"قادت أمريكا العالم في تشييد هيكل يفضي إلى استتباب السلام، ومع ذلك فها هو العقد الأول من القرن الجديد (الواحد والعشرين) يشهد تداعي هذا الهيكل الدولي تحت وطأة التهديدات الجديدة.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
يأتي هذا التصريح للرئيس الأمريكي بفشل النظام العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا، بعد مضي عقدين من نشأة هذا المصطلح الذي أعلن عنه جورج بوش الأب أثناء حرب الخليج، والذي هو في حقيقته إنهاء النظام القديم القائم على تعدد الأقطاب، وانفراد أمريكا بالهيمنة على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
الثعلب الأمريكي هنري كسينجر في كتابه الأخير عن النظام العالمي، يرى أن مفاهيم المجتمعات الغربية هي التي تحدد أطر البحث عن نظام عالمي جديد، ويرى أن مبدأ القطب الواحد لم يعد يصلح لإقامة هذا النظام العالمي، والذي يؤكد كسينجر على أنه سيقوم بالشراكة بين أمريكا والصين.
وبالرغم من الأمثلة التي ساقها كسينجر على فشل البشرية في الوصول إلى نظام عالمي، وأن كل حضارة من الحضارات السابقة قدمت نموذجها الخاص لهذا النظام، إلا أن التاريخ قد شهد نظاما عالميا فريدا قادته الدولة العثمانية.
يقول المؤرخ "يلماز أوزتونا" في مقدمة كتابه "تاريخ الدولة العثمانية": "أطلق المؤرخون المعاصرون على الأسلوب العثماني الذي حكم الشرق الأوسط لعدة قرون مصطلح pax ottomana، وهو يقابل pax romana، وهو التعبير اللاتيني لمفهوم النظام العالمي الذي يرد ذكره في دستور فاتح (قانون نامة)".
وقانون نامة هو الدستور الذي ينسب إلى السلطان محمد الفاتح، والذي أشرف عليه نخبة متخصصة من العلماء، ومصدره التشريع الإسلامي.
الدولة العثمانية بلا شك كانت أعظم الإمبراطوريات التي قامت على مدار التاريخ، يقول عنها المستشرق بابنجر "الإمبراطورية العثمانية هي إحدى أهم ظواهر التاريخ العالمي المذهلة جدا والخارقة للعادة".
ويقول المفكر الفرنسي الذي عاصر الدول العثمانية في مجدها "بان هيربين": "تفوق قدرة تركيا اليوم (يتحدث عام 1629) قدرة مجموع دول العالم أجمع".
غير أن هذه القدرة وذلك الاتساع لم يكن وحده ما يميز الإمبراطورية العثمانية لبناء نظام عالمي، وإنما قدرتها على استيعاب واحتواء قوميات وأيديولوجيات وعرقيات وأديان مختلفة، استطاعت صهرها في بوتقة واحدة، وفق نظام عام فكرته المركزية هي الإسلام.
يقول أوزتونا: "النظام العالمي العثماني لم يستهدف يوما إنكار كيان أي قومية مهما صغرت، ولم يعمل أو يفكر في محوها، بل على العكس من ذلك، كان نظاما حريصا على أن يجعل من هذه القوميات تحت مظلته قوى فاعلة ومشاركة في صنع السياسة والمدنية العثمانية".
الدولة العثمانية هي نموذج للحضارة الإسلامية العالمية، ولذلك تعرض تاريخها للتشويه المتعمد، وقام على كتابته الأوروبيون من الإنجليز والفرنسيين، وفُرضت الفكرة المزيفة عن الدولة العثمانية في المناهج التعليمية في الوطن العربي.
قام هذا النظام العالمي على الإسلام كفكرة مركزية كما سبق، وعلى فكرة أن الإسلام لم يأت لإلغاء الانتماء للجنس أو الوطن أو العرق، وإنما لتهذيب تلك الانتماءات، وتوظيفها، ودفعها في مسار نقي لسعادة البشرية وفق منهج رباني.
ثم يأتي الأخذ بأسباب القوة والحضارة كضلع ثالث في مثلث النظام العالمي الذي تمثله الدولة العثمانية بعد الفكرة المركزية واستيعاب الانتماءات المختلفة.
هذا النظام العالمي العثماني مستلهما لروح الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلى بناءها من خلفه من الصحابة ومن بعدهم.
ما أود قوله، أنه من المحال إقامة نظام عالمي بعيد عن الإسلام، الإسلام وحده هو الذي يمتلك مقومات هذا النظام، والذي كانت الدولة العثمانية أنموذجا له.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
يأتي هذا التصريح للرئيس الأمريكي بفشل النظام العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا، بعد مضي عقدين من نشأة هذا المصطلح الذي أعلن عنه جورج بوش الأب أثناء حرب الخليج، والذي هو في حقيقته إنهاء النظام القديم القائم على تعدد الأقطاب، وانفراد أمريكا بالهيمنة على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
الثعلب الأمريكي هنري كسينجر في كتابه الأخير عن النظام العالمي، يرى أن مفاهيم المجتمعات الغربية هي التي تحدد أطر البحث عن نظام عالمي جديد، ويرى أن مبدأ القطب الواحد لم يعد يصلح لإقامة هذا النظام العالمي، والذي يؤكد كسينجر على أنه سيقوم بالشراكة بين أمريكا والصين.
وبالرغم من الأمثلة التي ساقها كسينجر على فشل البشرية في الوصول إلى نظام عالمي، وأن كل حضارة من الحضارات السابقة قدمت نموذجها الخاص لهذا النظام، إلا أن التاريخ قد شهد نظاما عالميا فريدا قادته الدولة العثمانية.
يقول المؤرخ "يلماز أوزتونا" في مقدمة كتابه "تاريخ الدولة العثمانية": "أطلق المؤرخون المعاصرون على الأسلوب العثماني الذي حكم الشرق الأوسط لعدة قرون مصطلح pax ottomana، وهو يقابل pax romana، وهو التعبير اللاتيني لمفهوم النظام العالمي الذي يرد ذكره في دستور فاتح (قانون نامة)".
وقانون نامة هو الدستور الذي ينسب إلى السلطان محمد الفاتح، والذي أشرف عليه نخبة متخصصة من العلماء، ومصدره التشريع الإسلامي.
الدولة العثمانية بلا شك كانت أعظم الإمبراطوريات التي قامت على مدار التاريخ، يقول عنها المستشرق بابنجر "الإمبراطورية العثمانية هي إحدى أهم ظواهر التاريخ العالمي المذهلة جدا والخارقة للعادة".
ويقول المفكر الفرنسي الذي عاصر الدول العثمانية في مجدها "بان هيربين": "تفوق قدرة تركيا اليوم (يتحدث عام 1629) قدرة مجموع دول العالم أجمع".
غير أن هذه القدرة وذلك الاتساع لم يكن وحده ما يميز الإمبراطورية العثمانية لبناء نظام عالمي، وإنما قدرتها على استيعاب واحتواء قوميات وأيديولوجيات وعرقيات وأديان مختلفة، استطاعت صهرها في بوتقة واحدة، وفق نظام عام فكرته المركزية هي الإسلام.
يقول أوزتونا: "النظام العالمي العثماني لم يستهدف يوما إنكار كيان أي قومية مهما صغرت، ولم يعمل أو يفكر في محوها، بل على العكس من ذلك، كان نظاما حريصا على أن يجعل من هذه القوميات تحت مظلته قوى فاعلة ومشاركة في صنع السياسة والمدنية العثمانية".
الدولة العثمانية هي نموذج للحضارة الإسلامية العالمية، ولذلك تعرض تاريخها للتشويه المتعمد، وقام على كتابته الأوروبيون من الإنجليز والفرنسيين، وفُرضت الفكرة المزيفة عن الدولة العثمانية في المناهج التعليمية في الوطن العربي.
قام هذا النظام العالمي على الإسلام كفكرة مركزية كما سبق، وعلى فكرة أن الإسلام لم يأت لإلغاء الانتماء للجنس أو الوطن أو العرق، وإنما لتهذيب تلك الانتماءات، وتوظيفها، ودفعها في مسار نقي لسعادة البشرية وفق منهج رباني.
ثم يأتي الأخذ بأسباب القوة والحضارة كضلع ثالث في مثلث النظام العالمي الذي تمثله الدولة العثمانية بعد الفكرة المركزية واستيعاب الانتماءات المختلفة.
هذا النظام العالمي العثماني مستلهما لروح الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلى بناءها من خلفه من الصحابة ومن بعدهم.
ما أود قوله، أنه من المحال إقامة نظام عالمي بعيد عن الإسلام، الإسلام وحده هو الذي يمتلك مقومات هذا النظام، والذي كانت الدولة العثمانية أنموذجا له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق