الاثنين، 18 سبتمبر 2023

🌛مسارج الأسباب🌜

 🌛مسارج الأسباب🌜

 أ.د. فؤاد البَنّا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي


🌻 الاستنجاد الوافي:

الله يبدع الأشياء وفق كسب الإنسان وحسب ضربه بعصى الأسباب، فهو ينصر من نصره، ويغير حال من أمسك بتلابيب التغيير، ويمكن لمن أخذ بأسباب التمكين، ويمنح الخلافة في الأرض لمن أحسن عمارتها وتوسل بأسباب الخلافة. 

وهو سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه، وينصر المظلوم إذا استغاث به، ويكشف السوء عن الذي لجأ إليه، ما داموا قد أوجدوا ما استطاعوا من عوامل تحقيق النجدة.

🌹 أواني الغوث:

عندما يستمطر الإنسان رحمة الله، ويستنزل غوثه بقلب متوهج ولسان ﻻهج، فإن سحائب الرحمة تصب غيثها، وامزان اللطف تسكب عونها، ولكن بشرط إعداد الأواني التي يهطل عليها الغوث، وتنسكب فيها الرحمة!

وكلما كانت الأواني أكبر وأنظف كان الغيث أغزر وألطف.

🌷 الذاتية السببية:

ليس هناك أنجح ولا أنجع في تحقيق المرء لمقاصده، من أن يتذرع بذراعيه، وأن يتوسل بيديه، مبتعدا عن المنطق الذرائعي والمنهج التبريري. 

🌸 العصامية:

المؤمن عصامي وليس عظامياً، ﻷن إيمانه يدفعه لأن يصنع أقداره ويجترح أمجاده بأسباب العمل، وفق سنن القوة والرفعة. 

🌼 أيدي القدرة:

 يتوسل المؤمن بالأسباب مع توكله على الله، فبكفيه يأخذ ما يكفيه من آلاء الله التي لا تحصى، وبراحتيه يصنع راحته المشروعة، وبيديه يُدني مابعُد من الطيبات ويقطف ما يحب من الثمار، وبساعديه يساعد ذاته ومن يعول ثم من يستطيع من المحتاجين.

💐 الأسباب مستودع المشيئة:

كما أنه لا يمكن لأحد من خلق الله أن يشفع عنده إلا بإذنه، فإن الأسباب لا تضر ولا تنفع إلا بإذنه تعالى، ولقد جعل الخالق السنن والأسباب مستودع مشيئته، فمن اتجهت مشيئته من الخلق إلى قرع الأسباب، فقد استجلب مشيئة الله العادلة التي تهب النفع لمن أراده، وتجلب الضر لمن تعرض له.

🌲 أنداد الأسباب:

إذا نظرنا إلى الأسباب منفردة عن مشيئة الله، منفرطة من عقد إرادته، فقد أشركها في ملك الله، ومن فعل ذلك فقد اتخذ مع الله أرباباً وجعل له أندادا.

🌳 مفاتيح الأسباب:

يمكن القول بأن سائر نعم الله وآلائه محروسة بإرادته عز وجل، ومسيجة بمشيئته سبحانه وتعالى، وإن أقفال هذه الأبواب ﻻ تفتح إلا بمقاليد الأسباب التي هي جزء من المشيئة الربانية.

 بهذا الفهم تتعانق مشيئتا الله والإنسان، وتسيران في درب العبودية الحق، كما وردت في القرآن وتجسدت في سنة النبي العدنان.

🌾 انكباب المناكب:

من يمشون في المناكب مكبين على وجوههم في عالم اﻷسباب، أنى لهم أن يجتازوا الصراط ويقتحموا العقبة في دار الحساب؟

🍒 عنقاد:

لا يمكن أن تصل (سهام الأقدار) إلى أهدافها بدون (أقواس الأسباب). 

       🌺 بُوركتم 🌺

📚منتدى الفكر الإسلامي 📚

23 يناير 2016  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق