هل الحرب قادمة فعلا؟!
موقع المسلم | 18/11/1435 هـ
فيما تجيش الولايات المتحدة تحالفاً دولياً وإقليمياً للحرب على "الإرهاب"، تثور عدة تساؤلات حول الأهداف والملابسات الخاصة بهذه الحرب القادمة، يساعد على تكاثرها هذا الغموض الذي يحيط بالعملية برمتها.
لذا؛ فإن ما يبتدر إلى الذهن قبل التساؤلات حول توسع الحرب وأهدافها وما إلى ذلك، هو حول فكرة الحرب ذاتها، وهل هي حقيقية أم لا، وهل هي محدودة أم شاملة؛ فليس غريباً أن يفكر البعض في أن هذه الحرب قد لا تقع من الأساس، إذ إن ثمة مؤشرات ليست قوية لكنها واردة، على هذا؛ فإحدى الدولتين اللتين قد تجري الحرب على أراضيهما، وهي سوريا تعتبر على لسان نظامها أن أي حرب تشن عليها لابد أن تحظى بموافقتها!
وإلا اعتبرت "اعتداءً"، وهذا بالطبع مقبولاً في الظروف الطبيعية، لكن في ظل العزلة الظاهرية على نظام بشار الأسد ربما تفهم ما يُسمى بـ"المجتمع الدولي" شن حرب على جماعة يعتبرها إرهابية دون الالتفات إلى دولة تقع الحرب على أراضيها، غير أن هذا "المجتمع الدولي" أيضاً ليس على موجة واحدة متفقة على هذا؛ فروسيا اشترطت قبولها بـ"شرعية" هذه الحرب أن تمر عبر مجلس الأمن، بما يفتح شهية المحللين إلى اعتبار روسيا إما راغبة في عدم تدمير ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية ليبقى لاعباً في المنطقة أو أنها تريد ابتزاز الغرب للحصول على موافقة روسية مشروطة بتفاهم ما في الملف الأوكراني.
وهذا الموقف الروسي دفع سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى القول بأن منظمته تبحث في قانونية هذه الحرب.
والذين قد يظنون أن الحرب ليست واقعة بشكل مؤكد ربما ساقهم إلى هذا الانطباع أن مثل هذا "النشاط الحشدي" قد تكرر بصورة أخرى من قبل عندما انتفض "المجتمع الدولي" ضد "كيماوي بشار" ثم عاد وهدأ بعد اتفاق هزيل مع بشار يتيح له باطنياً استخدام أسلحته المحرمة دولياً لكن في أماكن محددة بعيداً عن فلسطين المحتلة!
والواقع أن ما صدر من أنقرة وعمّان والقاهرة لا يؤكد تماماً احتمال وقوع حرب شاملة وأن قوات من تلك الدول ستهرع بالضرورة لتلبية رغبة أمريكية معلنة على لسان وزير الخارجية جون كيري في حرب برية، ولم يبد في الأفق ما يشير إلى موعد محدد لبدء تدفق قوات برية إلى المنطقة.
يضاف إلى ذلك صعوبة تصور حرب يقودها الحزب الديمقراطي بدلاً الجمهوريون الذين اعتادوا شن الحروب في العالم، فيما يهتم الديمقراطيون بالداخل والاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية.
على أن كل هذا، قد لا يستقيم كافتراض جدلي لدى آخرين عن عدم شن حرب بدأت الولايات المتحدة دق طبولها بالفعل، لا، بل شنت عدداً محدوداً من الهجمات الجوية حقيقة على مواقع قيل إنها خاضعة لما يسمى بتنظيم الدولة، من دون أن تبرهن على ذلك بأدلة حقيقية، واندفاع دول كثيرة في إعلان استعدادها للمشاركة في "الحرب ضد الإرهاب"، وهي الحرب التي أخرجت جرائم بشار الأسد وميليشيات إيران في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن من مفهوم الإرهاب!
الحرب في نظر هؤلاء قدراً محتوماً على المنطقة، ستندلع ضد تنظيم محدود العدد والتأثير في ظاهرها، لكنها ستشهد تغييراً هائلاً في المنطقة ترسيخاً لمصالح أمريكية اهتزت مؤخراً في كل من العراق وسوريا، وإمضاء لمخطط غربي كامل لإعادة رسم خريطة المنطقة وتحديداً تعديل اتفاقية سايكس ـ بيكو التي خطت قبل مائة عام بالقلم الرصاص، واحتاجت الآن لتحبيرها في غير خطوطها بريشة تستمد لونها من دماء المسلمين.
والذين قد يظنون أن الحرب ليست واقعة بشكل مؤكد ربما ساقهم إلى هذا الانطباع أن مثل هذا "النشاط الحشدي" قد تكرر بصورة أخرى من قبل عندما انتفض "المجتمع الدولي" ضد "كيماوي بشار" ثم عاد وهدأ بعد اتفاق هزيل مع بشار يتيح له باطنياً استخدام أسلحته المحرمة دولياً لكن في أماكن محددة بعيداً عن فلسطين المحتلة!
والواقع أن ما صدر من أنقرة وعمّان والقاهرة لا يؤكد تماماً احتمال وقوع حرب شاملة وأن قوات من تلك الدول ستهرع بالضرورة لتلبية رغبة أمريكية معلنة على لسان وزير الخارجية جون كيري في حرب برية، ولم يبد في الأفق ما يشير إلى موعد محدد لبدء تدفق قوات برية إلى المنطقة.
يضاف إلى ذلك صعوبة تصور حرب يقودها الحزب الديمقراطي بدلاً الجمهوريون الذين اعتادوا شن الحروب في العالم، فيما يهتم الديمقراطيون بالداخل والاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية.
على أن كل هذا، قد لا يستقيم كافتراض جدلي لدى آخرين عن عدم شن حرب بدأت الولايات المتحدة دق طبولها بالفعل، لا، بل شنت عدداً محدوداً من الهجمات الجوية حقيقة على مواقع قيل إنها خاضعة لما يسمى بتنظيم الدولة، من دون أن تبرهن على ذلك بأدلة حقيقية، واندفاع دول كثيرة في إعلان استعدادها للمشاركة في "الحرب ضد الإرهاب"، وهي الحرب التي أخرجت جرائم بشار الأسد وميليشيات إيران في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن من مفهوم الإرهاب!
الحرب في نظر هؤلاء قدراً محتوماً على المنطقة، ستندلع ضد تنظيم محدود العدد والتأثير في ظاهرها، لكنها ستشهد تغييراً هائلاً في المنطقة ترسيخاً لمصالح أمريكية اهتزت مؤخراً في كل من العراق وسوريا، وإمضاء لمخطط غربي كامل لإعادة رسم خريطة المنطقة وتحديداً تعديل اتفاقية سايكس ـ بيكو التي خطت قبل مائة عام بالقلم الرصاص، واحتاجت الآن لتحبيرها في غير خطوطها بريشة تستمد لونها من دماء المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق