تونس بلا مذابح ولا فيفي عبده ولا عبدالعاطي كفتة!
شريف عبدالغني
نفس المحبين يتساءلون: ليه المحروسة بقت كده.. لكن تونس اللي بدأت ثورتها قبل ثورة مصر بأيام انطلقت للأمام.. استقرار.. رئيس منتخب.. رئيس حكومة توافقي.. دستور بإجماع شعبي.. لا مذابح جماعية.. لا انتقام عشوائي.. لا تخوين.. لا إرهاب.. لا إقصاء.. لا كهرباء مقطوعة.. لا مياه غائبة.. لا ماماما المثالية فيفي عبده.. لا عبدالعاطي كفتة.. لا فكاكة.. لا ساعة أوميجا.. لا فلاتر.. لا نور عينينا.. لا ده خطر شديد جدا.. جدا جدا.. لا حضرتك يا رب.. لا ضحك على الذقون.. لا سهوكة.. لا مياصة.. لا مياعة.. لا على جمعة.. لا مصطفى بكرى.. لا «شت أب يور ماوس أوباما».. لا أم المغتصبة في تنصيب الدكر تقول «احنا فداكي يا تونس».. لا مسؤول يذهب لنفس المغتصبة حاملا «ورد أحمر»؟!
حتى في الكرة تونس تكسب، وتجعل منتخب المحروسة تائها.. حائرا.. فاشلا على أرضه في استاد القاهرة، ويخرج من المباراة يجر أذيال الهزيمة والوكسة.
حتى في الكرة تونس تكسب، وتجعل منتخب المحروسة تائها.. حائرا.. فاشلا على أرضه في استاد القاهرة، ويخرج من المباراة يجر أذيال الهزيمة والوكسة.
حلل المحللون.. نظّر المنظّرون.. تكلم المتكلمون. لكنهم لم يصلوا إلى سر استقرار تونس التي زادت اخضرارا، وانحدار مصر التي زادت ليالي ثائرات «30 يونيو» من الفنانات والداعرات احمرارا، في نفس ذات الوقت الذي كان لون دماء أطهر من فيها يخضب ميداني رابعة والنهضة وشوارع الأحرار الرافضين للذل والعبودية؟
السر أن تونس عندها «رشيد عمار»، بينما مصر افتقدت مثل هذا الرجل!
«عمار» هو البطل المنسي وسط أحداث المشهد التونسي، الذي عج بمئات الأسماء بين سياسيين ومحللين، معارضين وحكوميين، ثوار وراكبي موجة.
السر أن تونس عندها «رشيد عمار»، بينما مصر افتقدت مثل هذا الرجل!
«عمار» هو البطل المنسي وسط أحداث المشهد التونسي، الذي عج بمئات الأسماء بين سياسيين ومحللين، معارضين وحكوميين، ثوار وراكبي موجة.
لم تسلط وسائل الإعلام الضوء على هذا الرجل، ولم يأخذ حقه الكافي، ولم يتم النظر بعمق إلى تداعيات ما قام به وأثره المستقبلي على المنطقة العربية بأكملها.
هو قائد أركان الجيش أثناء «ثورة الياسمين»، والدور الذي قام به خلال الأحداث كان كالتالي:
- رفض إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين أو استعمال القسوة ضدهم من أجل إنقاذ «زين العابدين بن علي».
- إعادة الاستقرار إلى البلاد ومنع الانزلاق إلى فوضى.
- تهدئة الشارع وتفادي وقوع صدامات دامية بين المحتجين وقوات الأمن خاصة أثناء اقتحام الآلاف وزارة الداخلية.
لقد كان المنظر مؤثرا خلال الثورة التونسية: جنود من وحدات الجيش صوبوا رشاشاتهم نحو العشرات من رجال الشرطة لمنعهم من ضرب المتظاهرين، وشوهد ركض مجموعة من المواطنين نحو شاحنات للجيش للاحتماء بها.
- رفض إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين أو استعمال القسوة ضدهم من أجل إنقاذ «زين العابدين بن علي».
- إعادة الاستقرار إلى البلاد ومنع الانزلاق إلى فوضى.
- تهدئة الشارع وتفادي وقوع صدامات دامية بين المحتجين وقوات الأمن خاصة أثناء اقتحام الآلاف وزارة الداخلية.
لقد كان المنظر مؤثرا خلال الثورة التونسية: جنود من وحدات الجيش صوبوا رشاشاتهم نحو العشرات من رجال الشرطة لمنعهم من ضرب المتظاهرين، وشوهد ركض مجموعة من المواطنين نحو شاحنات للجيش للاحتماء بها.
بدا لافتا في شريط الأحداث وقتها دموع أحد الجنود، وهو يبكي متعاطفا مع الشعب، في مشهد أجبر عددا من المتظاهرين على أن يربتوا على كتفيه.
سيطر رشيد بن عمار فعليا على مقاليد أمور الدولة، وقام بتطهير القصر الرئاسي من فلول الديكتاتور الهارب.
سيطر رشيد بن عمار فعليا على مقاليد أمور الدولة، وقام بتطهير القصر الرئاسي من فلول الديكتاتور الهارب.
وبعد كل ذلك عاد في هدوء إلى الثكنات، دون تولي السلطة التي كانت بين يديه أمرا واقعا، ولم يسل لعابه أو يداعبه خياله للاستحواذ على «الكرسي الكبير» وما به من إغراءات تطيِّر العقل خاصة في عالمنا العربي.
فتح الرجل المجال رحبا أمام بلاده لتدخل دنيا الاستقرار وتصبح اسما على مسمى «تونس الخضراء».
تلك هي تونس، لكن ماذا حدث في مصر التي هبَّت عليها روائح «الياسمين» لتندلع ثورة «25 يناير» بعد 10 أيام من فرار «بن علي»؟ نظراء رشيد بن عمار في القاهرة نزلوا إلى الشوارع. استبشرت بهم الجماهير خيرا.
تلك هي تونس، لكن ماذا حدث في مصر التي هبَّت عليها روائح «الياسمين» لتندلع ثورة «25 يناير» بعد 10 أيام من فرار «بن علي»؟ نظراء رشيد بن عمار في القاهرة نزلوا إلى الشوارع. استبشرت بهم الجماهير خيرا.
صحيح لم يطلقوا النار على المتظاهرين، لكنهم تركوا «بلطجية» مبارك وتوابعه وأزلامه وقناصته يقتلون الثوار يوم موقعة «الجمل» الدامية.
الحجة وقتها: «نحن على الحياد»، فقد كان مبارك في السلطة. اعتبروا الأمر نزاعا بين فريقين.لا يهم أن أحدهم مدجج بالرصاص وقنابل المولوتوف ويمتطي أشاوسه الخيول والجمال، بينما الآخر أعزل إلا من روح الكرامة والحرية.
انتهت الموقعة بسقوط مئات الشهداء من الثوار. ثم تضاعفت المأساة!
انتهت الموقعة بسقوط مئات الشهداء من الثوار. ثم تضاعفت المأساة!
لم يقلد العسكر إخوانهم في تونس ويعودوا إلى الثكنات. عيب أن يسير عسكر مصر خلف عسكر تونس.
لا يصح أن نقتدي بدولة أصغر منا عمرا بحساب الزمن.
قالوا إن الفترة الانتقالية 6 شهور فقط لا غير، لكنها زادت عن العام.
أكدوا أنهم لن يتخلوا عن المسؤولية الوطنية قبل أن يعيدوا الأمن إلى الشوارع.لكن لم نر معهم أمنا.
ساقوا الثوار إلى محاكمات عسكرية، بينما أخضعوا قتلة الثوار للقضاء المدني.
في تونس صوَّب الجنود رشاشاتهم نحو العشرات من رجال الشرطة لمنعهم من ضرب المتظاهرين.
في مصر وتحت حكم المجلس العسكري وسمعه وبصره لم نرَ أحدا يقول «عيب» لقناصة «الداخلية» وهم يفقؤون عيون الشباب في أحداث شارع محمد محمود. والحصيلة: 40 شهيدا وكثيرون فقدوا نعمة البصر.
لكن ما يدمي القلب أن عناصر من الشرطة العسكرية مارست بحق الشعب الممارسات الدنيئة لرجال الشرطة المدنية نفسها، بل وتخطتها إلى إذلال النفس البشرية لفتيات بريئات شاركن في الثورة، أخضعوهن لـ «كشف عذرية»!
المعنى واضح وهو تشويه صورة شباب الثورة عند جموع الناس.
«سميرة إبراهيم» إحدى هؤلاء. عن انتهاكات كشف العذرية، أوضحت الفتاة أن سيدة طلبت منها ومن بقية المتظاهرات خلع ملابسهن، وكانت الغرفة التي يقفن بها مفتوحة الأبواب والشبابيك، ولما رفضن أدخلت عليهن جنودا، واعتدى أحدهم عليها بالضرب. وقالت: «اضطررت أن أخلع وكان أمام الشباك عساكر وضباط واقفين عمالين يضحكوا ويتغامزوا علينا. أنا يوميها اتمنيت الموت، مهما حكيت مش هقدر، ويا ريت اكتفوا بكده وبس، خرجونا، وقسمونا مجموعتين كل مجموعة في زنزانة. اتذلينا، واتمنينا الموت. وبعدين لقيتها بتقولي اخلعي عشان البيه هيكشف عليكي، وبعدين خلعت البنطلون، وبعدما كشف قال لي تعالي امضي إنك بنت».
في بعض مناطق الريف المصري يطلقون النار ابتهاجا حينما تخرج من غرفة نوم العريس والعروس ليلة الزفاف قماشة مخضبة بالدماء دليلا على عذرية العروس. وتنطلق النسوة بالغناء: «قولوا لابوها إن كان جعان يتعشى». حيث الأب يظل قلقا ولا يتناول عشاءه قبل الاطمئنان على حسن تربيته لابنته، ويهدأ باله ويرفع رأسه بعد تلك الأنشودة.
تونس «خضراء» بالديمقراطية.
«سميرة إبراهيم» إحدى هؤلاء. عن انتهاكات كشف العذرية، أوضحت الفتاة أن سيدة طلبت منها ومن بقية المتظاهرات خلع ملابسهن، وكانت الغرفة التي يقفن بها مفتوحة الأبواب والشبابيك، ولما رفضن أدخلت عليهن جنودا، واعتدى أحدهم عليها بالضرب. وقالت: «اضطررت أن أخلع وكان أمام الشباك عساكر وضباط واقفين عمالين يضحكوا ويتغامزوا علينا. أنا يوميها اتمنيت الموت، مهما حكيت مش هقدر، ويا ريت اكتفوا بكده وبس، خرجونا، وقسمونا مجموعتين كل مجموعة في زنزانة. اتذلينا، واتمنينا الموت. وبعدين لقيتها بتقولي اخلعي عشان البيه هيكشف عليكي، وبعدين خلعت البنطلون، وبعدما كشف قال لي تعالي امضي إنك بنت».
في بعض مناطق الريف المصري يطلقون النار ابتهاجا حينما تخرج من غرفة نوم العريس والعروس ليلة الزفاف قماشة مخضبة بالدماء دليلا على عذرية العروس. وتنطلق النسوة بالغناء: «قولوا لابوها إن كان جعان يتعشى». حيث الأب يظل قلقا ولا يتناول عشاءه قبل الاطمئنان على حسن تربيته لابنته، ويهدأ باله ويرفع رأسه بعد تلك الأنشودة.
تونس «خضراء» بالديمقراطية.
ومصر «حمراء» بالديكتاتورية التي وأدت تجربتها الديمقراطية واختطفت رئيسها المنتخب.
«حمراء» بلون دماء كشف العذرية.
«حمراء» بدماء الشهداء ضحايا فريق الكحك والكفت والمكرونة!
• shrief.abdelghany@gmail.com
@shrief_ghany
• shrief.abdelghany@gmail.com
@shrief_ghany
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق