الجمعة، 29 سبتمبر 2023

في التوافق!

 في التوافق!




التوافق.. التوافق.. التوافق.. انسوا الماضي وتوافقوا..

وتوافقا مع هذه "النغمة الرائعة"، تعالوا أكلمكم عن التوافق

منذ 2011 اليوم وحتى... تذكرون أن المنتفضين (الثوار)

في ميدان التحرير، فشلوا في "التوافق" على تشكيل

مجلس رئاسي؛ لاستلام السلطة من المجلس العسكري

(2011).. وتذكرون أن جميع الذين ينتمون إلى "انتفاضة

يناير 2011" فشلوا في التوافق على مرشح واحد لمنافس

مرشح الدولة لترشيح الفريق أحمد شفيق، في الانتخابات

الرئاسية لعام 2012.. وتذكرون أن "التيار الإسلامي"

فشل في التوافق على مرشح واحد (في الانتخابات

الرئاسية 2012)مقابل مرشحي العلمانيين للعملة

الخاصة.. فقد رشح "التيار الإسلامي" كلا من: المهندس

خيرت الشاطر (خرج من منافسة النقابة، حل مكانه

الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة)،

والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (رئيس حزب مصر

القوية)، والأستاذ حازم صلاح أبو إسماعيل (مستقل)،

والدكتور سليم العوا (مستقل)..
وفي عام 2023، يؤكد ما يسمى "الحركة المدنية" في

التوافق على مرشح واحد،حتى الآن، اثنان من المؤسسين

المنتمين إليهما عن المرشحين الرئيسيين للسباق (لا

يؤخذان) للانتخابات الثانية: جميلة اسماعيل (رئيس حزب

الدستور)، وفريد ​​زهران (رئيس الحزب الشعبي

المصري)، بالإضافة إلى عبد السند يمامة (رئيس حزب

الدستور)، وأحمد الطنطاوي (مستقل)، وكلهم ينتمون إلى

"التيار العلماني" الذي يسمي نفسه "التيار المدني".. أما

الجيش فقد "يفترض" مرشحه (السيسي) في دورة 2018

ضد عسكريين مستقلين: الفريق شفيق، والفريق سامي

عنان، وقيد أحمد قنصوه الذين نكّل معهم تنكيلا.. فيما

بينهم
وحدهم الذين يتوافقون مع الجميع (التيار العلماني

بأطيافه المختلفة، من ليبراليين، ويساريين شيوعيين،

وعسكر، مساهمتهم العميقة) فاسقاطوا الرئيس المدني

الوحيد في تاريخ مصر كله، الرئيس الشهيد محمد

مرسي! مسخرة! مع اتفاق على أن هذه "الانتخابات" مسرحية هللية،

المفاهيم إلى السيسي في مقعد الرئاسة الذي اغتصبه، على

بدولة ان قلابه الدموي في عام 2013، على الرئيس

المنتخب. إذن، تاريخنا الشهود، لم تشهد توافقا (أبدا) فقط

للوطن، والمرة الوحيدة التي توافق فيها فرقاء اليمنون

كافة، على اختلاف فرقهم كانوا لسقاط الرئيس المنتخب! لكن، لماذا لم تتمكن من التوافق مع "الوطن" ولم تعد؟! لأن الجميع يدعي، أو يدعي، أو يرى، أو يعتقد أن

"مصلحة الوطن" تكمن في أن يكون "هو" في السلطة، وهو

ادعاء "وقح"، متهافت، وغير صحيح! أما الحقيقة.. فإن الجميع ييي أن الوصول إلى السلطة هو

السبيل الوحيد للنجاة من بطش السلطة، والقاطع الأنف؛

لأنه يجب علينا الحكم على "الاستبداد"، وبقاء الرئيس في

السلطة، حتى آخر نفس؛ كي لا يحاسبه من يأتي بعده،

على جرائمه التي لا تعرف ولا تحصى والتي قضائيتها

عن وعي وقصد وتصميم، وليس من باب الاجتهاد والخطأ

غير محدد.. فالسرقة الجريمة، ولا اجتهادا ولا خطأً غير

مقصود.. ولأن الجميع يرى في السلطة مغنما يجب أن

ينال حظه منه، أو "تورتة" يجب أن يستنتج على نصيب

الأسد منها.. فالسلطة (في ثقافتنا) لا تعني خدمة الشعب، والسهر

على أمنه، ورعاية مصالحة، والذود عن حياض الوطن،

لكنها تعني القدرة والفوز، تلك المفاتيح الثلاثة التي

تشمل الحماية والحصانة والنهب بلا حدود.. أيها الأعزاء! لن تروا توافقا (أبدا) إلا إذا تغير وتبدل مفهوم السلطة

عند اليمنين، في بلادنا! لن تروا توافقا (أبدا) إلا إذا رأيتم

اليمن يفر من التعيين، ولا المشاهير إليه! لن تروا توافقا (أبدا) إلا إذا رأيتم نظرات الإشفاق في

العيون على من يتولى منصبا رفيعا، أما التهاني فلا

يتلقاها إلا إذا أدى واجباته فعالة، وغادر موقعه بشرف! وهذا (لعمري) بيننا وبينه مفازات لن تُقطع في جيل، أو

جيلين، أو حتى ثلاثة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق