شعلة المواجهة لم تنطفئ
23 عاما على اندلاع انتفاضة الأقصىمحمد الدرة يعد أحد أهم رموز الانتفاضة الفلسطينية الثانية
توافق اليوم الخميس (28 سبتمبر/ أيلول)، الذكرى السنوية الـ 23 لانطلاق شرارة الانتفاضة الثانية المعروفة بـ "انتفاضة الأقصى" حيث اندلعت من باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، وامتدت إلى كافة أنحاء فلسطين، ثم تحولت إلى انتفاضة مسلحة.
ويعد دخول رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرييل شارون إلى باحة المسجد الأقصى بحماية نحو 2000 من الجنود والقوات الإسرائيلية الخاصة، الشرارة الأولى التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الثانية، حيث الأمر دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له.
على هامش هذه الصورة كان "شارون" يتجول في ساحات المسجد الأقصى، واستفز المصلين بقوله: إن "الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية"؛ فاندلعت المواجهات بين المصليين وجنود الاحتلال، أسفرت عن 7 شهداء وجرح 250 آخرين، إضافة لإصابة 13 آخرين من جنود الاحتلال.
ولاحقا شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن أبرز الأحداث التي وقعت في الانتفاضة الثانية، إعدام الطفل الفلسطيني محمد الدرة (12 عامًا)، فبعد يومين من اقتحام شارون للمسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية، مشاهد إعدام الطفل الدرة، والذي كان يحتمي مع والده ببرميل أسمنتي في شارع صلاح الدين، جنوب مدينة غزة.
وتسببت عملية الإعدام بإثارة غضب الفلسطينيين، وخروجهم في تظاهرات غاضبة، واندلاع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم.
وصعّد الاحتلال من علميات تصفية القادة الفلسطينيين من الصف الأول في مختلف التنظيمات والأطر الوطنية الفلسطينية، كما عمد إلى تدمير البنية التحتية والمؤسسات والممتلكات الفلسطينية، وانتهى بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
أما فصائل المقاومة الفلسطينية، فعملت على تطوير أدواتها القتالية والعسكرية خلال انتفاضة الأقصى، فبعد أن كانت البداية بالحجر والمقلاع، أصبحت هناك عمليات استشهادية ومن ثم صواريخ يصل مداها إلى قلب المدن الفلسطينية المحتلة.
وتوقفت "انتفاضة الأقصى" في الثامن من شباط/ فبراير عام 2005 بعد اتفاق "هدنة" بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قمة "شرم الشيخ".
وأسفرت الانتفاضة عن استشهاد 4412 فلسطينيا، وإصابة 48322 آخرين، فيما قتل 1069 إسرائيليًّا وأصيب 4500 آخرين.
ورغم مرور سنوات طويلة على الانتفاضة الثانية، لايزال المسجد الأقصى، بوصلة الفلسطينيين، والمحرك الأكبر في أي مواجهة مع الاحتلال، سواءً كان ذلك على صعيد المواجهة الشعبية في القدس والضفة الغربية، أو العسكرية مع فصائل المقاومة بغزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق