الخميس، 10 مارس 2016

قصة السيَد والوكيل والمنبوذ في الثورات

كما في تونس: هل يتحول "الثائر المنبوذ" في سوريا إلى "وكيل"؟


قصة السيَد والوكيل والمنبوذ في الثورات

خالد حسن

هناك "السيد": الغرب المسيطر والمهيمن، وهناك "الوكيل": الطبقة الحاكمة والمتنفذة، وهناك "المنبوذ": المستعمل لتحسين الصورة..

هذا ما جرى في تونس ويدفع به لضبط الصراع في سوريا: لك أن تثور، لكن في الأخير أنت محكوم بسقف السيد ومنظومة الوكيل.

وبين هذا وذاك قاموس ثري ومغري وجهاز تبريري ضخم لا يُقاوم: الحد الأدنى، الممكن، الأمر الواقع، السقف، التوافق، التسوية...

والمنبوذ: غالبا ما يعبر عن الإسلاميين والثوار، وتجده يصارع ويكافح لينال الاعتراف، لكن لتحسين الصورة فقط، كما في أنموذج تونس.

وتونس ليست بعيدة عما يُراد لسوريا: سيكافأ الثوار بمناصب ومطالب، ويبقى السيد سيدا والوكيل وكيلا وتحسن وضعية المنبوذ، بما لا يؤثر في المنظومة.

في سوريا كما في تونس ركب "السيد" موجة الثورات ويجري الآن توجيهها وضبطها بما لا يخرج عن "التبعية".

فالمنبوذ، وهم غالبا الإسلاميون، كل همه أن يُقبل في نادي اللاعبين، لكن على أن لا يتجاوز الوكيل، فضلا عن "السيد".

والأخطر في كل هذا: أن لا حرية في التحرك المؤثر ولا استقلالية فيه، إذ "المنبوذ"، وهو الثائر والإسلامي، لا يتعامل بندية وإنما يظل "تابعا".

ويأتي الجهاز التبريري، بلغة راقية منمقة تستند لإرث تاريخي وتراكم تجارب، ليصور المشهد على غير حقيقته، فتكذب ما تراه وتصدق ما تقرأه وتسمعه.

كل ما حصل في تونس، وربما يُراد أن يتحقق في سوريا، هو إدخال طرف ثالث، المنبوذ، إلى المنظومة القديمة ببعض التحسينات، فـ"السيد" أجهض الثورات عبر "الوكيل" وضرب مشروع التحرر الوطني

وما نراه في تونس، ويراد للسوريا قريبا منه، هو إعادة إنتاج المنظومة القديمة لكل مع بعض التغييرات الشكلية، و"المنبوذ" حاضر في التحسينات.

لكن هل يمكن للمنبوذ أن يصل إلى مرتبة "الوكيل"؟ ربما، قد يوصله طموحه.

وأين مشروع "المنبوذ" قبل الثورة؟ تحول إلى شريك في المنظومة القديمة المتجددة؟؟

فالمنبوذ يبحث الآن عن "اعتراف" السيد والوكيل، وتحقق له ما يريده في تونس، ويُدفع باتجاه هذا المآل في سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق