الزعيم الضرورة لإسرائيل
بمعيار الأداء السياسي والاقتصادي الذي نصبوا عليك به، وأشهروا في وجهك سلاح الجريمة "استمارة تمرد"، مردّدين أن الشرعية ليست صندوقاً انتخابياً، وإنما إنجاز وأداء،أدعوك للحكم على حصيلة ما يقرب من عامين من حكم السيسي، على كل الأصعدة.
كل ما أريده منك أن تغلق الباب على نفسك، وتعيد قراءة "استمارة تمرّد" التي وضعت في مطابخ الحكم العسكري، وتتوقف عند كل بندٍ من بنودها، وتستدعي عقلك وضميرك، لتحكم بنفسك، وأنت ترى الدولار يتقافز فوق جثة الجنيه المصري، وتستقبل الذكرى الأولى لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، الذي وعدك السيسي فيه بأنهارٍ من السمن والعسل، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والجنة إذ تتحقق على أرض العاصمة الجديدة.
قبل أن ينفضّ المؤتمر، قلت إن ما جرى في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي يندرج تحت هذا النوع من المخدرات الواعدة، إذ انهمرت أرقام المليارات بغزارةٍ تجعل أحدث طراز من الآلات الحاسبة يصاب بالشلل، عجزا عن الإحصاء والحصر، تماماً كما كان الوضع مع المؤتمر العالمي للإعلان عن ذلك الاختراع "العبد العاطي" المذهل الذي سيعالج جميع الأمراض المستعصية، ويحول الفيروسات التي تفتك بأكباد المصريين إلى ثروة غذائية ضخمة.
إسأل نفسك، واحكم بضميرك: ماذا لديك من حصيلة وعود المؤتمر الاقتصادي، بعد مرور عام سوى لقطة "selfie" مع شابات وشباب جمعية مستقبل جمال وسوزان مبارك، تجمع وجوها صناعية مع "الرئيس اللذيذ"، كما عبرت واحدة من اللاتي تحلقن حول الزعامة الوهمية؟.
وها هي الأيام تثبت أن الرجل الذي دمر وطناً، لكي يبيع "ماكيت وطن" افتراضي، يعيش على تداول الأوهام وتسويقها، قد صدّق نفسه، وانتقل من هشيم الواقع إلى خيال الرسوم المتحركة، إذ يبدو أنه يعاني مشكلةً مع ماضٍ قريبٍ ملوث بالدماء وانعدام القيمة وضآلة القامة، في وطنٍ هيمن عليه، بأساليب إجرامية، فقرّر أن ينسف الماضي بكل ما فيه، ويفتتح وطناً جديداً، بعاصمةٍ جديدةٍ، يحمل اسمه، ويحرق تاريخه، ويبدأ العالم من اللحظة التي حكم فيها.
ألم تشبع من الأكاذيب بعد؟ هل لا تزال عندك مساحة في الرأس، لحشوها بمزيد من الأوهام والخرافات؟
حسناً، أسمعك تقول إن الصهاينة والغرب والإمبريالية العالمية، كلهم يتآمرون على الزعيم الوطني"الدكر".
قبل أن ينفضّ المؤتمر، قلت إن ما جرى في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي يندرج تحت هذا النوع من المخدرات الواعدة، إذ انهمرت أرقام المليارات بغزارةٍ تجعل أحدث طراز من الآلات الحاسبة يصاب بالشلل، عجزا عن الإحصاء والحصر، تماماً كما كان الوضع مع المؤتمر العالمي للإعلان عن ذلك الاختراع "العبد العاطي" المذهل الذي سيعالج جميع الأمراض المستعصية، ويحول الفيروسات التي تفتك بأكباد المصريين إلى ثروة غذائية ضخمة.
إسأل نفسك، واحكم بضميرك: ماذا لديك من حصيلة وعود المؤتمر الاقتصادي، بعد مرور عام سوى لقطة "selfie" مع شابات وشباب جمعية مستقبل جمال وسوزان مبارك، تجمع وجوها صناعية مع "الرئيس اللذيذ"، كما عبرت واحدة من اللاتي تحلقن حول الزعامة الوهمية؟.
وها هي الأيام تثبت أن الرجل الذي دمر وطناً، لكي يبيع "ماكيت وطن" افتراضي، يعيش على تداول الأوهام وتسويقها، قد صدّق نفسه، وانتقل من هشيم الواقع إلى خيال الرسوم المتحركة، إذ يبدو أنه يعاني مشكلةً مع ماضٍ قريبٍ ملوث بالدماء وانعدام القيمة وضآلة القامة، في وطنٍ هيمن عليه، بأساليب إجرامية، فقرّر أن ينسف الماضي بكل ما فيه، ويفتتح وطناً جديداً، بعاصمةٍ جديدةٍ، يحمل اسمه، ويحرق تاريخه، ويبدأ العالم من اللحظة التي حكم فيها.
ألم تشبع من الأكاذيب بعد؟ هل لا تزال عندك مساحة في الرأس، لحشوها بمزيد من الأوهام والخرافات؟
حسناً، أسمعك تقول إن الصهاينة والغرب والإمبريالية العالمية، كلهم يتآمرون على الزعيم الوطني"الدكر".
دعني، هنا، أحيلك إلى أحدث تصريحات وزير دفاع العدو الصهيوني، التي يتحدث فيها عن عبد الفتاح السيسي، وانقلابه المحمول على ظهر ثورة مضادة في 30 يونيو/ حزيران 2013،
يقول موشيه يعلون، في شهادته أمام المؤتمر السنوي لمنظمة "إيباك" الأميركية المتطرفة في دعمها إسرائيل، وحماسها للسيسي، عن صيف 2013 في مصر ما يلي "قرّرنا أن نسمح للجنرال السيسي الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع في بلاده أن يستولي على السلطة بتحريك الجيش، ليصبح رئيساً، وكان يتوجب على الغرب اعتبار ذلك من مصلحتهم الاستراتيجية أيضاً".
ليست هذه الشهادة الأولى من جنرالات الاحتلال الصهيوني وحاخاماته عن ضرورة التشبث بالسيسي رئيساً لمصر، تحقيقاً للمصالح الصهيونية، فأرشيف العلاقة بينهما متخمٌ بعبارات الغزل وتصريحات الرعاية الشاملة، المتكاملة، لهذه السلطة التي ظلت إسرائيل تحلم بها سنوات حتى جاءت.
لم يبتعد محمد حسنين هيكل عن الحقيقة كثيراً، حين وصف السيسي بأنه "الزعيم الضرورة".
ليست هذه الشهادة الأولى من جنرالات الاحتلال الصهيوني وحاخاماته عن ضرورة التشبث بالسيسي رئيساً لمصر، تحقيقاً للمصالح الصهيونية، فأرشيف العلاقة بينهما متخمٌ بعبارات الغزل وتصريحات الرعاية الشاملة، المتكاملة، لهذه السلطة التي ظلت إسرائيل تحلم بها سنوات حتى جاءت.
لم يبتعد محمد حسنين هيكل عن الحقيقة كثيراً، حين وصف السيسي بأنه "الزعيم الضرورة".
نعم هو الضرورة لإسرائيل، ولكل من يريد أن يرى مصر تتضاءل، وتتناهى في الصغر، حتى تكاد لا يحسب لها أحد حساباً في العلاقات الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق