سناء عبد الجواد تروى لـ«الشعب الجديد» تفاصيل معاناة البلتاجي بمحبسه وسبب اعتقال ابنها ولحظات استشهاد أسماء
حوار: فاطمة يوسف - آية محمد على
د. البلتاجى يطالب بفتح قضية مقتل الشهيدة أسماء.. والنيابة ترفض
>> نقل «البلتاجى»إلي ىسجن العقرب بعد فضح الانقلابيين أثناءمحاكمته ورسائله المدوية للثوار
>>«ارفعوا الظلم عن هذا السجين» سبب تلفيق قضيتين لى ولابنى.. ووكيل النيابة يعترف «لن يستطيع إخراجنا إلا بكفالة بأوامر من فوق»
>> والدة الشهيدة تطالب سلطات الانقلاب «إذا كانت ابنتى على قيد الحياة فى تركيا كما تدعون فلتعيدوها لى»
>>«أسماء» أشهر شهيدة توضأت مخصوص للشهادة قبل قنصها.. وتمنتها
>> إلغاء محاكمة د.مرسى وإخفاؤه هدفها الاطمئنان على تمرير دستورهم والسيطرة على ذكرى 25 يناير
فى لقاء خاص مع «الشعب الجديد» تحدثت والدة الشهيدة وزوجة المعتقل د. محمد البلتاجى وابنها أنس أيضا معتقل فتحت فيه كل الملفات والأوراق وفضحت فيه العسكر والقائمين على الانقلاب فى الوقت الحالى وأظهرت كيف استخدم العسكر منذ توليه بعد مبارك استخدام سياسة فرق تسد، شارحة حالة زوجه المعتقل الذى دخل فى يومه 21 فى الإضراب عن الطعام، واستمرار سلطات الانقلاب فى إساءة معاملته ومعاملة عائلته رغم تدهور صحته كثيرا، وكشفت الستار عن لحظات استشهاد ابنتها أسماء «حورية الوطن»، مؤكدة على تمسكها بالقصاص والمحاكمة العادلة لقادة الانقلاب التى لن تتراجع عنها كأم شهيدة ولن تفرط فى دماء ابنتها فضلا عن دماء بقايا الشهداء.
*حدثينا عن الحالة الصحية لـ د.البلتاجى فى محبسه؟
الدكتور البلتاجى مضرب عن الطعام لا يشرب سوى الماء، و السبت القادم سيتم 21 يوما، وصحته فى تدهور مستمر وأصيب بتهتك فى الأمعاء وجفاف ونقص أملاح وقرحة فى المعدة.
* فى تصريح سابق لكى قلتى إن «هناك تحاليل أجريت له بدون إعلامكم بالسبب أو نتيجة هذه التحاليل» فهل هناك جديد فى هذا الأمر؟
بالفعل أجرت داخلية الانقلاب عدة تحاليل لـ د. البلتاجى من ضمنها على الكلية والكبد ولكنهم لم يعلمونا بالسبب أو نتيجة التحاليل حتى الآن ولكن نحن نظن أن هذه التحاليل بسبب تدهور صحته، ولكنهم لم يفعلوا شيئا لكى يجعلوه ينهى حالة الإضراب، فنفس الوضع السيئ كما هو «المعاملة المهينة والزنزانة غير الآدمية الانفرادية» فزنزانته بعيدة عن باقى المساجين وضعوه فى عنبر وحده مغلق عليه منفصل عن الباقين غير عابئين بوضعه الصحى الذى يتدهور يوما بعد يوم رافضين نقله مع باقى المساجين لا يراه أحد مطلقا غير مرة فى اليوم يدخل أحدهم بالطعام ويرفضه.
*هل أيدت د.البلتاجى فى الإضراب عن الطعام؟
نحن مُنعنا من الزيارة عنه لفترة ويبدو أننا مُنعنا بداية دخوله فى الإضراب حتى لا نخرج نذيع خبر إضرابه، وعندما سُمح لنا أخيرا بالزيارة بعد ستة أيام من إضرابه وجدنا حالته الصحية قد تدهورت وآخر مرة ذهبنا للزيارة رفض د.البلتاجى الزيارة استكمالا لحالة الإضراب التى بدأها بسبب الظروف المهينة وغير الإنسانية التى يقومون بها معنا، فهم وضعوا مؤخرا حائلا زجاجيا كبيرا يفصل بيننا وبينه والحديث يكون من خلال هاتف، كنوع من العقاب حتى لانقابله بشكل مباشر وبسبب هذه الطريقة غير الآدمية أضرب د.البلتاجى عن الزيارة.
* ما آخر مستجدات القضايا المتهم فيها د.البلتاجى؟
نحن لم نعد فى بلد بها قانون فلا يطبق أى قوانين فى الوقت الحالى ولكننا لم نقف بلا حراك بل رفعنا قضايا وخاطبنا منظمات حقوقية ودولية لكى ترفع الظلم الذى يمارس ضد د.البلتاجى، فالانقلابيون ينتقمون من الدكتور بسبب الدور السياسى الذى كان يقوم به، فهو الشخص الوحيد الذى لم يترك الميدان إبان الثورة بشهادة الجميع كما أنه قبل الثورة كان حمامة السلام بين الإخوان وجميع الطوائف السياسية بعلاقته الجيدة مع الجميع، فهو يعاقب كناشط سياسى ورمز من رموز الوطنية وثورة 25 يناير فالكل كان يحمد له دوره فى الثورة وقبل الثورة.
وكان يدعو إلى التوافق بين كافة القوى السياسية، وكان يردد دائما: الكل لابد أن يشارك فى بناء الوطن، ولكن للأسف يبدو أن بعض الأطراف التى كانت تتعاون مع د.البلتاجى عن طيب خاطر أصبح لديها مصالح مع الانقلابيين فانقلبوا هم أيضا على د.البلتاجى، ونحن نُحمِّل حدوث أى مكروه له للكل فـ د.البلتاجى ناشط سياسى ورمز من رموز الثورة فضلا عن كونه مواطنا مصريا له حقوق، لُفق له 21قضية لم يقدم فى أى منها دليل واحد يدينه وإلى الآن محبوس احتياطيا على ذمة القضايا رغم ظروف محبسه القاسية.
فى حين أن د.البلتاجى قتلت ابنته أسماء فى رابعة وإلى الآن النيابة لم تفتح التحقيق فى مقتلها، بالرغم من أنها كانت تذهب لتحقق معه كثيرا بسبب كثرة القضايا الملفقة له فى كل الأوقات ليلا وصباحا، وكان يطلب منهم فتح التحقيق فى قضية مقتل ابنته ولكن النيابة كانت ترفض فتح القضية.
* كيف كانت المضايقات التى كنت تتعرضين لها أثناء زيارة د.البلتاجى وخاصة الزيارة الأخيرة؟
د.البلتاجى فى البداية كان فى ليمان طره وبعد خروجه أثناء محاكماته وتصريحاته القوية الصامدة، وبسبب نشر رسائله القوية لبث الحماسة والتشجيع لدى الصف الثورى عبر صفحته على الفيس بوك فأرادوا أن يعاقبوه لأنه يعبر عن رأيه بكل حرية ونقلوه إلى سجن العقرب شديد الحراسة وهو أسوأ السجون فى مصر منذ 60 يوما بزنزانة انفرادية عبارة عن دورة مياه وغير لائقة بالمرة، وبالنسبة للطريقة التى نتعامل بها فى الزيارة فهى سيئة جدا نقف 5أو 6 ساعات حتى نستطيع مقابلته بالإضافة إلى أن وقت الزيارة قصير جدا، بجانب طريقة التفتيش السيئة لا تصلح فأنا لا أعلم مع أى نوع من البشر يظنون أنهم يتعاملون معه كما أن هناك تعنت فى المحتويات التى نجلبها للدكتور وتضييق شديد.
وفى آخر زيارة التى كانت توافق 24/12/2013 كنت أنا وابنى أنس وقبلها كنا قد منعنا من الزيارة فترة، وعندما قابلنا الدكتور قال لنا إنه السجين الوحيد المسجون احتياطيا على هذه الظروف القاسية التى تمثلت فى زنزانة سيئة لا يوجد بها إنارة ولا هواء، لا يوجد بها منفذ واحد للهواء وقال إنه يتنفس عندما تضيق عليه كثيرا من تحت حافة الباب، ولا يوجد ما يفترشه على الأرض فى هذا الجو البارد، ثم أنهى حديثه بـ «لهذه الظروف دخلت فى إضراب عن الطعام»، فحدث لنا أنا وابنى انهيار وخرجنا نقول «ارفعوا الظلم عن هذا السجين .. ربنا هياحسبكم وينتقم منكم.. فأنتم تتعاملون مع أستاذ جامعى من شرفاء الوطن»، وكنا واثقين أنهم سيلفقون لنا التهم، وفى نفس الوقت حاولوا إسكاتنا وطردنا بالخارج فقامت الحراسة بشدنا بعنف إلى الخارج وصل إلى إيقاعى فى الأرض وتمرزيق طرحتى وظلت الحارسة تضرب فى على مرأى ومسمع من صف ضباط يتفرجون على، وفى هذا الوقت كانوا قد أخذوا ابنى أنسا فتملك الخوف قلبى وتوقعت أنهم يخرجوننى لكى يلفقوا تهما لابنى أنس فأبيت الخروج إلا معه، وعندما صممت قالوا لى «إذن أنتِ الأخرى ستدخلين معه فى نفس القضية وسيلفق لكم عدة قضايا أخرى، وحجزونى فى مكان وابنى فى مكان لمدة ساعتين كانوا خلالهم قد جهزوا لنا محضرين الأول أن أثناء زيارتنا لـ د.البلتاجى قمت أنا زوجته بالتعدى على الحارسة بالضرب المبرح وهى الآن تعانى من إصابات وكدمات وبتوقيع الكشف الطبى عليها هى تحتاج الانتقال إلى مستشفى، ولكن أى منطق وأى عقل يقول إن امرأة ذاهبة لزيارة زوجها فى سجن العقرب شديد الحراسة أقوم بالتعدى على حارسة وسط كل الموجودين وسط سجن ملىء بالجنود والضباط وأحضروا لى هذا لمحضر فى الغرفة التى كنت أجلس فيها لأمضى عليه فرددت عليهم بأنى لن أمضى لأن ما حدث كان أمامكم وهى من تعدت على ولست أنا ولكنكم لا تستطيعون أن تتفوهوا بالحقيقة لأن الأوامر تأتيكم من فوق ويبدو أن لا أحد يستطيع كسر هذه الأوامر، ونقلونا فى عربية ترحيلات مقتادين بالكلابشات كالمتهمين إلى نيابة المعادى وعندما بدأ التحقيق معى وجدت أنهم مقدمين "CD«به من بداية دخولنا إلى السجن والدقيقتين اللتين وقفناهم مع د.البلتاجى حتى قولنا ارفعوا الظلم عن هذا السجين فقط ولم يصوروا اعتداء الحارسة علىولكنوالحمد لله هذه كانت أدلة إدانة ضدهم، حيث إننى قلت للنيابة فإذا قاموا بتسجيل هذا الجزء لماذا لم يسجلوا اعتدائى على الحارسة كما يقولون فهذا دليل على أنها هى من اعتدت على ولست أنا، وبعد مرور ساعة من التحقيقات قال لى وكيل النيابة «نحن لن نحبسكى»، فقلت له «هذا الطبيعى، فأنا لست متهمة لكى تأمربحبسى، فأنا المجنى عليها» فأضاف أنهم سيأخذون كفالة فقط فرددت عليه «أنا لست متهمة حتى أدفع كفالة لكى أخرج فالمفروض هم من يدفعوا لى ولست أنا» فقال لى «أنا لن أستطيع إخراجك إلا بهذه الطريقة فهذه أوامر من فوق»، كما أننا قمنا بفضح إضراب د.البلتاجى ظنا منا أن أى جهة ستتحرك لترفع الظلم عنه، ولكن النيابة ذهبت لتعاين فقط ثم أخرجوا تقريرا قالوا فيه إن الزنزانة مطابقة للمواصفات، فنحن الآن لا نستطيع أن نخاطب أى جهة مسئولة فالنيابة عملتعلى شحن المجتمع وتشويه صور الشرفاء وعندما يقوم بالتحديد «السيسى» و«محمد إبراهيم» بقتل ابنتى فمن الطبيعى أنهم يتجاهلون الأمر، كما خرجوا فى إعلامنا وقالوا أيضا إن أسماء على قيد الحياة فى تركيا وفبركوا بنتا تخرج تقول «أنا على قيد الحياة فى تركيا ولماذا أبى يتاجر بدمى»، ولكنى أقول لهم: إذا كانت ابنتى على قيد الحياة فى تركيا فلتعيدوها لى؟ففيديو الاحتضار ووجودها بالمستشفى موجود والكل رآه، وأيضا فيديو قنصها وشهادة وفاتها التى أخرجتموها أنتم، فلماذا سندعى وفاة ابنتى الوحيدة التى كانت نموذج يحتذى به وزهرة جميلة، فأنا أتعجب ممن قتل أسماء كيف لم يرق قلبه لها ولكننى أقول من قتل 6000 آلاف شهيد دون رحمة وحرق الجثث والمسجد فى يوم واحد سيهون عليه أى شىء بعد ذلك، فالله أعلم هل كان حادث مقتل أسماء مدبر كما أظهر النشطاء فى فيديو قنصها أم أنها قتلت مثل باقى الشهداء، ولكن لن أفرط فى دم أسماء أبدا ولا دم باقى الشهداء فأنا كأم شهيدة لن يهدأ لى بال إلا بعد القصاص والمحاكمة العادلة وإن شاء الله قريبا نراهم خلف القضبان يحاكمون ففى هذا الوقت سيهدأ قلبى قليلا فضلا عن المحاكمة التى ستعقد لهم يوم القيامة عند الجبار الحى الذى لا يموت.
*بعد إطلاق عدد من الدول اسم «أسماء» على عدد من الشوارع والمنشآت والمؤسسات كيف تستقبلين هذا؟
بالطبع، أسرنى هذه الأخبار كثيرا أن تقوم بعض الدول بإطلاق اسم أسماء على بعض الحدائق ودور الأطفال والشوارع ومراكز طبية ومراكز للطفولة، فى حين أنه أحزننى كثيرا نكران بلدها لموتها فمن أحل الدماء يهون عليه الكذب وتضليل المواطنين.
* اوصفى لنا كيف استشهدت «أسماء» واللحظات الأخيرة قبل إلفاظ أنفاسها الأخيرة؟
يوم مجزرة رابعة، الضرب بدأ 6.30 صباحا وبدءوا مباشرة بغاز كثيف جدا ورصاص حى. ففى البداية، كانت أسماء معى ووالدها على المنصة وأخواها يصدون الهجمات وينقلون القتلى والمصابين، فطلبت أسماء أن تتوضأ فاستغربت لطلبها وكانت صلاة الظهر أمامها وقتا طويلا، فكنا قد انتهينا من صلاة الفجر وقول الأذكار منذ فترة وجيزة،ولكنها ألحت على وقالت لى أنا معى زجاجة مياه وأفرغت عليها وتوضأت، ومن وقت لآخر كانت كعادتها تصبر الجميع تطبطب على وتقول لى «معلش يا ماما نستحمل». وكنا نقع من حين لآخر من كثافة الغاز الذى خنقنا وتمسح أسماء على وجهى بالماء والخل وتقول لى اصمدى يا أمى، وبعد فترة أشارت إلى المستشفى الميدانى طالبة منى أن تذهب هناك لتحميه بما فيه من قتلى ومصابين وأنا أرفض، فهى كانت تعلم أنهم عندما سيدخلون إلى الميدان سيذهبون مباشرة إلى المستشفىلإخفاء جريمتهم النكراء ويخفون الجثث، وفجأة قبلتنى واختفت وسط الغاز، ظللت أبحث عنها ولكن دون جدوى ولا توجد شبكات لكى أتصل بها، وبعد فترة من الزمن وجدنى أخاها وقال لى إن أسماء أصيبت بخرطوش والآن فى المستشفى، وعلمت بعدها أنها تركتنى ووقفت تحمى المستشفى الميدانى ليس بسلاح أو «عصايةأو شوم»، بل تحصنه بالقرآن من هؤلاء القتلة، ووقفت أمام المستشفى تقرأ القرآن، وبعد فترة طلبوا من الناس أن تجمع طوبا ليصدوا به العدوان الغاشم بالرصاص والخرطوش والغاز، فلم يوجد سلاح واحد بالميدان كما ادعى الإعلام الكاذب، الإعلام الخاص بالانقلاب. فأغلقت المصحف وظلت تردد القرآن، حيث إنها كانت من حفظة القرآن وحاولت أن تجمع طوبا لهم، ففى هذه اللحظة قنصها أحد القناصين من طائرة برصاصة جاءت فى الصدر هتكت الرئة وحملوها إلى المستشفى التى ذهبت لتحميه، وعندما ذهبت إليها مسرعة وأنا على ظن أنه خرطوش وأنها سليمة، وكنت أنظر إلى الجثث من حولها والإصابات وأقول الحمد لله أنها خرطوش وأدعى الله أن يصبر أهالى هؤلاء الشهداء والمصابين، وكنت أمسح على وجهها الذى ظهر عليه الإجهاد والعرق الكثير وأقول «معلش يا أسماء استحملى، فقالت لى لا تقلقلى يا أمى أنا بخير وتطمئنى كعادتها، وبعد فترة قالوا إنها ستدخل العمليات فتعجبت، وبعد ساعة ونصف الساعة من دخولها العمليات ارتقت أسماء إلى بارئها شهادة على إجرام العسكر. فالبرغم من أننى لم أكن خائفة عليها لأنها معى بمقدار ما كنت أخاف على أخويها ووالدها، ولكن أراد الخالق أن أقدم أغلى ما عندى ابنتى الوحيدة زهرة العائلة، وأخبرنى الكثيرات من المعتقلات وبعض اللاتى خرجن أن أسماء جاءت لهن فى الرؤىا تصبرهم، وأكدت لى بعض صديقات أسماء اللائى لم يكن بالميدان فى هذا الوقت أنهن قد اتصلن بها قبل قطع الشبكات فى بداية الضرب وطالبن منهاأن تخرج من الميدان، ولكنها رفضت وقالت لهن«أنا نفسى أموت شهيدة هنا ولن أترك إخوانى وأهرب من الميدان». وقريبا سنقتص لأسماء بمحاكمات عادلة.
*هل كنت تتوقعين كل هذا الإجرام والعنف والدم من قتل واعتقال وسحل من قبل العسكر؟
كنا نتوقع أن جيشنا لن يكون كجيش سوريا أو ليبيا يقتل المدنيين السلميين ويدبح فيهم، وكانت ثقتنا فى الجيش أكبر من هذا، ولكن للأسف يبدو أن ثقتنا لم تكن فى محلها، فالمجلس العسكرى نجح فى التفريق بين القوى السياسية بطريقة فرق تسد رغم أننا لآخر وقت كنا نحسن الظن به ولم نظن أنهم سينقلبون على الشرعية ويقتلون بهذا الشكل.
* ماذا حدث فى الكواليس فى الأيام الأخيرة قبيل الانقلاب؟
د.البلتاجى كان معتصما فى الميدان منذ يوم 28/6 وأسماء كانت رافضة النزول، وكنا لا نرى الدكتور إلا قليلا حتى عندما نذهب إلى الميدان، وكنا صامدين؛ تعم الميدان روح جميلة ولكنهم ضيعوا علينا هذه اللحظات بهذه المجزرة البشعة، فأصبحت كل ميادينمصر رابعة فى خيبة أمل لهم. فبالرغم من استمرار وقوع أعداد كبيرة من الشهداء وسقوط أسرى كمعتقلين فى أيدى العسكر ولكن الشعب لم ينكسر وإننا مستمرون.
* كيف تفسرين اعتقال «أنس» ثم تركه ثم اعتقاله مرة أخرى واستمرار حبسه؟
عندما اعتقلنا أنا وأنس بعد زيارتنا للدكتور البلتاجى أفرجوا عنا لأنهم لم يريدوا أى تعاطف دولى مضاعف مع الدكتور البلتاجى أكثر من هذا، ويبدو أن أنس كان متابعا وملاحقا أمنيا من قبل الانقلاب فلفقوا له التهم المعتادة لمعظم المعتقلين هو وأصحابه الذينكان يبيت عندهم فى هذا اليوم، منها التحريض على المظاهرات وقيادة مظاهرات فى جامعتى عين شمس والقاهرة، فى حين أن أنس منذ بداية الدراسة لم يذهب للظروف التى وضعنا فيها، حيث إنه هو المسئول عنا بعد اعتقال أبيه، فهو ينزل بالفعل بعض المسيرات ولكنه يشارك مثله مثل أى مواطن رافض للانقلاب ورافض لحكم العسكر وجرائمه ويطالبون بحقهم فى حياة كريمة، ولكنهم أحبوا أن ينتقموا من د.البلتاجى أكثر ويشوهوا صورته بإعطاء فكرة للشعب أن الأسرة كلها ترعى الإرهاب والعنف ونحن بعيدونكل البعد عن الإرهاب والعنف ولن نسلك سوى الطرق السلمية، فاعتقلوه يوم 31/12/2013 وادعوا أيضا أنه متلبس بطلقات حىة وبعض الخرطوش متمادين فى كذبهم لأبعد الحدود.
* ما تعليقك على إلغاء محاكمة الرئيس الشرعى د.محمد مرسى وإخفائه بهذا الشكل؟
كذبهم واضح جدا من الرواية التى روجوا لها أن هذا لحمايته أمنيا؛ لأنه كان سيحدث له حادث اغتيال، أو الرواية الأخرى التى يدعون فيها سوء الأحوال الجوية والطقس رغم أن التقارير التى خرجت أثبتت عكس كلامهم من خبراء الطقس والرحلات التى خرجت فى نفس اليوم من المكان الذين يقولون إنه محبوس فيه، ففى ظنى هم يريدون أن يؤجلوا المحاكمة إلى بعد الاستفتاء وذكرى 25 يناير لتخوفهم من هذا اليوم، ولأن د.مرسى فى محاكمته الأولى أجج المشاعر وأثار الشباب وألهب حماستهم بكلماته القوية داخل قاعات المحكمة التى أشاد بها الخارج قبل الداخل ولقى قبولا كبيرا جدا لدى الجميع، أثبت فيها أنه مازال الرئيس الشرعى.
*كيف تعامل معكم الإعلام كإخوان أثناء فترة حكم د.مرسى وبعد الانقلاب؟
الإعلام كان يجارى الأحداث فى بادئ الأمر واعترفوا أن الإخوان هم الذين حموا الميدان فى أوقات كثيرة؛ منها موقعة الجمل، وبعد ذلك بدأ المجلس العسكرى يلعب لعبته ليفرق بين القوى السياسية وبدأت حملات تشويه وافتراءات على الكثير من القيادات.
* من هم القادة والإعلاميون والشخصيات العامة الذين صدمتى فيهم بعد الانقلاب؟
كانت هناك شخصيات موجودة فى الميادين أثناء ثورة 25 يناير التى نزلنا فيها ماعدا أسماء التى كانت تمتحن ونزلت من أول 26 يناير، لم تترك بعدها أى فعالية إلى أن استشهدت، شخصيات كنا نفتخر بها ولكن صدمنا فيها بعد الانقلاب، حيث أصبحت جزءا من حملات التشويه ضد الثوار جميعا،وبدءوا ينقلبون على الجميع وبعضهم الآن فهم المؤامرة التى كانت تحاك ضد الوطن وبعضهم مازال مشتركا فى المؤامرة برضاه؛ لأن له مصالح مع العسكر، ولكننا نأمل الآن فى حدوث حالة توافق مثلما حدث إبان ثورة 25 يناير، ولكن من بعد 29 يناير عندما رأى أعداؤنا كيفية اتحادنا حاكوا لنا المؤامرات والمكايد لكى يفرقونا لأنهم أدركوا قوة هذا الاتحاد ففرقوا كل فصيل وحده .
* من يحكم مصر الآن من وجهة نظرك فى ظل اختفاء السيسى المفاجئ؟
نحن لا نعرف من يحكم مصر الآن، ولا نعرف ما الذى يخفيه لنا المستقبل، فهو الذى سيلقى الضوء على الحقيقة، كما أنى أحيى طلبة الجامعات الذين يخرجون بأرواحهم على كفوفهم للمطالبة بالقصاص لمن سبقوهم من الشهداء؟
* ما تعليقك على القرارات الأخيرة للعسكر والتى آخرها مصادرة أموال الإخوان بهدف تجفيف منابع الإرهاب؟
إن أول من صودرت أمواله هو د.البلتاجى، حيث تحفظت على أمواله،ثم تم تدمير عيادته بالقليوبية والذى أشرف على هذا الاعتداء مدير أمن القليوبية بنفسه، فهم يبحثون الآن عن أى أموال يجمعونها ليسرقوها ويسندوا أنفسهم.
* ما توقعاتك لذكرى 25 يناير القادمة؟
نأمل أن تكون ذكرى 25 يناير هى ذكرى تحرير البلد من جديد واستكمال ثورة 25 يناير وتحقيق مطالبها التى ضحى من أجلها أكثر من 7 آلاف شهيد حتى الآن وأكثر من 20 ألف معتقل.
* نريد منك توجيه عدة رسائل لجهات بعينها.
الإعلام: أحب أن أقول لإعلام الانقلاب كفاكم تضليلا وكذبا على الشعب وكفى لعبا بعقول المواطنين.
قادة الانقلاب: أنا لا أوجه رسالة إليهم لعدم اعترافى بهم فمكانهم الطبيعى فى الأقفاص، وأنا كأم شهيدة لن أقبل بغير محاكمة هؤلاء القتلة الخونة.
المغيبون: أقول لهم كفاكم تأييدا لهم؛ فهم مزقونا وفرقونا وأنتم تعلمون جيدا أنهم يضللونكم ونأمل أن نعود شعبا واحدا؛ نسيجا واحدا، وأنا كأم شهيدة أفتح يدى لمن يريد الانضمام إلى صفوف الثوارمن جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق