الجمعة، 18 مارس 2016

في ذكرى الرحيل .. خاطرة قلم وعبرات المداد ...

في ذكرى الرحيل .. خاطرة قلم وعبرات المداد ...


أمل بشير

الجمعة 09-06-1437 هـ 08:47 صباحا | 2016-03-18 


الراحلون وإن طال الزمان بهم ... باقون في القلب ما غابوا وما رحلوا

بكى اليراعُ فراقهم، ومدادهُ قانٍ، ذاقَ طعمًا حارقًا أبكاه طويلًا، فما عادَ يُسعفهُ البيان، ذلك الجريحُ الذي ماانفك يرثي رحيلَ أسيادهِ الرجال.

أبقيتَ جرحًا في الفؤادِ لمَّا يزل ينبض آلام الرحيل، يا راحلًا عنَّا وشموخ هامتكَ الجلال..يا ناشرًا عِلْمَ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - وثبات لائِكَ كالجبال.. يا قائدًا أسرجتَ خيل اللهِ إذ نادى بلال..يا رائدًا ما خاب يومًا في مقال.

فإن بقيتُ أنادي لن يكفني ورقٌ ولا حبرٌ ولا هذا المقال.. هي وقفةٌ في جريانِ أيامي، وسكونٌ يعتري صخبي بين أفياء المشاعر بالحنين.

ودعتَ بِلادي مرغمًا، وأبكيتَ الوفاء، لكنَّ جَذر الصامدين قد اعتلى هامَ الكبرياء، بنيتَهُ بيديكَ، ربيّتَ أجيالًا طُلابَ علم، وكففتَ دمعًا جَرى لصغارٍ عانوا اليُتم، وكفلتَ المساكينَ، وكنتَ العونَ بعد الله - سبحانه - لمن أضناه حكم الظالمين، ومنحت لكلِّ الثكالى رؤاها في الغد الواعدِ بآمال السنين.

فكنتَ حارثًا لحقول الخيرِ تبذرها، وهُمَامًا في النائباتِ تجبرها، وجسورًا بفعالِ الحقِّ تنصرها، وخطيبًا بقولِ الصدق، وتلكَ الـــ لا.. تزمجرها، بثباتٍ ويقين..فالحارثُ الهَمَّامُ جَسَّارًا برفض الاحتلال..أيُّها الضاري الأمين؛ لنْ تنسكَ الأيامُ يا أسدَ الشجاعةِ، فلواءُ مجدكَ عاليًا - بإذن الله- ما خسر البضاعة، ربحتَ البيعَ يا عالِمًا ومُعلِّمًا وأبًا، ويا عَمًّا وخَال.

هنيئًا لكَ الجناتُ إرثًا.. وصحبةَ المختارِ- سيدنا - والآل.. ولترضكَ الفردوسُ بينَ الصادقينَ شهادةً، ما متَّ يومَ غرستَ في شخصِ المثنى مفردًا..والجمعُ أنتَ بأوصافِ الرجال.

المصدر:جريدة البصائر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق