بقرار من اليونسكو وهيئة الأمم :
الإباحية الجنسية للأطفال منذ سن الخامسة !
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
غلاف وثيقة اليونسكو
بتوقيع من السيدة أودري آزوليه، الأمين العام لمنظمة اليونسكو، وهي الوكالة الثقافية لمنظمة الأمم المتحدة، وتحت عنوان "الإرشاد التقني الدولي حول التربية الجنسية"، أصدرت منظمة اليونسكو هذا الشهر معاييرها الإباحية الجديدة المكملة لوثائق "مؤتمر المرأة"، المنعقد في القاهرة سنة 1995، حول فرض أيديولوجية نظام "الچندر" إجباريا على أطفال العالم منذ سن خمس سنوات في جميع المدارس. وهي وثيقة تقع في 139 صفحة وتتضمن المعايير الجديدة للتربية الجنسية الكاملة، وخاصة كيفية الحصول على أفضل تطبيق لأهداف التربية المستدامة التي تعكس الخطة السياسية لمنظمة الأمم المتحدة لعام 2030.
وقد رأى اليونسكو أن يكون هناك نظاما معرفيا جنسيا لكل فصل من مراحل تعليم الأطفال والشباب منذ سن الخامسة. ويتضمن المنهج التعليمات الخاصة والحيطة التي يجب اتباعها لتفادي الحمل غير المرغوب فيه، وما هي أفضل وسائل منع الحمل أو الإجهاض (في البلدان التي يسمح به). إضافة الي كافة التعليمات حول الحقوق التي تتعلق بالصحة الإنجابية والمساواة وتكافؤ الفرص لتطبيق "نظرية الچندر" الإنجابية والمساواة التامة بين البنين والبنات. ولمن لا يعرف أو لا يذكر ما سبق وكتبته حول تلك النظرية فهي اختصارا تقوم على فكرة طمس حكمة خلق الله سبحانه وتعالى من ذكر وأنثي وإلغاء هذا الفارق الإلهي تماما وجعل المسألة انفلاتيه بلا حدود..
ولربما اندهش القارئ عند معرفة ان نظرية "الچندر" قد تمت صياغتها يقينا في الفاتيكان أيام البابا يوحنا بولس الثاني (1978 ـ 2005) وتواصل غرسها أيام البابا بنديكت 16 (2005 ـ 2013). ففي عام 1988 تحدث البابا يوحنا بولس الثاني عن العلاقات بين الرجل والمرأة في خطابه الرسولي حول "توظيف المرأة وكرامتها"، حيث تناول المساواة الأساسية، والتبادل التام بينهما". واستمرت هذه الرؤية حتى عام 1995 وتبلورت في مؤتمرات المرأة والخطاب الذي وجهه الى جميع نساء العالم، الذي أعرب فيه عن أسفه ومعترفا فيه بمسؤولية الكنيسة في تشويه دور المرأة وخسفها الى مستوى العبودية.
وينقسم هذا البرنامج، وفقا لوثيقة اليونسكو، الى مراحل عمرية ويبدأ بمرحلة من خمس الى ثماني سنوات. ويصر اليونسكو بِدِءَا من هذا السن على ضرورة احترام التوجهات الجنسية للأطفال ورفض الأنماط التقليدية، والتأكيد على حق الأطفال في الحصول والتمتع بكافة ومختلف أنواع اللذات الجسدية، وكل هذه التعاليم الإنفلاتية محاطة بخطاب طنان حول الاحترام والمسئولية وعدم التذرع بأي تبرير للتمسك بالأخلاقيات التقليدية البالية. إضافة الى شرح وتأكيد أهمية الحصول على هذه التعليمات الجنسية مبكرا، في إطار المدرسة وبعيدا عن سيطرة الأسرة.. وأقل ما يوصف به مثل هذا البرنامج أنه عملية إفساد حقيقية وفرض الدعارة والشذوذ رسميا على الأبناء في جميع أنحاء العالم، للتحرر مما يطلقون عليه الأنماط التقليدية كالزواج والأمومة والأبوة والبنوة أو حتى القرابة !.
ويبدأ هذا البرنامج الذي يرى اليونسكو فرضه على كافة أطفال كوكب الأرض من خلال منظوماته الإدارية، بل تنص الوثيقة على أنه لدى المنظمة مؤسساتها الخاصة التابعة لها في كل دولة من الدول، والتي من خلالها يتم تنفيذ القرارات الصادرة عنها بلا أي اعتراض. أي أن اوامرها نافذة منفذة من خلال عملائها التابعين أو المأجورين، في كل مكان، بحيث ان من وضعوا هذا البرنامج متأكدون من تنفيذه في كل بلد من بلدان العالم.
كما يتضمن البرنامج، فيما يتعلق بالأطفال من 9 الى 12 سنوات، كيفية اكتشافهم علامات الحمل "المبكر" أو غير المرغوب فيه وليس "الحمل السفاح". خاصة وإن هذا البرنامج يقوم بشرح الأماكن الأكثر إحساسا أو كيف يمكنهم الوصول الى أقصى درجات اللذة بمفردهم أو مع زميل أو زميلة مماثلة.
وفي محاولة منظمة اليونسكو لفرض معاييرها الإنفلاتية على الجميع، يوضح هذا البرنامج ان هذه النظريات والتعاليم يجب بل سوف تُدرّس منذ سن الخامسة في كافة المدارس ودون أي استثناء. وبذلك فإن الأطفال من سن 5 الى 8 سنوات سيتعيّن عليهم "تحديد هويتهم الجنسية والنوع البيولوجي الذي يودون أن يكونوا عليه وإمكانية وصف الاختلاف بينهم" بكل احترام وتقدير! وفي نفس هذا الوقت هم مدعوون للتأمل والتجريب لاختيار إلى أي فصيلة يودون الانتماء اليها.
وفى سن التاسعة سيطلب منهم معرفة كيفية شرح هوية الچندر لشخص آخر ومناقشة كيف يمكنها الا تتناسب بالضرورة مع جنسه البيولوجي وكيفية اجتياز هذه العقبات. وذلك من باب حرية الاختيار وخاصة ضرورة احترام الهوية الجنسية للآخرين. أي أنه سيتعين على المجتمعات الإنسانية كافة أن تتحول الى مجتمعات انفلاتيه جنسيا ولن يحق لأحد منها الاعتراض وخاصة الانتقاد والتجريح.
ومجمل المعلومات والمواقف التي يودون غرسها في الأطفال بأمر من هيئة الأمم المتحدة سيتم العمل على إدراجها وتنفيذها عن طريق لجان مراقبة متخصصة رغم أنف الأهالي ورغم اعتراضهم. كما سيتم تنفيذ هذا البرنامج رغم أنف جميع المنظمات الأخرى المتخصصة بحماية الأطفال والتابعة أيضا لليونسكو من قبيل "منظمة اليونيسف" التي يتعيّن عليها رسميا حماية الأطفال، وغيرها من المنظمات..
إن السؤال المطروح والذي يتعيّن على الجميع طرحه:
إلى متي سنظل نتلقى الأوامر من ذلك الغرب الصليبي المتعصب، الخاضع لعبادة الشيطان بكل مؤسساته بدأً بالفاتيكان وكرسيه الرسولي ومؤسساته المالية؟ إلي متي سنظل نقبل وننحني ونفرط في تعاليم ديننا وفي بلداننا ؟
لقد خضعنا للعديد من الأوامر التي أطاحت بكياننا كبلدان إسلامية وعربية وبتنا نتناحر، فيما بيننا كمسلمين، ونقوم بتنفيذ مآرب الغرب الصليبي نيابة عنه، بدلا من التصدي له ؟ إلى متى ؟!
والأمر مرفوع لكافة المسئولين في الدولة لتدارك الموقف، علما بأن بعض البلدان الغربية قد بدأت تعترض وتهاجم وتتصدي لمشروع هذا الطوفان القادم.
24 فبراير 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق