كيف يرى أوباما الرئيس الروسي بوتين؟ (مبدأ أوباما ج3)
أوباما: بوتين مؤدب وصريح جدا - أ ف ب
تواصل "عربي21" الانفراد بنشر تفاصيل المقابلة الهامة التي نشرتها مجلة "أتلانتيك" الأسبوع الماضي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتي توضح كيف يفكر رئيس الولايات المتحدة وما هي رؤيته للعديد من القضايا الشائكة التي تشغل العالم. وفي الحلقة الثالثة من هذه المقابلة يكشف أوباما عن رؤيته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي ما يأتي الحلقة الثالثة من مقابلة أوباما:
وصف أوباما العلاقة مع بوتين بأنها لا تتوافق مع ما يشيع من انطباعات. كنت أظن أن أوباما يرى بوتين سيئا وقاسيا وقصيرا. إلا أن أوباما أخبرني بأن بوتين ليس بالضرورة سيئا.
وقال عنه: "الحقيقة هي أن بوتين في جميع اجتماعاتنا كان في غاية الأدب، وكان صريحا جدا. اجتماعاتنا أشبه باجتماعات رجال الأعمال. ولم يحصل أبدا أن أبقاني منتظرا لساعتين كما يفعل مع الآخرين". وقال أوباما إن بوتين يعتقد بأن علاقاته مع الولايات المتحدة أهم مما قد يظن الأمريكان.. "تراه دائما مهتما بأن نراه كما لو كان كفؤا لنا، يعمل معنا، لأنه ليس غبيا البتة. إنه يفهم أن وضع روسيا في العالم بالمجمل قد تراجع.وحقيقة أنه قام بغزو شبه جزيرة القرم أو أنه يحاول تثبيت الأسد وتقويته لا يحوله فجأة إلى لاعب. لا تراه في أي من تلك الاجتماعات وقد جاء إلى هنا ليساعد في تشكيل الأجندة. وبهذا الشأن، فإنه لا يوجد اجتماع لمجموعة العشرين الكبار يكون الروس فيه هم الذين يضعون الأجندة حول أي من المواضيع المهمة".
يشير نقاد أوباما إلى غزو روسيا لشبه جزيرة القرم في مطلع عام 2014، ثم قرارها استخدام القوة لدعم وتثبيت حكم عميلها بشار الأسد، كدليل على أن ما بعد الخط الأحمر (عدم قيام أوباما بقصف النظام السوري كما وعد بالرغم من قيام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي) لم يعد أحد يخاف من أمريكا.
ولذلك فحينما تكلمت مع الرئيس في المكتب البيضاوي في أواخر شهر يناير، أثرت تارة أخرى مسألة مصداقية الردع.
قلت له: "هناك من يجادل بأن فلاديمير بوتين شاهد أداءك في سوريا وقال لنفسه إنه منطقي أكثر من اللزوم، وعقلاني أكثر من اللزوم، وانكفائي أكثر من اللزوم، إذن سوف أضغط عليه أكثر في أوكرانيا".
لم يعجب استفساري أوباما كثيرا، فقال لي: "انظر. هذه النظرية القائلة بأنني دائما أحار بشأن الطريقة التي يجادل فيها الناس يمكن دحضها بسهولة. لا أظن أن أحدا كان يظن أن جورج دبليو بوش كان عقلانيا أكثر من اللازم أو حذرا في استخدامه للقوة العسكرية. وحسبما أذكر، لأنه لا يوجد في ما يبدو في هذه البلدة من يتذكر، دخل بوتين إلى جورجيا على مسمع ومرأى من بوش، في نفس اللحظة التي كنا فيها مشغولين بنشر مائة ألف جندي في العراق".
لم يعجب استفساري أوباما كثيرا، فقال لي: "انظر. هذه النظرية القائلة بأنني دائما أحار بشأن الطريقة التي يجادل فيها الناس يمكن دحضها بسهولة. لا أظن أن أحدا كان يظن أن جورج دبليو بوش كان عقلانيا أكثر من اللازم أو حذرا في استخدامه للقوة العسكرية. وحسبما أذكر، لأنه لا يوجد في ما يبدو في هذه البلدة من يتذكر، دخل بوتين إلى جورجيا على مسمع ومرأى من بوش، في نفس اللحظة التي كنا فيها مشغولين بنشر مائة ألف جندي في العراق".
وهنا كان أوباما يشير إلى قيام بوتين بغزو جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، وهو الإجراء الذي اتخذ في حينها لنفس الأسباب التي من أجلها غزا بوتين فيما بعد أكرانيا – وذلك لإبقاء جمهورية سوفياتية سابقة داخل مجال النفوذ الروسي.
قال أوباما: "تصرف بوتين في أوكرانيا كرد فعل على تهيؤ دولة تابعة للإفلات من قبضته، وقد ابتدع من الأساليب ما مكنه من إبقاء هذه الدولة تحت نفوذه. وفعل الشيء نفسه في سوريا، بتكلفة باهظة لأحوال المعيشة في بلاده هو. وفكرة أن روسيا بشكل أو آخر باتت الآن أفضل حالاً وأكثر قوة، سواء في سوريا أم في أوكرانيا، مقارنة بما كانت عليه قبل غزو أوكرانيا أو قبل أن يضطر إلى نشر قواته العسكرية في سوريا، هي فكرة من لا يفهم طبيعة القوة في العلاقات الخارجية أو في العالم ككل. القوة الحقيقية تعني أن بإمكانك أن تحصل على ما تريد بدون اللجوء إلى استخدام العنف. كانت روسيا أقوى بكثير حينما كانت أوكرانيا تشبه بلدا مستقلا، ولكنها في واقع الأمر تابعة له، بإمكانه متى ما شاء أن يشد الحبال فتستجيب له".
نظرية أوباما بهذا الشأن في غاية البساطة: أوكرانيا مصلحة روسية أساسية وليست مصلحة أمريكية، ولذلك ستظل روسيا قادرة على الاحتفاظ بنفوذها فيها. وعن ذلك يقول: "الحقيقة التي لا مناص منها هي أن أكرانيا، والتي ليست عضواً في الناتو، ستظل عرضة للهيمنة العسكرية الروسية مهما فعلنا".
سألت أوباما ما إذا كان موقفه من أكرانيا واقعياً أو جبرياً.
فقال: "إنه موقف واقعي. ولكن هذا مثال على أين ينبغي علينا أن نكون واضحين جداً إزاء ما هي مصالحنا الأساسية وما هو الذي نحن على استعداد لأن نذهب إلى الحرب بسببه. وفي نهاية المطاف، لا مفر من أن يظل هناك بعض الغموض".
ثم ذكر انتقادا سمع أنه وجه إليه، وكان يقصد الرد عليه وتفنيده: "أظن أن أفضل حجة يمكن أن تستخدمها لصالح أولئك الذين ينتقدون سياستي الخارجية هو القول بأن الرئيس لا يستغل الغموض بما فيه الكفاية. أو لعله لا يتفاعل بأساليب من شأنها أن تدفع الناس إلى القول (واو، قد يكون هذا الإنسان مصاباً بقليل من الجنون)".
قلت له: "إنها مقاربة (نيكسون المجنون)"، ومفادها أنك ترعب أعداءك من خلال دفعهم إلى الظن بأن لديك القابلية بأن ترتكب أعمالاً لا عقلانية.
قال هو: "ولكن دعنا نختبر نظرية نيكسون. لقد أسقطنا فوق كمبوديا ولاوس من القنابل أكثر مما أسقطنا على أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، في نهاية المطاف، انسحب نيكسون، وذهب كيسنجر إلى باريس، وكل ما خلفناه وراءنا كان الفوضى والقتل والحكومات السلطوية التي، ومع مرور الوقت، خرجت في النهاية من ذلك الجحيم. عندما أذهب لزيارة تلك البلدان سوف أحاول التعرف على الطريقة التي نتمكن من خلالها اليوم من مساعدتهم على إزالة القنابل التي مازالت تنفجر وتتسبب في بتر سيقان الأطفال الصغار. بأي حال ساهمت تلك الاستراتيجية في خدمة مصالحنا؟".
ولكن ماذا لو هدد بوتين على سبيل المثال بغزو مولدوفا – وهي دولة أخرى ضعيفة من مخلفات الاتحاد السوفياتي؟
ألا يكون مفيداً أن يعتقد بوتين بأن أوباما قد ينتابه الغضب وقد يتخذ إجراءات لا عقلانية تجاه ذلك؟
يقول: "لا يوجد أي دليل من السياسة الخارجية الأمريكية الحديثة على أن هذا هو الأسلوب الذي يستجيب من خلاله الناس. إنماا يستجيب الناس انطلاقاً من قناعاتهم، وإذا كان الأمر في الواقع مهماً لشخص ما ولكنه غير مهم بالنسبة لنا، فإنهم سيعرفون ذلك، ونحن نعرف ذلك. هناك طرق للردع، ولكنها تتطلب منك أن تكون واضحاً مسبقاً حول ما هو الأمر الذي يستحق أن تذهب إلى الحرب من أجله وما الذي لا يستحق. والآن، إذا كان ثمة شخص في هذه البلدة يمكن أن يدعي أننا قد نفكر بالذهاب إلى الحرب مع روسيا بسبب شبه جزيرة القرم وشرق أكرانيا، فعليهم أن يصدعوا بما يظنون وأن يكونوا واضحين إزاءه. فكرة أن الكلام بلهجة صارمة أو الضلوع في عمل عسكري هامشي بالنسبة لتلك المنطقة يمكن بطريقة ما أن يؤثر في القرار الذي ستتخذه روسيا أو الصين إنما تتناقض مع كل الأدلة التي رأيناها على مدى الخمسين عاماً الماضية".
ومضى أوباما ليقول إن الاعتقاد بجدوى التظاهر بالصرامة إنما تعود جذوره إلى "الأساطير" التي تشكلت حول السياسة الخارجية لرونالد ريغان. وأضاف:
"لو أخذت على سبيل المثال، لنقل، أزمة الرهائن في إيران، هناك رواية يروج لها اليوم بعض المرشحين الجمهوريين مفادها أنه في اليوم الذي انتخب فيه ريغان، ونظراً لأنه بدا صارماً، فقد قرر الإيرانيون ^يحسن بنا أن نسلم ما لدينا من رهائن^.
ولكن ما جرى في واقع الأمر هو أن مفاوضات طويلة جرت مع الإيرانيين ونظراً لأنهم كانوا يبغضون كارتر – وبالرغم من أن المفاوضات كانت قد اكتملت – إلا أنهم ظلوا يحتفظون بالرهائن إلى اليوم الذي انتخب فيه ريغان. ولا علاقة لموقف ريغان أو خطابه وما إلى ذلك بإطلاق سراحهم، لا من قريب ولا من بعيد. وعندما تفكر بالإجراء العسكري الذي اتخذه ريغان، لديك غرانادا – والتي يصعب أن يدعي أحد بأنها عززت من قدرتنا على صياغة أحداث العالم، رغم أنها كانت بالنسبة له سياسة ناجعة على المستوى المحلي. لديك أيضاً قضية إيران كونترا، حيث كنا ندعم المليشيات المسلحة اليمينية ولم يجد ذلك نفعاً في تحسين صورتنا داخل أمريكا الوسطى، ولم تكن ناجحة البتة."
ثم ذكرني بأن الخصم الأكبر لريغان، دانيل أورتيغا، هو اليوم رئيس نيكاراغوا الذي لم يغير ولم يبدل من مواقفه وآرائه.
كما أشار أوباما إلى قرار ريغان سحب القوات الأمريكية من لبنان مباشرة تقريبا بعد أن أدى هجوم لحزب الله في عام 1983 إلى مقتل 241 جنديا أمريكيا.
وقال ساخراً: "يبدو أن كل هذه الأشياء ساعدتنا في الواقع على كسب المصداقية لدى الروس والصينيين!" لأن "تلك هي الرواية التي تحكى. والآن، أعتقد فعلياً أن رونالد ريغان حالفه النجاح الباهر في السياسة الخارجية حينما تلمس الفرصة التي أتاحها له غورباتشوف ودخل على إثرها في تواصل دبلوماسي شامل – وكان ذلك بالمناسبة قد قوبل بالانتقاد من قبل نفس الناس الذين يستخدمون الآن رونالد ريغان من أجل الترويج لفكرة إن علينا أن نتوجه نحو قصف الناس بالقنابل".
اقرأ أيضا:
- الحلقة الأولى:"عربي21" تنشر أجزاء من مقابلة أوباما المهمة مع أتلانتيك (1)
- الحلقة الثانية: أوباما يكشف عن آرائه في الإسلام والشرق الأوسط والسعودية (2)
قال أوباما: "تصرف بوتين في أوكرانيا كرد فعل على تهيؤ دولة تابعة للإفلات من قبضته، وقد ابتدع من الأساليب ما مكنه من إبقاء هذه الدولة تحت نفوذه. وفعل الشيء نفسه في سوريا، بتكلفة باهظة لأحوال المعيشة في بلاده هو. وفكرة أن روسيا بشكل أو آخر باتت الآن أفضل حالاً وأكثر قوة، سواء في سوريا أم في أوكرانيا، مقارنة بما كانت عليه قبل غزو أوكرانيا أو قبل أن يضطر إلى نشر قواته العسكرية في سوريا، هي فكرة من لا يفهم طبيعة القوة في العلاقات الخارجية أو في العالم ككل. القوة الحقيقية تعني أن بإمكانك أن تحصل على ما تريد بدون اللجوء إلى استخدام العنف. كانت روسيا أقوى بكثير حينما كانت أوكرانيا تشبه بلدا مستقلا، ولكنها في واقع الأمر تابعة له، بإمكانه متى ما شاء أن يشد الحبال فتستجيب له".
نظرية أوباما بهذا الشأن في غاية البساطة: أوكرانيا مصلحة روسية أساسية وليست مصلحة أمريكية، ولذلك ستظل روسيا قادرة على الاحتفاظ بنفوذها فيها. وعن ذلك يقول: "الحقيقة التي لا مناص منها هي أن أكرانيا، والتي ليست عضواً في الناتو، ستظل عرضة للهيمنة العسكرية الروسية مهما فعلنا".
سألت أوباما ما إذا كان موقفه من أكرانيا واقعياً أو جبرياً.
فقال: "إنه موقف واقعي. ولكن هذا مثال على أين ينبغي علينا أن نكون واضحين جداً إزاء ما هي مصالحنا الأساسية وما هو الذي نحن على استعداد لأن نذهب إلى الحرب بسببه. وفي نهاية المطاف، لا مفر من أن يظل هناك بعض الغموض".
ثم ذكر انتقادا سمع أنه وجه إليه، وكان يقصد الرد عليه وتفنيده: "أظن أن أفضل حجة يمكن أن تستخدمها لصالح أولئك الذين ينتقدون سياستي الخارجية هو القول بأن الرئيس لا يستغل الغموض بما فيه الكفاية. أو لعله لا يتفاعل بأساليب من شأنها أن تدفع الناس إلى القول (واو، قد يكون هذا الإنسان مصاباً بقليل من الجنون)".
قلت له: "إنها مقاربة (نيكسون المجنون)"، ومفادها أنك ترعب أعداءك من خلال دفعهم إلى الظن بأن لديك القابلية بأن ترتكب أعمالاً لا عقلانية.
قال هو: "ولكن دعنا نختبر نظرية نيكسون. لقد أسقطنا فوق كمبوديا ولاوس من القنابل أكثر مما أسقطنا على أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، في نهاية المطاف، انسحب نيكسون، وذهب كيسنجر إلى باريس، وكل ما خلفناه وراءنا كان الفوضى والقتل والحكومات السلطوية التي، ومع مرور الوقت، خرجت في النهاية من ذلك الجحيم. عندما أذهب لزيارة تلك البلدان سوف أحاول التعرف على الطريقة التي نتمكن من خلالها اليوم من مساعدتهم على إزالة القنابل التي مازالت تنفجر وتتسبب في بتر سيقان الأطفال الصغار. بأي حال ساهمت تلك الاستراتيجية في خدمة مصالحنا؟".
ولكن ماذا لو هدد بوتين على سبيل المثال بغزو مولدوفا – وهي دولة أخرى ضعيفة من مخلفات الاتحاد السوفياتي؟
ألا يكون مفيداً أن يعتقد بوتين بأن أوباما قد ينتابه الغضب وقد يتخذ إجراءات لا عقلانية تجاه ذلك؟
يقول: "لا يوجد أي دليل من السياسة الخارجية الأمريكية الحديثة على أن هذا هو الأسلوب الذي يستجيب من خلاله الناس. إنماا يستجيب الناس انطلاقاً من قناعاتهم، وإذا كان الأمر في الواقع مهماً لشخص ما ولكنه غير مهم بالنسبة لنا، فإنهم سيعرفون ذلك، ونحن نعرف ذلك. هناك طرق للردع، ولكنها تتطلب منك أن تكون واضحاً مسبقاً حول ما هو الأمر الذي يستحق أن تذهب إلى الحرب من أجله وما الذي لا يستحق. والآن، إذا كان ثمة شخص في هذه البلدة يمكن أن يدعي أننا قد نفكر بالذهاب إلى الحرب مع روسيا بسبب شبه جزيرة القرم وشرق أكرانيا، فعليهم أن يصدعوا بما يظنون وأن يكونوا واضحين إزاءه. فكرة أن الكلام بلهجة صارمة أو الضلوع في عمل عسكري هامشي بالنسبة لتلك المنطقة يمكن بطريقة ما أن يؤثر في القرار الذي ستتخذه روسيا أو الصين إنما تتناقض مع كل الأدلة التي رأيناها على مدى الخمسين عاماً الماضية".
ومضى أوباما ليقول إن الاعتقاد بجدوى التظاهر بالصرامة إنما تعود جذوره إلى "الأساطير" التي تشكلت حول السياسة الخارجية لرونالد ريغان. وأضاف:
"لو أخذت على سبيل المثال، لنقل، أزمة الرهائن في إيران، هناك رواية يروج لها اليوم بعض المرشحين الجمهوريين مفادها أنه في اليوم الذي انتخب فيه ريغان، ونظراً لأنه بدا صارماً، فقد قرر الإيرانيون ^يحسن بنا أن نسلم ما لدينا من رهائن^.
ولكن ما جرى في واقع الأمر هو أن مفاوضات طويلة جرت مع الإيرانيين ونظراً لأنهم كانوا يبغضون كارتر – وبالرغم من أن المفاوضات كانت قد اكتملت – إلا أنهم ظلوا يحتفظون بالرهائن إلى اليوم الذي انتخب فيه ريغان. ولا علاقة لموقف ريغان أو خطابه وما إلى ذلك بإطلاق سراحهم، لا من قريب ولا من بعيد. وعندما تفكر بالإجراء العسكري الذي اتخذه ريغان، لديك غرانادا – والتي يصعب أن يدعي أحد بأنها عززت من قدرتنا على صياغة أحداث العالم، رغم أنها كانت بالنسبة له سياسة ناجعة على المستوى المحلي. لديك أيضاً قضية إيران كونترا، حيث كنا ندعم المليشيات المسلحة اليمينية ولم يجد ذلك نفعاً في تحسين صورتنا داخل أمريكا الوسطى، ولم تكن ناجحة البتة."
ثم ذكرني بأن الخصم الأكبر لريغان، دانيل أورتيغا، هو اليوم رئيس نيكاراغوا الذي لم يغير ولم يبدل من مواقفه وآرائه.
كما أشار أوباما إلى قرار ريغان سحب القوات الأمريكية من لبنان مباشرة تقريبا بعد أن أدى هجوم لحزب الله في عام 1983 إلى مقتل 241 جنديا أمريكيا.
وقال ساخراً: "يبدو أن كل هذه الأشياء ساعدتنا في الواقع على كسب المصداقية لدى الروس والصينيين!" لأن "تلك هي الرواية التي تحكى. والآن، أعتقد فعلياً أن رونالد ريغان حالفه النجاح الباهر في السياسة الخارجية حينما تلمس الفرصة التي أتاحها له غورباتشوف ودخل على إثرها في تواصل دبلوماسي شامل – وكان ذلك بالمناسبة قد قوبل بالانتقاد من قبل نفس الناس الذين يستخدمون الآن رونالد ريغان من أجل الترويج لفكرة إن علينا أن نتوجه نحو قصف الناس بالقنابل".
اقرأ أيضا:
- الحلقة الأولى:"عربي21" تنشر أجزاء من مقابلة أوباما المهمة مع أتلانتيك (1)
- الحلقة الثانية: أوباما يكشف عن آرائه في الإسلام والشرق الأوسط والسعودية (2)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق