الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

MULTI-SYSTEM FAILURE نداء إلى كل من في مصر


MULTI-SYSTEM FAILURE


الدكتور محمد عباس

نداء إلى كل من في مصر .. وأولهم الجيش .. فهو القادر الآن على منع الانزلاق والتحطم والتشظي والتقسيم.
***
وإلى القارئ الذي ستدهشه المقالة .. أرجو أن تكملها .. وستدرك المغزى ..
***
***
***
فشل الأجهزة المتعدد:

من أكثر الأيام ترويعا في حياتي، تلك الأيام التي كنت أعد فيها للحصول على شهادة الزمالة البريطانية، في عام 1975.
ربما لم تتأجج مشاعري مروعة مذهولة مبهورة كذلك إلا لحيظات من قراءة القرآن في الكعبة، ومع السيرة النبوية، ومع ابن تيمية وابن القيم ..
ومع محمود شاكر وسيد قطب والرافعي
في هذه المرة لم يكن الترويع مع كتاب من هذه الكتب.
كان - ويا للدهشة- مع كتاب:
GANONG PHYSIOLOGY!!
وهو كتاب في علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا)
.. وكان الموضوع هو: الصدمة العصبية SHOCK
وكان التركيز بالذات على دور جدار الخلية في الصدمة العصبية ..
وتذكر وأنت تقرأ ذلك أنك حين تحك جلدك تسقط منك آلاف الخلايا وأن المليارات منها يتجدد كل يوم ..
وتذكر أنك لو أنفقت ملء الأرض ذهبا ما تمكنت من صناعة خلية واحدة..
كنت أقرأ مروعا مذهولا مرعوبا متأملا في رعب ذلك العقل الجبار الذي وضعه الله في جدار الخلية وفي أدق الشعيرات الدموية.
كنت أقرأ وأبكي بكاء لم أبكه إلا في الصلاة في الكعبة والروضة الشريفة وفي مسجد التوحيد خلف الشيخ فوزي والشيخ نشأت ..
وكنت أخط بالقلم تحت السطور وأتمتم:

فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ...

مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
...
...
...
الموضوع بالغ الصعوبة والتعقيد، وسأختصره اختصارا مخلا كي أوصله للقارئ غير المتخصص.
تبدأ الصدمة العصبية لآلاف الأسباب، وعادة تكون هي العتبة الأخيرة التي يعبرها الإنسان قبل ولوجه إلى الدار لآخرة، ما لم يكن موته بالسكتة القلبية أو الدماغية.
تبدأ الصدمة بسبب نزيف أو نقل دم من فصيلة مختلفة أو تسمم أو حادث، أو فشل جهاز من الأجهزة، أو ألم فائق، أو جوع وعطش أو تسلط مجرمين في المعتقلات تخصصوا في القتل عن طريق الغذاء، فيضعون في غذاء مريض القلب كثيرا من الملح وفي غذاء مريض الكلى أوالكبد كثيرا من البروتين.. وهكذا دواليك..
وقد يكون ذلك بسبب مرض متقدم أو شيخوخة أو حتى حساسية، أو لحظة رعب، أو..أو.. أو.. مليون سبب ..أو.. أو....
يستجيب الجسم لمسبب الصدمة على الفور عن طريق المخ والإشارات العصبية والكيماويات والهرمونات بإعلان حالة طوارئ لا يستطيع أي حاسوب (كمبيوتر) في العالم أن يضاهيها أو يقاربها، تُفرز مئات المواد والهرمونات لعلاج الكارثة، مع الصدمة وانخفاض ضغط الدم يزيد القلب سرعة نبضاته للتعويض ثم تضيق الشرايين إلى أقصى حد فيرتفع ضغط الدم وتزداد قوة اندفاعه ويُحجب الدم جزئيا عن بعض الأماكن للأماكن الأهم، يحجب الدم عن الجلد فيبرد، وعن العضلات فيتهاوى الإنسان ويسقط، وعن الأمعاء فيتوقف الهضم، وهكذا، ويتدفق إلى المخ والقلب، أعظم كمبيوتر في العالم لايستطيع تنظيم التدفق والضيق والاتساع وقوة الاندفاع والكيماويات والهرمونات بهذه الطريقة.
***
وكنت أقول لنفسي:
إن خلق جدار خلية واحدة لا يقل إعجازا عن خلق المجرة ولخلق السماوات والأرض أعظم .. وفي المجرات مليارات النجوم ...

قادر مطلق جبار يحرك كل شيء ..

لخلق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.

سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ...

تحكّم مذهل ..

الله يبدأ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.

سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ...

سرعة خارقة

سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ...

تناغم مروع

سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ...
***
تعالج كثير من الحالات في المرحلة الأولى والتي يمكن فيها تدارك الأمر وتسمى:
Reversible Shock
وتعقبها المرحة الثانية والأخيرة والتي لا يمكن فيها تدارك الأمر مهما أعطي من علاج
Irreversible Shock
***
في المرحلة الأولى سوف يذهلك، ليس فقط تداعي كل عضو في الجسد بالسهر والحمى من أجل باقي الجسد، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
لكنه حدّث الناس أيام البعثة بما يفهمون، كل عضو على مستوى من المستويات، لكنه في الواقع على مستوى كل خلية، لا، ليس كل خلية فقط بل على مستوى كل جزيء، ليس على مستوى كل جزيء فقط، بل على مستوى كل ذرة، وهذا ما يمكننا فهمه الآن بالميكروسكوب الإليكتروني ووسائل أخرى، بعد خمسين عاما قد يدخل الأمر في تفاصيل مذهلة أخرى.
نعم قلت لكم على مستوى الذرة، حيث يتصرف جدار الخلية كالمزلاج والرتاج والقفل والكالون الإليكتروني!!

هل تذكرون دهشتنا عندما استعملت البطاقات الإليكترونية الذكية لفتح أبواب الفنادق لأول مرة..؟
ما يحدث على مستوى جدار الخلية أعقد وأذكى من ذلك مليار مرة..
تخيل فندقا فيه مليار غرفة وجهاز حاسوب (كمبيوتر) جبار يتحكم في مفاتيحها في ذات اللحظة، وليس ذلك فقط، بل إنه يستطيع تغيير الشفرة مئات المرات في فترة بالغة القصر.. بل إنها أيضا وياللذهول يمكن ان تسمح بخروج شخص ولاتسمح بدخوله بعد ثانية فقد تغيرت شفرة قفل الباب.
يتشكل الجدار ويعيد التشكل ليسمح مثلا لذرة الصوديوم بالدخول ولا يسمح لها بالخروج .. أو ذرة البوتاسيوم، أو الكالسيوم أو المغنسيوم أو المنجنيز..أو..أو..أو.. فإذا حدث تغيير فإن المخ يرسل إشارات تفرز كيماويات وهرمونات تغير شفرة المفاتيح في ثوان معدودة فتنعكس الوظائف ويخرج ما لم يكن ليخرج ويدخل ما لم يكن ليدخل ..
كنت أقرأ وأبكي .. وكنت أمارس الطب فأرى ما أقرأ ..
لم تكن علوم عالم الغيب بل كانت علوم عالم الشهادة ..
وكانت لا تقل روعة مروعة وإبهارا .. فالمبدع واحد..

وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً

كان يذهلني تداعي الجسد لبعضه خلية خلية وذرة ذرة ..
كيف يدرك القلب وهو لا يعقل..
كيف تضحي الكليتان والكبد بنصيبهما من الدم....
كان يبدو لي المخ على سبيل المثال كما لو كان أما لكل الخلايا .. أما مروَّعة مذهولة خائفة على الخلايا وعلى الكبد والكلى التي حجب عنها المخ معظم مخصصاتها من الدم ..
أقول كان المخ كالأم المذعورة، ذعر السيدة هاجر رضي الله عنها وابنها الطفل الرضيع إسماعيل عليه السلام إذ يوشك على الموت من أجل جرعة ماء..
والمخ يبحث للخلايا عن منقذ.. كأم..
أم؟؟
أمٌّ ترعى مليارات الخلايا؟
أمٌّ تقوم مسيَّرةً لا مخيَّرةً بالدفاع عن أبنائها حتى الموت..
في ملحمة هائلة تصبح إزاءها كل ملاحم التاريخ عبث أطفال
أم؟؟
ومليارات الخلايا؟؟!!
لا والله .. فما أقل أدبي وما أفقر خيالي
ليست أما ..
ولا ذلك العقل الجبار ينتمي لعقولنا ..
ولا تلك الرحمة رحمة أم ..
بل هي الرحمة الإلهية ..
رحمة الرحمن لا أحد سواه ..
ساعتها فهمت حديث: أترَونَ هذه طارحَةً ولدَها في النارِ
وفهمت كيف قسم الله الرحمة مائة جزء استبقى منها تسعة وتسعين وأنزل جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه وتعطف الوالدة على ولدها ، والوحش والطير بعضها على بعض ..
هذا المخ وهذا القلب في نضال رهيب مروع لا يعقلانه ولا يفهمانه إنما ينفذان الأوامر عبيدا خاضعين، فإذا انقطعت عنهم الإشارة والمدد تحولا خلال ساعات إلى جيفة نتنة يأكلها الدود.
***
في المرحلة الثانية من الصدمة العصبية ينقلب كل شيء ..
مرحلة الــ: Irreversible Shock
الجسد المتناغم يبعثر .. الجهود المتضافرة تتبحثر .. والأعضاء التي كانت تفتدي الأعضاء الأخرى تضخ فيها السموم .. كأنه يوم القيامة ..
سوف ألمس لكم جانبا وحيدا من الانقلاب وهو ضغط الدم..
بعد محاولات المخ والقلب المستحيلة في رفعه والمحافظة عليه يبدأ الانهيار ..
تضطرب أوامر المخ ..
ويعجز القلب عن أداء واجباته فينخفض ضغط الدم وتعجز الكلية والكبد التي حرما من نصيبهما من الدم عن تنقية السموم التي تتراكم في الأنسجة فتتسبب في توقف انقباض الأوعية الدموية، بل وتبدأ في الانبساط والاتساع مما يؤدي إلى زيادة انخفاض ضغط الدم فيحاول القلب بذل مجهود أكثر فيزداد فشله فيحاول الطبيب ضخ الدم أو السوائل في الأوردة لكنها تضيف عبئا إضافيا على القلب يزيد من فشله وعجزه، ويعطي الطبيب محلول الجلوكوز كي يغذي المخ، لكن البنكرياس المحروم من الدم يتوقف عن إفراز الأنسولين فيعجز المخ عن حرق الجلوكوز.
تفشل أجهزة الجسم جماعة .. تفشل جماعة .. أو جهازا بعد جهاز ..
كجيش مهزوم تبعثرت قواته وراح الباقي من طيرانه يقصف قواته في جنون أعمى وفوضى شاملة .. هذه المرحلة تسمى فشل الأجهزة المتعدد
Multi-system failure
يصبح الجسد كله كجواد مرهق يُجلد بالسياط كي يتسلق جبلا بينما هو عاجز عن السير على الأرض المنبسطة.
سيحاول الجواد ويفشل .. وسوف يموت وأنت كطبيب تجلده بالسوط .. ولن يصعد ..
***
الأوعية الدموية التي تتسع لخمسة لترات من الدم، وهي الكمية التي يعجز القلب الآن عن ضخها، تتمدد لتتسع لخمسين لترا .. لكنك كلما ضخخت المزيد كلما فشل القلب وازداد تدهور الحالة بدلا من أن تتحسن.
طول الأوعية الدموية في الجسد يمكن أن يصنع خيطا متصلا للقمر ..
عندما يصل الأمر إلى هذه الدرجة .. في هذه اللحظات .. لا جدوى ولا أمل ....
يشبه المخ المذعور أما فقدت عقلها ..
أو أما تسعى في أربعة أركان الدنيا لإنقاذ ولدها
كالسيدة هاجر ..
وتشبه منظومة الخلايا بكائية هائلة وملحمة نواح كل خلية تبكي مصيبتها .. وكأنه يوم القيامة .. بل هو يوم قيامتها فعلا ..
تفقد وحدات الجيش الجرار تحكمها في بعضها بعضا .. وتقصف طائراته الناجية من السقوط فلوله..
ويزداد التهاوي فتختنق الخلايا وهي تجاهد من أجل أكسيجين لا تجده بعد أن امتلأت الرئة بالسائل والدم العاجز عن الرجوع للقلب فينبثق من الفم زبدا ساعة الموت فيتقلص الجسد ويتشنج ويختنق ..
وتقطع الأنساب والإشارات بين الخلايا..
ويذهل كل عضو بمصيبته عن كل عضو آخر..
ويتصارع المخ والقلب على الباقي من الدماء..
لكن امتلاء الرئة بالسوائل يحول دون وصول الأكسيجين إلى الدم.. فيصبح الدم عقيما كأرض جرداء
يتشنج الجسد ويختنق..
ثم يخمد بالموت
***
كطبيب أعي ما أقول، أن ما كتبته لكم في بضع صفحات كان مكتوبا في GANONG في مائة صفحة في ..
ربما في المراجع التي يراجعها أي طالب دكتوراه يقرأ في هذا الموضوع مائة ألف صفحة ويتصفح مليونا أخرى ثم يدخل الامتحان مرعوبا من جهله ..
آنذاك فهمت:

قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا..
وبكيت عجزي وتقصيري ..

فليبك منكم من لم يفهم قبل ذلك قدر عجزه وتقصيره ..
أما من فهم ..
فعليه أن يبكي أكثر.
***
سوف يتساءل القارئ ما هي المناسبة لكي أكتب ذلك الآن
وردي أن مناسبته هو كل خلجة من خلجات الحياة وكل نسمة وكل نأمة ..
لكن السبب المباشر ..
أن الدول كالجسد الإنساني تعيش وتموت ..
وأنها قد تصاب كما يصاب الأفراد بالصدمة العصبية يمكن تداركها ثم تتطور إلى الصدمة التي لا يمكن تداركها.
بل إن جزءا من نحيبي آنذاك..كان امتدادا لنحيبي عام 67..إذ أنني وأنا أقرأ عن الصدمة العصبية في GANONG كنت أستعيد أحداث 67 يوما بعد يوم.. بل ساعة بعد ساعة.. بل ثانية بعد ثانية.. وكنت أربط بين الأشياء.. 
بين فترة الصدمة التي كان يمكن تداركها قبل 5 يونيو.. ثم الصدمة التي لم يكن يمكن تداركها بعد سحق الطيران فيما عبر عن نجاحه قائد الطيران الإسرائيلي آنذاك "موردخاي هود" أن النجاح الذي حققته ضربة الطيران الإسرائيلية يفوق أعظم أحلامه جنونا.. ثم بدأت مرحلة الفشل المتعدد للأجهزة.. وانهار الجيش كله.. والدولة العسكرية الجبارة أسفرت كما يحدث دائما عن دولة رخوة هشة لا تصمد أبدا ودائما -أمس واليوم وغدا- تنتهي بالانفجار والانكسار والخزي والعار وذل الوطن.
ليس هناك في التاريخ مثال آخر إلا على سبيل المجاز..
ودعوني أكن صريحا معكم كأقصى ما تكون الصراحة ..
إن مصر الآن في المرحلة الخطيرة المروعة .. المرحلة ما بين الصدمة التي يمكن تداركها وتلك التي لا يمكن تداركها والتي يموت المريض بعدها مهما فعل له.
مرحلة فشل الأجهزة المتعدد ..
يمكن أن يصاب المريض بالأنيميا وفقر الدم ..
ويمكن أن يحتاج فيما يحتاج من علاج إلى نقل دم ..
لكن الكارثة تحدث عندما ننقل له فصيلة خطأ لا تتوافق معه ..
لا أتكلم الآن عن فساد الدم وانتهاء صلاحيته ..
بل أتكلم عن فصيلة مختلفة ..
استجاب لها الجسد بالصدمة وبفشل بعض الأجهزة كإنذار للتغيير الفوري ..
دعوني أكون صريحا ..
وأن نعترف الآن قبل أن نفقد كل شيء خير لنا من ألا نعترف أبدا .. لأننا سنكون الجواد المجهد الذي مات ..
لقد كان الانقلاب العسكري هو فصيلة الدم المختلفة بما حمله من قسوة وظلم ودم ..
وإنني هنا أوجز بقدر ما أستطيع ..
لأنني أريد أن أصلح وأعالج لا أن أثأر وأنتقم ..
قولوا ما شئتم ..
قولوا أن المريض كان مصابا بفقر الدم ..
لكننا نقول لكم أنه لم يشرف على الموت إلا بعملية نقل الدم الخاطئة 
..
التي أدت إلى فشل بعض الأجهزة والبقية في الطريق ..
ودعوني أقل لكم أنه كلما بادرنا بالعلاج كان أفضل .. فقد نضطر بعد ذلك لفصد دم الجسم كله ..
وقد يبدو أحيانا أن من قرض الأمر الواقع بقوته وظن أنه كسب كل شيء قد خسر كل شيء.
بل وربما كان يمكن له أن يحتفظ بجزء كبير من مكتسباته .. لكن كلما طالت المحنة كلما رسخ لقواعد صارمة قد تحجزه حتى عن حقوقه ..
رد فعل البندول الذي أرغم على أقصى اليسار فلما انتفى الضغط اندفع إلى أقصى اليمين ..
وربما يحفظ للجيش جزءا من وضعه أن يقوم أو على الأقل أن يشارك في إعادة القطار إلى القضبان كي ينطلق عليها بدلا من أن يسير على الأرض فيحطم الأشياء ويقتل الأحياء حتى يتحطم هو في النهاية.
***
الشعب مرهق كالجواد الذي يجلده الحوذي كي يتسلق الجبل..
توقف أيها الحوذي فإن الجواد يموت..
وستموت أنت أيضا..
فتوقف..
كفى..
كفى..
كفى..
***
هذا نداء قد يكون الأخير ..
قبل أن تغرق السفينة وتسقط الطائرة ويموت الجواد ..
وقبل الــ:
MULTI-SYSTEM FAILURE

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق