المرجعية والأضرحة والفتاوى الطائفية
صباح الموسوي
رئيس المؤسسة الأحوازية للثقافة والإعلام
استخدمت الأضرحة من قبل رجال الدين الشيعة عنصرا و وسيلة دعائية بالغة الأهمية لتقوية الديانة الشيعية في نفوس معتنقيها حيث وكما هو معلوم أن الدعاية الشيعية تعمل على تقوية العقيدة في نفوس أتباعها ولا تعمل على صحة هذه العقيدة من عدمها, ولهذا شككت بالقرآن الكريم واعتبرته محرفا وناقصا وقالت عنه حمّال أوجه لكي لا تحاجج به . كما أنها لم تعتبر السنة الشريفة محصورة بما أقره النبي صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وإنما أشركت فيها أقوال أئمتها ألاثنى عشر و أفعالهم وتقاريرهم أيضا ,ولذلك قامت بكاتبة أحاديث وابتدعت أفعال ونسبتها لهؤلاء الأئمة وجعلتها أهم من القرآن والسنة النبوية ولهذا تجد كتب الحديث الثمانية التي يعتمدونها ,جلها تنقل" قول الامام، أو فعله، أو تقريره" ونادراً ما تنقل حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم من مصدر آخر غير الأمام المعصوم رغم أن كثير من رواة الأحاديث الذين تستند إليهم مجهولين وبعضهم كذابين وآخرين منهم متهمون بالانحراف ,كالخطابية على سبيل المثال ,.كما أن الكثير من الأحاديث مقطوعة المصدر أيضا.وهذا ما شهد به العديد من مراجعهم كالخوئي و خامنئي وكمال الحيدري وآخرون منهم.
لذلك لجئوا إلى الأضرحة كوسيلة ومتكأ لترويج عقيدتهم وتقويتها في نفوس أتباعهم فأصبح حال هذه الأضرحة عندهم كحال آلهة كفار قريش التي كانوا يصنعونها من التمر فهم يعبدونها ولكن إذا ما جاعوا أكلوها .
لقد وظفت هذه الأضرحة عبر التاريخ أبشع توظيف في الصراع السياسي الذي خاضه الشيعة مع الدولة الإسلامية منذ العهد الأموي مرورا بالدولة العباسية والدولة العثمانية وما أعقبهما من دول في العراق وغيرها. فكل ما قاموا ضد دولة أو نظام جعلوا من حماية الأضرحة أو المطالبة بإدارتها حجة لتمردهم. وهذا ما شاهدناه في العقود الأخيرة حيث طالب عدد من قادة حركاتهم السياسية و مراجعهم الدينية بجعل الأضرحة التي في العراق تحت حماية الأمم المتحدة.بل أنهم تجاوزوا إلى ابعد من ذلك فقد طالبوا بتحويل المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى إدارة الأمم المتحدة ايضا.
ومن غرائب صنعهم تجدهم يلعنون الخليفة العباسي "المتوكل " متهمين إياه بهدم قبر سيدنا الحسين "سنة 236هـ "ويحمّلون أهل السنة عموما تبعات ذلك الحدث ولكنهم يتغاضون عن ذكر ما فعله القرامطة الإسماعيلية "سنة 317هـ "بالمقدسات الإسلامية والشيعية.
ويلعنون الإمام المجدد" محمد بن عبدالوهاب" وعموم أهل السنة والجماعة متهمين إياهم بمعاداة أهل البيت لأنهم هاجموا مدينة كربلاء سنة " 1013هـ" ولكنهم يتناسون و لا يذكرون أن في سنة" 858 هـ" استولى أمير الأحواز " علي بن محمد بن فلاح الموسوي المشعشعي " على كربلاء ونهب ضريح سيدنا الحسين وقتل أهلها واسر من بقي منهم وأخذهم إلى دار ملكه في البصرة. وسكوتهم فقط لان علي المشعشعي كان من أسرة شيعية .
ولا يذكرون أيضا أن في سنة" 1013 هـ " غزت قبيلة آل مهنا كربلاء بزعامة أميرها " ناصر بن مهنا " وبسطت زعامتها على المدينة 40 عاماً , وذلك لان الكثير من أبناء هذه القبيلة أصبحوا شيعة فيما بعد. وهناك حوادث مماثلة أخرى تعرضت لها الأضرحة الشيعية في إيران على أيدي الملوك القاجاريين والبهلويين وحتى في عهد نظام الخميني أيضا حينما قامت المخابرات الإيرانية سنة 1994م بتفجير قنبلة في ضريح إمامهم الثامن " علي بن موسى الرضا " في مدينة مشهد ووجهت أصابع الاتهام إلى المعارضة بالوقوف وراء ذلك التفجير ولكن بعد خمسة سنوات على تلك الحادثة خرج" أكبر كنجي" الذي كان من قادة "حرس الثورة" ومن عناصر الاستخبارات- سابقا- ليقول في لقاء له مع جريدة (آريا) الصادرة في يوم 4/12/99: أن الاستخبارات هي من دبرت تلك الحادثة لتلقي بتبعتها على المعارضة ، ولكن بعد ذلك حمّل القضاء العسكري الإيراني حادث ذلك الانفجار إلى ما اسماه "عصابة سعيد إمامي" الذي كان نائب لوزير الاستخبارات الإيرانية في عهد رئاسة محمد خاتمي (1997-2005م).
واليوم يكرر التاريخ نفسه فالجميع يتذكر كيف تواطأت المرجعية العليا سنة 2004م مع القوات الأمريكية لضرب عناصر مليشيات جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر الذي كان يريد السيطرة على مدينة النجف , التي تحتضن الضريح المنسوب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه , انتقاما لدم أبيه الذي اتهم المرجعية بالتآمر على قتله سنة 1999م, . ففي اغسطس2004م و عندما كانت الدبابات الأمريكية على أبواب النجف, تمارض المرجع الأعلى فجأة وذهب إلى لندن ودخلت القوات الأمريكية إلى النجف وقصفت بمدافعها منارة الضريح المقدسة وحرثت مقبرة وادي السلام المقدسة التي تعد اكبر مقبرة في العالم. ورغم كل ما جرى إلا أن موقف المرجع الأعلى وحوزته , كان , صم بكم عمي .
لكن اليوم عندما انتفض أهل السنة المظلومون للدفاع عن عقيدتهم وكرامتهم والمطالبة بحقوقهم , اصدر المرجع الأعلى فتوى الجهاد ضدهم ,دفاعا عن حكومة المالكي الطائفية, تحت غطاء الدفاع عن الأضرحة المقدسة’ شأنه في ذلك شأن زميله الولي الفقيه الإيراني علي خامنئي الذي أرسل قواته ومليشياته الطائفية للدفاع عن بشار المجرم تحت غطاء حماية الأضرحة المقدسة في سوريا.
يالها من أضرحة مقدسة تعجز عن حماية نفسها , و يالها من مرجعية كاذبة تستحمر اتباعها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق