إسرائيل .. الفضيحة الكبرى لوكالة الأمن القومي الأمريكية
الترجمة/خدمة العصر
في مقاله الافتتاحي بصحيفة "نيويورك تايبمز"، كتب "جيمس بامفورد" (وهو مؤلف لثلاثة كتب عن وكالة الأمن القومي) أنه أُتيحت له فرصة نادرة في موسكو للقاء إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، على مدى ثلاثة أيام.
ومن بين ما كشف عنه، الأكثر إثارة للصدمة، حقيقة أن وكالة الأمن القومي كانت تُمرر، بشكل اعتيادي، الاتصالات الخاصة للأمريكيين إلى منظمة عسكرية إسرائيلية كبيرة وسرية للغاية تُعرف باسم وحدة 8200. وشملت عملية تحويل اعتراض المكالمات، كما قال، محتويات الاتصالات وكذلك البيانات الوصفية مثل: من اتصل بمن.
عادة، عندما يتم نقل تلك المعلومات الحساسة إلى بلد آخر، فإنه يتم، عادة، تقليل المعلومات ما أمكن، مما يعني أن الأسماء وغيرها من المعلومات الشخصية تُزال. ولكن عندما تتبادل المعلومات مع إسرائيل، من الواضح أن وكالة الأمن القومي الأمريكية لا تضمن تعديل البيانات.
وأكد "سنودن" للكاتب أن تحويل الاعتراض على المكالمات إلى إسرائيل احتوى عددا لا يُحصى من اتصالات -البريد الإلكتروني وكذلك المكالمات الهاتفية- العرب والفلسطينيين الأميركيين الذين قد يصبح أقاربهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة أهدافا بناء على هذه الاتصالات. "أعتقد أنه أمر مدهش"، كمال قال "سنودن"، وأضاف: "إنها واحدة من أكبر الانتهاكات التي رأيناها".
ويبدو أن مخاوف السيد سنودن، وفقا للكاتب، لها ما يبررها.
ففي الأسبوع الماضي، اتهم 43 من قدامى المحاربين في وحدة 8200 -ولا يزال كثير منهم يخدمون في الاحتياط- وكالة الأمن القومي بانتهاكات فاضحة.
وفي رسالة لقادتهم، لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الجيش الإسرائيلي، كشفوا أن إسرائيل تستخدم المعلومات التي تجمعها ضد الفلسطينيين الأبرياء لـ"الإضطهاد السياسي".
وفي شهاداتهم ومقابلاتهم مع وسائل الإعلام، اعترفوا أن البيانات التي جُمعت على توجهات الفلسطينيين الجنسية، خيانات ومشاكل المال والظروف الطبية للأسرة والمسائل الخاصة الأخرى، يمكن استخدامها لإجبار الفلسطينيين على التعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية تصبح أو إحداث انقسامات في مجتمعهم.
وقد أعلن قدامى المحاربين من وحدة 8200 أن "الواجب الأخلاقي" يملي عليهم أن لا يشاركوا مرة أخرى في إجراءات الدولة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وما ينبغي أن يثير مشكلة لدى الرأي العام الأميركي أن بعض أو الكثير من المعلومات -المقصود بها ليس لأغراض الأمن القومي ولكن ببساطة لتحقيق أجندات سياسية- قد تأتي مباشرة من مصيدة وكالة الأمن القومي المحلية.
ووفقا لوثائق مسربة من السيد سنودن، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن الوكالة أرسلت معلومات استخبارية لإسرائيل منذ شهر مارس 2009 على الأقل.
وتغذي مذكرة اتفاق بين N.S.A. ونظيرتها الإسرائيلية جميع أشكال الاتصالات تقريبا، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر "النصوص التي لم تقوم ولم تهذب، الخلاصات، الفاكسات، التلكس، والصوت والبيانات الوصفية الاستخبارية الرقمية ..."، وتشير المذكرة أيضا إلى أن وكالة الأمن القومي لا تتولى تصفية وفرز الاتصالات الأمريكية قبل تحويلها لإسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق