القنصلية في النملية
آيات عرابي
يقف ذلك الممثل الشهير الشبيه بدنجل بجانب شنبو زعيم العصابة, ليهمس في أذنه بلهجة شريرة كما ينبغي لأي شرير يتقن عمله (الفيل في المنديل والعملية في النملية). فيوميء له فؤاد المهندس في رضا.
المشهد الذي يفترض المخرج أنه يجعلك ترتجف رعباً, لا يكتمل الا بشويكار وهي تنظر إلى الكاميرا وتقول بلهجتها التي تظنها مغرية ( يبقى انت اللي قتلت بابايا ).
دعك من أنهم كانوا يعتبرون هذا التهريج ( فناً ) ودعك من أن هؤلاء المهرجين, كانوا يتقاضون أموالاً على هذا الهراء, فالمشهد يبدو واقعياً ويجسد عقلية رجال المخابرات الذين يستخدمون شفرة عوكل ويراقبون أبلة فاهيتا الإرهابية.
لو كان مخرج فيلم ( شنبو في المصيدة ) حياً, كان سيعتبر مشهد تفجير سيارة أمام مبنى القنصلية الإيطالية الخالية أصلاً في يوم عطلة, سقطة ( فنية ) تفسد فيلمه وتظهر العصابة بمظهر الشرير الأبله.
كانوا سيضغطون عليه ليوافق على مضض ثم يصيح بعدها بصوت جهوري ( كاااااااااات ) ليبدأ في تصوير مشهد, يقف فيه دنجل ما بجانب المعتوه ليهمس في أذنه ( القنصلية في النملية ) ليهز المعتوه رأسه في رضا على طريقة يونس شلبي (الله يرحمه)
دعك من أنهم كانوا يعتبرون هذا التهريج ( فناً ) ودعك من أن هؤلاء المهرجين, كانوا يتقاضون أموالاً على هذا الهراء, فالمشهد يبدو واقعياً ويجسد عقلية رجال المخابرات الذين يستخدمون شفرة عوكل ويراقبون أبلة فاهيتا الإرهابية.
لو كان مخرج فيلم ( شنبو في المصيدة ) حياً, كان سيعتبر مشهد تفجير سيارة أمام مبنى القنصلية الإيطالية الخالية أصلاً في يوم عطلة, سقطة ( فنية ) تفسد فيلمه وتظهر العصابة بمظهر الشرير الأبله.
كانوا سيضغطون عليه ليوافق على مضض ثم يصيح بعدها بصوت جهوري ( كاااااااااات ) ليبدأ في تصوير مشهد, يقف فيه دنجل ما بجانب المعتوه ليهمس في أذنه ( القنصلية في النملية ) ليهز المعتوه رأسه في رضا على طريقة يونس شلبي (الله يرحمه)
المخرج أيضاً كان, سيجد مشهد ( الكومبارس ) الذين احتشدوا بعد ( مشهد ) التفجير مبتذلاً أكثر من اللازم, وكان سيتدخل لتغييرهم, ليستعين بشويكار الأعلى أجراً على طريقة (هين قرشك وما تهينش نفسك).
ثم يدخل بعدها تعديلاً على سكريبت المشهد, ليصبح الهتاف ( انت اللي قتلت بابايا ) بدلا من تلك الهتافات المبتذلة التي استخدمها الكومبارس اليوم من نوعية “يا وزير الداخلية لو عاوزين نرتاح إعدم مرسي السفاح”
الهدف من هذا الابتذال في مشاهد اليوم أيها السادة المشاهدون, يبدو واضحاً, فالمعتوه المُحاصر داخلياً المنبوذ اقليمياً, يرى كل مشاكله في حياة الرئيس الذي ما تزال المظاهرات تخرج هاتفة بإسمه, بينما اصبح بينما اقترن اسمه بالهاشتاج الشهير واصبح المصريون يسبونه ويلعنونه كل لحظة.
ذلك المعتوه ضحل العقل لا يزال يعيش في كبسولة زمنية في حقبة الخمسينات والستينات ولا يملك عقلاً ليدرك أن خططه وأفلام مخابراته القادمة من خرابات الحقبة الناصرية, تبدو ساذجة مضحكة.
فتشوا في عقل ذلك المخبول, ستقتنعون أنه يرى نفسه ( فرافيرو) الذي يبدأ في هز مؤخرته كلما رتب لتفجير هنا أو هناك, ويحسب أن هذه الكوميديا تمنحه تفويضاً شعبياً يقربه من إعدام الرئيس.
ولا يمكنني أن اغفل هنا دلالات ذلك التفجير, فالتفجير كان لابد أن يقع أمام قنصلية خالية والا يسقط ضحايا من الموظفين الايطاليين ( والا قام أسياده في الاتحاد الأوربي بمده على قدميه ), ولا يمكن أن نغفل دلالة توقيت التفجير الذي وقع بعد أن بدأت سفارات الانقلاب حملة في أوربا لتبرير إعدام الرئيس.
تحاول مخابرات شنبو بتفجير اليوم, إحداث حالة من الغضب الشعبي لامتصاص ردود الأفعال التي يتوقعونها عند الإقدام على إعدام الرئيس, واعتقد أنه لا قدر الله إن اقدموا على تلك الحماقة, فسيكونون كمن يضع السكين على رقبته, ولا يمكن لأحد وقتها توقع ردود أفعال الشارع ولا كيف سينفجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق