لا ينبت الإلحاد إلا على قلب خرب!
خباب مروان الحمد
فإنَّ هنالك من يُلحد ويكفر بالله؛ بسبب أقيسته الماديّة حيث يقيس الأمر الديني على عقله المعيشي، وحياته الدنيويَّة!!
وكلَّما ابتعد عن الوحي؛ ازداد وقوعاً في الهوى!
ولا يُمكن أن يُصبّ الإلحاد في قلب المؤمن بالله؛ بل على القلب الغافل السادر عن عبادة الله؛ ذلك القلب الذي يعبد الدرهم والدينار والجاه والسلطان؛ ويُعلي من شأن المادَّة ولا يُقدِّر غيرها؛ وهو ما يُنذر جميع من ابتعد عن ذكر الله وطاعته واتباع أوامره ودان بدين الإسلام؛ ألاَّ يأمن على نفسه فتنة الإلحاد!
وفكَّر في حالة الإلحاد وانتشارها فما نشأ أصلها إلاَّ في الدول الغربية؛ حيث المُبالغة في الدنيوي والمادي والتعظيم من شأن العقل الكسيح؛ والتنكر لعالم الغيب واليوم الآخر!
أضف إلى ذلك كثرة التناقض في كتبهم والتحريف الذي فيه؛ حيث لا يعقله المرء، بل فيه مُعارضة داخل كتبهم المحرَّفة لحقائق العلم.
ومن قرأ كتاب: (العلم والكتاب المقدس والقرآن، تأليف: موريس بوكاي) فسيدرك أنَّ ديانتهم غير معقولة أبداً.
إنَّ ديانة مُحرّفة كالنصرانية تدَّعي أنَّ الله عندهم هو (الآب والابن وروح القدس) وأنَّها ليست آلهة ثلاثة؛بل ثلاثة في واحد!! وأنَّ هذه الأقانيم متَّحد بعضها ببعض!!
فهل بالله عليك يُمكن أن يعقلها عاقل؟!!
لذلك فإنَّ ركام الضلال واضح في عقيدتهم السخيفة؛وحينما ناقش الإمام القرافي أعيان النصارى قال لهم :أنا لا أكلف النصارى إقامة دليل على صحة دينهم،بل أطالبهم كلهم بأن يصوروا دينهم تصويرا يقبله العقل!!
فأنت تراهم في أمر مريج في التعريف بدينهم ولم أجد كلمة تصدق عليهم؛ كما وجدت الفيلسوف ابن تيمية ذكر أن النصارى لو اجتمع عشرة منهم لخرجوا بأحد عشر قولا!! وذلك لكثرة أقوالهم الباطلة واضطرابهم في ذكر عقيدتهم.
وبما أنَّ الإسلام دين مُحارب؛ ومتَّهم بالعنف والتطرف والإرهاب، والعقل الجمعي الغربي لا يسمع عنه سوى ما يُلحق به الإساءة؛ ولا يوجد دين صحيح غيره، ومع كل هذه التراكمات الفكرية والانحرافات في أديانهم؛ وجدنا أنَّ منشأ الإلحاد في الدول الغربيَّة كان له سبب كبير في ذلك؛ وقد قرأت في كتاب شيخنا جعفر شيخ إدريس : (الفيزياء ووجود الخالق) نقلاً عن أحد علماء الإلحاد المُعاصرين حيث قال: (لقد كانت الكنائس هي الأرض التي أنبتت الإلحاد) (Atheism, Buckley، p.38).
فلا عجب من ذلك حينما نراهم يعيشون زمن المادَّة ومحاربة الغيبيات،والتنكُّر لعوالمها؛ وعدم وجود حضارة إسلامية تواكب الحضارة الغربية المُعاصرة؛ وقياس كثير من الملحدين الحضارة بأصل الدين الداعي إليه.
وبناء على ذلك لا يوجد عندهم ما يُمكن الإيمان به إلاَّ عالم الشهادة والحضور والحس، والتنكر الكامل لعالم الغيب!!
ومن ذلك كلِّه نشأ الإلحاد ونبت على تلك القلوب الخَرِبة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق