الاثنين، 3 نوفمبر 2014

حسام الغمري يكتب : جنرال السراير

حسام الغمري يكتب : جنرال السراير


حضرت قبل اربعة عشر عاما تصوير مسلسل”بكير بياع الفطير” بطولة الرائع الراحل عبد المنعم مدبولي بصفتي كاتب السيناريو والحوار ، ولأن احداث العمل كانت تدور اثناء حكم المماليك فان شركة صوت القاهرة التي انتجت هذا العمل تعاقدت مع ماكيير مخضرم لتنفيذه .

ولأن الكاتب اذا حضر التصوير يصبح هو الشخص الوحيد الموجود في اللوكيشن بدون عمل تقريبا لذا قررت أن أمارس هواية النميمة مع معظم العناصر الهامة داخل العمل املا مني في اختراق هذا العالم السحري وقد كنت اتوق كثيرا الي ذلك في حينها .

ولان قصص النجمات الكبار هي الأكثر صخبا فلقد بدأت بها في بداية جلسة النميمة الأولى مع هذا الماكيير المخضرم ، واذكر اليوم كيف حكي لي انه اثناء قيامه بوضع المكياج لنجمة كبيره اشتهرت بذللات اللسان ، وبجوارها كانت نجمة اخرى من نفس جيلها – ذات وجه يبدوا بريئا للوهلة الاولى – في احدى الاعمال التي جمعتهما كيف روت النجمة الاولى قصص استغلالها جنسيا من رئيس المخابرات صلاح نصر ورجاله مع عرب وعجم ، وان كافة بنات جيلها صنعن مثل صنيعها اللهم الا فاتن حمامة التي هربت الى لندن حين طُلب منها ذلك ، وايضا المطربة المعتزلة شادية التي استنجدت بالصحفي مصطفى امين فاجرى اتصالا نجاها من هذا المصير المأفون ، واستمرت هذه الممثلة الكبيرة في الشرح باستفاضة اثناء وضع المكياج حتى صاحت الممثلة الاخرى في وجهها قائلة : كفاية بقى فضحتينا !!

كنت استمع الى هذه التفاصيل في ذهول ، وحين بدت على وجههي علامات الدهشة كأي شاب من اصول شرقاوية ، سألني هذا الماكيير قائلا : انت مقريتش كتاب اعتماد خورشيد وللا ايه ؟

على الفور ودون تردد ابتعت كتاب اعترافات اعتماد خورشيد وقراته واستوقفني كثيرا
كيف ان بطل العروبة المزعوم جمال عبد الناصر قد التقى بها ليمنحها ثقة الادلاء بشهادتها امام محكمة خاصة انشأت لمعاقبة جنرالات خصمة المشير عامر بعد حقيقة 5 يونيو 1967 الكاشفة لحكم العسكر ونكستنا فيه .
وعندها تساءلات في نفسي : الم يكن يعلم زعيمنا المُفدى بهذه الانتهاكات الصارخة لاعراض بناتنا ، واي نصر كان هؤلاء يتوقعونه باستخدام هذه الوسائل القذرة ، حتى وان جاء النصر ، هل سيشعرون بفخر واعتزاز ، ام ان قيم الشرف والاخلاق والدين لا تشغل بآل هؤلاء الجنرالات ، وفي النهاية .. ضاعت القدس وغزة وسيناء في أيام قليلة .. وليتهم اليوم يتعلمون الصمود من حماس التي صمدت 51 يوم أمام هجمات الصهاينة .. وخيانات أزلامهم العُربان !!

شخص واحد هو من نجى من تصفية عبد الناصر لهذه المجموعة التابعة لغريمة المشير ، وهو جنرالا كان يدعى موافي ، ولم يعد سرا انه نفسه صفوت الشريف الذي وجد طريقا ومجالا للعمل بعد ذلك اثناء حكم الرئيس المؤمن أنور السادات ، ومن بعده طوال سنوات حكم خليفته مبارك ، ولعلنا نذكر مقولته الشهيرة ليلة جمعة الغضب : سنبقى واقفين ، شامخين ، محتضنين مطالب الشباب ،،، وأية احتضان يا عم موافي !!!

من مخابرات صلاح نصر الى اعلام حسني مبارك ، ومئات القصص كنا نسمعها همسا داخل مبني ماسبيرو الذي دخلته بتصريح عمل لمده شهر عام 95 لأول مره ، قصص عن مذيعة قُدمت لفلان ، وعن ممثلة قفزت فجأه لدور البطولة في اعمال رمضان بعدما قدمها الوزير لعلان ، قصة بعد قصة اصابوني جميعا بالغثيان حتى وصفت مبني ماسبيرو وقتها بصفيحة القمامة المقلوبة ، هكذا شعرت به .

ثم هبطت علينا الراقصة سما المصري فجأه بقصة مخابراتية الطراز لعلكم تذكرونها ، هي قصة زواجها العرفي من البلكيمي رجل الدين الذي صار نائبا للشعب بعد الثورة ، كنت ادرك يقينا ان التيار الاسلامي مُخترق مخابراتيا دون شك ، وان البلكيمي صاحب فضيحة الانف التي خضعت لعملية تجميل ، والآخر الذي ضُبط في وضع مُخل مع فتاة في عمر ابنته داخل سيارة على الطريق ..

كان دورهما فقط العمل على زرع سؤال واحد داخل نفوس فئات الشعب التي انتخبهم وتوسمت فيهم خيرا بعد كل ما عانوه طوال عقود من حكم العسكر ، هذا السؤال هو : بقى هما دول اللي كنا فاكرينهم بتوع ربنا .

وذلك تمهيدا لنشر شعار ” تجار دين ” .. الذي من شأنه ترهيب كل من ينادي بضرورة دفع الاسلام لاستعادة صدارة العالم كما كان طوال 1300 عام ، ومن بعده نشر وترويج لقب ” خرفان ” الذي يهييء الرأي العام نفسيا لذبح هؤلاء الدجالين ..

وأخيرا وصف كل داعم للهوية الاسلامية بأنه أخواني .. وهكذا يتم القضاء على الاسلام في صورة القضاء على الاخوان تحقيقا لتويته جورج اسحاق التي نقل فيها ما قد ابلغ به يقينا بأن 30 يونيو هو نهاية الاسلام في مصر ، ولكن هيهات ثم هيهات يا عم جورج ، كان غيرك أشطر !! ولا ننسي تويته تواضروس بعد ساعات من مذبحة رابعة التي قال فيها ان الجيش اعاد لهم الامل …. أي جيش وأي أمل يا تواضروس ، هكذا يجب ان نتساءل !!

المهم ان الخطة حققت نجاحا باهرا وباتت سما المصري اشهر من نار على علم كما يقال ، وبدأت في توظيف شهرتها سياسيا في النيل من خصوم حكم العسكر عملا بالمثل الشعبي القائل :
عاوز تهزأ راجل سلط عليه واحده ست ، وذلك بعدما قاوموا بتصميم مبررا دراميا لحربها الشعواء ضد الاسلاميين – يقنع العامة – ألا وهو تجربتها المريرة مع زوجها البلكيمي الشرير !! مع افلام العسكر موش ح تقدر تغمض عنيك !!

نعم هكذا يفكرون ، نعم هكذا يحكمون وهذا هو محتواهم الثقافي ولا تندهش عزيزي القاريء ، فالادارة الهندسية التي تبنت يوما تحطيم الساتر الترابي بخراطيم مياة اذهلت العالم ، رأيناها اليوم تتبنى عبد العاطي كفته ، ويال العجب العجاب .. كانوا يظنونه سينجح في اقناعنا ببطولاتهم الجديدة وفتوحاتهم المديدة ، في الوقت الذي قاموا فيه بارهاب المخترع الصغير ابن الصعيد ، حتى سلموه بابداعه العلمي الفذ لقمة سائغة للحلم الامريكي .. 

فالعالم المخترع في مصر اما شهيد أو مكتئب أو هارب الى الخارج من جحيم حكم العسكر .. وهكذا تصبح قصة تآمر ابلة فاهيتا قابلة للتصديق في هكذا مجتمعات ، وافرحي يا اسرائيل بعسكر مصر !!

ولكن يبدوا ان الراقصة سما المصري قررت ان تجّود في عملها ، فارتجلت فكرة النيل من مرتضى منصور ابان ملهاة ترشحه الرئاسي علها تنال مزيدا من رضا صاحب مصر الجديدة الجنرال السيسي ، ربما غاب عن فطنتها ان مرتضى هو الآخر جزء من لعبة الاستربتيز الرئاسي ، فتفوهت ضده بما يفضحه ، ولكن ربما فعلت ما هو اكبر ، فالراقصة ذكرت اسم شيخة كويتية اخبرتها – كما ادعت – بما لا يجهله مواطن عربي عن سيرة بعض الشيوخ في هذه الدول ، ولا حول ولا قوة الا بالله .

” وهكذا سقطت سما ” ، سقطت ضحية جنرالا ربما برتبه اكبر من ذاك الذي يُديرها ، او ربما جهاز آخر أقوى من الجهاز الذي تعمل لحسابه ، فحرب الأجهزة في مصر لا تخفى على مُتابع .. ولكم في ” القفا ” مثال يا أولي الالباب !!

لقطة من فيلم الراقصة والسياسي



ثم جاءت فضيحة مستر كاراتية المحلة ، تلك المدينة الصغيرة الريفية الطابع ، والتي تضعنا امام تساؤل صعب ، وحرج للغاية ، هو ان كان هذا هو شأن المحلة ، فهل ما خفي في القاهرة الكبيرة كان اعظم ؟ هل هذا عمل لهاو رأيناه يرفع اعلام مصر في 30 سونيا ، ام انه تخطيط محترف لعمل ما كانوا يسمونه في عهد صلاح نصر ” كونترول “

ربما الايام ستجيب على كل هذه الاسئلة كما عودتنا !!

مستر كاراتية المحلة


وقبل ان اغادر عزيزي القاريء اتركك لتتذكر النفوذ الواسع الذي تمتعت به راقصة شهيرة مثالية في نهايات القرن الماضي ، وقدرة كبيرة كانت لديها على البطش باعدائها ، حتى أن الوسط الفني كله كان يخاف منها ويتحاشى غضبتها ، وقد حكت هذه الراقصة علنا انها قدمت رقصة خاصة لرئيس وفد اسرائيلي زار مصر في السبعينات اثناء مباحثات السلام ،، – ونعم الضيافة والكرم يا جنرالات العسكر – .



واخيرا ،،

عنوان هذا المقال مُقتبس من جملة جاءت على لسان يوسف شعبان في فيلم ” كشف المستور “
لقطة من فيلم كشف المستور

فامتلئوا سؤددا ايها المناصرين لحكم العسكر وغنوا أكثر ، تسلم ……… الايادي

حسام الغمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق