نظرات في واقع الجماعات.. (١)
★.. الجماعات والتيارات والكيانات الإسلامية التي تصدرت للعمل للدين، وتصدت للفساد والاستبداد منذ إسقاط الخلافة العثمانية ؛ يأتون - كما نحسب - في مقدمة شرفاء الأمة ..
لكنهم ليسوا كل الأمة..
★ .. وجماعة الإخوان المسلمين ( العالمية) بالرغم من أنها أعرق الجماعات وأكثرها انتشارا في البلاد الإسلامية؛ إلا انها ليست _ هي ولا غيرها _ الممثل الشرعي ولا المتحدث الرسمي عن جميع العاملين ، لا في الأقوال و لا الأفعال ولا المواقف ، فالجسد الإسلامي العام - لو تم تفعيله - هو أكبر و أكثر وأقدر ..
★.. وواقع الحال أن جميع التجمعات لها نجاحاتها الكبيرة ، كما أن لها إخفاقاتها الخطيرة ، بحسب ظروف الزمان والمكان..
وبالرغم مما لحق بجماعات واتجاهات عموم الإسلاميين من آفات وسقطات ومخالفات ؛ إلا أنها تتميز عن غيرها من الجماهير الساكنة بأن غالب منتميها غير خاملين،، بل عاملون متحركون ، ولذلك تظهر منهم الأخطاء بحكم ما يميز الحركة عن السكون .
★.. خلال مسار التجمعات الإسلامية فيما يقرب من قرن مضى من الجبرية السياسية؛ كانت جهود العاملين للدين كبيرة وثمرات أعمالهم كثيرة، لكنها لم تكن كافية للتمكين، لأن تداعي الأمم كان غالبا أكبر من طاقاتهم، وأمكر من محاولاتهم، خاصة وأنهم بلا قيادة رائدة، ولا دولة منيعة، ولا مشروع جامع، كما أن آفات التحزب وأمراض التعصب والاختلاف كانت تأكل الكثير من نتاج الجهود ، وتترك آثار التلف على ثمار الأعمار ..
★.. إذا نظرنا إلى شرائح المتدينين المستقلين غير المنتمين للكيانات ؛ فسنجد أنها أكبر وأكثر القطاعات والشرائح انتشارا ، لكنا سنرى فيها محبة غير موجهة، وحماسا غير موظف، و سيرا في غير اتجاه ، و سعيا في غير نظام ..
وهنا لابد نتساءل .. لكن بغير إفراط في تشاؤم أو تفاؤل :
كيف يستفاد من هذا القطاع الكبير العريض المهم من الأمة في النهوض بمجموع هذه الأمة ، دون تقييد الجماعات أو تعقيد المنظومات .. ؟
سؤال مطروح بإلحاح ، ولعل التوفيق في الإجابة عليه يكون أحد مفاتيح النجاح ..
وللحديث بقية، إن شاءالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق