الأحد، 27 مارس 2016

2084 حكاية العربي الأخير

واسيني

2084

 حكاية العربي الأخير

      رواية واسيني الأعرج: نبوءة مرعبة.. انقراض العرب      

طرحت دار الآداب للنشر والتوزيع، حديثًا، رواية «حكاية العربي الأخير» للكاتب الجزائري الكبير« واسيني الأعرج» وقد أعلنت الدار عن أن «واسيني» يتنازل عن حقوقه المادِّيَّة للأطفال المرضى بالسرطان.

ويضع «واسيني» في روايته، المرايا أمام المواطن العربي والغربي؛ ليواجهوا أنفسهم بأخطائهم، وتناقض أفعالهم المستمر.


وبطل الرواية هو عالم في الفيزياء النوويَّة والمشرف على تنفيذ برنامج قنبلة نوويَّة مصغَّرة في بنسلڤانيا، يتعرَّض لعمليَّة اختطاف في مطار رواسي بباريس.
ملخص
تسرد رواية «2084..حكاية العربي الاخير»، للأديب الجزائري واسيني الاعرج، جملة حكايا وقصص تفسر وتتنبأ بمآل العرب داخل دوامة التحلل والتفكك التي قذفت بهم خارج التاريخ وحولتهم إلى شعوب ضائعة، بلا أرض ولا هوية، يبحثون عن معاشهم وسط عالم جشع، وعودة محمومة إلى الحاضنة الأولى، الصحراء .

وكأن تاريخهم القادم والقاسي يبدأ من تلك اللحظة.
كما إن أكثر ما يستدعيه واسيني الاعرج في الرواية بصورة رمزية، إسرائيل إذ شبهها بالقلعة المليئة بالظلم. ويتجاوز واسيني ذلك إلى توقعه بانهيار دولة اسرائيل.


والرواية عموما، تشرح وتحلل، الوضع السياسي في العالم العربي منذ العام 2011 وإلى غاية الوقت الحالي، ضمن سياق دولي مترابط، بدءاً من تحالفات دولية واستقطابات..ووصولا إلى هزيمة العرب ووقوعهم بين جبهات الصراع الدولية. وتبدو الرواية، في نهاية المطاف، كاشفه، يفند الاعرج في محطاتها، شتى جوانب الحياة الحالية.

كلمة الناشر
الرواية الأخيرة لواسيني الأعرج، بعنوان
 “2084.. حكاية العربي الأخير”. 
تتناول رواية واسيني الصادرة في طبعة أنيقة متوفرة حاليا بجناح مؤسسة “موفم”، وفق ما جاء في كلمة الناشر، “مآل العرب داخل دوامة التحلل والتفكك التي قذفت بهم خارج التاريخ وحولتهم إلى شعوب ضائعة بلا أرض وبلا هوية، يبحثون عن معاشهم وسط عالم جشع، وعودة محمومة إلى الحاضنة الأولى الصحراء، وكأن تاريخ “آرابيا” القادم والقاسي يبدأ من تلك اللحظة”.
وتدور أحداث الرواية حول شخصية آدم غريب، باعتباره العربي الأخير، والعالم الكبير المختص في الفيزياء النووية، يفكر في استعادة شيء مما ضاع.
وفي إحدى رحلاته من نيويورك إلى باريس، يختطف في المطار الفرنسي، ولا أحد يعرف أين اقتيد. 


Sara Abdulaziz:عرض وقراءة 


“قرنٌ من الزمن تعلمنا منه الكثير، ومنه أنّ العدو إذا أردت أن تدمره إما أن تمحوه أو ترجعه إلى بدائيته الأولى. البدائية فيها متعة أن ترى البدائيّ يقتل أخاه على لقمة خبز، أو الاستيلاء على أرض لا تنجب إلا الرمال والرماد، أو يقاتله من أجل مصلحة ميتة”.

تدور أحداث هذه الرواية في عام ٢٠٨٤، في مرحلة ما بعد “داعش، والصراعات الطائفية، والحرب العالمية المُتنبأ بها”. لتحكي لنا قصة آدم، آرابيُ الأصل، أمريكي الجنسية، ويمثل الآرابي الوحيد المتبقي، والذي مازال متواجدًا وبصورةٍ حقيقية على هذه الأرض لا جسدًا متهالكًا و روحًا منهكة تبحث عن ماءٍ وغذاء يقيها جوع يومها، كل يوم.
وقد حدث ذلك إثر اقتتال القبائل الآرابية والتنظيم الإسلامي فيما بينهم، على المال والغذاء، بعد أن نشأت بينهم صراعات عدة، طائفية، وقبلية، و …الخ 
اختارت الحياة لآدم أن يكون عالمًا في الفيزياء النووية، ومشرفًا على إنشاء قنبلة نووية مصغرة “قنبلة الجيب”. يتعرض آدم لعملية اختطاف، تودي به إلى قلعة أميروبا التي يعامل فيها في أول الأمر، كسجين، ومن ثمّ كمقيم. يطلب فيه خلال أعوام وجوده في هذه القلعة أن يستمر في خطته لإنشاء هذه القنبلة النووية، مما يضع آدم أمام دوامة من التساؤلات، هل يصنع هذه القنبلة لردع التنظيم الإسلامي الآرابي من عمليات الاغتيال والتفجير الصادرة من قبلهم؟ أم هل يعرض عن ذلك، حمايةً للأرواح البريئة التي قد تُزهق في سبيل هذا الردع؟
وعلى الرغم من تأنيب الضمير الذي كان مصاحبًا له في كل لحظة، إلا أنه اختار ما اختاره “نوبل” وأنشأ قنبلته، التي لم يكن قادرًا على تكفير خطيأتها. 

إنّ هذه الرواية تعد كما التصوير الأدبي للحال الذي ستؤول إليه كل من “أميروبا” و “آرابيا” و “آزاريا” و…الخ من المناطق التي أسماها الكاتب، -قاصدًا بها مناطق متواجدة في خريطة الزمن الحالي- في حال ما استمررنا على موجات الاقتتال اللامبررة، والتي لم تنشأ إلا لرفضنا للطرف الآخر، ولاختلافه كيفما كان، ودونما أية استثناءات. 



 عرض وقراءة :محمد أبو رمان

بحث عن أفق غائب
أنجز روائيون عرب قراءةً أخرى للواقع، تنقلنا أمام ما قد يغيب عن النقاشات الدبلوماسية والصور الإعلامية، إلى العوالم النفسية والمجتمعية، وما حدث فيها من تحولاتٍ خطرة ومرعبة. هي قراءة سوداوية، لكنها صادقة وصادمة لما نمر به اليوم، لكن أخطر ما فيها أنّها تفتقد وتفتقر لأفق الخروج من الأزمات الراهنة، وتمضي في السوداوية الواقعية نحو المستقبل، وربما هذا الأفق الغائب ليس جريرة الرواة، بل هو ما ينطق به الواقع، ما يجعل من القلق الحالي ليس عابراً، بل مسكوناً بمسار يتدحرج دوماً نحو ما هو أسوأ.
من الروايات المثيرة والمهمة رواية "فرانكشتاين في بغداد" للعراقي أحمد السعداوي (حصلت على جائزة بوكر العربية). وهي تتحدث عن الحالة الراهنة في العراق، وتعيد استنساخ أو إنتاج فكرة فرانكشتاين (الكائن المسخ الغريب الذي يقتات على الدماء)، لتطبيقها على الحالة الاجتماعية اليوم، خصوصاً المليشيات المتقاتلة على الهوية، والتي تنمو وتترعرع في الفوضى وانعدام الأمن والإحباط. ومن تلك الروايات، أيضا، رواية العراقي علي بدر "الكافرة"، عن امرأة تعيش في ظروف اقتصادية واجتماعية قهرية، وينفذ زوجها ووالدها عمليتين انتحاريتين مع جماعة متشددة. وتتناول الرواية الحياة في ظل الجماعات المتطرّفة، ثم الوصول إلى الهجرة بوصفها حلاً، لكن الرواية تتركنا مع أشباح الأوطان العالقة فينا، حتى في بلاد الهجرة الجميلة! 
"الموت عمل شاق"، رواية السوري خالد خليفة الذي كتب سابقاً "مديح الكراهية" (تحدثت عن تجربة الصراع بين النظام والإخوان المسلمين في الثمانينيات)، بينما في روايته الجديدة يتطرق إلى الحرب الداخلية في سورية، وتأثيراتها التي ليس من السهل رصدها سياسياً وإعلامياً واقتصادياً على الإنسان والثقافة والمجتمع والعلاقات بين البشر. وترصد العقل الباطن لأبطال الرواية، والتدمير الأخطر الذي حدث في المجتمع عبر العقود الماضية، وهو تدمير الأخلاق والمظلة القيمية.
الرواية المرعبة بحق هي للجزائري واسيني الأعرج، "2084؛ حكاية العربي الأخير"، بطلها آدم عالم فيزياء نووية عربي في الولايات المتحدة، محجوز في قلعة أميركية في صحراء الربع الخالي، في العام 2084، ويحمل الجنسية الأميركية.
بينما تتحدث الرواية عن الشعوب والمجتمعات العربية في مرحلة ما بعد النفط التي عادت إلى حالة القبائل البدائية، وهناك منظمة دولية معنية بالعرب اسمها "منظمة الدفاع عن حقوق الأجناس الآيلة للزوال"، وفي مقدمتهم العرب طبعاً!
 تتحدث الرواية، عملياً، عن نبوءة مرعبة، من وحي التطورات الجارية في العالم العربي، وهي انقراض العرب سياسياً وحضارياً وثقافياً.
وتستلهم مصطلحات ورموزاً من رواية جورج أورويل الشهيرة "1984"، باعتبار أنّه في العام 2084، سيكون قد مرّ على عنوان تاريخ رواية أورويل عن الأخ الأكبر مائة عام.
 تستنبط الرواية أحداثها وتطوراتها من مسارات راهنةٍ في العالم العربي؛ انهيار الدولة القطرية، وتحوّل المجتمعات نحو صراع طائفي وعرقي وديني، ينتهي بها إلى حروب داخليةٍ وعودةٍ إلى البدائية والقبلية، والتصارع على المصادر الأولية؛ نمو المحور الإيراني-الروسي-الصيني لمواجهة التحالف الأميركي-الأوروبي؛ وجود إسرائيل قوة مهيمنة في المنطقة؛ بروز التنظيم الذي يمثّل الشكل الجديد للإرهاب بعد نهاية "داعش"، وهو تنظيم عالمي على درجة أكبر من الذكاء والتعقيد والفعالية والتخطيط؛ نضوب النفط وموت ملايين العرب بسبب الحروب الداخلية والجوع والتناحر؛ بروز الاتجاه الفاشي في الغرب، نتيجة الصراع مع التنظيم، ويمثّله في الرواية "ليتيل براذر" (الأخ الأصغر)، في محاكاة لمفهوم الأخ الأكبر عند جورج أورويل الذي يضع شعار "العربي الجيد هو العربي الميّت"، على جدار القلعة.
ثمّة غموض وحالة مركّبة في شخصيات الرواية، وبعض أحداثها وحيثياتها. لكنّ تلك التناقضات تعطي الرواية جمالية أكثر. فمن قال إنّ التناقضات والمفارقات غير موجودة في الواقع؟ وربما نجد هذه السمة في شخصية آدم نفسه بطل الرواية العربي، ولعلّ ذلك يعكس حجم التناقضات الهائلة في أوضاعنا ومجتمعاتنا اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق