تركيا والتحالف ضد تنظيم الدولة.. حسابات خاصة
خليل مبروك-إسطنبول
لم تفلح الجهود الأميركية في دفع تركيا للانخراط في التحالف الدولي الواسع الذي تعمل واشنطنعلى بنائه لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، رغم اللقاء الذي جمع الرئيسين باراك أوباما ورجب طيب أردوغان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأسبوع الماضي.
وردت تركيا على المساعي الأميركية بالتأكيد على أنها لن تشارك في العمليات المسلحة التي تستهدف التنظيم، بينما أظهرت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة للعاصمة التركية أنقرة حجم الاهتمام بدفع تركيا للانخراط في حلف الحرب التي أعادت واشنطن قرع طبولها في المنطقة.
ورغم إعلان الولايات المتحدة عن قناعتها بأن الحلف سيتسع ليشمل عدداً كبيراً من الدول الأوروبية والعربية، فإن هناك من يروى أن لدى تركيا العديد من الأسباب للإحجام عن المشاركة فيه.
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن ولبنان وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، قد تباحثوا في جدة يوم الخميس 11 سبتمبر/أيلول الجاري في سبل التصدي للتنظيمات المتطرفة في المنطقة، وفي مقدمتها تنظيم الدولة.
غل: الحلف الجديد يشكل جسرا لعودة أميركا للمنطقة (الجزيرة نت) |
وقال المحلل السياسي محمد زاهد غل إن كل حكومة مشاركة في هذا التحالف الذي يحمل عنوان الحرب على الإرهاب "تتطلع لتفسير أجندته وفق هواها ومصالحها الذاتية"، مؤكداً أن الحلف "يشكل جسراً لعودة الولايات المتحدة الأميركية إلى المنطقة بعد رحيلها عن العراق".
وأشار غل في حديثه للجزيرة نت إلى أن تركيا تعتبر تنظيم الدولة إرهابياً، وأنها شرّعت ذلك رسميا في قرار وزاري أصدرته قبل عام، لكنه استدرك بالتأكيد على أن في المنطقة "من لا يقلون إرهاباً عن الدولة الإسلامية، وأنهم يجب أن يعاملوا بالطريقة ذاتها".
وحمّل غل الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية المباشرة عن "صناعة الإرهاب" في المنطقة، مشيراً إلى أن احتلالها للعراق خلق "أفظع الأزمات" دون أن تتمكن من معالجتها بالضربات الجوية التي عادت لتبشر بها من خلال هذا الحلف.
ويرى غل أن التحالف الذي عقد إلى اليوم لقاءين فقط في لندن وجدة يتعامل "بانتقائية كبيرة" مع أطراف الأزمات في المنطقة، لافتا إلى أن واشنطن ستزود -تحت غطائه- بالسلاح منظمات مصنفة على أنها "إرهابية" مثل حزب العمال الكردستاني وغيره من القوى والأحزاب التي أدامت القتال في سوريا والعراق.
وأكد غل أن تركيا تتطلع إلى معالجة جذرية لمشاكل الإرهاب في المنطقة، وقال إن" سياسات نوري المالكي الطائفية في العراق وإجرام بشار الأسد في سوريا خلقوا مستنقعا ظهر فيه أمثال تنظيم الدولة الإسلامية.
وتابع "قتال الدولة الإسلامية دون حلِّ هذه المشكلات يشبه مقاتلة الذباب دون تجفيف المستنقع، وبالتالي يمكن القضاء على الدولة الإسلامية لكنها ستترك وراءها عشرات التنظيمات المشابهة ما لم تحل المشكلة جذريا".
أسئلة ملحة
وبخلاف الأسباب المبدئية، فإن مشاركة تركيا في التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة ستفرض عليها الإجابة على كثير من الأسئلة التي كانت ستثار في المجتمع التركي، لعل في مقدمتها وفقاً لبعض المراقبين مصير الرهائن الدبلوماسيين الأتراك المختطفين بيد تنظيم الدولة في شمال العراق.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات التركمانية كمال بياتلي إن تدخل تركيا في أي قتال إلى جانب التحالف سيؤدي إلى قتل هؤلاء الرهائن أو عدد منهم، وهو ما سيؤثر بالسلب على الشارع التركي.
ويحتجز تنظيم الدولة 46 دبلوماسياً تركياً في مدينة الموصل شمال العراق منذ يونيو/حزيران الماضي، وقد باءت جميع جهود الإفراج عنهم إلى الآن بالفشل.
وأوضح بياتلي للجزيرة نت أن التدخل التركي إلى جانب التحالف المناهض لتنظيم الدولة سيحتم على الحكومة الإجابة على سؤال عن سبب التأخر في هذا التدخل، لا سيما أنه كان بمقدورها فعل ذلك منذ بدأت الدولة تجتاح مدن شمال العراق واحدة تلو أخرى.
ووفقا لبياتلي فإن انضمام تركيا للتحالف كان سيثير الشكوك حول ذاتية قرارها في ظل قيادتها لمنطقة الشرق الأوسط، ووقوفها إلى جانب الربيع العربي، موضحاً أن هذا الموضوع يحظى بكثير من الاهتمام والمراقبة الدولية للكيفية التي ستتصرف فيها تركيا تجاه التحالف.
كما رأى بياتلي أن الإستراتيجية العسكرية التي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن اتباعها والمتمثلة بالضربات الجوية قد تكون سببا آخر لرفض تركيا الانضمام إلى الحلف، مبينا أن العمل العسكري الجوي قد لا يكون كافيا لدحر التنظيم دون مواجهة على الأرض.
وأضاف أن تركيا "تخشى أن تدفع الضربات الجوية أعضاء التنظيم للعمل من داخل المدن والمناطق المأهولة بالسكان، وهو ما قد يتسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين".
وبخلاف الأسباب المبدئية، فإن مشاركة تركيا في التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة ستفرض عليها الإجابة على كثير من الأسئلة التي كانت ستثار في المجتمع التركي، لعل في مقدمتها وفقاً لبعض المراقبين مصير الرهائن الدبلوماسيين الأتراك المختطفين بيد تنظيم الدولة في شمال العراق.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات التركمانية كمال بياتلي إن تدخل تركيا في أي قتال إلى جانب التحالف سيؤدي إلى قتل هؤلاء الرهائن أو عدد منهم، وهو ما سيؤثر بالسلب على الشارع التركي.
ويحتجز تنظيم الدولة 46 دبلوماسياً تركياً في مدينة الموصل شمال العراق منذ يونيو/حزيران الماضي، وقد باءت جميع جهود الإفراج عنهم إلى الآن بالفشل.
وأوضح بياتلي للجزيرة نت أن التدخل التركي إلى جانب التحالف المناهض لتنظيم الدولة سيحتم على الحكومة الإجابة على سؤال عن سبب التأخر في هذا التدخل، لا سيما أنه كان بمقدورها فعل ذلك منذ بدأت الدولة تجتاح مدن شمال العراق واحدة تلو أخرى.
ووفقا لبياتلي فإن انضمام تركيا للتحالف كان سيثير الشكوك حول ذاتية قرارها في ظل قيادتها لمنطقة الشرق الأوسط، ووقوفها إلى جانب الربيع العربي، موضحاً أن هذا الموضوع يحظى بكثير من الاهتمام والمراقبة الدولية للكيفية التي ستتصرف فيها تركيا تجاه التحالف.
كما رأى بياتلي أن الإستراتيجية العسكرية التي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن اتباعها والمتمثلة بالضربات الجوية قد تكون سببا آخر لرفض تركيا الانضمام إلى الحلف، مبينا أن العمل العسكري الجوي قد لا يكون كافيا لدحر التنظيم دون مواجهة على الأرض.
وأضاف أن تركيا "تخشى أن تدفع الضربات الجوية أعضاء التنظيم للعمل من داخل المدن والمناطق المأهولة بالسكان، وهو ما قد يتسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق