الاثنين، 5 أغسطس 2013

مجدي حسين يكتب: حوسة الأمريكان فى انقلاب السيسي التعبان

مجدي حسين يكتب: حوسة الأمريكان فى انقلاب السيسي التعبان 

 - التخبط بين احتواء الاسلاميين واستئناسهم أو سحقهم جعل موقف الدولة العظمى مثيرا للسخرية
- أمريكا لاتحترم إلا الأقوياء ولاتعرف مبدأ أو أخلاقا أو دينا أو ديموقراطية
- نحن عبيد أمريكا ولابد أن نحطم الأغلال .. الآن الآن وليس غدا
وهذا هو البرهان الأكيد على التوحيد الصافى والعبودية لله وحده
تحدثنا كثيرا فى الموضوع الأمريكى ورأينا دوما ولانزال أن أمريكا هى محور مشكلات مصر ، وهى أهم موضوع داخلى ، وليست مجرد طرف خارجى . ولكننا نحتاج للعودة للموضوع لأننا نسبح عكس التيار .
 ولأننا نعلن بأعلى صوت ضرورة إخراج أمريكا والصهيونية من المعادلة السياسية الداخلية المصرية . ومع ذلك نرى ضرورة مواصلة تحليل الموقف الأمريكى من أجل تصويب منهج التعامل معه فى مرحلة طرده من داخل البلاد.
لقد أثار العلمانيون وأهل العسكر والأجهزة غبارا كثيرا حول العلاقات الاخوانية – الأمريكية – الغربية ، وحاولوا أن يصموا الاخوان بالعمالة ، رغم أن العسكر أولى بهذا اللقب ، بسبب علاقتهم المؤسسية الراسخة والقديمة منذ 35 عاما مع الجيش الأمريكى وحيث حصلوا خلالها على مالا يقل عن 40 مليار دولار . 
وقد كتبت مرارا وتكرارا أن كبار قادة القوات المسلحة هم العملاء لأمريكا بحكم الوظيفة والمصالح وأساليب السيطرة المخابراتية الأمريكية.أما الاخوان فقد حاولوا أن يلعبوا مع الأمريكان لعبة القط والفأر التى قصمت ظهرهم سريعا ، ولكنهم لم يعلنوا بعد بشكل نهائى خروجهم من هذه اللعبة .
دعونا نبدأ بالموقف الأمريكى من الحركات الاسلامية .
كتبت عن ذلك من قبل عدة مرات . أمريكا منذ التسعينيات من القرن الماضى( عهد كلينتون ) تدرس جديا فكرة التعامل مع الحركات الاسلامية بشكل أكثر جدية .
نعم لقد بدأت التعامل مع الحركات الاسلامية قبل ذلك ولكن على طريقة مد الخيوط والتعارف وإقامة أواصر المحبة والدبلوماسية والصداقة وتلمس أساليب التأثير عليها .وقد زاد هذا الأسلوب بعد انتصار الثورة الايرانية ، حيث فوجئت الدولة العظمى بأن واحة الاستقرار ( الايران ) حسب وصف كارتر ، قد تفجرت بالبركان ، وجاءت إلى السلطة قوة سياسية غير معروفة وغير صديقة . وبالفعل فقد لاحظنا فى الثمانينيات الإلحاح المتزايد على اللقاءات من قبل السفارة الأمريكية والسفارات الغربية مع حزب العمل و الاخوان المسلمين .
 وخلال سفراتى الثلاث للولايات المتحدة بين 1988 و1997 لاحظت الاهتمام المتصاعد بالدراسات المتعلقة بالاسلام والتيار الاسلامى ، من زاوية جديدة : لماذا لا نوافق على وصول التيار الاسلامى المعتدل للحكم ؟ ولماذا لاننسج علاقات معه لحماية المصالح الأمريكية ؟ الاسلام قادم قادم ، فلماذا نعاديه تماما ؟ لماذا لانحسن معاملته بل نحاول التأثير فيه ، وندفعه نحو مزيد من الاعتدال ، والانغماس فى قيم الغرب ، رويدا رويدا ؟
.باختصار رفعوا شعار : الاسلام شر لابد منه فى منطقة الشرق الأوسط ، بل وكل منطقة الوطن العربى والعالم الاسلامى ، وعلينا أن نحسن التعامل معه . 
لأن الصدام المتوالى سيؤدى إلى معركة مصيرية إستئصالية ، يكون صاحب الأرض عادة هو الطرف الأقوى والفائز فى النهاية . وبالتالى فإن النعومة هى الوسيلة الأنجع ، نعومة التسلل والاختراق والتأثير وتغييرأسوأ مافى الاسلام ( الجهاد ) !!
وطبعا ظل هناك الرأى التقليدى : هؤلاء المسلمون قوم متخلفون ولابد من ضربهم على رؤسهم وفرض الأمر الواقع عليهم ، واصطناع العملاء والأصدقاء من الحكام وهم خليط من العسكر والملوك والرؤساء الفاسدين .
ولايزال الرأيان يتصارعان حتى هذه اللحظة وفى هذه الأزمة الحالية ( انقلاب السيسى) .
قابلت عددا من الدارسين للاسلام فى جامعة جورج تاون وغيرها كان أبرزهم جون سبوزيتو وله كتب ودراسات تبرز الجوانب المشرقة للاسلام والحركات الاسلامية ، وقد قرأت له قبل لقائى به . ومن العلامات الموحية أنه كان سعيدا وهو يعطينى خطاب شكر من الرئيس بيل كلينتون لدوره ( سبوزيتو ) فى تعليم إبنته تعاليم الاسلام ! قلت سبحان الله ما الذى يجعل بنت رئيس أمريكا تهتم بدراسة الاسلام ؟!
لم ألتق بمستشار نيكسون ( كرين ) الذى أسلم واصبح مفكرا اسلاميا ولكننى عدت ومعى بعض دراساته .
 لم ألتق بجرهام فوللر أحد مفكرى المخابرات الأمريكية وله دراسات حول أهمية تطوير العلاقات الأمريكية مع الحركات الاسلامية ولكن زميلنا أحمد مصطفى كان قد أجرى معه حديثا صحفيا فى هذا المجال . لم التق بأى قيادة فى المخابرات الامريكية ولكن قرأت كثيرا ما يصدر عنها من دراسات ، وكذلك المراكز البحثية التى تكون لصيقة بالسلطة الأمريكية وأن استبعد من الحديث هنا مسألة الحرب الافغانية التى تم التركيز عليها كثيرا وكأنها هى الجسر الوحيد بين أمريكا والاسلاميين .
وهذا غير صحيح فقد كانت مهمة أساسا من زاوية ضرب الاتحاد السوفيتى .
 ولم تأت فى إطار خطة استراتيجية متكاملة للعلاقة بين الطرفين  وفى الولايات المتحدة التقيت بواحد من أهم قادة جبهة الانقاذ الجزائرية بعد إقصائها عن الحكم .
 ورأيت فى ذلك بادرة خير ، ولكن عندما التقيت به فى بيته ، وسمعت منه التفاصيل . رأيت أنه مجرد لاجىء ، ولايوجد حوار جدى معه من قبل الأمريكان . وكان الأمريكان قد اعترفوا بالانقلاب العسكرى الذى ألغى الانتخابات الجزائرية فى 1992 التى أدت لفوز الانقاذ .
وكان رأيى ولايزال أننا يجب أن نشجع هذا الخط المتصاعد فى دوائر الحكم فى أمريكا وأوروبا ، وهو خط الاعتراف بالأمر الواقع الاسلامى .
بمعنى أننا نرسل رسالة إلى شعوب الغرب أساسا وحكامه فى المحل الثانى أننا غير راغبين فى المعارك معهم ، بل هم الذين يتدخلون فى شئوننا . وليس من مبادىء ديننا أن نحارب المخالفين فى العقيدة ، إلا إذا اعتدوا علينا .
 أما إذا كان المقصود ( وهذا صحيح طبعا ) الاحتواء وتخريب عقائد المسلمين والتدخل فى شئوننا الداخلية ، فإننا لن نسمح بذلك وعلى استعداد للعودة للمعارك فى أى وقت ، فلا أثمن من الحرية والاستقلال .
 ومفهومى لهذه القصة أنها قصة توازن قوى ، فأمريكا لاتعرف إلا لغة القوة ، لاتعرف الأخلاق أو المنطق أو الدين او أى مبدأ آخر . وعندما تكون قويا فإن هذه هى الحالة الوحيدة التى تعاملك فيها أمريكا باحترام . ( حالة الصين أو الهند أو روسيا أو فيتنام الخ ) .
من المهم أن يعلم العالم بأسره أننا لا نبدأ بقتال مع أى طرف ، ولأى سبب .
 وأننا لانحارب إلا أن يعتدى علينا أو على المسلمين فى ديار الآخرين .
 وأن العلاقات الاقتصادية والتجارية مع غير المسلمين مفتوحة تماما لايقيدها إلا أن يكونوا محاربين معتدين علينا .
كنت أتابع بإهتمام تطور الموقف الأمريكى فى التسعينيات فى اتجاه الاعتراف بالأمر الواقع الإسلامى . ولكن لم ينتصر هذا التوجه ، وظل الاتجاه الأكثر عدوانية هو الأعلى صوتا ، والجمهوريون عادة هم الأقرب لهذا الموقف الأخير ، وقد ظهر هذا فى عهد بوش الأب قبل كلينتون وبوش الابن بعده ، ولكن التوجه العام للمؤسسة الحاكمة الأمريكية فوق الحزبين .
وبدأ التوجه نحو السماح بالانتخابات الحرة فى عهد بوش الصغير فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ( غزة والقطاع) . وكانت التقديرات تشير إلى فوز فتح ، مع حصول حماس على 30 أو 40 % من المقاعد على الأكثر ، ولكن جاءت النتيجة المروعة بفوز حماس بأكثر من 50 % . فقال الأمريكان والاسرائيليون فى نفس واحد : لعنة الله على الانتخابات .
 وتعاون الأمريكان والاسرائيليون ونظام مبارك على إفساد الفرح الديموقراطى الفلسطينى ، بتشديد الحصار الخانق على غزة ، ومحاولة شن حرب أهلية داخلها ولكنها فشلت بسيطرة حماس السريعة . 
وأيضا قامت اسرائيل باعتقال رئيس المجلس التشريعى الفلسطينى وكل نواب حماس فى الضفة ، حتى أصبح النصاب القانونى لعقد المجلس التشريعى غير ممكن . وكانت مهزلة مروعة لم يلتفت إليها مايسمى العالم الديموقراطى.
المهم أن تجربة فلسطين كانت مؤلمة للأمريكان فعاد من جديد صوت التشدد يعلو : المسلمون جزء من البشر لايصلح للديموقراطية وكلما سمحنا لهم بها سينتخبون الأصوليين ، فهؤلاء لايصلح معهم إلا الطغاة ، مع ديموقراطية الكلام كتلك التى تجرى فى مصر والأردن واليمن والمغرب .
 فحتى عندما سمحنا للديموقراطية فى العراق لم ينجح فى الانتخابات إلا الأحزاب الأصولية : شيعية أو سنية ، وثبت أن الأحزاب العلمانية شديدة الهشاشة . ياخسارة الأموال التى أنفقناها فى العراق والجنود الذين قتلوا فيها أو فقدوا أطرافهم .
فى تلك الأثناء زارنى مراسل نيوزويك الأمريكية فى باريس فى منزلى وتحاور معى لمدة طويلة ، وشعرت أنه أكثر من مراسل ، وأنه وثيق الصلة بالنظام الأمريكى وهذا طبيعى فمكتب باريس هو مكتب أوروبا والشرق الأوسط ، كان كل حواره يدور حول الإحباط الأمريكى من فشل التجربة الديموقراطية فى العراق ( كان ذلك بعد قتل عناصر البلاك ووتر فى الفلوجة ) ، وكيف كان هذا الخيار خاطئا ، وأن العراق لاتصلح للديموقراطية كنموذج مضيىء للغرب فى العالم العربى .
وطبعا اختلفت معه فى موضوع العراق . ولكنه كان مشغولا بمسألة أخرى : قال لى مارأيك فى أن مصر هى البلد المؤهل أكثر للنموذج الديموقراطى ؟
قلت له وأنا أعرف أن دوافعنا مختلفة : لاشك أن مصر هى أكثر البلدان العربية المؤهلة للديموقراطية ؟ فهى من أعرق البلدان فى التجربة الدستورية والقانونية والحزبية والحريات الصحفية ، وشعب مصر يميل للسلام ويرفض العنف ونحن نسيج واحد فلا توجد طوائف عديدة تمزقنا .
 قال لى وقد أعجبه الكلام ، وأخذ يتحدث إلى وكأننى مستشار الإدارة الأمريكية : ترى ماهو الشعار الذى يمكن أن يعيد مصر إلى هذا الوضع كواحة للديموقراطية ؟
قلت له : الشعار بسيط ومعروف: ( دولة القانون ) أن يكون القانون محترما والناس سواء أمامه ، هذا مشروع حضارى متكامل .
 وقد أدركت أنه اقتنع بهذا الكلام أنه نشره : جزءا على لسانى وجزءا على لسانه ! وأسمع أن نيوزويك التى توقفت الآن عن الطباعة كانت تحت رعاية وزارة الخارجية الأمريكية .
بالنسبة لمصر أدرك الأمريكان أن الاصلاح فيها سيخدم صورتها فى المنطقة بأسرها .
فى عام 2005 ضغط الأمريكان على مبارك لتعديل الدستور ليسمح بالانتخابات الرئاسية بدلا من الاستفتاء ، على أساس أنه سيفوز لامحالة ولكن الصورة تكون ألطف . وضغط الأمريكان بشدة حتى حصل الاخوان على 88مقعدا فى مجلس الشعب . هم لايزوروا للاخوان ولكن يطالبون لهم أن يحصلوا على بعض حقهم الحقيقى . وأذكر أن صفوت الشريف حاور الأمريكان علنا عندما قال أثناء المعركة الانتخابية : لن نسمح بأن يحصل الاخوان على 100 مقعد . وكأن المقاعد تقرر بقرار .
وفى انتخابات 2010 لم يكن الأمريكان راضين أبدا عن هذا العبط الذى قام به نظام مبارك ، وهذا التزوير الفظ الذى حدث ، ورأوا أن ذلك نذير شؤم . وكانت الصحف الأمريكية مليئة بالانتقادات لنظام مبارك .
وجاء الانفجار مفاجئا للنظام وللأمريكان فى25 يناير 2011 ، وبعد أيام من الارتباك رأى الأمريكان أنها فرصة للتخلص من مبارك الذى هرم ، وأسرته المثيرة للمتاعب ، مع بقاء النظام كما هو . وهذا ماحدث وهو مانعانى منه حتى الآن .
الثورات العربية رفعت من شأن الرأى الذى يقول بضرورة التعاون مع التيار الاسلامى حتى وإن وصل للحكم ، وكانت هناك مقدمات لذلك :التعاون مع الملك المغربى للسماح بفوز حزب اسلامى بالأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة ( يوسفنى أن أقول أن رئيس وزراء المغرب استقبلنى فى بيته 3 مرات وأن وزير الخارجية المغربى صديقى ولكننى آسف لحزبهما على هذا الموقف ).
 فى الجزائر كان مسموحا لبعض الأحزاب الاسلامية أن تشارك فى الحكومات التى اعقبت الانقلاب على الشرعية .
 فى البحرين كانت الأغلبية للأحزاب الأصولية الشيعية والسنية ولكن تم إجهاض التجربة لغلبة الشيعة المتهمين بموالاة إيران .
 الكويت بها ديموقراطية لا خلاف حولها طالما وضع الأمير محصنا .
 تركيا اعتبرت النموذج الذى يجب تعميمه ، فهى اسلامية وايضا علمانية فى نفس الوقت وأيضا عضو بالناتو وعلى علاقة مع اسرائيل ، وهذه هى المواصفات المطلوب تعميمها .
والآن دعونا نركز على مصر : انتصر الرأى الذى يقول بإمكانية السماح للاخوان المسلمين أن يصلوا إلى الحكم ، خاصة وهناك حوار طويل معهم يسمح بالإطمئنان الحذر. وعندما وصلنا لانتخابات الرئاسة ، وكانت النتيجة الحقيقية هى حصول مرسى على 51% ضغط الأمريكان لإعلان النتيجة حرصا على الاستقرار ، وإكمالا لمشوار استئناس أكبر حركة اسلامية فى الشرق الأوسط .
ووافق عملاء العسكر على مضض وأضمروا أن يخربوا كل شىء على دماغ مرسى وحزبه وتياره ، وعلى دماغ الشعب كله إن تطلب الأمر ذلك !
ومن علامات ضعف وترهل القوة العظمى ألا تتمسك بسياسة واضحة ومحددة .
لقد تقلب الأمريكان بشدة منذ تولى مرسى الحكم حتى الآن ( 13شهرا ) بين موقفين لايمكن أن يتعايشا معا فى نفس الوقت : الصبر على حكم الاخوان حتى يتغربوا ، وهذا الأمر يحتاج لأكثر من عام بالتأكيد . وكانت هناك مؤشرات ايجابية من وجهة نظر أمريكا: إستمرار التمسك بكامب ديفيد والتطبيع مع الصهاينة من خلال الكويز ، استمرار المناورات العسكرية وكل التسهيلات العسكرية للأمريكان ، الحفاظ على الاستثمارات المجحفة فى البترول ، التفاوض مع الصندوق الدولى ، ومع أوروبا الخ 
وفى المقابل كانت هناك أمور مقلقة : موقف مرسى من غزة أثناء العدوان عليها خاصة ، رفض مرسى مقابلة أى مسئول اسرائيلى أو حتى استقبال مكالمة هاتفية . وحتى إذا كان من الممكن تحويل موقف الاخوان فى أمور استراتيجية فإن هذا يحتاج لأكثر من عام . فكيف خلال هذه الفترة تعمل أمريكا مع الفريق العلمانى وتقول لهم السفيرة الأمريكية التى يسبونها الآن : احشدوا 100 ألف واثبتوا فى الميادين عدة أيام وخذوا السلطة ، فأنتم بالتأكيد أحب إلى قلوبنا من الاسلاميين .
ولم يكن مجرد تصريح لسفيرة ، بل كان مكر الليل والنهار فى دبى وغيرها ، وكانت الغرف السوداء التى تحيك كل المؤمرات لإسقاط حكم مرسى .
ومن البلاهة أن تتبع دولة عظمى سياستين متعارضتين فى نفس اللحظة ، بل ورأينا أمورا مشابهة ومتزامنة فى تركيا والبرازيل .مما يعكس فقدان الصبر حتى مع النموذج التركى . ولايمكن أن تدار الأمور الدولية من قبل دولة عظمى بكل هذا التضارب والإرتباك بين موقفين ، تكتيكيين حقا ، ولكنهما متعارضين .
وهذا مظهر من مظاهر تدهور أداء الدولة العظمى التى لاتزال تبحث بعد أكثر من شهر : هل ماحدث فى مصر انقلاب أم لا ؟! طبعا هى تعرف ككل أطفال العالم أن ماحدث انقلاب ، ولكنها لاتعرف أن تتخذ موقفا ، وأصبحت مثل القطار الذى يقوده سائقان من الناحيتين ، فهو إما أن ينفجر أو يتوقف تماما .
الشرح والتحليل مطلوبان لكى نصل إلى أننا نرفض كلا الموقفين الأمريكيين : نرفض محاولة احتواء الحركة الاسلامية . ونرفض التآمر ضد الحركة الاسلامية . لماذا لانفكر فى حياة حرة ؟ هل علمتم الآن أين هو مصدر العبودية ؟ ليس مبارك وحبيب العادلى وعمر سليمان والسيسى رغم أنهم جميعا مجرمون.
المصدر الأساسى للعبودية هو الطاغوت الأمريكى .
 ومن يقول : كيف نحيا بعيدا عن السيطرة الأمريكية ؟
أقول له : إن إيمانك ضعيف ، واعتمادك على الله قليل .
 ومن قال لك أن هذه هى السياسة قد خدعك . بل هذا يقدم المبرر لما فعله السيسى ومبارك بنا .
هما أيضا يقولان : أين نذهب من أمريكا ؟ 
وأنا أقول لكم ماقاله رسول الله :
 ( قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا
إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًاحَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا) [ الجن 22- 24]
magdyahmedhussein@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق