الخميس، 15 أغسطس 2013

مجزرة رابعة والنهضة في عيون الصحافة الغربية

مجزرة رابعة والنهضة في عيون الصحافة الغربية



أعدّه: أ. جلال سعد الشايب

حازت المجزرة التي قامت بها السلطات المصرية ضد معتصمين ومتظاهرين سلميين في ميداني رابعة العدوية بمدينة نصر في القاهرة، والنهضة بالجيزة، اهتماما كبيرا في الصحافة العالمية، فلقد اهتمت بعض الصحف الأميركية والبريطانية بالهجوم الذي شنته القوات العسكرية والشرطية المصرية على مؤيدي الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، وقالت معظمها إن القوات المصرية استخدمت عربات مدرعة وأطلقت الرصاص الحي على المعتصمين.

فأشارت صحيفة الـ "واشنطن بوست" الأميركية إن القوات الأمنية المصرية أطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين من أنصار محمد مرسي، وإنها قامت بحرق وتجريف الخيام في رابعة العدوية والنهضة، كما شنت حملات اعتقال وضرب للمتظاهرين هناك.

كما أكدت الصحيفة أن الشرطة المصرية المرتدية لملابس سوداء قد هاجمت عند الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء الموافق 14-8-2013م المعتصمين من أنصار مرسي، كما نسبت لناطق باسم حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين القول إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من خمسمائة من أنصار مرسي المعتصمين في وقت مبكر من اليوم.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الشرطة المصرية وجهت رشاشاتها إلى المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، وأنها رمتهم بوابل من الرصاص بشكلٍ مباشر، وسط أجواء من سحب الدخان الناتج عن الحرائق وعن الغازات المسيلة للدموع، مُضيفة أن بعض أفراد الشرطة كانوا يحملون أسلحتهم وهم يرتدون أقنعة سوداء على وجوههم بهدف إخفاء هويتهم الحقيقية.

ومن جانبها نشرت صحيفة الـ "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن القوات المصرية شنت حملة مميته على أنصار مرسي المعتصمين في بعض الميادين في القاهرة، وسط تزايد أعداد القتلى من المعتصمين، موضحة أن القوى الأمنية والقناصة يستخدمون الرصاص الحي في الهجوم،

وأضافت الصحيفة أن الجيش المصري منع الصحفيين ووسائل الإعلام من الوصول إلى ميدان رابعة العدوية، منتهكًا وعودًا سابقة بدعوة الصحيفين وناشطي حقوق الإنسان لمشاهدة عملية فض الاعتصامات.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الشرطة استخدمت آليات مسلحة في الهجوم على المعتصمين، وإنها استخدمت الرشاشات الآلية ضدهم.

كما أشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن المستشفى الميداني في ميدان رابعة العدوية يبذل جهودًا مضنية –غير عادية- في محاولة لتقديم الإسعاف للمصابين من المعتصمين.

ونشرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية على صفحاتها، أن الجيش المصري فتح النار على المعتصمين من أنصار مرسي مما أسفر عن مئات القتلى، مضيفة أن مروحيات عسكرية حلقت في الأجواء أثناء الهجوم.

ونقلت الصحيفة عن مراسل رويترز القول إنه شاهد حوالي عشرين من المصابين الذين أطلق الجيش المصري الرصاص على أرجلهم، ونسبت إلى جماعة الإخوان القول إن الهجوم أسفر حتى الآن عن مقتل خمسمائة وجرح تسعة آلاف من المعتصمين.

بينما أكدت صحيفة "ذي غارديان البريطانية" أن القوات المصرية استهدفت بالرصاص الصحفيين والمصورين في ميدان رابعة العدوية، في محاولة لمنعهم من نقل مشهد الهجوم.

وقالت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية، إن قوات الشرطة المصرية شنت هجومًا على المعتصمين، وأضافت أنه يبدو أن الاتحاد الأوروبي استيقظ أخيرًا ليدعو إلى ضبط النفس، موضحة أن ما يجري في مصر هذه اللحظة هو ليس محاولة لفض اعتصامات؛ ولكنها مجازر في هجومٍ عسكريٍ كبيرٍ على معتصمين مسالمين من المدنيين.

وأشارت صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن قوات أمنية وعسكرية مصرية استخدمت عربات مدرعة في هجومها على المعتصمين.

ومن جانب آخر اهتمت بعض الصحف الأميركية بدعم وزير الخارجية الأميركية جون كيري للانقلاب في مصر، فقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"[1] إن دعم كيري لما وصفته بالانقلاب العسكري في مصر من شأنه تقويض موقع الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.

كما انتقدت الصحيفة تصريحات لكيري تتمثل في قوله إن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري محمد مرسي جرى من أجل "استعادة الديمقراطية"، موضحة أن رأي وزير الخارجية الأميركية هذا يؤكد مزاعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر والمتمثلة في قولهم إن الولايات المتحدة تفضل دعم دكتاتورية عسكرية بدلاً من دعم ديمقراطية منتخبة.

ومن الجدير بالذكر أن صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أوضحت في مقالٍ سابقٍ نشرته للكاتب الأميركي دويل ماكمناص أن نفوذ الولايات المتحدة آخذ بالتضاؤل في منطقة الشرق الأوسط.



[1] من خلال مقال مشترك نشرته للكاتبة الصومالية الناشطة آيان حرسي علي والكاتب الفرنسي بيرنارد هينري ليفي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق