الاثنين، 8 سبتمبر 2014

البرادعي من بلبل إلى سمكة

البرادعي من بلبل إلى سمكة


 أحمد عمر

ذكّرني محي "تويتر" محمد البرادعي بطرفة قديمةٍ تقول: إن باباً كان يزقزق فتحاً وإغلاقاً من أوجاع الروماتيزم، فوضعوا لمفاصله زيتاً.
اشترى أصحاب البيت حسوناً، وكان يبالغ في الزقزقة، مثل البرادعي أيام النضال العلني، فوضعوا لمنقاره زيتاً أيضاً!
وُصف البرادعي بالأيقونة، وهذا مصطلح وثني، كأن نقول: علي كفتة أيقونة الفتوى. والطيب أيقونة الأزهر، وهو الإمام الأكبر. أستغفر الله، فلا أيقونات في الإسلام، ولا نجوم، النجوم في السماء (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)، وليست في السينما والتلفزيون، لكن الواقع أننا بنجوم السيما نهتدي.
المهم أنّ التحولات التي أجرتها السياسة على الأجناس، وهي غير تحولات أوفيد، ولا تحول كافكا، حوّلت المناضل، من بلبلٍ مغرد في حدائق تويتر، إلى سمكة زينة هاجرت إلى فيينا، وفيها مياه كثيرة. الأسماك معذورة فليس لها عقيرة.
عبد الفتاح السيسي تحوّل بسرعة من فريق أول إلى مشير، ثم إلى نجم مشعٍّ فحل تحبل به النساء. 
ربما سكت البرادعي، لأنهم قطعوا عنه الزيت. أطعم الفم تستحِ العين، أغلب الظن أنه زيت إماراتي حصراً. 
عندي قناعة في تفسير الضحك، غير تفسيرات تزفيتيان تودورف وهنري برجسون التي تقول إنّ الضحك يدمّر الخوف، فأنا منذ عشر سنين، وهو عمر متأخر، أيقنت أنّ "الضحك يميت القلب"، ضحكنا كثيراً، خلال نصف قرن. ثروتنا القومية الوحيدة كانت الضحك على هزائمنا. الهزائم والاستبداد يدرّان كثيراً من ثروات الخاصرة سوى الرقص.
الأمة العربية لا تتذكر سوى مدرسة المشاغبين، وعادل إمام هو زعيمها الحالي، الأمة العربية الضاحكة المضحكة تظنُّ أن أحمد مظهر هو الذي فتح القدس.
الشرطة الهندية، في كوجارات، تخرج جنودها صباحاً ليضحكوا نصف ساعة من غير رواية أي طرفة؟ يضحكون بالعدوى.
أحد الأصدقاء قاطعني، وأسقط عني الجنسية في صفحته في "فيسبوك" لأني أسخر من باسم يوسف.
لله في خلقه شؤون، ومنها أنّ بلبل فهمي، الذي يرى بنظارات كعب الفنجان، ويعاني من حبسة واضحة في اللسان، أكبر من حبسة البرادعي، وكلاهما في أرذل العمر، كان يخلط بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. 
سامح شكري، "ما شاء الله وكان"، طول بعرض، لكنه يعاني من حبسةٍ في الذاكرة، ويحتاج إلى ملقّن مسرحي.
حازم الببلاوي أوسم الجميع. كلهم يغردون عطشاً للزيت، والزيت كان يوماً نسكاً دينياً لدهن المرضى اليهود.
هؤلاء لا ينتمون إلى فصيلة الطيور، ولا الأسماك، وإنما إلى فصيلة الورد "اللي فتح في جناين مصر". الزنازين فيها جناين وحدائق أخرى.. "تحيا مصر" الآن في... صندوق!.
قرأت خبراً يقول إنّ فضائية الشرق المعارضة تتفاوض مع باسم يوسف على تقديم برنامج كوميدي ضد الانقلاب. لا أظن أنّ باسم سيوافق، لأنّ العصمة بأيد خلفي ضحيان!
لدي في بيتي نبتة، كانت تستخدم في الكنس قبل عقود، اسمها الشيح. تنبت وحدها من غير رعاية، أو ببذور تحملها الرياح اللواقح، مثل النكتة المصرية، وقد نتفتها عوداً عوداً، قُرعةً على عودة باسم يوسف: سيعود، لن يعود، سيعود... لن يعود.
قلت، قبل قليل، إنّ الضحك يميت القلب، وهو حديث شريف. الضحك أمات وطن القلب.
بعنا أعظم ثورة في التاريخ مقابل ضحكتين!
كنت أنوي الحديث عن بشر تحولوا إلى حمير، لكن الكلام تفويض، ويجرّ بعضه بعضه، فنسيت. لا أعرف إن كان "الصُباع"، وهو يؤخذ عن طريق الفم حصراً،  يقوّي الذاكرة.
أفتوني يا أهل الخير . عصافير عقلي تزقزق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق