رسالة من الشيماء محمد مرسي إلى والدها الرئيس
أبي الحبيب
يا مهجة القلب وقرة العين
هل تذكر يا أبي الحبيب بيت الشعر الذي ألقيته علي مسامعك منذ زمن طويل وعدلت لي فيه نحوه
أعلم يا أبي أنك ما زلت تذكره
أبتاه أنا إن رسمت السماء وما بهامن نجوم فستكون أنت النجم الأكبر
كان بيتًا من الشعر بدائيًّا ولكنه كان بالنسبة لك كبيرًا واحتفيت به كثيرًا وجعلتني أشعر أني سيدة الشعراء فلقد كنت مشجعًا لنا دائمًا علي تنمية مهاراتنا والاستزادة من العلم والمعرفة .
أبي الغالي في ليلة المحاكمة المزعومة وقد جاءني طيفك ففاض قلبي شوقًا إليك وحنينًا إلى رؤياك وسماع صوتك الهادئ الوقور وظلت الذكريات تنهال أمام ناظري لأستعيد شريط حياتك التي أحسبها مليئة بصفحات من الجهاد لن يتسع المجال لذكرها كلها .
ولكن راودتني نسمات ليلة الانقلاب وأنت تخبرنا بكل ثقة ويقين :"أن مصر ستنتصر بحول الله وقوته وأن دين الله هو الغالب وأن الخلافة قادمة لا محالة وأن التاريخ سيكتب بخطوط من نور جهاد المصريين".
وأشهد الله أني لم أرَ فيك جزعًا بل على العكس كنت هادئ البال مطمئن الفؤاد مبتسم الثغر قمت بعبادتك ككل ليلة من قيام وصلاة وابتهال ودعاء وتخبرنا بكل عزة "أن الحرية ثمنها الدماء وأنك يجب أن تكون في مقدمة الصفوف وأول المضحين بصفتك ولي الأمر وأني أتمنى من الله أن يقبل دمي شهيدًا في سبيله".
وذكرت لنا سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان والإمام الشهيد حسن البنا وقلت: "لقد مات سيدنا عمر شهيدًا ومات سيدنا عثمان شهيدًا والإمام الشهيد، وياليتني شعرة واحدة في أحدهم وأنتم تعيشون لحظات كتابة التاريخ الآن، وهذا خير عظيم لكم ويا ليتني سطر واحد في هذا الكتاب".
وما زلت أذكر صوتك الواثق الثابت وأنت تقول لنا :"أنا صفحة واحدة من صفحات الثورة المصرية المجيدة فإن لقيت الله شهيدًا فلتكمل الثورة المسير وأنا واثق من الشعب المصري أنه لن يسمح بالعودة إلى الوراء ولن يفرط في حريته أو كرامته ولو على حساب دمه".
ولا أخفيك سرًّا أنني ساورني قلق من هذه الجملة الأخيرة وظللت أحدث نفسي هل سيصدق ظنك بالشعب المصري أم أنها فرط ثقة منك بهذا الشعب الكادح الموجوع المكلوم.
ولكن بعد ستة أشهر وخمسة أيام منذ تلك الليلة أوؤكد لك أيها الغالي أن هذا الوطن مليء بالرجال والشباب والنساء والفتيات والاطفال والشيوخ والعجائز الذين لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدًا على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية من دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم .
وأننا ماضون أيها الحبيب بعنا لله الأرواح والبنون, ماضون لتحقبق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة مهما كلفنا الأمر ومهما كانت التضحيات وأن الله بالغ أمره إن شاء الله .
ورسالتي الأخيرة إليك:
أذكر حين كنا صغارًا أنك كنت دائمًا تدندن بأنشودة
"سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردي
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
ونفس الشريف لها غايتان بلوغ المنايا ونيل المنا
فنعم يا أعز الناس إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
رزقنا الله وإياك شهادة خالصة في سبيله مقبلين غير مدبرين وتقبل جهادك
ونعلنها عالية أن يا رب إنا راضون عنك فارض عنا
وأخيرًا وليس آخرًا
ليحيا الشعار
الله غايتنا, والرسول قدوتنا, والقرآن دستورنا, والجهاد سبيلنا, والموت في سبيل الله أسمى أمانينا
ولن نرضي عنه بديلاً مهما يكن فاللقاء عند الحوض يا أبي
والله أكبر والعزة لله ولرسوله والمؤمنين
5ربيع الاول 1435ه
7 يناير 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق