| ||
|
التجربة الدبلوماسية
بدأ الجعفري تجربته الدبلوماسية بالتحاقه بوزارة الخارجية السورية عام 1980، ثم أصبح ملحقا دبلوماسيا وسكرتيرا ثالثا في السفارة السورية بباريس خلال 1983-1988.
وفي 1991-1994 صار سكرتيرا أول ومستشارا في البعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم وزيرا مستشارا بالسفارة السورية في باريس 1997-1998، ثم وزيرا مفوضا وقائما بالأعمال في السفارة السورية بإندونيسيا ما بين 1998 و2002.
وفي 2002 تولى إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية السورية، وظل فيها حتى عُين مندوبا لبلاده لدى مقر الأمم المتحدة الأوروبي في جنيف عام 2004، ثم اختير عام 2006 مندوبا دائما لسوريا بمقر الأمم المتحدة المركزي بنيويورك خلفا لفيصل مقداد.
ورغم أن الجعفري تولى هذا المنصب في فترة حساسة بالنسبة للنظام السوري الذي كان وقتها تحت ضغط اتهامه بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فإنه لم يشتهر إعلاميا في أروقة الأمم المتحدة إلا إثر اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد منتصف مارس/آذار 2011.
انبرى الجعفري من على منابر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للدفاع عن النظام السوري، وتبرير فظائعه التي ارتكبها في حق قوى الثورة التي دأب الجعفري على وصفها بأنها "جماعات إرهابية"، وهو ما أهله لأن يختاره هذا النظام ليكون "كبير المفاوضين" باسمه للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 مطلع عام 2014، وفي جولات التفاوض اللاحقة به في 2015 و2016.
وفي إطار دفاعه عن نظام بشار الأسد؛ نفى الجعفري ارتكاب النظام أي مجازر أو انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، ومن ذلك نفيه لقصف غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي في صيف 2013.
كما أنكر وجود أي كارثة إنسانية في بلدة مضايا السورية التي تعرضت لمجاعة عامة تم توثيقها إعلاميا بالصوت والصورة بسبب الحصار الطويل، وقال إن "الحكومة السورية لم ولن تمارس أي سياسة تجويع ضد شعبها". وادعى أن "التنظيمات الإرهابية سطت على المساعدات الإنسانية التي أرسلت إلى المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وهذا ما حصل في مضايا".
عُرف بشار الجعفري بتصريحاته التي يهاجم بها جهات عديدة داخلية وخارجية؛ ففي 5 فبراير/شباط 2012 شن هجوما لاذعا على الأمم المتحدة وعلى دول الخليج العربي وشبكة الجزيرة بعد أن أجهض فيتو روسي وصيني مشروع قرار أوروبي عربي مشترك لحل الأزمة السورية سلميا.
وخلال سنوات الثورة السورية، وبينما كان نظام بشار الأسد يُمعن في تقتيل السوريين، كان الجعفري يستميت في الدفاع عن جرائم الأسد في مختلف المحافل الدولية.
وفي 23 فبراير/شباط 2016 انتقد الجعفري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا، وقال إن الأمانة العامة "منحازة للجماعات المسلحة" وتقف ضد حكومته. وأضاف أن مفاوضات جنيف الأخيرة "شابتها نواقص كثيرة".
أعلنت الخارجية الأميركية في 6 مارس/آذار 2014 أنها أبلغت الجعفري (بصفته المندوب السوري لدى الأمم المتحدة) بتقييد تحركاته داخل الأراضي الأميركية في نطاق 25 ميلا من مقر البعثة السورية بنيويورك. ولم توضح الوزارة أسباب الخطوة، لكن اتخاذ مثل هذا القرار يكون أحيانا نابعا من وجود قلق أمني من تحركات مندوب دولة ما أو اشتباه في تجسسه.
وقد أشاد ائتلاف "من أجل سوريا ديمقراطية" -وهو منظمة سورية أميركية- بهذا القرار، وقال في بيان إن الجعفري كثف في الأشهر الستة الماضية "زياراته الدعائية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة من أجل خداع الأميركيين، وضرب النسيج الاجتماعي لأفراد الجالية السورية المقيمة في الولايات المتحدة".
المؤلفات
ألف الجعفري عدة كتب، هي: "الجماعات المصلحية الضاغطة في الولايات المتحدة الأميركية" (دمشق 1983)، و"السياسة الخارجية السورية 1946-1982" (دمشق 1986)، و"الأمم المتحدة والنظام العالميالجديد" (دمشق 1994)، و"أولياء الشرق البعيد" (دمشق 2003)، و"سياسة التحالفات السورية 1918-1982" (دمشق 2015).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق