الليكوديون العرب
فهمي هويدي
وأن رصيد مصر إزاء القضية الفلسطينية الذي راكمته طوال الستين عاما الماضية نفد تقريبا، حتى اختزل في الموقف المصري إزاء معبر رفح.
أما أم الغرائب فهي تلك التي عبرت عنها بعض التعليقات التي انطلقت من أن مصر وإسرائيل أصبحتا «يدا واحدة» في مواجهة حماس!
لا يواسينا إلى حد ما ويخفف من وقع تلك الغرائب سوى المفاجآت التي شهدناها خلال الأسبوع وأهمها القدرة العسكرية التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية والتي لم تتمثل فقط في الإصرار على الرد والردع للإسرائيليين. وإنما تبدت أيضا في مستوى التسليح الذي كشفت عنه الصواريخ بمداها الذي وصل إلى 160 كيلومترا، حتى أصبح بمقدورها أن تقصف تل أبيب والمدن والمواقع العسكرية المختلفة. كما تمثلت في الطائرات بدون طيار التي تم تصنيعها محليا وحققت نجاحا مدهشا في كفاءة أدائها.
الخطأ الجسيم الذي وقع فيه كثيرون تمثل في الخلط بين حماس والإخوان وغزة والقضية الفلسطينية، واعتبار كل ذلك شيئا واحدا. ومن ثم إسقاط العداء لحماس ومخاصمة الإخوان على غزة وعلى القضية.
وكان ذلك الخطأ وراء الموقف المفجع والكارثي الذي عبر عنه البعض في كراهيتهم لحماس إلى الحد الذي دفعهم إلى تبنى الموقف المشين المتمثل في موالاة الإسرائيليين، ولا يستطيع المرء أن يتجاهل أن العداء لحماس متأثر أيضا بحملة الشيطنة والأكاذيب التي نسبت إليها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وهي التي اعتمدت على تسريبات مسمومة لم يثبت أن لها أصلا من الحقيقة.
فتقرير أول لجنة شكلت لتقصي حقائق أحداث الثورة في عام 2011 التي رأسها رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق المستشار عادل قدره لم يشر إلى أي دور لحماس في أحداث تلك المرحلة، وهو التقرير الذي دفن وأعيدت صياغة أحداثه بواسطة الأجهزة الأمنية بحيث أقحمت حماس فيها لتبرئة الشرطة التي أدانها التقرير الأصلي صراحة.
وقتل الجنود المصريين في رفح الذي ألصق في حماس لم يثبته أي تحقيق رسمي، ولا يزال الطرف القاتل مجهولا حتى اللحظة الراهنة.
وحكاية التنازل عن جزء من سيناء لصالح حماس لكي يتمدد فيها سكان القطاع أسطورة وأكذوبة كبرى لم يقم أي دليل عليها..
وقس على ذلك بقية الأحداث التي أقحمت فيها حماس لشيطنتها وتلويث صورتها ضمن حملة تصفية الصراع مع الإخوان.
صحيح أن حماس فرع عن الإخوان لكنها ليست نسخة منها، علما بأن شيطنتها خدمت إسرائيل ولم تخدم مصر في شيء.
وإنما أساءت إليها وصغرت من حجمها، وسحبت من رصيدها إزاء القضية الفلسطينية.
الأمر الذي انتهى إلى قطيعة عزلت الموقف المصري عن القضية، وكانت النتيجة أن مصر حين أرادت أن تغطي موقفها وتصور للرأي العام أن لها دورا في القضية فإنها أعدت مبادرة من جانبها لم تتشاور فيها مع قيادة حماس في القطاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق