كان "جوبلز" (1897 - 1945م) وزير الدعاية والإعلام في ألمانيا النازية، وكان شعاره - الذي يلخص فلسفته في الدعاية والإعلام - هو: "اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب، فإنك لابد أن تجد من يصدقك"!.
ويبدو أن الصهيونية قد تعلمت من أعدائها النازيين فلسفتها في الدعاية والإعلام، فالناظر في أكاذيبها حول "حقوقها" في القدس وفلسطين يجد أنها التطبيق الحر في لفلسفة "جوبلز"، وعلى سبيل المثال:
*تزعم الصهيونية أن علاقتها بالقدس تعود إلى 3 آلاف عام، عندما غزا الملك داوود هذه المدينة في القرن العاشر قبل الميلاد.
ويتناسى الصهاينة حقيقة أن القدس قد بناها العرب اليبوسيون في الألف الرابع قبل الميلاد، أي أن عمر عروبتها يزيد الآن على 6 آلاف عام، وأن الوجود العربي في هذه المدينة قد ظل متصلا عبر هذا التاريخ، بينما الوجود اليهودي بالقدس - في عهدي داوود وسليمان -لم يتعد 415 عاما، أي نصف عمر الوجود العربي الإسلامي في الأندلس!
*وتزعم الصهيونية أن الرب قد وعد إبراهيم عليه السلام وذريته بأرض الميعاد وأن الصهاينة هم ورثة هذا الوعد الإلهي.
ويتناسى الصهاينة أن القدس عربية قبل دخول إبراهيم إلى أرض كنعان بأكثر من عشرين قرنا، وأن كتابهم "العهد القديم" يقول إن هذه الأرض كانت أرض "غربة إبراهيم"، أي أنه قد عاش فيها غريبا، وليس مالكا لها، فيقول: إن إبراهيم في أواخر حياته قد اشترى من أهل هذه الأرض - العرب الكنعانيين - قبرا يدفن فيه زوجته "سارة". - (سفر التكوين 23 : 1- 20)، أي أنه حتى أواخر حياته لم يكن يملك في هذه الأرض حتى مكان قبر!
*ويتناسى الصهاينة كذلك أن نصوص هذا "الوعد" - في كتابهم - ينقض بعضها بعضا، فالوعد مرة بأرض كنعان - (سفر التكوين 17 : 3، 5، 8) "ومرة بالمساحة التي تبصرها عيون إبراهيم - (التكوين13 : 14،15) ومرة بما بين النيل والفرات - (التكوين 15: 12) - وهذه التناقضات تنسف هذا الادعاء من الأساس!
*ويتناسى الصهاينة - كذلك - أنه على فرض التسليم - جدلا - بهذا الوعد لإبراهيم وذريته بهذه الأرض، أن العرب هم أغلبية ذرية إبراهيم عليه السلام، فهم قرابة الـ300 مليون نسمة، بينما كل يهود العالم لا يتجاوزون ثلاثة عشر مليونا، غالبيتهم من نسل قبائل الخزر - الذين لا علاقة لهم بنسل إبراهيم، فهل يقبل الصهاينة توزيع "التركة" بالعدل بين كل نسل إبراهيم؟!
*وحديثا ألقى الصهيوني "موردخاي كيدار" - وهو أستاذ للدراسات الإسلامية في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية - محاضرة بالكنيست الصهيوني في يوليو 2009م، قال فيها: "إن القدس يهودية، وعلى المسلمين أن يحملوا أحجار مسجد قبة الصخرة ليبنوها في مكة، فالمسجد الأقصى مكانه "الجعرانة" - بين مكة والطائف - كان يصلي فيه الرسول أحيانا وأحيانا في المسجد الأدنى القريب منه أثناء ذهابه من مكة إلى الطائف"!
وتلك كذبة تفوق فيها "هذيان" كيدار على سلفه "جوبلز"، فكل الذين كتبوا في تاريخ الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم - بمن فيهم المستشرقون اليهود - قد أجمعوا على أن أول مسجد بني في الإسلام هو مسجد "قباء" على مشارف المدينة المنورة، بعد الهجرة، وعلى أن المسجد الأقصى هو بالقدس، وليس بالجعرانة بين مكة والطائف، وأن مسجد قباء قد بني بعد حادث الإسراء بسنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق