الثلاثاء، 14 يناير 2014

استفاقة الثوار أجهضت مخطط "داعش"


استفاقة الثوار أجهضت مخطط "داعش"

 المحرر السياسي

داعش ترمي بما تبقى من ثقلها الميداني لتحقيق أكبر قدر من الاستنزاف الداخلي، كان بمقدورها الانسحاب والرجوع من حيث جاءت، غير أن العقل المخطط رفض.

ولكنها تكتب بهذا شهادة ضمورها وانكشافها على يد الثوار السوريين، وهو ما لم تعرفه منذ ظهورها الغامض والمشبوه على الساحة العراقية.

وداعش أُريد لها أن تتسلل إلى الساحات القتالية، وأُريد لها أن تزحف ميدانيا وأن تتحكم في أكثر المناطق المحررة، لكن استفاقة الثوار أجهضت مخططها.

ما بدأه ثوار سوريا من حملة "تطهير" للصف القتالي، بالدفع والردع، لم يتحقق على أيدي غيرهم في ساحات المقاومة المسلحة، وهم بهذا يواجهون اختراقا عنيفا وفكرا مدمرا وغلوا عابرا للحدود، كلفهم الكثير، لكن السكوت عنه هو تصفية للثورة الشعبية برمتها.

ولكل من اتهم الثوار بالطائفية: قاتلوا ميليشيات حزب الله وعصائب الحق وأبو الفضل الشيعية وجيش الأسد النصيري وواجهوا داعش السنية، هم يحاربون الطغيان والعدوان والبغي تحت أي مسمى كان.

وعلى أيدي شرفاء الثوار في سوريا: تعرض حزب الله لأكبر استنزاف ميداني في قواته منذ تأسيسه، وقصموا ظهر جيش الأسد وأوقفوا زحف داعش المدمر.

ثوار سوريا الشرفاء، بتكتلاتهم وجبهاتهم، يقاتلون ويردعون ويتصدون ويحررون ويطهرون، وكل هذا وغيره بسلاح محدود وقوة صبر وصمود لا توصف.

صُدموا كثيرا بفتنة "داعش" أكثر مما صُدموا بالكم الهائل للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي تدفق للقتال إنقاذا لنظام الأسد، وكانت هذه الفتنة أن تعصف بالكثيرين على مستوى المخزون الإستراتيجي البشري للثورة، ولكنهم اعتمدوا مسلكا عاقلا حكيما أمكن به امتصاص الصدمة:
التحمل والوساطات ومبادرات الإصلاح والمحاكم المستقلة ثم الإمهال فالتصدي والردع الميداني.

ومع هذا وغيره، واجهوا ضغوطا كبيرة ليس لجرهم إلى اجتماع جنيف2، فالرفض القاطع محسوم والغرب يدرك هذا، ولكن للموافقة المبدئية على مفاوضات جنيف أو على الأقل السكوت عنها، وهُددوا بوقف المساعدات، على قلتها، وتضييق الخناق، ورفضوا الخضوع أو الخنوع أو المساومة ومحاولات شراء الذمم وصفقات المقايضة، وتمسكوا باستقلالية قرارهم وخيارهم.

وأكثر من ذلك، حافظت الثورة، إجمالا، على قدر كبير من اتزانها وثباتها ونضجها واستمرت في مشروع التحرير، وإن تعثر في بعض المناطق بسبب الانشغال بعمليات الردع والتصدي لانتقام داعش الأعمى ومحاولات دفع بلائها وطيشها ما أمكن وتخليص بعض مناطق الشمال من جيوبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق