الاثنين، 7 ديسمبر 2015

"إنجازات" أمريكا في سوريا: حكم ذاتي لأقليات أو حرب كردية - عربية؟

"إنجازات" أمريكا في سوريا: حكم ذاتي لأقليات أو حرب كردية - عربية؟


 "الترجمة"خدمة العصر
ما يقلق الكثير من المتابعين أن مساعدة أمريكا لأكراد سوريا على إقامة مناطق كردية ذات حكم ذاتي داخلها يجعل التقاتل بينهم وبين عربها وارداً. فالمجموعات المسلحة، الإسلامية وغيرها، اتخذت موقفاً سلبياً من الخطوات الكردية، باعتماد الإدارات المحلية في شمال سوريا.
وينبع ذلك ربما من عداوات قديمة بين العرب والأكراد في سوريا والعراق، ومن تمسّك العرب السوريين بإقامة دولة مركزية قوية على أنقاض نظام الأسد، وفقا لتقديرات محللين.
ولكن كيف يمكن إقامة حكم ذاتي أو فيدرالي أو لا مركزي كردي في سوريا في ظل غياب الاتصال الجغرافي بين المناطق الكردية السورية الثلاث؟
تجيب بعض التقديرات بأن وحدات القوات الكردية (PYD) قد سيطرت في يونيو 2015 على مدينة "تل أبيض" على الحدود السورية التركية، فعطلت بذلك اتصال "داعش" بتركيا جغرافياً وسمحت بربط كانتوني "كوباني" و"الجزيرة"، إلا أن ما يقلق الأكراد أو يخيفهم هو رفض تركيا وبشكل مطلق اتصال المناطق الكردية السورية وإنشاء إقليم يتمتع بحكم ذاتي.
وهي لذلك حاولت ضرب هذا المشروع بإقامة منطقة آمنة في مناطق سورية حدودية مع تركيا، وبإقناع أميركا به وبوضعهما معا خطة لذلك وفي الرابع من أغسطس من العام نفسه. علماً أن تنفيذها لم يحصل لتنصل واشنطن منها.
ورغم هذا الفشل، تبدو تركيا مصمّمة على تعطيل كل جهد كردي يرمي إلى وصل الكانتونات الثلاثة عبر السيطرة على منطقة طولها 65 ميلاً ليس فيها قرية أو بلدة كردية، كما يرى محللون.
هل من تواصل أو بالأحرى علاقة جيدة بين أكراد سوريا وكردستان العراقية، وخصوصاً بعدما قدم رئيس كردستان مسعود البرازاني مساعدة عسكرية ملموسة لأكراد سوريا مكّنتهم من تحرير "كوباني" من "داعش"؟
تفيد المعلومات أن العلاقة السياسية والأيديولوجية لحزب الاتحاد الكردستاني السوري (PYD) بحزب العمال الكردستاني (التركي) وضعته في حال تنافس مع برازاني والحكومة الكردية الإقليمية، والتنافس بين الأخيرة وحزب أوجلان تعود إلى عام 1990. وجعل ذلك من الـ(PYD) منافساً لحلفاء برازاني من أكراد سوريا المنضوين في "الحزب الكردي السوري الديمقراطي" وفي "الائتلاف الوطني الكردي".
والاثنان قاطعا الانتخابات المحليّة التي أجراها الأول في الكانتونات الكردية السورية الثلاثة، فضلا أن سعي برازاني إلى نقل كردستان العراقية من الحكم الذاتي إلى دولة مستقلة لا يسمح له بالعمل على توحيد أكراده مع أكراد سوريا، إذ من شأن أن يعقّد مخططاته وطموحاته.
فماذا أنجز الأميركيون بدعمهم أكراد سوريا؟ كما يتساءل أحد الكتاب:
جعلوا القتال مستقبلاً بينهم وبين العرب احتمالا واردا، وخاصة بعد رد الفعل السلبي للسوريين على إعلان وحداتPYD الحكم الذاتي في مناطقه.
كما إن ستمرار الحرب في سوريا ومساعدة أمريكا لأكراد سوريا الانفصاليين، قد يدفع لاحقاً مكونات وأقليات أخرى مثل الدروز والعلويين إلى المطالبة بحكم ذاتي في مناطقهم. ومن شأن ذلك كله جعل إعادة بناء الدولة السورية أمراً بالغ الصعوبة والتعقيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق