مدارِسُ خالتي فرنسا!
الأسبوعُ الماضي فتحتِ المدارسُ في فرنسا أبوابها، ولكن ليس أمام الجميع! بلدُ الحُرِّيات قررَ أن يُغلقَ أبوابَ مدارسه أمام التلميذات المُحجّبات!
وقفَ رجالُ الشرطةِ على أبوابِ المدارسِ لتنفيذِ قرارِ وزيرِ التّعليمِ «غابييل أتال» الشّاذ المتزوج من مستشار الرئيس الفرنسي «ستيفان سيجورني»!
فإن كان هذا هو الوضعُ على أبواب المدارس، فما الذي يحدثُ داخلها؟! وإن كانت دولة بطولها وعرضها قد ضاقتْ على قطعة قماشٍ تُوضعُ على الرأس، فما تُراها تُلقّن العقلَ الذي في الرأس؟!
المضحك المبكي أنّ وزير التّربية إيّاه برَّرَ هذا القرار العنصريّ بأنه للحفاظ على هويّة الدولة العلمانيّة!
فاتَ وزيرُ التّربية أنَّ العلمانيّة قائمة على فكرة أنه لا دين للدولة، ولكن من حقِّ المواطنين أن يكون لهم دين! وأنه يحقُّ لأي مواطن أن يمارس أي عبادة بشرط أن لا يُؤذي غيره!
فأين هي العلمانيّة في هذا القرار؟!
إنها ببساطة الحربُ على الإسلام ليس إلا، البلدُ الذي يدّعي تقديس الحريات ويحميها، حتى عندما تكون هذه الحريات رسماً مسيئاً لنبيٍّ يتبعه مليار ونصف المليار إنسان، انقلبتْ على نفسها ومنعت الحجاب في مدارسها رغم أنَّ الحجاب لا يُسيءُ لأحدٍ!
تخيَّلوا ما الذي سيقوله الإعلام في فرنسا لو أن دولة مسلمة أعادتْ راهبةً من المطار ومنعتها من الدخول لأنها ترتدي ثياب الراهبات حفاظاً على هويّة الدولة الإسلاميّة! كانوا سيصفون هذا القرار بالعنصريّة، والتخلف، والتّطرف! أما أن تُحرمَ الفتيات المُحجّبات من التعليم بسبب ارتدائهنَّ للحجاب، فهذا حماية للمجتمع، كم هو خطير هذا الحجاب!
وما الذي سيقوله الإعلامُ الفرنسيُّ لو أنَّ بلداً عربياً قرر أن يمنع الطالبات غير المحجبات من دخول المدارس حفاظاً على هوية المجتمع؟!
في كأس العالم اتهمونا بالتّطرف والعنصرية والتخلف لأننا منعنا مظاهر الشذوذ، أما أن يحرموا الطالبات المحجبات من التعليم فهذه حضارة!
وما زال قومنا يحملون أولادهم ويُهاجرون بهم إلى تلك البلاد، يحسبونها تكيَّةً ستؤويهم، وتعطيهم بيتاً وراتباً شهريًّا والسّلام!
أنتم تبيعون أولادكم بمسكنٍ ورغيف!
ومن كان قادراً على العيش في بلده وإن بصعوبة، فقد خانَ الأمانة إن ذهبَ بأولاده إلى هناك بحثاً عن رفاهية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق