لقد تحقق للصهاينة بإرهاب العسكر أكثر مما تخيلوا..ولكن إلى حين
د. محمد الأحمري
بعضنا تابع الرؤية المستقبلية لـ"الشرق الأوسط الجديد" الذي كتبه شمعون بيريز قبل ٢٠ عاما بعد أوسلو وتطلعه لمركزية كيانهم في صياغة مستقبل المنطقة، ووجه أن سيكونون هم العقل الإداري والسياسي للمنطقة، وسيتحول لهم مال ونفط الخليج وأيدي عمال العرب.
وقد تحقق له أكثر مما تخيل، فالخليج مول انقلاب ٣ يوليو في مصر ٢٠١٣، والذي أنتج مذابح بل حرقا للإسلاميين المصريين في شوارع القاهرة لصالحه، وأصبح الجيش المصري منقلبا من مواجهة الصهيونية إلى حرب المصريين في القاهرة وليستعيد بيريز وعصابته مصر مستعمرة تطلب منه قتل معارضيها وخصومه بطائرات صهيونية في سيناء.
ومن المعروف أن بعض حلفاء الانقلاب لا يملكون فكرة إلا أنهم يشاركون أعداء مصر الموقف من الإسلاميين والقوميين والوطنيين والإصلاحيين، لأن هذه تيارات تنادي بالديمقراطية والإصلاح، وقد تطور استقلال البلاد وتنميها وتتحدى المعتدين وتكسر دكتاتورية المستبدين.
ولأن هذه الأفكار جرائم لا يمكن لمستبد ولا لصهيوني قبولها بين العرب، ومن هنا نفهم المصلحة المشتركة بين الصهيونية والاستبداد العربي، فمنذ سقوط مبارك حليف تل أبيب والصهاينة والمستبدون في جبهة واحدة لإعادة مصر تحت أقدام يهود.
وسبق لعمر سليمان رجل الصهيونية في مصر أن أعلن لجريدة الحياة أنه لا يمكن وجود حكم للإسلاميين في مصر وسيواجه بانقلاب، وكان على اطلاع وقرب وربما مشاركة قذرة في صياغة السياسة الصهيونية لمصر.
ومن قبل خلع مبارك وسياسيون مصريون ينشرون أن من سيحكم بلادهم لن يحكمها إذا رفضته أمريكا أو عارضت إسرائيل "نقاش هيكل والفقي الشهير"، ثم استعادت الصهيونية وعبيدها مصر، وأقام أولياؤها ما شهدتم من مذابح وحرق للمحتجين السلميين في شوارع القاهرة والإسكندرية، وهي أعمال لا تذكر إلا بعمل المغول والنازيين، كما لن ينشر المجرمون أي معلومات صحيحة عن عدد الضحايا.
مصر تم اغتصابها في هذا العام مرتين في ٣ يوليو مع المذابح التالية ثم في ١٤ آب أغسطس ٢٠١٣، ولكن اغتصاب مصر من قبل النازيين المجرمين والعملاء سيوقد مواجهات دائمة في المنطقة، لأن الشعوب التي اغتصب حقها في حكم ديمقراطي وخطف رئيسها المنتخب وسجن قادتها أمام العالم ستستعيد بلادها من الحاقدين وحقوقها المسلوبة ولو بعد زمن.
أما في المدى القصير، فإما عودة لمكاسب ثورة ٢٥ يناير أو أغلبها مع مصالحات صادقة، أو سيفتح القتلة الطريق للمظلومين والمقهورين أن يقاوموا إرهاب العسكر سرا وعلانية قولا وفعلا، فالمقهور الذي اغتصب بلده وحرقت أسرته أمامه لن يقبل بربرة أعدائه حكما بلا قصاص، وهنا خطر كبير فلا موقف مصالحة ولا ساسة أحرار في الواقع يسمح لهم بدور إنقاذ للوضع.
كما سيعاني الذين مولوا وتآمروا وروجوا لتوفير غطاء عربي للمصالح الصهيونية من رأي الناس فيهم وفي مستقبل مشروعياتهم.
المنتصر بلا حرب الوحيد في مذابح القاهرة هو من خطط قبل عقود لتسخير المال والسياسة والجيوش العربية لمصلحته في تل أبيب؛ لقد انتصر ولكن كل هذه مؤقتة المواقف والنتائج.
عاشت مصر العزيزة ونتمنى لها الخير وألا ينتشر العنف والإرهاب الذي خطط له وموله ونفذه أعداؤها، أعداء إسلامها وأعداء عروبتها وحريتها.
وعاشت أمتنا مسلمة عربية حرة أبية في مواجهة الغزاة والخونة عبر القرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق