الثلاثاء، 12 مارس 2013

"الحرب الإقليمية" في الهلال الخصيب



"الحرب الإقليمية" في الهلال الخصيب

يعرفون الحرب الإقليمية بأنها التي تتورط فيها عدة دول في الإقليم، لكنها في سوريا لها تعريف آخر؛ فهي الحرب التي تنخرط فيها عدة دول مجتمعة ضد شعب واحد أعزل، ويتداعى لها بعض المناصرين من خارج حدودها!
اليوم تحارب إيران والعراق وأجهزة الدولة اللبنانية إلى جوار "حزب الله" جميعهم الشعب السوري وكتائبه الثائرة، وتدعم "إسرائيل" النظام بصمتها عن حماقاته وتترك المجال فسيحاً لامتداد عملياته إلى داخل المناطق التي تسيطر عليها قوات حفظ السلام، وتغض الطرف عن صواريخ سكود الطيعة التي لا تعتاش إلا على اللحم السوري الطاهر..
القوات العراقية تقصف معبر اليعربية وتقاتل إلى جانب الجيش الأسدي الفاشي، قوات الجيش السوري الحر.. 
ميليشيات شيعية تتدفق من العراق معززة بقوات من الحرس الثوري، ومن الغرب تصل عدة آلاف في معارك ضارية داخل حمص وحولها..
صواريخ سكود تنهمر على مدن وبلدات الشمال المحررة..
دولياً تساند الأمم المتحدة باستخدام سياراتها كدروع يتخذها جيش بشار الدموي للنجاة من ضربات الشعب السوري الحر بقواته المجاهدة، حتى لجأ الجيش الحر إلى اعتقال عناصر من قوات أممية ثم سلمهم للأردن!
لكن في المقابل؛ فإن مجموعات من المسلمين في العراق قامت باستهداف رتل من جنود المالكي وبشار على حد سواء ما قذف في قلوبهما الرعب، كما تعود جثامين جنود حسن نصر الله إلى لبنان تحت لافتات مختلفة اتقاء لفضائح الهزيمة..
 الدول تقتل السوريين، لكن مجموعات شعبية من دول الجوار شرعت في مد يد العون بشكل علني وقتالي للسفاحين الطائفيين..
في الأنبار العراقية صار المدد العسكري الذي يقدمه نظام المالكي الموالي لإيران محفوفاً بالمخاطر مع وجود مجموعات قتالية عراقية تساند المقاومة السورية،
 وفي الأردن تقام جنائز لبعض أبناء صحراء الأردن لاسيما في معان الذين قضوا نحبهم إلى جانب إخوانهم السوريين..
عناصر تنتمي للعشائر العربية على امتداد الهلال الخصيب بدأت تقدم يد العون للثورة السورية المنتفضة ضد الحكم الطائفي البغيض عليها..
ولبنان الذي سعى وزير خارجيته لدى الجامعة العربية لإعادة مقعد سوريا إلى نظام بشار، يزأر فيه الشيخان الشهال والأسير من طرابلس وصيدا رفضاً لتسلط "حزب الله" على جيشه، وضغطاً من أجل إعادة الصدارة لأهل السنة في لبنان، القريبين كثيراً إلى عمق سوريا..
العشائر العربية بالقرب من دير الزور شرقاً تبدي تعاطفاً كبيراً مع الثورة السورية، وكذلك في الأردن بالقرب من درعا، وأيضاً في لبنان بالقرب من حمص حيث الوشائج كبيرة، فالمجموعات الشعبية على قلتها أضحت تمثل رقماً لا يستهان به في معادلة تتدفق فيها القوات والمؤن عبر الحدود براً وبحراً وجواً..
الحرب ضروس، والملحمة قائمة، والقتل مستحر، ووزير خارجية بلجيكا يصنف كل المقاتلين كمتطرفين، ويمدح "المعتدلين" من المعارضة الكرتونية بالداخل، ووزراء خارجية الاتحاد الأوربي يشددون على دعم الحل السلمي بدلاً من دعم المقاومة السورية بالسلاح، ومهمة الإبراهيمي مستمرة في حلقتها المفرغة، والجميع يحاول الإبطاء من سرعة انتصار المقاومة السورية ويسعى في حل استسلامي بغيض يعيد الطائفيين إلى الواجهة بقناع جديد، لكن في المقابل يبدو المقاتلين السوريين الأحرار جادين في تحرير بلادهم، فبالأمس عاد حي بابا عمرو في حمص إلى يد الثوار، مخلخلاً فكرة الدولة العلوية، وتحررت الرقة، واندفع المقاتلون إلى أحياء دمشق..
نعم إن المسيرة ليست سريعة بالقدر المأمول، لكن "العزل" المسلحين بأسلحة خفيفة يحققون كل يوم نصر تلمسه في كل صدى..
 فحين تتدفق قوات "حزب الله" بجنون إلى حمص، وتتدخل العراق علانية، وتزمجر طهران، ويصرخ الإبراهيمي، وتتخوف "إسرائيل"، ويضرب بشار بالسكود؛ فاعلم أن النهاية اقتربت..
إن تاريخ سكود في المنطقة لا يبشر مطلقه بنصر؛ فعند اقتراب المصير يحلق سكود عالياً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق