أفلام «داعش» من يشتريها؟!
عندما أُعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام كان أول رد فعل لي أن قلت ومن الذي بايعهم؟!
ثم ظهر لهم خليفة وأمير للمؤمنين وبقية الفيلم الذي شاهده الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وقلت عندها: ما هذه المهازل واللعب بالسياسة الشرعية ومقاصدها؟ إنْ هؤلاء إلا شرذمة مدعون وعمل غير صالح، وقررتُ أن أراقب بصمت لأرى ماذا ستفعل الأنظمة الإسلامية معهم.
فماذا رأيت؟
إن أول من أنكر على داعش أعمالها هم الغرب المسيحي لا الشرق المسلم، وإن المسلم ليس إلا تابع لها. فبعد أن بدأت مشى خلفها.
هذا مؤشر واقع حالنا عموماً وليس بأمر جديد واستثنائي أتيت به هنا في حالة «داعش» فقط.
الأمة الإسلامية عبر أنظمتها الحاكمة التي تمتلك القرار العسكري لحرب أعدائها، لم تستشعر خطر تلك الفئة عليها إلا بعد أن صرح الغرب؟ أم ماذا؟
سأتحدث هنا لما أميل له من رأي قد يشاركني فيه البعض أن «الدولة» ليست إلا بناء جيدا لعمل دولي استخباراتي بغرض ضرب سمعة الدين الإسلامي ووصمه بالإرهاب ليصاب العالم برهاب الإسلام والإسلاموفوبيا.
وأظن أن الأنظمة الحاكمة المسلمة تريثت قبل أن تهاجم «الدولة» لأنها لا تملك معلومات استخباراتية دقيقة مثلما تفعل دول الغرب.
رغم أن هناك الكثير من التمجيد للاستخبارات الأردنية مثلاً. ولكنها لم تكن نافعة عند الحاجة. الحاجة لمعرفة أصل هؤلاء ونشأة الجماعة وقياداتها وأمير المؤمنين بها.
الحقيقة ليست مكتملة في ظل أحجية «داعش» ولن تكتمل. تماماً مثل مقتل أسامة بن لادن. ألقوا بجثته في البحر كما يقولون حتى ظهرت زوجته تنفي ذلك الادعاء الذي أعلن على لسان الاستخبارات الأميركية ورسمياً، تنفيه جملة وتفصيلاً وتحكي كيف انفجرت الطائرة التي حملت زوجها «بن لادن» بعد أن ارتفعت عن الأرض بقليل، ومات كل من فيها واستحالوا أشلاء.
هذا مثال واحد فقط، وأولو الألباب يقيسون عليه.
الكذاب يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، النظام الدولي منافق وكذاب، ولم ولن يتبرع بمعلومات استخباراتية دقيقة عن «داعش» وغيرها. وسيخفي كل شيء ليحقق مصالحه ويقايض المعلومات بالصفقات السياسية والاقتصادية.
ما زال الساسة مكبلين في كتاب الأمير لمكيافيللي، لا تزال نظرياته تؤثر بهم ويتبعونها حرفياً. وللأسف فإن العالم كله يتقاتل في سبيل السلطة تحت أهم نظرية روج لها وهي أخلاقية أن «الغاية تبرر الوسيلة».
لأن الغاية الحفاظ على نظام الأسد لا يهم الوسيلة، مثلاً أن يُقتل مليون سوري؛ لأن الغاية البلبلة في اليمن لأنها الوسيلة لإعادة تشكيل الإقليم، لا ضير أن يحتلها الحوثيون ويطاردون المسؤولين في الدولة ويقوضون النظام العام؛ لأن «داعش» تقتل الشيعة حفاظاً وانتقاماً للسنة فلم لا ينضم لها السنة الشباب وهم عُمي عن حقيقتها ويرون فقط الغاية ويتعامون عن الوسيلة؟!
أرأيتم البرمجة؟ هكذا يُساس الناس من الغرب ليتبعوا طريقة تفكيره وأسلوب عمله وكأنه المنقذ والمخلص لهم من ظلم أنظمتهم وديارهم المتخلفة. وفي التوازي يتم تضخيم حدث كتنفيذ حكم محكمة شرعية بجلد فلان أو رجم فلانة.
نعم، إنه الإعلام السياسي أيها السادة الذي لا يفقه فيه «عربنا» مثلما يجهل عطِش مقطوع السبيل الفرق بين السراب والماء.
العالم كله يشتغل في «البروباجندا» ونحن حصرنا التحضر بالأشياء، ونسينا أن الفكر أهم شيء نفتقده لنسمى أهل حضارة وننهض من «النوخ» الذي نعاني منه منذ مائة عام ونيف.
وأخيراً وبالمناسبة «الدولة أو داعش» مختصة في الأفلام «البوليوودية» لم تكتفِ بتقليد هوليوود، بل تعدتها بمراحل، كل ما تنشره من فيديوهات لا أشتريها بفلس واحد، ولكنهم عرفوا كيف يبيعونها بمليارات.
باعوها بتحالف يكلف ثروات الشعوب، واشتراه ملوك وحكام خرجوا مسيرات، هم أنفسهم يرونها مفسدة ليستنكروا محارق ومذابح «داعش».
فهل من يفكر قليلاً؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق