الرئيس هادي يلمح لتورط أبوظبي: الإمارات تدعم الحوثيين للتخلص من الإخوان
أثارت الزيارة التي قام بها عضو المكتب السياسي لحركة الحوثيين «علي البخيتي» إلى دولة الإمارات في تموز/يوليو الماضي الكثير من الجدل والتساؤلات.
«البخيتي» كمبعوث خاص لحركة الحوثيين إلى الإمارات، أجرى لقاءات مع مسؤولين رفيعين في أبوظبي، جاءت متزامنة مع سقوط عمران في يد الحوثيين وتتابعت الأحداث المتمثلة في محاصرة العاصمة اليمنية صنعاء بالحشود والمسلحين.
وكانت يومية «الأولى» اليمنية المقربة من الحوثيين والتي يملكها «ياسر العواضي» القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه «علي عبد الله صالح» نشرت الخبر ونقلت عن مصادر وصفتها بـ«السياسية المطلعة» أن الإمارات استقبلت «علي البخيتي» كموفد رسمي لأنصار الله، وأجرى مباحثات مع مسؤولين إماراتيين وعاد إلى صنعاء بعد زيارة لأبو ظبي استغرقت ثلاثة أيام.
وأضافت الصحيفة إن المصادر أبلغتها أن دولة الامارات العربية المتحدة، تبذل وساطة بين المملكة العربية السعودية وأنصار الله (الحوثيين)، للتقريب بين الطرفين وإزالة القضايا العالقة في علاقتهما المتوترة منذ العام 2007، حين تواجها في حرب عسكرية.
وقالت الصحيفة إنها حاولت الحصول على تفاصيل أكثر بشأن نتائج زيارة «البخيتي» إلى أبو ظبي إلا أن جماعة الحوثي وموفدها رفضا الإدلاء بأي تعليق ولكنهما لم ينفيا صحة الخبر.
مصادر سياسية يمنية مطلعة قالت إن الهدف الرئيسي من زيارة «البخيتي» إلى الإمارات التي لم يعرف سبب الإفصاح عنها كانت التنسيق الأمني والسياسي بشأن الحرب ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) الخصم الرئيس للحوثيين بعدما حسم الحوثيون معركة عمران لصالحهم ضد آل الاحمر وحزب الإصلاح وسيطروا على المحافظة بكاملها بالتعاون مع الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» وأطراف قبلية وأمنية لا زالت تدين بالولاء له واستبعدت ان يكون سبب الزيارة التقريب بين السعودية والحوثيين.
يجدر الإشارة إلى أن الامارات العربية المتحدة وبحسب مصدر دبلوماسي يمني تستضيف ثمانين شخصا من عائلة الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» على أراضيها بينهم نجله أحمد وهو السفير اليمني في الإمارات، وكانت ترددت معلومات عن تقارب وتعاون بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه«صالح».
ويشير المتابعون إلى أن الرئيس «عبد ربه منصور هادي» الذي خاطب قبل أيام هيئة الأصطفاف في حفل عام قائلا «أنا واولادي وأفراد أسرتي هنا في صنعاء وسنبقى في مقدمة المدافعين عنها ولن نذهب إلى دبي» في إشارة رآها مراقبون تلميحا لدولة الإمارات في الصراع الجاري هناك.
وكانت مصادر في الرئاسة اليمنية قالت إن الإمارات العربية المتحدة طلبت من الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» مطالب مباشرة بإقصاء حزب الإصلاح من الوزارات السيادية بينها الداخلية والمالية والتخطيط.
وكانت السلطات اليمنية أعلنت قبل أيام عن إقالة العشرات من الضباط والقيادات العسكرية واعتقال العديد منهم بعدما كشفت عن اتصالات سرية بينهم وبين جماعة الحوثي لإسقاط صنعاء وأجرت تغييرات سريعة في الحرس الخاص وألوية عسكرية أخرى.
ويلاحظ مراقبون أن تهديد الحوثيين المتمثل في السيطرة على صنعاء لن يكتب له النجاح إذا خسر الحوثيون معركتهم في الجوف النفطية القريبة من العاصمة صنعاء والمتاخمة لصعدة الممتدة على شريط حدودي مع المملكة العربية السعودية والتي تخشى من تمدد نفوذ الحوثيين العسكري على حدودها بالإضافة الى مخاوفها من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الموجود في اليمن.
وكانت وزارة الداخلية السعودية، وضعت حركة الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب التي شملت حركات أخرى، على رأسها جماعة «الإخوان المسلمين».
ودفعت المخاوف من صعود حزب التجمع اليمني للإصلاح بعد ثورة الحادي عشر من شباط/ فبراير 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق«علي عبد الله صالح» إلى محاولة دول إقليمية الإطاحة به من خلال تغذية الحوثيين ونظام الرئيس السابق لإزاحة حزب الإصلاح.
المصدر | القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق