الجمعة، 12 سبتمبر 2014

عودة الحملة العسكرية الأمريكية إلى الشرق تحت غطاء "داعش"


عودة الحملة العسكرية الأمريكية إلى الشرق تحت غطاء "داعش"



الترجمة :خدمة العصر
كان الشعب الأمريكي يوم الأربعاء 10 سبتمبر على موعد مع رفع ستار مسرحية قديمة يُعاد كتابتها وتعرض مجددا على خشبة المسرح الذي جرى تجهيزه على عجل.

رغم أن عناوين إستراتيجية أوباما في العراق وسوريا والولايات المتحدة موجهة ضد تنظيم داعش، فإن المخططين الإستراتيجيين العسكريين يدركون أن أمريكا "ستكون مضطرة" لتوسيع نطاق حربها العسكرية لإلحاق الهزيمة بهذا "العدو المتربص"، كما تصوره الأجهزة الدعائية، إلى أجزاء أخرى من المنطقة، وعلى وجه الخصوص إعادة النظر في ليبيا، وستجد نفسها، وهي راغبة، في خندق واحد مع "شيطانها الناعم" إيران.

وأفادت مصادر عسكرية أن الخطة العسكرية في العراق وسوريا ستنفذ على مراحل:

تشن الولايات المتحدة غارات جوية منتظمة على مواقع يفترض أنها تابعة لمقاتلي داعش في جميع أنحاء العراق، وكذلك طرق النقل الخاصة بهم، وهذا لشل حركة المقاتلين الداعشيين بما لا يمكنهم من التحرك من النقطة أ إلى النقطة ب في أي مكان في المناطق التي سيطروا عليها.

بعد فترة من القصف الأمريكي المتواصل، من المحتمل أن تهاجم قوات البشمركة الكردية والعراقية على محورين: يتوجه الأكراد نحو االموصل والبلدات النائية، بما في ذلك تلعفر، في حين ستركز قوات المالكي على مواقع في منطقة دجلة، مثل تكريت، فضلا عن المدن التي سقطت في شرق ديالى، المحافظة الحدودية مع إيران. وهذه العمليات البرية تنفذ بغطاء جوي أمريكي.

ويقدر بعض المتابعين أن تستمر المرحلة الأولى هذه حتى أوائل عام 2015. وقد لا يعملون خلالها على طرد مقاتلي داعش من محافظة الأنبار بغرب العراق. ربما لأن المخططين الإستراتيجيين قرروا أن هذه المنطقة ليست عاملا حاسما في الحملة.

وقد لا تُشن غارات جوية أمريكية على سوريا إلا بعد تحقيق الأهداف في العراق. وعلى هذت، فإنه بعد الهجمات البرية على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو داعش في العراق، يُفترض أن ينتقل سلاح الجو الأمريكي الى سماء سوريا، وفقا للخذة المفترضة.

ويتوقع خبراء عسكريون أن تستهدف الضربات الجوية الأولى "عاصمة" داعش في الرقة شمال سوريا ودير الزور في الشمال الشرقي. وهذه الضربة الجوية يراد منها كما في العراق: حرمان مقاتلي داعش من التنقل وملاحقتهم.

والمفترض أن تُسلح أمريكا القوات العسكرية العراقية والكردية بأسلحة ثقيلة متقدمة، بما في ذلك أنواع مختلفة من الصواريخ وطائرات هليكوبتر هجومية. كما يُقدر البعض أن يُسلح المقاتلون السوريون المعارضون الموالون للغرب التمرد لمواجهة داعش بعد ثلاث سنوات من الإمدادات المحدودة لمواجهة بشار الأسد.

ويرى محللون أن معدَي خطة الحرب الأمريكية قد وضعوا في اعتبارهم أن الحملة الجوية، الثقيلة والمتواصلة، لن تكون كافية لدحر مقاتلي داعش من دون عمليات برية، ذلك لأن الخطة تقوم على افتراض أن داعش قد ابتكرت أساليب للبقاء بعيدا عن أنظار أقمار التجسس وطائرات الاستطلاع الأمريكية، وبالتالي ستكون آمنة نسبيا من بعض ضربات الغارات الجوية التي تسترشد بأنظمة التجسس والمراقبة.

وبالتالي، كما يرى مراقبون، فإن المخطط الأمريكي يرتكز على عمليات برية تكميلية من قبل قوات العمليات الخاصة، التي يتوقع الأمريكيون أن تُشكل من قبل ست دول في المنطقة: إيران، السعودية، الإمارات، الأردن، مصر، والمحاولات جارية لضم تركيا الرافضة للالتحاق إلى الآن.

يُذكر أن معظم جيران العراق وقعة على بيان الحملة العسكرية الأمريكية على سوريا. وفي أوروبا، قالت المانيا إنها لن تشارك في الغارات الجوية، بينما أفادت بريطانيا أنها لا تستبعد المشاركة. فيما وافقت عشرات من الدول الأوروبية وغيرها خلال قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في ويلز هذا الشهر لدعم الحملة، ولكنَ العديد منهم لم يحدد بعد طبيعة مشاركته.

غير أن جوهر التحالف الجديد، كما قال مسؤولون أمريكيون وعرب، هو اتفاق أمريكي مع السعودية على استضافة معسكر تدريب لآلاف المعارضين السوريين لقتال داعش والأسد. وفي هذا قال مسؤولون في إدارة أوباما إن المحادثات لا تزال مستمرة بهذا الشأن.

ومن جانب آخر، كشف مسؤولون أمريكيون وعرب أن المناقشات حول توفير حكومات المنطقة لقواعد وتسهيلات تحليق الطائرات الحربية الأمريكية ما زالت جارية. كما لم يتضح بعد ما إذا كان أي من الدول العربية المشاركة ستنضم إلى حملة الضربات الجوية الأمريكية ضد المسلحين في العراق وسوريا.

ولكن، في كل هذا، لا حديث عن ثورة سوريا ومستقبل طاغيتها الأسد، وكما قال أحد المعلقين: "في حرب أمريكا القادمة على سورية لا ذكرللشعب السوري،ولا ثورته،ولا حياته، ولا أمنه، ولا مدنه؛ إذ ليس فيها إلا أمريكا وبشار ودول الجوار، وداعش!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق