الخميس، 19 مارس 2015

حسام الغمري يكتب : أيها المش إسلامي .. أين أنت؟

حسام الغمري يكتب : أيها المش إسلامي .. أين أنت؟


لم انضم يوما الى أي جماعة أو حزب أو تيار إسلامي ، بل قضيت معظم سنوات عمري شديد القرب من الوسط الثقافي والفني والإعلامي ، لم أتزوج من امرأة محجبة ، ولم أكن أعرف المساجد الا في صلاة الجمعة ، وربما صلاة التراويح في بعض ليالي رمضان .
ولكن ذلك كله وغيره لم يمنعني من تمنى عودة مجدنا الامبراطوري المسمى بالخلافة الإسلامية ، ليس فقط لأني قرأت أن من صحيح الدين الا يكون للمسلمين غير امام واحد يدعى له في جميع المساجد من اقصى الأرض الى أقصاها ، فنعتصم بحبل الله جميعا خلف هذا الامام ولا نتفرق ، ولكن لأني قرأت كثيرا كيف عمل الغرب على تحطيم خلافتنا وتمزيق جسد أمتنا وشرذمتنا قبل ان يلتهمنا قطعة قطعة ، والقطعة التي لا يلتهما تماما يحكمها عن طريق العملاء والوكلاء .
و تابعت أيضا كيف صرنا نقتل في كل مكان على وجه الأرض على الهوية ، ويساء الى نبينا ومعتقداتنا ، دون رد شافي رادع من الوكلاء الذين يحكموننا .
أبصرت أيضا كيف يفزع الغرب ومن خلفه الصهيونية العالمية من لفظ الخلافة ، وهؤلاء لا يريدون لنا الخير ولا الازدهار ولا حتى الالتحاق بركب التطور ، والرافال منزوعة المخالب خير شاهد .
وهكذا تمنيت عودة الخلافة وهي كذلك ان شاء الله ببشرى النبي عليه صلوات الله وسلامه في حديثه الصحيح .
قد يختلف البعض مع هذا الطرح ، تدفعه العنجهية المصرية وآثار حضارة مندثرة عبر آلاف السنين الى رفض انضمام مصر الى خلافة إسلامية حتى ولو كانت على غرار الاتحاد الأوروبي ، ولا أقول الولايات المتحدة ، قابلين ان تبقى مصر تابعة للخلافة اليهودية ، تتسول من الخليج . وتقيم علاقة زواج رسمي مع أمريكا ، وليست one night stand ، وفق تعبير وزير خارجيتها السابق .
لا بأس هذا خياركم ، لا اجادلكم فيه ؟ ولكن هناك دون شك ما يمكن ان نتفق عليه سويا ، كما اتفقنا يوم 25 يناير 2011 على ضرورة ان يعيش المصري حرا فوق أرضه ،
لا يضرب
لا يهان
لا يسرق
لا يعتقل
لا يعذب
لا يغتصب
لا يقتل بدم بارد
لا يغتال أمام اطفاله
وهذا هو ما يدفعني الى التساؤل .. أين انتم ؟
أين أنتم أيها الرجال والنساء الرائعون الذين قضيت معكم كل سنوات شبابي ونضجي ، لماذا اليوم تصمتون ؟
لو كان سبب صمتكم هو ان آلة القتل السيساوية لا تعمل ضدكم ، وتكتفي فقط بقتل الإسلاميين فهذا غير صحيح .
ففقد قتل منكم في 25 يناير 2014
وقتل منكم في مذبحة ستاد الدفاع الجوي
وقتلت شيماء الصباغ
فضلا عن حق شهدائكم في 25 يناير الذي لم يأت بعد ، وشهداء محمد محمود ومجلس الوزراء وستاد بورسعيد ، كل هؤلاء لم يتحقق بعد ما ماتوا من أجله .
هل تصمتون لأنكم تعتقدون أن مصر تسير نحو الأفضل ؟
لا اظن ذلك فلقد عرفتكم أولي علم و ثقافة و فراسة ، وبعضكم حصل على درجات علمية متميزة ، وله صلات مع العالم الخارجي وخبرات مكتسبة منه ، وهذا من شأنه جعلكم على قناعة تامة بأن النظام الذي يكذب لدرجة ” الكفتة ” لا يمكن ان يكون هو النظام القادر على احداث ثورة إدارية شاملة هي وحدها أولى خطوات عديدة للنهوض بهذا الوطن الذي يكاد يغرق في أكوام القمامة التي غدوتم تسبحون فيها صبح مساء .
من لا يصدقني فقط عليه ان ينظر من شرفة منزله !!
لعلكم تدركون ان العالم كله تخلص من مشكلات مثل انقطاع الكهرباء ، وتوصيل الغاز الى المنازل ، والرعاية الصحية المتقدمة ، وتعقيدات الإجراءات الحكومية بعدما أصبحت جميع الحكومات الكترونية ، فأنت في العالم كله لا تسمع عبارة : ” هات لي ورقة مختومة من مصلحة كذا ” إلا في مصر .
هل خدعكم اعلام السيسي ؟
أيها الرجال والنساء الرائعون يا رفقتي وصحبتي الجميلة ، هل استمعتم الى أحد الإعلاميين وهو يتعجب من اختفاء التفجيرات أثناء المؤتمر الاقتصادي ، ثم اعزى ذلك لفشل وغباء الإرهابيين الذين توقفوا عن زرع العبوات الناسفة حتى لا يشغلوا انظار العالم عن متابعة فعاليات المؤتمر المنعقد في شرم الشيخ ، هل تصدقون هكذا هرطقات ؟
هل لم تتوصل عقولكم بعد الى حقيقة ان نظام السيسي هو من يحرق ويزرع العبوات الناسفة التي قد تصيب أي واحد منكم تصادف مروره بجوار واحدة منها ، كي يلبد الأجواء بمناخ مكافحة الإرهاب ، ولا عجب ان تختفي كل التفجيرات اثناء أعياد المسيحيين ، واثناء زيارة بوتن ، وأثناء انعقاد المؤتمر الاقتصادي ، ثم لا تلبث ان تعود ؟
لا أظنكم اغبياء يمكن ان يخدعهم هذا الاعلام السفيه .
اذن لماذا تصبرون على حاكم يزرع بينكم القنابل كي يثبت اركان حكمه ، هل هناك أخس من ذلك أو أحقر .
انه حاكم قتل أيضا من رجال الشرطة حتى يحدث توازن في الدم ، أم انكم مازلتم تعتقدون ان الاخوان هم من فجروا مدرية أمن الدقهلية !! لا أظنكم بهذا الغباء .
هل تصمتون يأسا من إيجاد البديل ؟
أيها السيدات والسادة، أرض مصر لا تخلوا من الشرفاء المخلصين نظيفي اليد ، شرفاء يصونون حرمة الدم كما يصونون أموال الشعب ولا يتحدثون عنها ” كحبات ” تُرسل الى بنوك سويسرا ، فلماذا تصرون ان تجعلوها رهينة في يد متعاطي الترامادول ، هل هانت عليكم مصر ، أم انكم فقدتم الثقة في أنفسكم ؟
هل تصمتون نكاية في التيار الإسلامي ؟
اعرف ان التيار الإسلامي قد اذاقكم هزيمة سياسية قاسية لخمس مرات متتالية ، وأثبت لرموزكم ان بضاعتهم السياسية غير رائجة عند غالبية الشعب ، صحيح ان هذا التيار لم يفرز في النهاية القيادة المقنعة التي كانت تحتاج اليها المرحلة ، القيادة الكاريزمية الناضجة التي لا يخدعها سفيه ويسرق الثورة من بين يديها ، في الوقت الذي كانت نثمنه بالذهب ، ولكن ليس معنى هذا ان ترتاح ضمائركم الى هذه المقتلة العظيمة التي يحدثها السيسي فيهم اما قتلا في الشوارع ، أو اغتيالا في البيوت ، او اعداما من فوق منصات قضاء داعر ، فالذكاء وتجارب التاريخ يؤكدان صعوبة السيطرة على الوحش الذي اطلقتموه ، ومكنتموه ، ورقصتوا له امام اللجان ، ان هو تمكن من تثبيت اركان حكمه ، واراه يكاد ان يفعلها ، فهل ستأمنوا للوحش الا ينقلب عليكم بعد ذلك .
ارجعوا الى تاريخ هتلر وموسوليني
ارجعوا الى تاريخ كل الطغاة
أيها السيدات والسادة
طال صمتكم على كل المآسي المبدورة في البلاد من بعد 30 يونيو التي توسمتم فيها الخبر وتفاءلتم بها ، ووعدتم بان تجدو من يحنو عليكم ، ولكن ، أما آن الأوان ان تفيقوا من سكرتكم ، وتثبتوا حضوركم ، تثبتوا انكم مازلتم على قيد الحياة ، أولى رأي وعزم وتأثير .
أم انكم ستظلون صامتين كصمت القبور الموحشة
وانتم ترون بلادكم قد صارت متسولة عالمية ، تنتهك فيها كرامة الانسان وتهدر حقوقه ، ويعيش فيها على هامش الحضارة والمدنية الحديثة ، يتنفس وعودا اعلامية بلهاء اعتادت أن تخدعكم ، بل وتقتات على خداعكم .
أيها السيدات والسادة
تعمدت الا يتضمن مقالي اللعنات المستحقة لكل من يستسلم للطاغوت وفق النصوص الدينية ، وان طال عهده ، وافتتن الاغبياء بسطوته ، ولكني حاولت ان اخاطب الاخلاق فيكم ، علها مازالت باقية ولكن تحتاج الى من يبعث فيها رياح الثورة على الفساد .
منكم من يمتلك ناصية سحر الحديث ، وواجهة براقة تستطيع ان تعبر عن مصرنا المكلومة أحسن تعبير ، إن انتم قررتم النهوض بها ، ومنكم الخبير ومنكم المخطط .
فاسمعونا صوتكم
وتحدثوا بحق
فلقد افتقدناكم بعمق
واحفروا لأنفسكم مكانة في مستقبل آت لا محالة بعد زوال الغمة .
والله تعالى أعلى وأعلم
حسام الغمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق