الأحد، 24 سبتمبر 2023

قراءة في كتاب “الإمامة وخطرها على وحدة اليمن”

 

قراءة في كتاب “الإمامة وخطرها على وحدة اليمن” للشهيد محمد محمود الزبيري


الكتاب :الإمامة وخطرها على وحدة اليمن

المؤلف:محمد محمود الزبيري

يعتبر كتاب "الإمامة وخطرها على وحدة اليمن" للشهيد محمد محمود الزبيري، الذي أصدره الاتحاد اليمني بالقاهرة من أثمن الكتب التي تتناول قضايا اليمن، والمشكلة الرئيسية في بقائها وسط دوامة صراعات لا تنتهي منذ قرون طويلة من الزمن.
 
الكتاب تناول قضية هامة تتمثل في دور الإمامة في تشطير اليمن وتمزيق نسيجه الإجتماعي ، والذي نعاني منه اليوم وبنفس الوطأة التي كان يعاني منها الثائرون الأوائل واليمنيون جميعاً.
 
ويوضح الكتاب في مضمونه ما كان عليه اليمن من بؤس وتفرق وضياع وتمزيق في ظل الإمامة البائدة وحليفها المستعمر المنقرض ويدعوا إلى محاربتهما ومكافحة أذيالهم في هذا اليمن الكبير.
 
يستعرض "العاصمة أونلاين" في قراءته للكتاب، من خلال الحلقة الأولى، أبرز ما ورد فيه، وكيف يسير الحوثيون على خطى مشروع الإمامة، الذي أجهضته ثورة الـ26 من سبتمبر.
 
تمزيق وحدة الشعب
 
يذهب أبو الأحرار الزبيري رحمه الله في الفقرة الأولى التي هي بعنوان "السيادة الشعبية والمساواة " إلى الرغبة المجتمعية في التحرر من كل ضروب العبودية المتمثلة في الإمامة والاستعمار وإلى التحرر من العبودية الاجتماعية الكامنة في التقاليد الرجعية والفوارق التي تميز بين طبقات الشعب.
 
أما على مستوى الوحدة الوطنية، فيقول الزبيري أن الاستعمار بمواطأة الرجعية المتمثلة في الإمامة قد شرعا في تقسيم اليمن، وأن الاستبداد في عهد الظلام الإمامي كان يبث الفرقة بين أبناء القسم المستقل عن الإستعمار آنذاك ويغذي بتصرفاته الغاشمة الفرقة المذهبية والإقليمية على القاعدة الشيطانية "فرق تسد"، وكان يفرق في معاملاته بين ما يسمى شوافعاً وزيوداً وهذا ما صنع فجوة كبيرة بين اليمنين شمالا وجنوبا، حيث كان يصبغ الناس في أماكن سيطرته بالطائفية ويحرضهم على ما سواهم من المذاهب الأخرى بما في ذلك الجنوب المحتل آنذاك.
 
كما كان يفرق بين القرى والمدن وينمي روح التمجيد بالعرق والسلالة أملا في تمزيق وحدة الشعب ومنعه من التكتل ضد الأوضاع القائمة آنذاك، وكما يفعل الإماميون الجدد "الحوثيون" اليوم من فرز وتقسيم مقيت للمجتمعات الخاضعة لسيطرتهم.
 
ويواصل الزبيري في كتابه "رغم سياسة التمزيق التي اتبعتها الإمامة إلا أن الاستياء منها كان منتشراً وظل رابط الألم يوحد بين أفراد الشعب حتى ظهرت دعوة الأحرار داعية إلى الوحدة الوطنية ومحذرة من الكيان الشيطاني بشقيه الاستعماري والغمامي اللذان يهددان الكيان الوطني والقومي".
 
خطر الإمامة على الوحدة الوطنية
 
يقول الزبيري تحت هذا العنوان إن "الإمامة من أساسها فكرة طائفية مذهبية يعتنقها جزء بسيط من الشعب وهم الزيدية الهادوية، أما غالبية الشعب اليمني بما فيه الجنوب المحتل من الإستعمار البريطاني فإنهم جميعا لا يدينون بهذه الإمامة ولا يرون فيها حقا في السيطرة عليهم، بل يرون أنها سلطة مفروضة عليهم سياسيا ودينيا وهذه الإمامة لا تقف عند حدود سلطانها السياسي بل تفرض على شطر الشعب معتقدات وطقوسا وأحكاما مذهبية لا تتفق معه".
 
وهنا لو نقف مع هذه الفقرة التي أوردها أبو الأحرار الزبيري لوجدناها مطابقة لحالنا مع الإمامة الجديدة التي تفرض معتقداتها على الناس في مناطق سيطرتها من خلال إلزام الناس وخصوصا الموظفين في أجهزة الدولة وطلاب المدارس والجامعات لحضور دوراتهم الطائفية وتغيير المناهج الدراسية والتحشيد القسري للناس وابتزازهم لحضور مناسباتهم واحتفالاتهم الطائفية.
 
ويذهب الزبيري إلى أن هذا التحكم كان يخلق شعوراً مريراً لدى الشعب ويقسم البلاد ويهدد مصيرها ويشعر الناس أن السلطة الإمامية ليست سوى دخيلة عليه.
 
طبقة حاكمة
 
يواصل الزبيري تحت هذا العنوان كيف كانت الإمامة تتعامل مناطقياً وسلالياً في إدارة الحكم قد كانت تحصر المناصب في السلالة الهاشمية، وإذا خرجت قليلا فإلى أيدي ما يسمى باليمن الأعلى من الموالين لهم فقط بينما يتجرع الأخرون سياسة التجويع والتجهيل والطغيان كما كان يفرض عليهم سلطة روحية تجرعهم من خلالها الأفكار الطائفية المسمومة والجهل والتجويع ثم تطلقهم على الأخرين كما يفعل الإمامة الحوثية اليوم من تعبئة طائفية للمجتمع الرازح تحت وطأتها ثم ترسلهم للقتال في صفوفها وملاحقة مناوئيها.
 
ولقد بلغ تظليل الأئمة من خلال السلطة الروحية التي كانت ستخدمها كما يروي الكتاب إلى درجة أن نزول المطر من بركات الإمام وأن عدم نزوله بسبب غضب الإمام وأن الطريق إلى الجنة أو النار لا يكون إلا عبر الإمام.
 
ثم يورد الكتاب قصة توضح مدى تسلط الإمام على الشعب حيث حلت إحدى المجاعات امامة الرهيبة باليمن ومات أكثر أهلها بعد أن أكلوا الكلاب والقطط وكانت خزائن الإمامة مليئة بالحبوب وراح الناس يسألون الإمام يحيى النجدة فصعر خده لهم وقال كلمته المشهورة : "من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق".
 
وبعيدا عن الكتاب فإن هذه الفقرة والقصة المذيلة بها تكشف لنا الوجه الجشع للأئمة والذي يتجلى اليوم في عدم رضوخ الحوثي للسلام وانسحابه إلى أدراجه رأفة بالشعب الذي يعيش مجاعة كبرى بسبب قطعه للرواتب وانقلابه على الشرعية والجمهورية ولم يبق له إلا أن يقول كما قال أسلافه "من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق".
 
الشخصية اليمنية في عهد الإمامة
 
يشير الزبيري إلى انسحاق الشخصية اليمنية في عهد الإمامة، حيث حرمت عليهم قيادة بلدهم وصار التفكير فيها جريمة دينية وسياسية وتم تشويه التاريخ اليمني واستبداله بتاريخ الأئمة وأذنابهم وكلما ظهر بطل من أبطال اليمن يقومون بتشويه تاريخه وصورته ورميه بالكفر والفسق ..
 
وهنا لا بد من التطرق إلى ما يفعله الحوثيون اليوم من شن حملاتهم على الحضارات اليمنية القديمة والتنقيص من قيمتها كما ظهر ذلك جليا في خطاب للهالك حسين الحوثي وهو يتحامل على الحضارات اليمنية العريقة عراقة التاريخ نفسه، وكذلك شروعهم في تهريب الآثار وبيعها وطمسهم لمعالم الثورة والجمهورية.
 
ثم يستطرد الكتاب في توضيح أن كل ملوك الأرض أقاموا ممالكهم باسترضاء من حولهم واشراكهم في المكاسب مهما كان ذلك الحكم طبقيا أو عصبيا، إلا الأئمة في اليمن فقد أقنعوا الشعب أن حكمهم مستمد من السماء وما عليهم إلا خدمتهم وطاعتهم والقتال عنهم دون أن يكون عليه أي واجب اتجاههم إلا الاستعباد والتجويع.
 
وبهذه النفسية كان يمارس الإمام مهامه التي تنحصر في استصفاء ثورة الشعب باسم الزكاة والجبايات وقمع الانتفاضات الشعبية باسم الجهاد وقتال البغاة، وبناء المساجد لاستقطاع أموال الشعب وتوريثها لأهله وإقامة الأضرحة للأئمة ليستمر استعبادهم وتهافت الناس عليهم حتى بعد موتهم.
 
هذه قراءة للفقرات الأولى من كتاب "الإمامة وخطرها على وحدة اليمن " للشهيد محمد محمود الزبيري والتي تكشف مدى الشرخ الذي تتسبب به الإمامة في وحدة المجتمع اليمني سياسيا وجغرافيا وثقافيا ومذهبيا واجتماعيا.

نقلا عن موقع العاصمة أونلاين

    قراءة عبدالله العطار
      بالسيادة الشعبية والمساواة افتتح الثائر والمناضل والرمز الوطني “محمد محمود الزبيري” كتابه ”الإمامة وخطرها على وحدة اليمن“.

      كانت هذه البداية مبدأ الثائر اليمني ”الزبيري“ الذي لا يعترف بأي سيادة سوى بسيادة الشعب نفسه المتمثلة بالمساواة، “وهذا لن يتحقق إلا بتحرير حياتنا وعقولنا من كل ضروب العبودية”، كما قال.

      *يلفت المؤلف إلى أنه “من الخطأ أن نعد كل من يدعو إلى الحكم الشعبي أنه عنصري أو سلالي، بالعكس العنصريون هم من يؤمنون بالفوارق، ويدافعون عن السلالية والأفضلية، أما من يدعو إلى المساواة بين الناس، وأن يحكم الشعب نفسه بنفسه، هو ثائر يدعو إلى الوحدة الشعبية والوطنية”.*

      وركز “الزبيري” في هذه النقطة على العبودية الاجتماعية والسياسية، وهما العبوديتان اللتان تنتهجهما الإمامة في اليمن وغيرها، فلا فوارق ولا تمييز بين أبناء الشعب أبدا عند الكاتب، وهذا هو موقفه الذي وضحه في هذه النقطة وهو الموقف الذي أعلن أنه صار مبدأوه.
      ينتقل الكاتب بعد ذلك، إلى الوحدة الوطنية التي قال إنها تأثرت كثيرا بالاستعمار الذي عمل على تقسيم اليمن إلى قسمين (قسم مستقل تمثل بالطائفة الزيدية وقسم آخر تمثل بالشافعية).
      فالقسم الأول المتمثل بالزيدية سعى، وفقا للكاتب إلى “تمزيق اليمن”، متخذا من شعار (فرق تسد) قاعدة له لتمزيقه، حتى يتمكنوا من بسط الحكم.
      واستدرك “الزبيري” قائلا “لكن الوحدة الوطنية الموجودة بالفطرة في قلب كل يمني حركت مشاعر الجميع في الشمال والجنوب بخطورة المسعى ومحاولة التفريق بين أبناء الشعب، وأفشلت ذلك المخطط الزيدي الاستعماري، وبدأت دعوات الأحرار تنبه أبناء الشعب، وبدأ الحراك الثوري ضد هذه الطائفة التي لم يتقبلها أحد من الشعب، وأفشلت كل خططها وأهدافها”.
      وسلط المؤلف الضوء على “خطر الإمامة على وحدة الوطن”، الإمامة التي قال إنها “تعد فكرة مذهبية يعتنقها جزء قليل من سكان اليمن الأعلى وأما باقي الشعب فهم يرفضونها ولا يقبلون بها”.
      ويقول المؤلف أن التحكم الذي حاولت الإمامة فرضه على الشعب هو سبب من الأسباب التي أدت إلى تمرد أبناء الشعب، ليصل الأمر إلى أن الإمامة ترى أن “اليمن الأعلى” المتمثل بالزيدية هو الذي يحق له الحكم، وأما “اليمن الأسفل” فهم مجرد ميدان لهذا الحكم.
      ويشير الى أن الإمامة نجحت في تصنيف الشعب على هذا الأساس، فالأبرياء في مجال حكم الزيدية والبؤساء في اليمن الأسفل يعانيان الظلم ذاته.
      وحتى يستأثر الإمام بقوت الشعب، تحدث المؤلف عن الإمام وتعنته، موضحا الأكاذيب التي بثها في أبناء الشعب بأن الخير يأتي بسبب الإمام ودعوته، والقحط ينتج عن غضب الإمام؛ وهو بهذا يجعل الناس يهبونه ثمارهم وأموالهم ليرض عنهم.

      *ويؤكد المؤلف أن الأمر وصل إلى درجة أن الناس ماتوا جوعا في عهد الإمام وكانت خزانة الحكومة مليئة بالحبوب، إلا أن الإمام أعلن أن من مات جوعا في عهده فهو “شهيد”.*

      وعن الشخصية اليمنية في عهد الإمامة، فيقول المناضل ”الزبيري“ إنها كانت “شخصية مسحوقة لا تقرأ إلا قداسة الأئمة”، وإذا حاول أحد أن يرفع رأسه فإن الأئمة يقطعونه، ليصبح عبرة لا يستطيع بعده أحد أن يفكر بالثورة عليهم.
      ويقول الكاتب إن كل ملوك الأرض مهما كانت طوائفهم فإنهم لا يتربعون على عروشهم إلا بالزلفى، والتقرب إلى رعيتهم وإطعامهم، إلا الأئمة في اليمن استطاعوا إقناع الشعب أن ملكهم مقرر من السماء، وأن كل من يرضخ للسادة فعليه أن يلبس جلباب الابتلاء والعذاب من أجلهم، وبهكذا ظل حكم الإمامة أكثر من ألف عام.
      إن مهمة الإمام كما وضحها “الزبيري”، تقتصر على “أخذ ثروة الشعب باسم الزكاة، وكذلك قمع الانتفاضات باسم الجهاد، وبناء الأضرحة في المساجد التي تخصهم ،وأخذ أرض الشعب”.
      وتحدث أيضا عن “زهد الإمام ورسالته المتمثلة ببث روح الزهد عند الناس، وإبعادهم عن عمارة الأرض سوى عمارة قصور الأئمة فقط، حتى أن اليمن بعدما كانت ذات حضارة لم يبق في عهدهم حتى سد مائي والأحباش هم من أعادوا بناء سد مأرب”.
      والمهمة الأخرى الخاصة بالإمام كانت متمثلة بتدعيم مركزه بين القبائل على أنه “نائب الله وخليفته في الأرض، ولا فرق بينه وبين الرسول”، وفقا للكاتب.
      ومع أن المذاهب قد حددت بأربعة فقط لم تتناول الأئمة؛ فكان لابد من مذهب خامس؛ ولهذا ظهر المذهب الخامس، وهو المذهب الهادوي الزيدي الذي سمح لهم بالاجتهاد.
      ويقول أن الخلافة لابد أن تكون في العلويين؛ والهدف من ذلك هو استرداد حق العلويين في الخلافة، ولهذا السبب تم السماح بالاجتهاد، ولا يتم اختيار الإمام إلا إذا وصل إلى درجة الفضل في الاجتهاد.
      ثم ينتقل “الزبيري” إلى مسألة “حرية الاجتهاد”، وهي مسألة مهمة جدا عند الإماميين، فهم لا يمنحون الحرية في الاجتهاد إلا لمن يجتهد في خدمة فكرتهم، ويخدم الإمامة، وغير هذا النوع من الاجتهاد مرفوض.
      ولذلك وضح المؤلف أن كثيرا من الاتجاهات الدينية وخصوصا “أصحاب النحل” قد كفرتها الإمامة مثل الأشعرية، فكل دعوة يقوم بها اتجاه لاتخدم الإمامة فأنها تكفرهم.
      ويضيف “ومع أن الاجتهاد بدأ يتحرر من قيودهم شيئا فشيئا إلا أن الإمامة كانت قد سعت بين القبائل وزرعت أفكارها التي تجعل الناس يقدسون الحاكم”.

      *يوضح “الزبيري” حقيقة تاريخية مهمة مازالت إلى اليوم، وهي “التقليل من شأن اليمنيين في اليمن الأسفل والإعلى من مكانتهم في اليمن الأعلى”.*

      ويشير الكاتب الى أن الأئمة لم يستعبدوا الآخرين فحسب، بل استعبدوا حتى بعض الهاشميين وأمروا بقتلهم، مستدلا بـ”ابن الأمير الصنعاني”، الذي كان يمثل الوجه الثائر من الاتجاه الزيدي ضد الإمامة، فحاولوا قتله ومُنِع من الخطابة في الجامع الكبير بصنعاء.
      ومن أكثر المحن التي واجهت الشعب كما يقول “الزبيري” هي أن مجموعة صغيرة تدخل صنعاء وتمنع كتب السنة عن أهلها، وعاقبت كل من يقرأها، فكل من يقرأ هذه الكتب فهو عدو للإمامة حتى وإن كان من طائفتهم.
      ونبه الكاتب إلى أن ليس كل الزيديين يقللون من الشافعيين أو يمقتونهم، بل إن من الأئمة أنفسهم هم ضحايا فئة صغيرة متسلطة تدعي الأحقية بالسلطة دون غيرهم حتى ممن ينتمون إليهم، وإن فكرة الخروج على الظالم فكرة مزيفة وليست حقيقية يستغلها الإماميون، والدليل على ذلك أنه لم يخرج واحد منهم على إمام ظالم.
      ثم انتقل الكاتب إلى نقطة أخرى، وهي أن الفكر الإمامي الذي يدعي الحق الإلهي هو ليس من أجل الدين ولا المذهب؛ وإنما من أجل المال فقط، ومن أجل الحكم ؛ ولذلك سعوا كثيرا إلى إقناع الناس بأنهم لايمكن أن يحكموا أنفسهم وإنما الحكم هو لفئة محددة هي الأولى بالحكم من غيرها.
      ويقول “الزبيري” إن فكرة هذا الحق الإلهي هي “فكرة خطيرة، وستستمر وسيعاني منها اليمن دائما”، وهذا بالفعل ما نعاني منه إلى اليوم.
      ثم يتساءل “الزبيري” قائلا “من الأحق بالحق الإلهي؟ ومن الذي حدد هذا الحق بطائفة معينة“. ويضف أن “الشعب مهما حاولت الامامية إخضاعهم لحكمها فإنه لن يرضى بذلك، ولا بد أن يأتي يوم ويثور عليها”.
      وأردف المؤلف “لو كان الشعب يريد إنقاذ الوطن من الإمامة فعليه بالدعوة إلى الحكم المحلي، وتمكين الكل من القيادة بالتساوي؛ وهذا هو ما سيجعل اليمنيين يحافظون على وحدة وطنهم”.
      ويصل في هذا الكتاب إلى أن الهاشمية مهددة من الهاشميين أنفسهم فكل إمام يصعد إلى الحكم فإنه يعادي باقي الإماميين حتى لا يستولون على سلطته، بل إن شعور السادة بالتميز على الآخرين والتعالي، ورفض تزويج غير الهاشميين، كل هذا سيجعل منهم فئة صغيرة محصورة، وهذا ماسيؤدي إلى ضعفها وانتهائها.
      ثم يقول “إن هناك من ينتمون إلى السلالة الهاشمية وجدوا في أقطار عربية مثل مصر، ولكنهم تخلوا عن فكرهم الزائف، واندمجوا مع الشعوب، وأنتجوا أبطالا حقيقيين، وصاروا أمثلة في الوطنية والعدل، حتى أن هناك من الإيرانيين والحبشيين من عاشوا في اليمن واندمجوا مع شعبها، وصاروا جزءا من هذا الشعب لا علاقة لهم بالفكر السلالي العنصري أبدا”.
      ويختتم “الزبيري” كتابه بالحديث عن مصر التي قال إنها “ليست عنصرية ولن تكون كذلك؛ لأن شعبها لا يؤمن بالفوارق، ولا يدعو إلى العبودية أبدا، وستظل مصر وغيرها كذلك، ولن يستطيع تزييف الحقيقة أحد مهما حاول ذلك”.
      *خاتمة:*
      إن الكتاب رغم صغر حجمه إلا أنه استطاع أن يوضح خطر الإمامة على وحدة اليمن ليس من حيث الجانب الجغرافي فحسب، بل حتى من الجانب الديني والاجتماعي والسياسي.
      إن كل ما قاله الشاعر الثائر محمد محمود الزبيري ونبه على خطورته هو ما وصلنا إليه اليوم ونعاني منه؛لأننا لم نقرأ هذا الكتاب وغيره، ونعمل بما جاء فيه، بل إذا قرأناه فإننا نقرأه قراءة عابرة ونتجاهل هذا الخطر الذي قد يعود لا قدر الله إلى حكم اليمن ألف عام مستقبلا.



      (الزبيري زعيم اليمن الشهيد.. أعظم الساسة العرب ثقافة)



      ليست هناك تعليقات:

      إرسال تعليق