فإن رسالة 47 سيناتور جمهوري إلى إيران قائلين إن ما تم في المفاوضات بين إيران والدول 5+1 غير ملزم ما لم يوافق عليه مجلس الشيوخ بالأغلبية والأغلبية للحزب الجمهوري هي لعب بالنار: إنهم يضغطون من أجل استسلام الحكومة في طهران في وقت ترى إدارة أوباما في الاستسلام تهديدا لبقائها أكبر من الحرب.
هذا هو بالضبط السبب في رؤية إدارة أوباما للمفاوضات مع إيران باعتبارها مسألة حرب وسلام. فالابتعاد عن المحادثات في هذه المرحلة يجعل من الحرب خيارا لا مفر منه.
** رابط المقال الأصلي:
وقد أوجد هذا وضعا غير متوقع بالنسبة لواشنطن. وفي حين أنه من المحتمل أن صناع القرار الإيراني ما كانوا يتصورون أنه يمكنهم كسب الحرب ضد الولايات المتحدة، فإنهم كانوا يعتقدون أن باستطاعتهم البقاء في الحكم، وربما الخروج من هذه الأزمة بشكل أقوى داخليا. ذلك أن الخضوع كان يعني زوالهم.
وإدراك هذه المعضلة استلزم الخروج من النهاية المسدودة لهذا التصعيد. وكان هذا بإنشاء الرئيس أوباما لقناة ثنائية سرية مع الحكومة الإيرانية، حيث لاحت ملامح الانفراج، لأن كلا الجانبين اتفقا على تجميد "تكتيكات" الضغط، والتفاوض، بدلا من ذلك، على حل شامل مربح للجانبين.
ولهذا السبب، فإن رسالة 47 سيناتور جمهوري إلى إيران قائلين إن ما تم في المفاوضات بين إيران والدول 5+1 غير ملزم ما لم يوافق عليه مجلس الشيوخ بالأغلبية والأغلبية للحزب الجمهوري هي لعب بالنار: إنهم يضغطون من أجل استسلام الحكومة في طهران في وقت ترى إدارة أوباما في الاستسلام تهديدا لبقائها أكبر من الحرب.
هذا هو بالضبط السبب في رؤية إدارة أوباما للمفاوضات مع إيران باعتبارها مسألة حرب وسلام. فالابتعاد عن المحادثات في هذه المرحلة يجعل من الحرب خيارا لا مفر منه.
** رابط المقال الأصلي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق